;

اضطراب القلق الاكتئابي

اضطراب القلق الاكتئابي من الاضطرابات النفسية الشائعة التي ينبغي التعرف على أسبابها، وأعراضها، والطرق المختلفة لعلاجها.

  • تاريخ النشر: الأحد، 02 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 03 مايو 2023
اضطراب القلق الاكتئابي

لا شك أن التعامل مع مشاعر القلق والحزن التي تحدث في وقت واحد من أصعب الأمور التي يواجهها أي شخص، تلك هي مشكلة اضطراب القلق الاكتئابي التي نلقي عليها الضوء في مقال اليوم، ونستعرض أعراضها، وأسبابها، وكيفية تشخيصها وعلاجها بالطرق الطبية المختلفة.

ما هو اضطراب القلق الاكتئابي

اضطراب القلق الاكتئابي أو كما يطلق عليه في كثير من الأحيان اضطراب القلق والاكتئاب المختلط (بالإنجليزية: Mixed Anxiety Depressive Disorder) هو مشكلة نفسية شائعة، يعاني فيها المرضى من اقتران أعراض القلق بأعراض الاكتئاب في نفس الوقت، وهي أعراض تختلف بالتأكيد عن مشاعر الحزن والقلق التي تظهر كاستجابة طبيعية للضغوط العصبية التي يتعرض لها أغلبنا يومياً، لأن استمرار المشاعر الشديدة للحزن والقلق يشير بالتأكيد إلى معاناة المريض من أحد الاضطرابات النفسية. [1]

على الرغم من أن مشكلتي القلق والاكتئاب من المشكلات المختلفة، إلا أن هناك العديد من الإحصائيات التي رصدت وجود علاقة وثيقة بينهما، حيث تشير هذه الإحصائيات إلى معاناة حوالي 58% من مرضى الاكتئاب الشديد من أعراض القلق، كما أن حوالي 17% من مرضى القلق لديهم أيضاً أعراض اكتئاب. [2]

أعراض اضطراب القلق الاكتئابي

تتضمن أعراض القلق الاكتئابي مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي يعاني منها المرضى بشكل مستمر، ولفترة زمنية طويلة، نخصص هذا الجزء من المقال لنستعرض أبرز هذه الأعراض. [3]

الأعراض النفسية

يعاني مرضى القلق والاكتئاب المختلط من مجموعة من الأعراض النفسية المميزة، من أهمها: [3]

  • الأفكار السلبية.
  • الشعور بالقلق.
  • الشعور المستمر بالضيق.
  • الشعور بالحزن واليأس.
  • المعاناة من صعوبة التركيز.
  • عدم القدرة على الاستمتاع  بالأشياء التي اعتاد عليها المريض.

الأعراض الجسدية

لا تقتصر أعراض القلق الاكتئابي على الأعراض النفسية فحسب، فهناك مجموعة من الأعراض الجسدية التي تعكس إصابة المريض باضطراب نفسي سببه القلق والاكتئاب، من أهم هذه الأعراض الجسدية: [3]

  •  الغثيان.
  • الألم العضلي.
  • فقدان الشهية.
  • التعرق الزائد.
  • الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
  • قلة الاهتمام بممارسة الجنس.
  • فقدان الوزن أو زيادته دون مبرر.

أسباب اضطراب القلق الاكتئابي

هناك العديد من الأبحاث التي تناولت أسباب الإصابة باضطراب الاكتئاب والقلق المختلط، ربطت معظم هذه الأبحاث بين مجموعة من العوامل البيولوجية، والنفسية، والبيئية، وبين الإصابة بهذا الاضطراب النفسي، إلى جانب الاستعداد الوراثي الذي يساهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض. [2]

تتضمن الأسباب البيولوجية المرتبطة باضطراب القلق الاكتئابي الاختلالات التي تحدث في مستوى النواقل العصبية التي يفرزها المخ، بينما تشمل العوامل النفسية الصدمات العصبية والنفسية التي يمر بها الإنسان؛ مثل: المرض، أو الطلاق، أو التقاعد من العمل، إلى جانب الحياة في بيئة غير مستقرة من الناحية الاجتماعية، أو الاقتصادية. [2]

أوضحت الدراسات وجود سبب آخر هام للإصابة باضطراب القلق الاكتئابي، وهو تأثير هيكل شخصية المريض على مشاعره، فعلى سبيل المثال، نجد أن النقد الذاتي، والرغبة الدائمة في الوصول إلى الكمال، إلى جانب وضع معايير عالية للأحلام التي يرغب الشخص في تحقيقها، وكونه شخصاً يميل إلى رؤية نصف الكوب الفارغ، من أبرز العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بأعراض القلق والاكتئاب. [3]

عوامل خطر اضطراب القلق الاكتئابي

إلى جانب الأسباب الرئيسية التي تحدثنا عنها، هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من نسبة الإصابة باضطراب القلق الاكتئابي، تتضمن هذه العوامل: [2]

  • الإناث.
  • الحياة في بيئة فقيرة.
  • تدني احترام الذات.
  • تزايد الضغوط النفسية.
  • الإصابة بأحد الأمراض الخطيرة.
  • الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية.
  • افتقار الدعم الأسري والاجتماعي.
  • المعاناة من إحدى الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة.
  • إدمان المواد المخدرة، أو الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.

