;

اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة من المشكلات التي تحتاج إلى مراجعة الطبيب والالتزام التام بالعلاجات الموصوفة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 16 مايو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 29 نوفمبر 2023
اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن أن يتعرض الإنسان للعديد من الصدمات في حياته سواءً كانت جسدية، أو عاطفية ونفسية، كما يمكن أن تلحق هذه الصدمات ضرراً نفسياً وجسدياً، إذ يعد اضطراب ما بعد الصدمة من أضرار التعرض للصدمات؛ لذا تعرف في هذا المقال على اضطرابات ما بعد الصدمة وأعراضها وكيفية علاجها.

اضطراب ما بعد الصدمة

يحدث اضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post Traumatic Stress Disorder) بعد أن يتعرض الشخص لصدمة ما في حياته سواءً موت شخص قريب، أو فقدان شيء، بعد تعرض الإنسان لهذا الكرب فإنّ مجموعة من المشاعر تنتابه بما فيها الحزن والكآبة، كما يمكن أن يصاب بهذا الاضطراب الذي يعد من الأمراض العقلية الذي يحتاج إلى علاج. [1]

علاوة على ذلك فإنّ هذه الحالة المرضية قديمة جداً أي كانت تصيب الكثير من الأشخاص الذين يشاركون في الحروب بصورة خاصة، بالإضافة إلى أنّ هذا الاضطراب يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأجناسهم. [1]

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن أن يؤدي التعرض للتحرش أو العنف الجسدي، أو حدوث كوارث طبيعية بما فيها الزلازل إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، كما أن أعراض هذا الاضطراب قد تجعل ممارسة الأنشطة الحياتية أمراً صعباً بل مستحيلاً في بعض الأحيان، كما يمكن للكلمات أو المواقف التي تذكر بالصدمة التي تعرض لها للشخص أن تؤدي إلى ظهور الأعراض. [2]

كما أنّ أعراض الاضطراب تدور حول عدة محاور أوّلها استرجاع الذكريات حول الحَدث الذي أصاب الشخص، أو ظهور كوابيس متكررة حول الصدمة، أو الاضطراب الجسدي والعقلي عند التفكير في الصدمة، على أية تتضمن اعراض اضطراب ما بعد الصدمة الآتي: [2]

التجنب والانعزال

يقصد بالتجنب الابتعاد والانعزال عن الأشخاص والأماكن، أو المواقف التي تذكر الشخص بالصدمة التي تعرض لها، هذا يؤدي إلى انعزال الشخص في منزله، وعدم قدرته على إكمال عمله أو حياته بشكل طبيعي، والشعور بالحزن والاكتئاب الحاد. [2]

الإثارة والتفاعل

تتضمن الإثارة والتفاعل اندهاش المصاب تجاه شيء يُذكره بالصدمة التي تعرض لها، كما أنّ رد الفعل تجاه الشيء يكون مبالغاً فيه، بالإضافة إلى حدوث صعوبة في التركيز لدى المصاب، ونوباتٍ من الغضب، والشعور الدائم بالتوتر، عدا عن مراودة المصاب أفكار سلبية حول نفسه. [2]

الإدراك والمزاج

يمكن أن تظهر مجموعة من الأعراض التي تؤثر أيضاً على الإدراك والمزاج النفسي لدى المصاب، بما فيها الإحساس بالذنب أو القلق، أو لوم النفس بشكل كبير، ووجود مشكلة في تذكر الأحداث المهمة في الصدمة التي حدثت، وانخفاض الاهتمام بالأنشطة التي كان المصاب يحبها. [2]

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

يعد كرب ما بعد الصدمة من الحالات المرضية التي يشيع حدوثها، إذ إنها تصيب ما يتراوح بين 7-8% من الأشخاص حول العالم، كما أنّ هذا الاضطراب يصيب بدرجة أكبر النساء مقارنةً بالرجال. [2]

تحدث مشكلات ما بعد الصدمة بالدرجة الأولى نتيجة التعرض لصدمة ما أياً كانت مثل التعرض للكوارث الطبيعية أو الحوادث أو التعرض للعنف أو الحروب، وكذلك يمكن بسبب حب أشخاص يتعرضون للخطر أو الموت والمرض. [2]

كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، وتتضمن هذه العوامل الآتي: [3]

  • الجنس: على الرغم من أنّ الرجال لديهم احتمالية أكبر للتعرض لأعمال عنف أو صدمات، إلا أنّ هذا الاضطراب أكثر شيوعاً لدى النساء.
  • الاستجابة للتوتر: عند تعرض الشخص لصدمة أو حادث، أو مشكلة ما في حياته، فإنّ الجسم يفرز هرمونات في هذه الحالة، وتختلف مستويات هذه الهرمونات من شخص لآخر.
  • بنية الدماغ: تشير بعض الدراسات إلى أنّ الحُصين يبدو مختلفاً لدى الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات في حياتهم، إذ يشارك هذا الجزء من الدماغ في العواطف، والذكريات، كما يمكن أن يؤثر على فرصة وجود ذكريات الماضي.
  • العوامل العائلية: يمكن أن يكون الأشخاص الذين لديهم إصابات باضطراب ما بعد الصدمة في العائلة أكثر خطورة للإصابة بهذا الاضطراب.
  • وجود إصابات سابقة بأمراض الصحة العقلية: يعد الأشخاص الذين أصيبوا في فترات سابقة بأحد أمراض الصحة العقلية أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

