اضطراب الشخصية التمثيلي

تتعدد الاضطرابات الشخصية في مجال الأمراض النفسية، وقد لا يؤثر الاضطراب على حياتك وسلوكياتك بين الحين والآخر فقط، إنها هو نمط سلوكي يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن. ومن هذه الاضطرابات اضطراب الشخصية التمثيلي، فما هو هذا الاضطراب؟ وما أهم أسبابه؟ 

اضطراب الشخصية التمثيلي

اضطراب الشخصية التمثيلي أو الهستيري أو الدرامي (بالإنجليزية: Personality Disorder Histrionic Or HPD) هو واحد من مجموعة الاضطرابات الشخصية الدراماتيكية أو العاطفية أو غير المنتظمة، يتمثل هذا الاضطراب بالانفعال الزائد والشعور بالحاجة إلى جذب انتباه الآخرين.

إن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التمثيلي لديهم صورة ذهنية مشوهة عن أنفسهم، لذا قد يلجأون إلى التصرفات الغريبة والدرامية، وقد يظهر هذا الاضطراب على النساء أكثر من الرجال. ^[1]  

أسباب اضطراب الشخصية التمثيلي

على الرغم أن السبب الدقيق لاضطراب الشخصية التمثيلية غير معروف، إلا أنه يمكن أن تزيد عوامل مختلفة من خطر الإصابة بهذا الاضطراب؛ مثل: ^[2]  

• تعرض البعض لسوء المعاملة أو الصدمة أو الإهمال خلال طفولتهم.
• الافتقار إلى التعزيز الإيجابي للسلوكيات الدرامية أثناء الطفولة.
• تاريخ عائلي من اضطرابات الشخصية أو القلق أو الاكتئاب. 
• مكافأة الطفل على سلوك البحث عن الاهتمام بين الآخرين.
• قلة النقد أو عدم الانضباط في اتباع وسائل عقاب الطفل.
• إصابة أحد الوالدين باضطراب الشخصية التمثيلي.
• شعور الطفل بقلة الاهتمام من قبل الوالدين.

أعراض اضطراب الشخصية التمثيلي

في كثير من الحالات، يتمتع الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيري بمهارات اجتماعية جيدة، ومع ذلك، فإنهم يميلون إلى استخدام هذه المهارات للتلاعب بالآخرين حتى يكونوا مركز الاهتمام، قد يقوم الشخص المصاب بهذا الاضطراب أيضاً بما يلي: ^[1]

• إظهار السلوك المغري أو الاستفزازي الجنسي غير المناسب.
• عدم الارتياح في المواقف التي لا تكون فيها محط الاهتمام.
• اعتبار العلاقات أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.
• عدم التفكير قبل التصرف واتخاذ قرارات متهورة.
• استخدام أسلوب التهديد أو محاولة الانتحار؛ لجذب الانتباه.
• إظهار المشاعر التي تبدو سطحية وتتغير بسرعة.
• التحدث بشكل غامض، يفتقر إلى التفاصيل.
• سهولة التأثر بالآخرين أو بالظروف.
• البحث باستمرار عن الطمأنينة أو القبول.
• الشعور بالتوتر والاكتئاب، والحزن، والعزلة.
• استخدام المظهر الجسدي؛ لجذب الانتباه من خلال ارتداء ملابس ذات ألوان زاهية أو ملابس مكشوفة.
• إظهار السلوك الدرامي والمسرحي بمشاعر مبالغ فيها لدرجة لا مانع بإحراج الأصدقاء أو العائلة في الأماكن العامة.

تشخيص اضطراب الشخصية التمثيلي

تستمر الشخصية في التطور خلال نمو الطفل وفي مرحلة المراهقة، لهذا السبب، لا يقوم مقدمو الرعاية الصحية عادةً بتشخيص شخص مصاب باضطراب الشخصية الدرامي إلا بعد سن 18 عاماً، حيث عادةً ما يظهر اضطراب الشخصية التمثيلي في مرحلة أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات.

