;

أسباب اضطراب البوليميا وطرق العلاج

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 مارس 2022 آخر تحديث: الأحد، 30 أكتوبر 2022
أسباب اضطراب البوليميا وطرق العلاج

دائماً ما تزكي رائحة الطعام اللذيذ أنوفنا، فتحرك رغبتنا في التهامه بشغف، لكن قد يتحول الأمر إلى إدمان صعب التوقف عنه، ثم يصير اضطراباً نعاني منه، أي ما يسمى باضطراب البوليميا، فما هي أسباب اضطراب البوليميا وطرق العلاج، وكيفية الوقاية منه.

ما هو اضطراب البوليميا

يُعرف اضطراب البوليميا (بالإنجليزية: Bulimia) بالنُهام العُصابي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa) أو الشره المرضي، ويُعد نوعاً خطيراً من أنواع اضطراب الأكل النفسي الذي يهدد الحياة. [1][2][3][4]

يسارع من يعاني من البوليميا بالتهام كمية كبيرة من الطعام في الخفاء في فترة قصيرة خلال وجبة واحدة وهو غير منتبه لما يفعله، وفي حين انتهائه يحاول التخلص من هذا الطعام بطرق غير صحية مثل التقيؤ قسراً، أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، أو تناول مدرات البول، أو الملينات، أو استخدام الحقن الشرجية، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صارم أو محاولة الصيام؛ لتجنب زيادة الوزن. [1][2][3]

غالباً ما يكون هذا الشخص المصاب مهووساً بوزنه المثالي وكثير النقد لذاته، ولعله ممن تَحكُم عليه وظيفته الالتزام بوزن ثابت مثل الذين يمارسون بعض أنواع الرياضة مثل رقص الباليه، أو الجمباز، أو عروض الأزياء، وغيرهم. [1][3]

يبدأ هذا الاضطراب في الظهور غالباً في نهاية مرحلة الطفولة وبداية فترة المراهقة ما بين 13-17 عاماً. [3][4]

أسباب اضطراب البوليميا

ما زال السبب الرئيسي مجهولاً، ومع ذلك يُعتقد أن الأسباب ترجع إلى مجموعة من العوامل المحددة تُساعد في تطور الاضطراب بشكل كبير ومنها: [1][2][3][4]

  • العوامل الوراثية.
  • التاريخ العائلي، خاصةً وجود أشخاص مصابين بالسمنة الزائدة، أو حالة من الاكتئاب، أو اضطرابات الأكل أو إدمان الكحول.
  • التعرض للصدمات أو الاعتداء الجنسي أو التعرض لشكلٍ من أشكال التنمر.
  • المؤثرات الاجتماعية. 
  • نمط التفكير والمشاعر خاصةً عدم تقدير الذات.

علاج اضطراب البوليميا

العلاج النفسي

يركز علاج النهام العصبي على الاحتياج الجسدي والنفسي من خلال توفير الاستشارات النفسية أو ما تسمى بالعلاج الحواري؛ لمناقشة مشكلة الشره والوصول إلى الأسباب الرئيسية وراء ذلك، ويعتمد العلاج على بعض الطرق التالية: [1][2][3]

العلاج السلوكي المعرفي

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) على تغيير نمط الأكل لدى المصاب والتخلص من العوامل التي أدت إلى الشره، بالإضافة إلى استبدال الأفكار والمشاعر والسلوكيات الإيجابية بالسلبية. [1][2][3]

العلاج القائم على الأسرة

يعتمد العلاج القائم على الأسرة (بالإنجليزية: Family-based treatment) على مساعدة الوالدين لأبنائهم في حل المشكلة التي سببت لهم الشره، بالإضافة إلى تنظيم الوجبات والطعام الصحي، ويستخدم هذا العلاج للأطفال والمراهقين. [1][3]

العلاج النفسي بالتواصل بين الأفراد

يركز العلاج النفسي بالتواصل بين الأفراد (بالإنجليزية: Psychotherapy Or IPT Interpersonal) على تحسين العلاقة بين المصاب والأشخاص الموجودين في حياته؛ لأن تلك المشكلات قد تؤثر على الصحة النفسية لمن يعاني من الشره. [1][3]

العلاج بالأدوية

يوصي الأطباء باستخدام مضادات الاكتئاب كحل لعلاج النهام، ومن الأدوية التي سمحت بها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية علاج الفلوكسيتين (الاسم التجاري: البروزاك) وهو نوع من مثبطات استرداد السيروتونين. [1][2][3]

العلاج في المستشفى

قد لا يحتاج من يعاني من النهام الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج إلا في حال ظهور بعض المضاعفات الخطيرة مثل الجفاف الشديد وتلف الأعضاء واختلال توازن الكهارل. [1][2][3]

العلاج من خلال التثقيف الغذائي

يعتمد أخصائي التغذية في هذه المرحلة على تعليمك عادات جيدة وصحية لتناول الطعام، ويرشدك إلى معرفة إشارات الجوع والامتلاء في جسمك؛ مما يمنحك وزناً مستقراً. [1][2][3]

العلاج من خلال الاعتناء بنفسك

بعد الانتظام على تلقي العلاج النفسي وتناول مضادات الاكتئاب، يمكنك السير على خطوات محددة من أجل الاعتناء بنفسك من خلال: [1][3]

  • تَناوُل طعام صحي غنياً بالفيتامينات والمعادن.
  • ممارسة تمارين رياضية يحددها الأخصائي النفسي.
  • التواصل مع العائلة والأصدقاء، وتجنب العزلة.
  • محاولة البعد عن كل ما يثير قلقك.
  • البعد عن تتبع وزنك والنظر في المرآة لمراقبة نفسك.

