;

اضطراب الشخصية الارتيابية

ما هي أعراض اضطراب الشخصية الارتيابية وما هي الوسائل الفعالة في التعامل معها وتشخيصها والطرق العلمية الصحيحة لعلاجها وشفائها.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 07 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 25 مايو 2023
اضطراب الشخصية الارتيابية

اضطراب الشخصية الارتيابية (بالإنجليزية: Paranoid Personality Disorder)، أو اضطراب جنون العظمة كما يطلق عليه، نلقي الضوء على هذا المرض النفسي معاً من خلال السطور القادمة، لنتعرف على أسباب الإصابة به، وأعراض جنون العظمة وكيفية تشخيصه، وطرق العلاج المجربة والمتاحة.

ما هو اضطراب الشخصية الارتيابية

اضطراب الشخصية الارتيابية (بالإنجليزية: Paranoid Personality Disorder)، أو اضطراب جنون العظمة كما يطلق عليه، هو أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني أصحابها من فقدان الثقة في من حولهم، والشك المستمر فيهم دون أي سبب لذلك، كما أن لديهم شعوراً دائماً برغبة الآخرين في إلحاق الأذى بهم، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على علاقتهم بمن حولهم، وقدرتهم على أداء مهامهم اليومية.

تبدأ أعراض هذا الاضطراب عادةً في مرحلة الطفولة أو البلوغ، وتشير بعض الأبحاث أنه يؤثر بشكل أكبر على الرجال مقارنةً بالنساء.[1]  

أسباب اضطراب الشخصية الارتيابية

لم يتمكن علماء الطب النفسي من تحديد أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الارتيابية حتى الآن، لكن هناك بعض النظريات التي ترجح ارتباطه ببعض العوامل الوراثية، حيث يزيد معدل الإصابة به في العائلات التي لديها تاريخ مرضي للإصابة بالفصام والاضطراب الوهمي، كما يرجح بعض العلماء دور صدمات الطفولة الجسدية والنفسية في ظهور الأعراض وتطورها. [2]

هناك بعض العوامل التي يعتقد أنها تزيد من معدل الإصابة باضطراب الشخصية الارتيابية، من ضمنها:[2]

  • النشأة في أسرة منخفضة الدخل.
  • فقدان الزوج أو الزوجة.
  • الطلاق أو الانفصال.
  • عدم الزواج مطلقاً.

أعراض اضطراب الشخصية الارتيابية

لا يشعر مريض اضطراب الشخصية الارتيابية أن سلوكه غير طبيعي أو خارج عن المألوف، بل على العكس يجد لنفسه دوافع مستمرة للشك في من حوله، أو التعامل معهم بطريقة عدائية في كثير من الأوقات؛ مما يثير غضب من حوله في بعض الأحيان، ويجعله ذلك يتأكد من شكوكه الأصلية، و هناك بعض السمات المميزة لأصحاب الشخصية الارتيابية، من أبرز هذه السمات: [3]

  • الشك المستمر في ولاء وصدق من حوله، واعتقاده أنهم يستغلونه أو يخدعونه دائماً.
  • عدم كشفه عن أي معلومات شخصية لمن حوله؛ خوفاً من استخدام هذه المعلومات ضده.
  • تحميل العبارات البريئة التي يسمعها من الآخرين معنًى بعيداً تماماً عن معناها الحقيقي.
  • الإفراط في الحساسية وعدم تقبل النقد من الآخرين.
  • الغيرة المستمرة والرغبة في السيطرة على من حوله.
  • عدم القدرة على التسامح أو العفو عن الآخرين عندما يخطئون.
  • الشك المستمر في خيانة شريك الحياة وعدم إخلاصه له.
  • الشعور الدائم بهجوم الآخرين عليه، والرغبة المستمرة في الانتقام.
  • إيجاد صعوبة كبيرة في الاسترخاء.

تشخيص اضطراب الشخصية الارتيابية

في أغلب الحالات، يعانى مريض الشخصية الارتيابية من أمراض نفسية مصاحبة مثل الاكتئاب والقلق، كما تتشابه أعراض بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مع اضطراب الشخصية الارتيابية؛ مثل: اضطراب الشخصية الحدية والفصام، الأمر الذي يزيد من صعوبة التشخيص في كثير من الأحيان.

يبدأ الطبيب في تشخيص الحالة بتجميع التاريخ الطبي الكامل للمريض، واستبعاد إصابته بأي مشكلة أخرى من المحتمل أن تتسبب في الأعراض، فعلى سبيل المثال يجري الطبيب بعض التحاليل الطبية؛  للتأكد من عدم تعاطي المريض للمواد المخدرة، نظراً لوجود أعراض مشتركة بين اضطراب الشخصية الارتيابية والإدمان.

