;

أعراض وأسباب اضطراب الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية يختلف عن الخجل والقلق الاجتماعي ويعد اضطراباً في الشخصية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 يناير 2023 آخر تحديث: الأربعاء، 10 يناير 2024
أعراض وأسباب اضطراب الشخصية التجنبية

الخوف من رفض الآخرين أو نقدهم لنا أمراً طبيعياً لكن عندما يعيق هذا الخوف من الرفض حياتنا الاجتماعية والعملية يتحول إلى اضطراب الشخصية التجنبية الذي يصيب الشخص بالعديد من الأعراض التي تجعله معزولاً عن مجتمعه، لنتعرف في هذا المقال على أعراض وأسباب اضطراب الشخصية التجنبية.

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية (بالإنجليزية: (Avoidant personality disorder والذي يُشار إليه باختصار (AVPD) هو واحد من مجموعة الحالات المعروفة باسم اضطرابات الشخصية حيث يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية من شعور مزمن بعدم الملاءمة، والحساسية تجاه الرفض من الآخرين، ويتميز هذا الاضطراب بالخجل الشديد، ولا يشعرون بقيمة أنفسهم، ويقضون الكثير من الوقت في التركيز على عيوبهم ويترددون جدًا في تكوين علاقات يمكن أن يحدث فيها الرفض أو الحكم عليهم من قبل الآخرين. 

الشعور بالخوف من الرفض يؤدي غالبًا إلى الشعور بالوحدة والانفصال عن العلاقات في العمل وفي أي مكان آخر، وقد يرفض الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية أيضًا الترقيات في العمل أو يختلقون أعذارًا لتفويت الاجتماعات أو يخافون جدًا من الانخراط في الأحداث التي قد يكوّنون فيها صداقات.

يرغب بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية في تكوين علاقات مع الآخرين لكنهم يجدون صعوبة بالغة في الحفاظ عليها، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يرغبون في التواصل لكن الخوف والرهبة يمنعهم.[1][2]

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

الخوف من الرفض قوي جدًا لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبية لذلك يختارون العزلة بدلاً من المخاطرة بالرفض في العلاقات، بجانب خوفهم من الإذلال ويمكن أن يختلف نمط السلوك لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من معتدل إلى شديد، وتشمل الأعراض المشتركة الأخرى للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب ما يلي:

  • يتسمون بحساسية مفرطة ومن السهل إيذاؤهم بالنقد أو الرفض.
  • لديهم القليل من الأصدقاء المقربين، إن وجدوا.
  • يترددون في الانخراط مع الآخرين ما لم يكونوا متأكدين من أنهم محبوبون.
  • يعانون من القلق الشديد، والعصبية، والخوف في الأوساط الاجتماعية والعلاقات مما يؤدي بهم إلى تجنب الأنشطة أو الوظائف التي تقوم على التواصل الاجتماعي.
  • خجولون للغاية في المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من فعل شيء خاطئ أو الإحراج.
  • يميلون إلى المبالغة في المشاكل المحتملة.
  • لديهم صورة ذاتية سيئة، ويرون أنهم غير مناسبين وأقل شأناً، وشعور بالدونية والنقص.
  • عدم الثقة بالآخرين.
  • تجنب اتخاذ القرارات.
  • إساءة تفسير المواقف المحايدة على أنها سلبية.
  • عدم الرغبة في المخاطرة أو تجربة أشياء جديدة.
  • اليقظة المفرطة حيث يبالغ الأشخاص في تحليل تعبيرات وكلمات الآخرين لاكتشاف الرفض.
  • العزل الذاتي بسبب خوفهم من الرفض حيث يتجنب الأشخاص التواصل الاجتماعي.
  • يرغب الأشخاص المصابون بـاضطراب الشخصية التجنبية في المودة والموافقة، وقد يتخيلون العلاقات الصحية المثالية التي يفتقرون إليها[1][2][3]

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

السبب الدقيق لاضطراب الشخصية التجنبية غير معروف، مع ذلك يعتقد الباحثون أن الأسباب مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، وتشمل الأسباب المحتملة ما يلي:

إهمال الطفولة

قد ترتبط التجارب الصادمة المبكرة وإهمال الطفولة بتطور اضطراب الشخصية التجنبية حيث تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يجدون الآباء أو القائمين على رعايتهم يفتقرون إلى المودة والتشجيع، ويتعرضون للرفض منهم قد يكونون في خطر متزايد للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية، وكذلك الأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة، والإهمال، ومستوى رعاية أقل بشكل عام لذلك قد يتجنب الأطفال الاختلاط بالآخرين كإستراتيجية للتكيف.