قد يصعب تشخيص اضطرابات الشخصية، بما في ذلك اضطراب الشخصية التمثيلية، نظراً لأن معظم الأشخاص المصابين به لا يعتقدون أن هناك مشكلة في سلوكهم أو طريقة تفكيرهم، عندما يشتبه أخصائي الصحة العقلية أو الطبيب نفسي في أن شخصاً ما قد يكون مصاباً باضطراب الشخصية الدرامي، فغالباً ما يطرحون أسئلة عامة واسعة النطاق تلقي الضوء على: ^[1]

• التاريخ الماضي.
• العلاقات بشكل عام.
• تاريخ العمل السابق.
• اختبار الواقع.
• كيفية السيطرة على الاندفاع.

نظراً لأن الشخص الذي يُشتبه في إصابته باضطراب الشخصية التمثيلي قد يفتقر إلى الوعي بسلوكياته، فقد يطلب اختصاصي الصحة العقلية جمع معلومات من عائلة الشخص وأصدقائه، تتطلب معايير تشخيص اضطراب الشخصية التمثيلي بتلبية خمسة أو أكثر من وجود علامات وأعراض اضطراب الشخصية التي تم ذكرها سابقا. ^[1]

علاج اضطراب الشخصية التمثيلي

بشكل عام، لا يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيري أنهم بحاجة إلى العلاج، كما يميلون أيضاً إلى المبالغة في مشاعرهم وكراهية الروتين اليومي، مما يجعل اتباع خطة العلاج أمراً صعباً، ومع ذلك، قد يطلبون المساعدة إذا كان الاكتئاب الذي قد يكون مرتبطاً بخسارة أو علاقة فاشلة أو مشكلة أخرى ناجمة عن أفعالهم تسبب لهم الضيق. يشمل علاج اضطراب الشخصية التمثيلية ما يلي: ^[3]  

1. العلاج النفسي، بشكل عام هو الخيار العلاجي الأكثر شيوعاً، الهدف من هذا العلاج هو مساعدة الفرد على الكشف عن الدوافع والمخاوف المرتبطة بأفكاره وسلوكه، ومساعدة الشخص على تعلم الارتباط بالآخرين بطريقة أكثر إيجابية.
2. يمكن استخدام الأدوية أحياناً كعلاج لحالات أخرى قد تكون موجودة أيضاً مع هذا الاضطراب؛ مثل: الاكتئاب والقلق.

المضاعفات المحتملة لاضطراب الشخصية التمثيلية

الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الدرامي، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، واضطرابات تعاطي المخدرات؛ مثل: اضطراب تعاطي الكحول، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بـ: ^[1]

1. اضطراب الأعراض الجسدية، هو اضطراب يشعر فيه الأفراد بضيق شديد بسبب الأعراض الجسدية التي يعانون منها، قد يكون لديهم أيضاً أفكار، ومشاعر، وسلوكيات غير طبيعية استجابة لأعراضهم.
2. نوبات الهلع، تسبب نوبة الهلع مشاعر خوف مفاجئة وردود فعل جسدية قوية استجابة للمواقف العادية التي لا تنطوي على تهديد فقط.
3. اضطرابات التحويل: يُطلق على اضطراب التحويل أيضاً اسم اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية، وهو مشكلة طبية تنطوي على فقدان وظيفة جزء من جهازك العصبي.
4. الانتحار، قد ينطوي سلوك الاهتمام الشديد لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التمثيلي على تهديدات وإيماءات انتحارية متكررة.

على الرغم من أن الوقاية من اضطراب الشخصية الهستيري قد لا تكون ممكنة، إلا أنه من المهم أن تتذكر أن اضطراب الشخصية التمثيلي هو حالة صحية عقلية، كما هو الحال مع جميع حالات الصحة العقلية، فإن طلب المساعدة بمجرد ظهور الأعراض يمكن أن يساعد في تقليل الاضطرابات في حياتك، وطرح خطط علاج يمكن أن تساعدك في إدارة أفكارك وسلوكياتك.