كيفية تشخيص اضطراب البوليميا

يستخدم الطبيب مجموعة مختلفة من الاختبارات لتشخيص الشره المرضي، تبدأ بالتالي: [1][2]

  • طرحه العديد من الأسئلة حول علاقتك بالطعام والتعرف على وزنك من حيث الزيادة والنقصان.
  • الفحص البدني.
  •  إجراء بعض فحوصات الدم أو البول.
  • إجراء مخطط صدى القلب الكهربي لمعرفة هل يوجد مرض بالقلب.
  • إجراء بعض الفحوصات الجسدية التي توضح صورة الجسم.
  • استخدام معايير الشره المرضي المذكورة في الدليل (بالإنجليزية: DSM-5) الذي يستخدم لغة ومعايير قياسية لتشخيص الاضطرابات النفسية.

أما فيما يخص المعايير المستخدمة لتشخيص الشره المرضي فتشمل ما يلي: [2]

  • الأكل المتكرر بشراهة.
  • محاولات التطهير أو التخلص من الطعام من خلال القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو إساءة استخدام الملينات أو الصيام.
  • النظر للذات والتقليل منها بسبب وزن الجسم.
  • عدم الإصابة بفقدان الشهية العصبي.
  • تناول الطعام بنهم ومحاولة التخلص منه مرة أسبوعياً لمدة ثلاثة أشهر.

قد صنف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الشره إلى عدة أقسام: [2]

  • مرحلة النهام المعتدلة: تحدث نوبة الشره من مرة إلى ثلاث مرات أسبوعياً.
  • مرحلة النهام المتوسطة: تحدث نوبة الشره من أربع إلى سبع مرات أسبوعياً.
  • مرحلة النهام الشديدة: تحدث نوبة الشره من ثمانِ إلى ثلاث عشرة مرة أسبوعياً.
  • مرحلة النهام الحادة: تحدث النوبات أكثر من أربع عشرة مرة أسبوعياً.

يمكن إجراء بعض الفحوصات الأخرى لاستبعاد أي مشكلات صحية أخرى قد تسبب فقدان الوزن أو زيادته. [3]

عوامل خطر الإصابة بالبوليميا

كما ذكرنا سابقاً أن أسباب الإصابة بالبوليميا غير واضحة إلا إن هناك عدة عوامل تساعد في الإصابة بهذا الاضطراب وهي: [3]

  • الجنس: يظهر هذا الاضطراب أكثر في النساء رغم ظهوره في الرجال.
  • الإصابة بالقلق والاكتئاب: التعرض لهذه الأمراض النفسية من قبل تزيد من خطر الإصابة بالبوليميا.
  • المواد المخدرة: تناول المشروبات الكحولية والمواد المخدرة له أثر كبير في الإصابة.
  • الأنظمة الغذائية: تطبيق أنظمة غذائية متكررة بصورة كبيرة من أجل إنقاص الوزن.
  • التعرض للصدمات.

مضاعفات الإصابة باضطراب البوليميا

قد يسبب فقدان الشهية العديد من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على صحة الأشخاص ومنها: [1][2][3]

  • الفشل الكلوي.
  • مشكلات القلب.
  • مشكلات اللثة وتسوس الأسنان.
  • الإمساك ومشكلات الهضم.
  • نقص التغذية.
  • الجفاف.
  • القلق والاكتئاب.
  • تناول الكحول والمواد المخدرة.
  • غياب أو عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • قرح المعدة.
  • احتقان والتهاب الحلق.
  • فتق المعدة والمريء.
  • ضعف الرغبة الجنسية.
  • زيادة محاولات الانتحار أو الأفكار الانتحارية.

كيفية الوقاية من البوليميا

نتيجة غياب السبب وراء الإصابة بالبوليميا، فقد يصعب الوقاية من هذا الاضطراب، لكن توجد بعض الطرق لتعليم الأطفال والمراهقين السلوكيات الصحية حول الطعام وصورة الجسم ومنها: [3]

  • تناول وجبات صحية منتظمة مع العائلة بقدر الإمكان.
  • عدم التحدث عن الوزن أمام الأطفال، بدلاً عن ذلك عزز السلوكيات الصحية.
  • مساعدة الأبناء على بناء الثقة بأنفسهم.
  • تجنب أنظمة إنقاص الوزن، إذا تخللها التعرض للقيء أو تناول الملينات أو مدرات البول أو الرياضة العنيفة.

في حالة الإصابة بالبوليميا لا يمكنك منعها، لكن يتمركز العلاج حول تجنب تفاقم الحالة أو الوصول لمرحلة الأذى النفسي. [3]

البوليميا اضطراب خطير قد يحدث سراً في الأطفال والمراهقين دون اكتشاف أحد لهم، وقد يتطور الأمر إلى مضاعفات صحية كبيرة؛ لذا راقب أطفالك جيداً واعتنِ بصحتهم النفسية.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!