عوامل بيئية

تلعب العوامل البيئية خاصة في مرحلة الطفولة دورًا مهمًا فالخجل غالبًا ما يكون طبيعيًا عند الأطفال الصغار ويستمر حتى فترة المراهقة والبلوغ عند المصابين باضطراب الشخصية التجنبية، وغالبًا ما يبلغ الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب عن التجارب السابقة لرفض الوالدين أو الأصدقاء والتي يمكن أن تؤثر على تقدير الشخص لذاته وشعوره بالقيمة، وتشمل العوامل الأخرى ما يلي:

  • سوء المعاملة العاطفية.
  • توجيه النقد الدائم للشخص.
  • السخرية.
  • الرفض من قبل الأصدقاء.

عوامل وراثية

يشير بعض العلماء أن اضطراب الشخصية التجنبية قابل للتوريث، لكن الدراسات أظهرت تفاعلًا معقدًا بين الجينات والبيئة في تطوير اضطراب الشخصية التجنبية، ويحتاج الأمر إلى المزيد من الأبحاث لإثباته.[1][2]

علاج اضطراب الشخصية التجنبية 

يعد علاج اضطرابات الشخصية أمرًا صعبًا لأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لديهم أنماط عميقة الجذور من التفكير والسلوك موجودة منذ سنوات عديدة، مع ذلك هم الأكثر استجابة للعلاج لرغبتهم الشديدة في التخلص من اضطراب الشخصية التجنبية الذي يسبب لهم الكثير من المشكلات الاجتماعية ويعيق تواصلهم مع الآخرين، ومواصلة حياتهم بصورة طبيعية، وهذه الرغبة هي المحفز الجيد للعلاج، ويمكن علاج اضطراب الشخصية التجنبية كما يلي:

العلاج النفسي

العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي لاضطراب الشخصية التجنبية حيث يركز على تغيير تفكير الشخص أي العلاج المعرفي بجانب العلاج السلوكي، ويركز العلاج على التغلب على المخاوف، وتغيير عمليات التفكير والسلوكيات، ومساعدة الشخص على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية.

العلاج بالدواء

لا يوجد أدوية حاليًا معتمدة خصيصًا لعلاج اضطراب الشخصية التجنبية، مع ذلك إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات أخرى ذات صلة مثل مرض الاكتئاب أو القلق، فقد يتم وصف الأدوية لتخفيف هذه الأعراض مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق التي تفيد في تحسين الحالة المزاجية وانعدام التلذذ، وتقليل أعراض القلق، وقد تقلل أيضًا من الحساسية تجاه الرفض، لكن يجب استشارة الطبيب أولاً.

يجب إجراء العلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي، ويكون علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أكثر فاعلية عندما يكون أفراد الأسرة داعمين للمريض. [1][4]

تشخيص ومضاعفات اضطراب الشخصية التجنبية

يبدأ الطبيب التقييم في حالة وجود أعراض عن طريق إجراء تاريخ طبي كامل وفحص بدني، على الرغم من عدم وجود أي اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب أو المعالج اختبارات تشخيصية متنوعة لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض.

عادة ما يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية عند البالغين حيث لا تزال شخصيات الأطفال تتطور ويمكن أن تكون السلوكيات مثل الخجل تجارب طبيعية في مرحلة الطفولة والتي يتم تجاوزها لاحقًا، ويجب أن يكون لدى الشخص نمط ثابت من تجنب الاتصال الاجتماعي، والإفراط في الحساسية تجاه الرفض والنقد، والشعور بعدم الملاءمة.

عندما لا يحصل الشخص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية على العلاج يصبح معزولًا عن المجتمع، مما يتسبب في صعوبات طويلة الأمد في العمل والوظيفة الاجتماعية لأنهم يستخدمون التجنب كاستراتيجية التأقلم الوحيدة لديهم، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وتعاطي المخدرات.[1][2][3]

الفرق بين اضطراب الشخصية التجنبية واضطراب القلق الاجتماعي

اضطراب الشخصية التجنبية مشابهًا جدًا لاضطراب القلق الاجتماعي، مع بعض التداخل في الأعراض، مع ذلك فهي حالات متميزة لها أسباب مختلفة، والقلق الاجتماعي مثله مثل اضطراب الشخصية التجنبية هو نوع من اضطرابات القلق التي تجعل الناس يشعرون بأن الآخرين سيحكمون عليهم أو يرفضونهم.

اضطراب القلق الاجتماعي ناتج عن مستويات عالية من القلق، لكن اضطراب الشخصية التجنبية ينتج عن الشعور الكبير بعدم القيمة، ويمكن تشخيص الشخص بكلتا الحالتين، ويشترك اضطراب القلق الاجتماعي واضطراب الشخصية التجنبية في الأعراض، ويعد اضطراب الشخصية التجنبية شكلاً أكثر حدة من القلق الاجتماعي. [4]

علاج اضطراب الشخصية التجنبية هو عملية طويلة لكنها تغير حياة الإنسان إلى الأفضل وتجعله يمارس حياته الاجتماعية بصورة أفضل، لذلك لا تتردد في طلب المساعدة الطبية النفسية.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!