;

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

  • تاريخ النشر: الجمعة، 17 يونيو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 10 يناير 2023
أعراض اضطراب الشخصية الحدية

يسبب اضطراب الشخصية الحدية تقلبات مزاجية شديدة، وعدم استقرار في العلاقات، مع الخوف الدائم من الهجر، والاندفاع، مع العلم أن أغلب المصابين به لا يدركون أن لديهم ذلك الاضطراب وليس لديهم أدنى معرفة بأن هناك طريقة صحية وطبيعية للتصرف والتعامل مع الآخرين. سنوضح الآن أعراض اضطراب الشخصية الحدية، وطرق التشخيص والعلاج. [1]

ما هو اضطراب الشخصية الحدية

يعد اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder Or BPD) حالة صحية عقلية تنضم إلى الفئة ب من مجموعة تسمى اضطرابات الشخصية، وينتج عن هذا الاضطراب أنماط سلوكية مختلة وظيفياً وطويلة الأمد، تؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية مع الشعور بالغضب وأحياناً يفكر الشخص المصاب به في الانتحار، ومع ذلك فإن التشخيص المبكر يساعد في تعرف الشخص على حالته وبدء خطوات العلاج للتعايش مع هذا الاضطراب بسلام. [1]

ما هي أعراض اضطراب الشخصية الحدية

يسبب اضطراب الشخصية الحدية مجموعة كبيرة من الأعراض التي يمكن تصنيفها إلى أربعة فئات رئيسية، وهي كالتالي: [1] [2]

عدم الاستقرار العاطفي

يعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية حادة في فترة زمنية قصيرة، مع مجموعة من المشاعر السلبية وهي: [1] [2]

  • الغضب.
  • الحزن.
  • العار.
  • الهلع والخوف.
  • مشاعر الفراغ والوحدة.
  • الرغبة في الانتحار، والتي قد تختفي بعد بضعة ساعات.

أنماط التفكير المضطربة

يفكر الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الحدية من مجموعة من الأفكار المضطربة والتي تشمل ما يلي: [1] [2]

  • الأفكار المزعجة: يعتقد الشخص بأنه سيء ويمتلك صورة ذاتية مشوهة عن نفسه مع الشعور بالذنب أو الخجل، وقد تتغير هذه الصورة الذاتية بشكل مفاجئ وكبير ويصاب الشخص بجنون العظمة.
  • الهلوسة: قد يستمع الشخص المصاب بهذا الاضطراب إلى أصوات خارج رأسه وكأنها تعليمات لإيذاء النفس أو إيذاء الآخرين، مع وجود معتقدات غير منطقية مثل محاولة قتل العائلة له في أي وقت.

السلوك المندفع

يعاني المصابون بهذا الاضطراب من الاندفاع، وذلك عن طريق ما يلي: [2]

  • تصرفات غير مسؤولة: الاندماج في الأنشطة المتهورة مثل قيادة السيارة بسرعة كبيرة للغاية، أو الإفراط في تناول الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو إنفاق مبالغ مالية كبيرة دون داع.
  • إيذاء النفس: يتم ذلك عن طريق حرق الجلد بالسجائر، أو قطع جلد الذراعين بشفرات الحلاقة، أو محاولة الانتحار عند الشعور بالاكتئاب الشديد.

علاقات غير مستقرة

يعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية من الخوف من الهجر أو البقاء وحدهم، مع تناقض في المشاعر بين الشعور بغدر جميع المقربين أو أنهم يتقربون بشكل مبالغ فيه ولا يحترمون الخصوصية مما يسبب الضيق، أي أنهم يتقلبون بين مشاعر الحب والكراهية. كما تختلف نظرتهم لعلاقتهم العاطفية، فأحياناً يعتقدون أنها علاقة مثالية وفي أوقات أخرى يحكمون عليها بالفشل، مما يدفعهم للتصرفات التالية: [2]

  • الاتصال الهاتفي بشكل متواصل بشخص مقرب.
  • الاتصال الهاتفي في منتصف الليل.
  • التشبث الجسدي بالشخص المقرب مع رفض تركه يرحل.
  • التهديد بالانتحار إذا حاول الشخص المقرب الرحيل.
  • الرغبة في رحيل الشخص المقرب عن طريق الانسحاب العاطفي والإساءة اللفظية.

ما هي أسباب اضطراب الشخصية الحدية

إن أسباب اضطراب الشخصية الحدية غير معروفة، لكن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب، وهذه العوامل هي كالتالي: [1] [3]

  • عوامل وراثية: تزداد فرص الإصابة بهذا الاضطراب إذا كان هناك أحد أفراد العائلة يعاني منه.
  • العوامل البيئية: قد يسبب التعرض للصدمات في مرحلة الطفولة مثل الإيذاء البدني، أو العاطفي، أو الاعتداء الجنسي إلى الإصابة لاحقاً باضطراب الشخصية الحدية.
  • تغييرات في وظائف المخ: لا تتواصل بعض الأجزاء التي تقع في المخ بشكل صحيح، مع العلم أن هذه الأجزاء هي المسؤولة عن التحكم في المشاعر والسلوك.

