;

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

  • تاريخ النشر: الأحد، 22 مايو 2022
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

هناك شخصيات تعاني من اضطراب معين يجعلها معادية للمجتمع، وتظهر تصرفات غير طبيعية تجاه المحيط الذين يعيشون فيه، ومن أنواع هذه الاضطرابات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، فما هوهذا الاضطراب؟ وما هي أعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه؟

مفهوم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (بالإنجليزية: Antisocial personality disorder) يعني ذلك وجود اضطراب نفسي وعقلي يجعل الشخص المريض فيه لا يهتم ولا يُلقي بالاً للصواب والخطأ تجاه المجتمع، فيميل الشخص إلى التلاعب بالآخرين واستغلالهم، أو معاملتهم بقسوة ولا مبالاة. [1]

يطلق على اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أيضاً اسم الاعتلال الاجتماعي (بالإنجليزية: Sociopathy) وذلك لكونه يتجاهل حقوق الأشخاص المحيطين به ومشاعرهم، وقد تتطور حالتهم ليكونوا مجرمين بسبب كذبهم واندفاعهم. [1]

أعراض الإصابة باضطراب الشخصية المعادية

يعاني المصابون باضطراب الشخصية المعادية من عدة أعراض تدل على إصابتهم بهذا الاضطراب النفسي، ومن هذه الأعراض: [1]

  • تجاهل الخطأ والصواب.
  • الكذب المتواصل.
  • الخداع، واستغلال الآخرين.
  • السخرية من الآخرين وعدم احترامهم.
  • الغطرسة والتعجرف.
  • مشاكل قانونية إجرامية متكررة.
  • الترهيب والتضليل.
  • الاندفاعية والعنف.
  • عدم إظهار التعاطف، وقسوة القلب.
  • عدم الندم على التسبب بإيذاء من حولهم.
  • السرقة، وانتهاك الحقوق.
  • عدم التفكير في العواقب، أو التعلم من الأخطاء.
  • عدم المسؤولية.
  • تدمير الممتلكات.

أسباب اضطراب الشخصية المعادية

أسباب الإصابة بهذه الحالة والاضطراب النفسية بشكلٍ عام كثيرة ومتعددة، وتكون غالبا نتيجة أفكار وعواطف وسلوكيات عايشها المريض سابقاً خلال طفولته، علاوة على عوامل بيئية لعبت دوراً كبيراً في إنتاج هذه الشخصية المعادية للمجتمع، ويمكن حصر الأسباب الأخرى في الآتي: [1]

  • عامل جيني؛ إذ يُعتقد بأن هناك مجموعة من الجينات التي تجعل الشخص عرضة لتطوير هذا النوع من الاضطرابات النفسية.
  • مواقف الحياة التي تدعم تطور الاضطرابات النفسية.
  • تغييرات وعوامل تؤثر على عمل الدماغ، ونمو المخ.

عوامل خطر الإصابة

إضافةً للأسباب المذكورة أعلاه، هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، من ذلك الآتي: [1]

  • تشخيص اضطراب السلوك في مرحلة الطفولة قد يدعم الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لاحقاً.
  • التاريخ العائلي في الاضطرابات الشخصية والصحية العقلية بشكل عام.
  • التعرض للإساءة والإهمال أثناء الطفولة.
  • حياة أسرية غير مستقرة أو عنيفة أو فوضوية.

وتجدر الإشارة إلى أن الرجال يصابون غالباً أكثر من النساء باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وهو أمر غير معروف الأسباب، كما أن الأشخاص المصابين بعيوب في الدماغ قد يطورون الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، كذلك الأمر وُجد بأن السجناء بنسبة 47% منهم مصاب به. [2]

مضاعفات اضطراب الشخصية المعادية

تنطوي الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على عدد من المضاعفات التي تؤثر على الشخص المصاب ومحيطه، ومن هذه المضاعفات: [1]

  • سوء معاملة الزوج أو الزوجة أو الأطفال وإهمالهم.
  • إدمان الكحول أو المخدرات.
  • السجن.
  • قتل النفس (الانتحار).
  • اضطرابات صحية عقلية؛ مثل الاكتئاب أو القلق.
  • وضع اقتصادي متدني أو التشرد.
  • خطر الوفاة المبكر نتيجة العنف المفتعل.

طريقة التشخيص

التشخيص الدقيق للاضطراب لا يكون قبل سن 18 عاماً، وذلك بسبب ازدياد أعراض الاضطراب في فترة متأخرة من المراهقة، أو بعد سن 18-20 من عمر المريض، لكنه قد يظهر على الشخص قبل سن 15 عاماً، ويكون التشخيص عبر التقييم النفسي التفصيلي الدقيق بمراقبة النقاط التالية: [2] [3]

  • كسر القانون بشكل متكرر.
  • الخداع المستمر.
  • التسرع وعدم القدرة على التخطيط.
  • سرعة الغضب.
  • الاستهتار بسلامة الآخرين.
  • عدم المسؤولية.
  • عدم الندم.

علاج اضطراب الشخصية المعادية

يمكن علاج اضطراب الشخصية المعادية، إذ تمت ملاحظة تحسن في سلوكيات بعض المرضى مع مرور الوقت وتقديم العلاج الدائم لهم، ورغم ذلك يجب الوضح بالحسبان أن علاج هذا الاضطراب من أصعب أنواع العلاج، أما عن ماهية هذا العلاج فإنه يكون بالاعتماد على شخصية المريض وظروفه وعمره وغيره من المشاكل المتعلقة به؛ مثل: إدمان الكحول، أو طبيعة أسرته، وتتمثل طرق العلاج المتبعة في الآتي: [3]

العلاج بالحديث

يكون هذا العلاج باستخدام العلاج السلوكي المعرفي، أي معرفة وتحديد مشاكل المريض والبدء بتغيير طريقة تفكيره وتصرفه تجاه هذه المشاكل، حيث يقوم المعالج على تشجيع الشخص المريض والنظر إلى الأمور من ناحية أخرى.[3]

العلاج المجتمعي

هو عبارة عن برامج مجتمعية يتم إشراك المريض فيها، بهدف خلق بيئة تشاركه اهتماماته وتساعده على التركيز على قضايا المجتمع المحيط به بحسب موقعه، الأمر الذي يساعده أيضاً على إيجاد فرص عمل مهنية والتربوية، إذ يتم تحفيزه على قبول المجتمع وقبول نفسه فيه، مدة هذا العلاج غالباً 18 شهراً.[3]

العلاج الطبي

يعني صرف أدوية واستخدامها لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؛ مثل: الأدوية المضادة للذهان، والمضادة للاكتئاب، علاوة على الأدوية التي تسيطر على العدوان والسلوكيات المتهورة؛ مثل: دواء كاربامازيبين (الاسم التجاري: كارباتول)، أو دواء كربونات الليثيوم (الاسم التجاري: كامكوليت).[3]

متى تجب مراجعة الطبيب

تجب مراجعة الطبيب على الفور في حالة ملاحظة أي من الأعراض التالية على المريض: [4]

  • تغييرات متطرفة في المزاج.
  • إيذاء النفس.
  • وجود أفكار انتحارية.
  • السلوك العنيف.

ربما لا يوجد لاضطراب الشخصية المعادية علاج شافي له بشكل كامل، لكن يمكن عبر اتباع نظم علاجية متنوعة تحسين حالة المريض، وجعله أكثر قابلية للانخراط في المجتمع.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!