;

اضطراب الشخصية التجنبية وكيفية التعامل معه

  • تاريخ النشر: الجمعة، 04 فبراير 2022
اضطراب الشخصية التجنبية وكيفية التعامل معه

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية (بالإنجليزية: Avoidant Personality Disorder) هو أحد الأنماط الشخصية التي يشعر أصحابها برغبةٍ دائمةٍ في العزلة والبعد عن الآخرين؛ نتيجةً لحساسيتهم المفرطة من آراء الآخرين ونقدهم لهم، وعلى الرغم من رغبتهم الدائمة في التفاعل والاندماج مع الآخرين، إلا أنهم يفضلون الابتعاد بسبب خوفهم المستمر من التعرض للرفض.

تتسبب أعراض الشخصية التجنبية بالعديد من المشكلات لأصحابها، سواءٌ على صعيد العمل أو العلاقات العاطفية، فالمريض يشعر دائماً بعدم الكفاءة والخجل من الاندماج مع الآخرين. تؤثر تلك المشكلة على حوالي 2.5% من الأشخاص، وتبدأ أعراضها في الظهور في مرحلة الطفولة أو بداية المراهقة، لكن لا يتم تشخيصها فعلياً قبل أن يبلغ المريض 18 عاماً؛ حتى يكون هناك أدلة مؤكدة على أن نمط سلوك المريض دائم، ولا يتغير بمرور الوقت. [1]

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى أسباب الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية، وإن كانت بعض الدراسات تشير إلى الدور الذي تلعبه الجينات والعوامل الوراثية، حيث يُعتقد أن وجود فرد في العائلة يعاني من اضطراب الشخصية التجنبية يزيد من احتمال تعرضك له.

أوضحت الأبحاث العلاقة بين العوامل البيئية التي يتعرض لها المريض في طفولته، وبين ظهور أعراض الشخصية التجنبية، حيث يؤثر رفض أحد الوالدين للطفل أو إهمالهما له في تقديره لذاته وشعوره بانعدام قيمته، وهنا يتضح الفرق بين الخجل المقبول الذي يعد سمةً طبيعيةً عند كثيرٍ من الأطفال في هذه المرحلة، وبين الخجل الذي يستمر مع المريض ويلازمه في مرحلة المراهقة والبلوغ، ويدفعه إلى الانعزال عن جميع من حوله. [1]  

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

تختلف شدة مشاعر الخوف من الآخرين والرغبة في تجنبهم من مريض لآخر، فقد يخشى بعض المصابين بهذا الاضطراب من مجرد الكلام في أي تجمع؛ خوفاً من أن يتلعثم أو يقول شيئاً خاطئاً، وبشكل عام هناك مجموعة من السمات المميزة لمريض الشخصية التجنبية، من أهمها: [2]

  • لديه عدد قليل جداً من الأصدقاء إن وجدوا.
  • يشعر بالتردد في الاندماج مع الآخرين، إلا إذا كان متأكداً أنهم يحبونه ولن يوجهوا أي نقدٍ إليه.
  • يجد مشكلةً في تصديق أي شخص يبين له مشاعر الحب.
  • يعاني من أعراض القلق والتوتر في أي تجمع.
  • يتجنب الأنشطة والوظائف التي تنطوي على أي اندماج مع الآخرين.
  • يتراجع عن العلاقات العاطفية؛ خوفاً من ألا يبادله الطرف الآخر نفس مشاعر الحب.
  • شديد الحساسية تجاه النقد، ولا يفهم منه إلا أنه رفض لشخصه.
  • نادراً ما يجرب شيئاً جديداً أو يشعر برغبة في المجازفة.
  • يشعر بانعدام القيمة وعدم الكفاءة وأنه أقل من الآخرين.

كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية

يواجه البعض صعوبة كبيرة في فهم الطبيعة المتناقضة لأصحاب الشخصية التجنبية، فهم في غاية الدفء والحساسية مع من يحبون، لكن سرعان ما تتبدل أحوالهم عند مواجهتهم لأي شخص غريب عنهم للمرة الأولى، لهذا السبب يقدم المتخصصون بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع أصحاب الشخصية التجنبية: [3]

  • شجعه على التحدث بصراحة عن مشاعره وتجاربه السابقة.
  • تأكد من أنك تستمع إليه حقاً وتستوعب ما يقوله؛ لأن ذلك يؤكد له أنك ملاذه الآمن الذي يمكنه أن يصرح أمامه بكل مخاوفه وأفكاره، دون أي خوف من نقده أو إساءة الحكم عليه.
  • أخبره دائماً أنك تحترم شجاعته، وأنك تدرك حجم المجهود الذي يبذله من أجل العلاج والتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
  • ساعده على أن يرى فشله في التعامل مع الآخرين على أنه محطة مؤقتة، وأن كل ذلك سوف ينجح في اجتيازه بالعلاج والمثابرة.
  • ساعده في الاندماج مع الآخرين تدريجياً، ولا تنتقده أو تلومه على مخاوفه.

علاج اضطراب الشخصية التجنبية

على الرغم من صعوبة علاج العديد من الاضطرابات الشخصية؛ نظراً لوجود كثير من الأفكار الراسخة في ذهن المريض منذ سنوات طويلة، إلا أن علاج اضطراب الشخصية التجنبية يختلف إلى حد كبير؛ لأن المريض يشعر أن أعراض هذا الاضطراب تسبب له مشكلة كبيرة في التواصل مع الآخرين.
لهذا السبب يحرص على طلب العلاج رغبةً منه في تطوير علاقته مع الآخرين، وينطوي العلاج على أكثر من طريقة، نوضح أهم هذه الطرق في السطور القادمة.

العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السلوكي المعرفي أشهر طرق العلاج النفسي التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج اضطراب الشخصية التجنبية، وفيه يساعد المعالج النفسي المريض على التعرف على معتقداته الخاطئة، واستبدالها بأفكار بديلة أكثر ملائمة له، حتى يتمكن من التعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل أفضل.
كما يشجع المعالج المريض على التأكد من أن خجله وأفكاره السلبية ليس لهم أي أساس واقعي، وهي من أهم الأمور التي تحفز المريض على العلاج. [4]

العلاج النفسي الديناميكي

العلاج النفسي الديناميكي هو شكل من أشكال العلاج بالكلام، ومن خلاله يتعلم المريض كيفية إدراك أفكاره، وفهم كيف تؤثر التجارب السابقة التي تعرض لها المريض على سلوكه الحالي، وكيف يراه الآخرون وما هو حجم تقديرهم له.
كما يتيح هذا النمط من العلاج إدراك الصراعات العاطفية التي مر بها المريض طوال حياته وكيف كان يمكنه التعامل معها وحلها. [4]

العلاج الدوائي

يعاني معظم مرضى الشخصية التجنبية من أعراض القلق والاكتئاب بدرجات متفاوتة، لهذا السبب يصف الأطباء لهؤلاء المرضى مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق؛ للمساعدة على التغلب على الأعراض التي يعاني منها المريض، يفضل استخدام الأدوية إلى جانب العلاج النفسي؛ لتحقيق أفضل النتائج المرجوة من العلاج. [1]  

مضاعفات الشخصية التجنبية

يساعد العلاج النفسي على تحسين أعراض الخجل والميل إلى العزلة التي يعاني منها مرضى الشخصية التجنبية، وعلى الرغم من أن العلاج غير قادر على تغيير شخصية المريض إلى شخص اجتماعي منفتح على العالم كما يعتقد البعض، إلا أنه يساهم في حمايته من كثير من المضاعفات التي يحتمل أن يواجهها في حالة عدم تلقيه العلاج المناسب، من أشهر هذه المضاعفات: [4]

  • الاكتئاب.
  • أعراض التوتر والقلق.
  • رهاب الخلاء.
  •  تعاطي المواد المخدرة.
  • صعوبات في العمل واحتمال فقد الوظيفة أحياناً.