هناك بعض الأعراض المميزة التي تساعد الطبيب على تشخيص الشخصية الارتيابية، واستبعاد إصابة المريض بأي اضطراب نفسي مشابه.
فعلى سبيل المثال يفتقد مريض الشخصية الارتيابية الهلاوس السمعية والأفكار الوهمية الغريبة التي يتعرض لها مرضى الفصام والاضطراب الوهمي، كما يستند الأطباء إلى بعض الآليات التي تساعدهم في تقييم الحالة، وتحديد نوع الاضطراب الذي يعاني منه المريض.[1][2]

كيفية التعامل مع الشخصية الارتيابية

  1. يواجه الأشخاص المحيطون بمريض الشخصية الارتيابية تحدياً كبيراً في التعامل معه، فهو لا يراهم على حقيقتهم، بل يبدو كأنه يرتدي نظارةً تشوه صورة كل من حوله.
  2. يفقد الثقة فيمن حوله جميعاً؛ لهذا السبب ينبغي تشجيع المريض على اتخاذ قرار العلاج مبكراً؛ لأنه سيختصر على المريض رحلة طويلة من المعاناة قد يتعرض فيها لخسارة من يحبهم.
  3. ينصح الأطباء دائماً بضرورة وضع حدود في التعامل مع مرضى الشخصية الارتيابية من البداية، وعدم تقبل المعاملة السيئة من المريض مطلقاً على اعتبار أن ذلك يساعده في التخلص من شعوره بالإحباط؛ لأن ذلك لن يساعده على تخطي المشكلة بل بالعكس، يشجعه على التمادي في سلوكه المتطرف.
  4. يمكن أن يساعدك المعالج النفسي في تحديد الخطوط العريضة للتعامل مع المريض وفهم توقعاته، حتى تتمكن بمرور الوقت من التعامل الأمثل مع شخصيته. [4]

علاج اضطراب الشخصية الارتيابية

لا يعد قرار العلاج أمراً سهلاً عند مريض الشخصية الارتيابية، فهو من ناحية لا يشعر أن لديه سلوكاً استثنائياً مرفوضاً من الآخرين، أو يستدعي العلاج من الأساس، ومن ناحية أخرى فإن أزمة الثقة التي يعاني منها هذا المريض تجعله يشك في من حوله، أو حتى يشكك في دوافع المعالج النفسي في بعض الأحيان.

العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي عن طريق الحوار هو الأساس في علاج أعراض اضطراب الشخصية الارتيابية، ومن خلاله يتعلم المريض كيفية التعامل مع هذا الاضطراب، والتعامل مع الآخرين في المواقف المختلفة، كما يركز المعالج النفسي أثناء الجلسات على زيادة مهارات التأقلم، وتعزيز احترام الذات.

العلاج الدوائي

لا يعد العلاج الدوائي من المحاور الرئيسية التي يعتمد عليها العلاج، لكن يمكن استخدام الأدوية إذا كان المريض يعاني من بعض الاضطرابات النفسية المصاحبة؛ مثل: الاكتئاب واضطراب القلق. من أشهر الأدوية التي تستخدم في العلاج: مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية والبنزوديازيبينات. [1] [3]

مضاعفات اضطراب الشخصية الارتيابية

لا يوجد حتى الآن علاج نهائي يقضي على أعراض اضطراب الشخصية الارتيابية، لهذا السبب يحتاج المريض إلى تلقي العلاج مدى الحياة؛ حتى لا تعود إليه الأعراض مرة أخرى، وإلا سيكون أكثر عرضة للمضاعفات التي يمكن أن تؤثر على مرضى الشخصية الارتيابية، من أشهر هذه المضاعفات: [3]

  • عدم القدرة على تكوين العلاقات أو الحفاظ عليها.
  • الفشل في العمل أو خسارة الوظيفة في بعض الأحيان. 
  • التورط في معارك قانونية باستمرار.
  • مقاضاة أشخاص أو شركات؛ اعتقاداً منه أنهم يحتالون عليه.

تناولنا بشيء من التحليل والتفصيل كل ما يهمك معرفته عن اضطراب الشخصية الارتيابية أو جنون العظمة، وتطرقنا إلى أهم العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بالشخصية الارتيابية، كما تعرفنا على طرق التشخيص والعلاج، وما قد يعانيه المصاب بجنون العظمة من مضاعفات تعوق نجاحه في حياته الاجتماعية.