ما هي الاضطرابات الأخرى المصاحبة لاضطراب الشخصية الحدية

يعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية من حالات صحية عقلية أخرى في أغلب الأحيان؛ مثل: [1] [4]

  • اضطرابات المزاج.
  • اضطرابات القلق.
  • اضطرابات الأكل.
  • الاضطرابات الجسدية.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

ما هي طرق تشخيص اضطراب الشخصية الحدية

تستمر الشخصية في التطور والنمو حتى عمر 18 سنة، ولذلك لا يحاول الأطباء تشخيص اضطراب الشخصية الحدية قبل عمر 18، مع أن الأعراض قد تبدأ في الظهور من سن المراهقة، ويعد تشخيص هذا الاضطراب أمراً صعباً خاصة أنه في الأغلب يصاحبه اضطرابات أخرى كما ذكرنا سابقاً. 

يعتمد الأطباء في تشخصيهم على فهم ودراسة الأعراض جيداً، مع استخدام المعايير الدولية التي تتكون من مجموعة من الأسئلة، فإذا كانت الإجابة بنعم على 5 أسئلة أو أكثر فيتم التشخيص باضطراب الشخصية الحدية، وهذه الأسئلة هي كالتالي: [1] [5]

  • هل تعاني من الخوف الشديد من البقاء وحيداً مما قد يدفعك إلى الاتصال المستمر بشخص ما، أو التفكير في الانتحار؟
  • هل لديك علاقات متعددة وغير مستقرة، مع اختلاف نظرتك لهم حيث تتراوح بين أنهم رائعون للغاية أو أنهم سيئون للغاية؟
  • هل تشعر بأنك لا تمتلك صورة ذاتية واضحة عن نفسك؟.
  • هل تمارس أنشطة مندفعة بكثرة، مثل الإنفاق المتهور، أو الإفراط في تناول الكحول، أو تناول المخدرات، أو قيادة السيارة بسرعة كبيرة؟
  • هل حاولت الانتحار في الماضي أو هددت بالانتحار؟.
  • هل تعاني من تقلبات مزاجية حادة مثل الشعور بالاكتئاب الذي قد يستمر من بضعة ساعات إلى عدة أيام؟
  • هل تعاني من شعور طويل الأمد بالفراغ والوحدة؟
  • هل عانيت في السابق من مشاعر جنون العظمة، أو بالانفصال عن الواقع، أو الانفصال عن الجسد عندما مررت بأوقات عصيبة وضغوط حياتية قوية؟

ما هي طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية

ينبغي علاج اضطراب الشخصية الحدية مع الحالات الصحية العقلية الأخرى التي قد يعاني منها الشخص المصاب به، ويشمل العلاج ما يلي: [1] [3] [4]

العلاج السلوكي المعرفي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تحديد السلوكيات والمعتقدات غير الصحيحة عن الشخص نفسه وعن الآخرين، كما يعلم طرق أفضل لإدارة مشاعر الغضب والقلق. [3] [4]

العلاج السلوكي الجدلي

يساعد العلاج السلوكي الجدلي على التعرف على سلوكيات الشخص ومعتقداته لإدراكها وقبولها، كما يساعد في تغيير حياة الشخص المصاب بهذا الاضطراب عن طريق تقليل السلوكيات المدمرة للذات وتحسين العلاقات. [1] [3]

العلاج الذي يركز على المخطط

يركز هذا العلاج على النظرة الذاتية للشخص ويحاول بث أفكار إيجابية عن هذه النظرة وعن المجتمع أيضاً. [3] [4]

العلاج الجماعي

يجتمع مجموعة من الناس تحت إشراف الطبيب النفسي لمناقشة مشاكلهم، ويهدف هذا العلاج إلى التفاعل مع الآخرين بإيجابية والتعبير عن النفس بشكل صحي وفعال. [1]

العلاج بالأدوية

يعد العلاج بالأدوية هو علاج مساعد ولا يلجأ إليه الطبيب لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، بل يستخدمه للتحكم في الأعراض المصاحبة له، وهذه الأدوية هي كالتالي: [3] [4]

  • مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب. 
  • مضادات القلق مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية. 
  • مضادات الذهان من الجيل الثاني ومثبتات الحالة المزاجية لعلاج الأعراض العدوانية.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية والتي من مصادرها زيت السمك، حيث تساعد على تقليل أعراض الاكتئاب والعدوانية.

هل يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية

لا يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، لكن يساعد التشخيص المبكر على التحكم في المشاعر والانفعالات، مع العلم أن هذا الاضطراب يقل تدريجياً مع التقدم في العمر. كما يجب مناقشة الأهل والأصدقاء عن طبيعة هذا الاضطراب ليتمكنوا من فهم الحالة جيداً وكيفية التعامل مع الشخص المصاب بها. [1]

إذا كان لديك اضطراب الشخصية الحدية فلا تهمله لأنه قد يدفعك إلى الانتحار، بل انظر إلى الأمر بإيجابية، لأن بإمكانك الحفاظ على علاقاتك مع الآخرين والعيش بشكل طبيعي إذا بدأت خطوات العلاج الآن، ولا تنسى أن تطلب الدعم من الأطباء، والأهل، والأصدقاء إذا تفاقمت لديك الأعراض.