;

اضطراب الشخصية الحدية بالأسباب والتشخيص والعلاج

  • تاريخ النشر: الجمعة، 28 يناير 2022
اضطراب الشخصية الحدية بالأسباب والتشخيص والعلاج

ما هو اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية هو أحد الاضطرابات النفسية التي تظهر خلال فترة البلوغ، وفيه يعاني المريض من عدم القدرة على التحكم في سلوكه وانفعالاته بشكل يجعله يفتقد الاستقرار المطلوب في العمل والعلاقات العاطفية، فهو يعاني دائماً من تقلب حالته المزاجية لدرجة تدفعه في كثير من الأحيان إلى التهور والتصرف بدون عقلانية، وقد يشعر المريض في بعض الأوقات برغبة ملحة في إيذاء نفسه وخوض تجارب غير محسوبة؛ مثل: القيادة بسرعة جنونية، أو تجربة الكحول والمخدرات. [1]

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

لا يزال الأطباء يحاولون التعرف على السبب الحقيقي وراء اضطراب الشخصية الحدية، وإن كانت هناك بعض الأسباب التي يرجح البعض ارتباطها بهذه المشكلة، من ضمنها:

  1. الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة: يساهم إهمال الوالدين أو انفصال الطفل عن أحدهم في زيادة نسبة الإصابة بهذا الاضطراب، كما يعد الإيذاء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي الذي يتعرض له الطفل من أهم العوامل التي تجعله أكثر عرضة للإصابة.
  2. العوامل الوراثية: يعد اضطراب الشخصية الحدية أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذه المشكلة.
  3. اضطراب السيروتونين: وهو مادة كيميائية تفرز طبيعياً من المخ، وتساعد على تنظيم واستقرار الحالة المزاجية، يعتقد أن تذبذب مستوى السيروتونين من العوامل التي تزيد من معدل الإصابة باضطراب الشخصية الحدية. [1] [2]

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

تظهر أعراض الشخصية الحدية في نهاية سنوات المراهقة، ويمكن لأحد المواقف المؤلمة نفسياً أن يحفز الأعراض ويزيدها سوءاً، وتضم الأعراض ما يلي:

  • تقلب سريع في الحالة المزاجية.
  • غضب شديد وصعوبة في السيطرة على مشاعر الغضب.
  • عدم استقرار العلاقات الأسرية والعاطفية.
  • صعوبة في تكوين صداقات جديدة.
  • شعور مستمر بالفراغ وانعدام القيمة.
  • تغير المشاعر بين الحزن والقلق والخوف والكراهية في نفس الوقت.
  • خوف مستمر من هجر المقربين له، واللجوء لسلوكيات متطرفة لتجنب ابتعادهم عنه.
  • بعض السلوكيات المتطرفة ؛ مثل: الإفراط في تناول الطعام أو القيادة بتهور أو تعاطي المواد المخدرة.  
  • محاولات كثيرة للإيذاء النفسي؛ مثل: قص الشعر أو حرقه أو حتى الانتحار في بعض الحالات. [3]

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية

يعد التشخيص السليم لاضطراب الشخصية الحدية من أهم الأمور التي يعتمد عليها نجاح الخطة العلاجية؛ نظراً لتشابه أعراضه مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل اضطراب ثنائي القطب، لهذا السبب يجري الطبيب في البداية العديد من الفحوصات الطبية؛ لاستبعاد إصابة المريض بأي مشكلة صحية أخرى، كما يجري بعض المقابلات مع المريض وأفراد أسرته وأصدقائه المقربين؛ ليجمع معلومات حول تاريخه المرضي والعائلي، وسلوكياته وعلاقته بالآخرين وطبيعة الأدوية التي يتناولها. [3]

كيفية التعامل مع الشخصية الحدية

لا شك أن التعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية من أصعب الأمور التي يمكن أن يواجهها أحد، ولكن هناك بعض الإرشادات التي تساعدك على التعامل معه إلى جانب تلقيه العلاج المناسب، من أهم هذه الإرشادات:

  1. استمع إليه باهتمام وأشعره دائماً بالتعاطف.
  2. تجنب الحديث معه أثناء نوبات الغضب الشديد، وقل له بمنتهى الهدوء يمكننا الحديث في وقت لاحق.
  3. امتنع عن توجيه النقد المباشر أو اللوم إليه، واحرص على استخدام بعض الكلمات المؤيدة له؛ مثل: نعم أو أوافقك الرأي. 
  4. تجنب مصادر التشتيت أثناء حديثك معه؛ مثل: الهاتف أو التلفاز. 
  5. تذكر دائماً أنك لست مضطراً أن توافقه الرأي على كل ما يقول، لكن عليك اختيار الطريقة المناسبة التي لا تشعره فيها أنك تهاجمه.
  6. ركز على العواطف أكثر من الكلمات؛ لأنها الطريق الأسهل للتواصل مع مرضى الشخصية الحدية.
  7. استمع إلى مشاعره جيداً، لأن مريض الشخصية الحدية يشعر بالراحة عند التعبير عن آلامه.
  8. امنح نفسك وقتك ولو قصيراً للاهتمام باحتياجاتك النفسية؛ حتى لا تشعر بمرور الوقت أن معظم طاقتك منصبة على الاهتمام بالشخص المريض فقط. [4]

علاج اضطراب الشخصية الحدية

يستجيب كثير من مرضى اضطراب الشخصية الحدية إلى العلاج، وتتحسن حالتهم ولكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، يحدد الطبيب النفسي طبيعة العلاج الذي يحتاجه المريض بناءً على عمره وشدة الأعراض التي يعاني منها، ويتضمن العلاج بعض المسارات التي نوضحها في السطور القادمة.

1- العلاج النفسي

يمثل العلاج النفسي حجر الأساس في علاج اضطراب الشخصية الحدية، وهناك بعض أشكال العلاج النفسي التي يوصي الأطباء باستخدامها، مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تغيير المعتقدات والتصورات الخاطئة عند المريض، وتعليمه كيفية التعامل مع مشاعر الغضب بشكل سليم، كما يساعدك العلاج السلوكي الجدلي على أن تكون أكثر وعياً باللحظة الحالية، وتتعلم كيف تسيطر على أفكارك الانتحارية وتصرفاتك المتطرفة. [3]

2- العلاج الدوائي

لا توجد إلى الآن أدوية تجعلك تتخلص من اضطراب الشخصية الحدية، ولكن يمكن اللجوء إلى استخدام بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض المصاحبة للاضطراب، ومن ضمن هذه الأدوية:

3- مصحة العلاج النفسي

يعاني بعض المرضى من سلوكيات انتحارية وتصرفات عدوانية تدفعهم إلى إيذاء أنفسهم والآخرين، في هذه الحالة يفضل أن يبقى المريض داخل إحدى مصحات العلاج النفسي لتلقي العلاج، حتى لا يعرض حياته أو حياة الآخرين للخطر. [2]

مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية

هناك العديد من المضاعفات الشائعة التي تؤثر على مرضى اضطراب الشخصية الحدية إذا لم يتخذوا قرار العلاج، من أهم هذه المضاعفات:

  1. الإصابة بالقلق والاكتئاب.
  2. اضطراب ثنائي القطب.
  3. اضطرابات الأكل.
  4. المحاولات المتكررة للانتحار.
  5. إدمان المواد المخدرة.
  6. فشل مستمر في التعليم أو العمل.
  7. التعرض لجرائم العنف.
  8. عدم استقرار في العلاقات العاطفية والطلاق في كثير من الأحيان.
  9. التعرض لحوادث السيارات. [2]
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!