تشخيص اضطراب القلق الاكتئابي

يعد تشخيص اضطراب القلق والاكتئاب المختلط من الأمور الصعبة نسبياً؛ نظراً لوجود تشابه بين أعراض الاكتئاب والقلق، وهناك بعض المعايير التي حددها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية لتشخيص هذه المشكلة، أهمها استمرار الشعور بالضيق والحزن لمدة 4 أسابيع متصلة، إلى جانب توفر 4 على الأقل من هذه الشروط: [2]

  1. اضطرابات النوم، وصعوبة التركيز.
  2. توقع الأسوأ دائماً، والشعور بانعدام القيمة.
  3. الشعور بالتشاؤم واليأس، والرغبة الدائمة في البكاء.
  4. الأعراض غير ناتجة عن الإصابة بمرض، أو استخدام أدوية.
  5. الأعراض لا تستوفي المعايير التشخيصية للاضطرابات النفسية الأخرى.
  6. الأعراض تسبب عدم قدرة الشخص على ممارسة مهام حياته اليومية بشكل طبيعي.

علاج اضطراب القلق والاكتئاب المختلط

بمجرد أن يتلقى المريض تشخيصاً من الطبيب يؤكد إصابته باضطراب القلق والاكتئاب المختلط، يضع الطبيب خطة علاجية تتضمن مجموعة من المسارات الطبية التي تساهم في علاج هذه المشكلة، نستعرض هذه المسارات في هذا الجزء من المقال. [4]

العلاج الدوائي

يصف الأطباء مجموعة من الأدوية التي تساهم في التغلب على أعراض القلق والاكتئاب معاً، من أشهر هذه الأدوية: [4]

  • البوبروبيون.
  • الميرتازابين.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنور إبينيفرين.

يستغرق العلاج باستخدام هذه الأدوية عدة أشهر حتى يظهر تحسن على أعراض المريض، وقد يضطر بعض المرضى إلى تجربة عدة أنواع من الأدوية حتى يجدوا الأفضل بينهم. [4]

العلاج النفسي

هناك عدة أنماط من العلاج النفسي تساعد على التحكم في أعراض القلق والتوتر، من أشهر هذه الأنماط: [4]

  1. العلاج السلوكي المعرفي: يتضمن هذا الشكل من العلاج مجموعة من الجلسات التي يتحدث من خلالها الطبيب مع المريض حول بعض الأفكار الخاطئة، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.
  2. العلاج الشخصي: يساعد العلاج الشخصي على توجيه المريض إلى كيفية التواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
  3. علاج حل المشكلات: يساهم هذا النمط من العلاج على منح المريض المهارات اللازمة للتحكم في الأعراض.

تعديل نمط الحياة

لا يقتصر علاج اضطراب القلق الاكتئابي على العلاج الدوائي، وجلسات العلاج النفسي فحسب، لذا ينصح الأطباء بضرورة تعديل نمط الحياة، حيث تساهم الرياضة بشكل فعال في تحسين الحالة المزاجية، وتعزيز احترام الذات، كما يساعد النظام الغذائي الصحي على التحكم في الأعراض؛ لأن الاكتئاب يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات. [4]

نصائح للتعامل مع القلق والاكتئاب

إلى جانب الطرق العلاجية، هناك مجموعة من الإرشادات التي تساعدك على التحكم في أعراض القلق الاكتئابي، والتأقلم معها، من أهم هذه الإرشادات: [4]

  1. وضع أهداف جديدة: عليك أن تضع أهداف واقعية لكل مرحلة في حياتك، وأن تبتعد عن المثالية عند وضعك لهذه الخطط.
  2. الحد من الفوضى: ينبغي أن تساعد عقلك على أن يكون أكثر راحة، عن طريق الحد من الفوضى، وترتيب صندوق البريد الإلكتروني؛ حتى لا تشعر أن هناك مهام كثيرة ملقاة على عاتقك في نفس الوقت.
  3. الأنشطة المفضلة: ينبغي أن تخصص وقتاً في يومك لتمارس فيه أنشطتك المفضلة، سواء كانت هذه الأنشطة رياضية، أو اجتماعية، أو فنية.
  4. قراءة كتاب جديد: تعد القراءة من أفضل الطرق التي تساعدك على الاسترخاء، خاصةً إذا كان الكتاب الذي اخترت قراءته في مجالك المفضل.
  5. اكتشاف المواهب: إذا لم يكن لديك موهبة حتى الآن، أو فقدت اهتمامك بها لوقت طويل، يمكنك إعادة اكتشافها من جديد؛ لأنها من أهم الأمور التي تساعدك على إعادة اكتشاف قوتك الحقيقية.

اضطراب القلق الاكتئابي من الاضطرابات النفسية الشائعة التي يعاني أصحابها من أعراض القلق والاكتئاب في آن واحد، وهناك العديد من المسارات الطبية التي تساهم في علاج هذه المشكلة، إلى جانب بعض الإرشادات التي تساعد المريض على التأقلم، والتغلب على الأعراض.