يبدأ الطبيب تشخيص الاضطراب من خلال إجراء فحص بدني للشخص، ذلك بهدف الكشف عن الحالات المرضية التي يمكن أن تسبب هذا الاضطراب، بالإضافة إلى إجراء تقييم نفسي يتضمن مناقشة الأعراض والعلامات والأحداث التي أدت إلى ظهور هذه الأعراض. [4]

كما يتبع الطبيب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية وفق ما نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية، كما أنّ الشخص يمكن أن يصاب بهذا الاضطراب عند استمرار المشاكل التي يعانيها الشخص بعد التعرض للصدمة أياً كانت لمدة تزيد عن شهر، عدا عن أنها قد تؤدي إلى حدوث مشاكل أكبر متعلقة بالقدرة على الوجود في البيئة المحيطة، والقدرة على التواصل الاجتماعي. [4]  

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يساعد علاج اضطراب ما بعد الصدمة المصاب على استعادة السيطرة في ممارسة أنشطته الحياتية بشكل طبيعي، ويتضمن العلاج الخيارات التالية: [4]

العلاج النفسي

في العلاج النفسي يمكن أن يستخدم الطبيب نوعاً واحداً أو أكثر من نوع، وتتضمن أنواع العلاج النفسي الآتي: [3] [4]

  1. العلاج المعرفي السلوكي: يتم العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive Processing Therapy) من خلال العلاج بالحديث للتعرف على طريقة تفكير المصاب، والأفكار السلبية التي بداخل المصاب، وخطر الأشياء التي يمكن أن تحدث مرة أخرى.
  2. العلاج بالتعرض المطول: يساعد هذا النوع العلاج المعرفي السلوكي في أن يواجه المصاب بالاضطراب المواقف والذكريات المخيفة، لكي يستطيع فهمها والتأقلم معها، كما يفيد هذا العلاج عندما يكون لدى المصاب ذكريات حول الصدمة، وكوابيس مؤذية.

العلاجات الدوائية

يمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية، كونها تفيد بصورة كبيرة في التخفيف من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وتتضمن هذه الأدوية الآتي: [3] [4]

  1. الأدوية المضادة للقلق: تخفف هذه الأدوية من القلق الشديد الذي قد يصيب الشخص تجاه الصدمات المماثلة للصدمة التي تعرض لها، بما أنّ هذه الأدوية قد تسبب الإدمان لذا فإنّ الطبيب يصفها لفترة قصيرة.
  2. مضادات الاكتئاب: تساعد هذه الأدوية في التخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق الشديد، كما يمكن أن تفيد في تحسين اضطرابات النوم، والتركيز، إذ تتضمن هذه الأدوية مثبطات استرداد السيريتونين الانتقائية.
  3. أدوية الكوابيس: يمكن أن يصف الطبيب أيضاً الأدوية التي تمنع أو تقلل حدوث الكوابيس لدى الشخص المصاب باضطراب الصدمة، لكن في بعض الدراسات يشار إلى أنّ هذه الأدوية لم تجد نفعاً في التخلص من الكوابيس لدى بعض المصابين.

من الجدير بالذكر أنّ الطبيب والمصاب يحددان الخيار العلاجي الأنسب والأفضل للشخص بما لا يتعارض مع علاجه، إذ يكمن الهدف التقليل من حدوث الآثار الجانبية قدر الإمكان، كما يمكن أن تبدأ أعراض الشفاء بالظهور على المصاب من خلال تحسن مزاجه خلال عدة أسابيع قليلة من الخضوع للعلاج. [4]

كيفية التعامل مع المرض

تحتاج الأمراض النفسية أو الاضطرابات العقلية إلى طرق تعامل خاصة، هذا ما قد يميزها عن باقي الحالات المرضية الأخرى، أمّا بالنسبة لاضطراب ما بعد الصدمة فتتمثل الطريقة الصحيحة في التعامل مع المرض من خلال الخطوات التالية: [3] [4]

  1. الالتزام التام بالعلاج: أياً كان المرض يعد الالتزام بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب من أهم التدابير التي تسرع عملية الشفاء، وتساعد على التأقلم مع الحالة المرضية، وعلى الرغم من أنّ الاضطراب قد يحتاج إلى فترة طويلة للتعافي منه، إلا أنّ الالتزام بالخطة العلاجية ضروري جداً، لتجنب حدوث مضاعفات أخطر.
  2. التعرف على المرض: كما هو الحال في أي شيء لا يعرفه الإنسان قد يسبب له الخوف، أو عدم معرفة التعامل معه، لذا من الأفضل التعرف بشكل كامل عن أعراض هذه الحالة، وتعلم كيفية التعامل معها.
  3. عدم تناول الأدوية دون استشارة الطبيب.
  4. جراء بعد التعديلات على النمط الحياتي.

لا يعد اضطراب ما بعد الصدمة من الحالات المرضية المعقدة، لكنه يحتاج إلى استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات، ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها، ذلك للوقاية من حدوث مضاعفات قد تكون دائمة، بالإضافة إلى أنه من المهم معرفة كيفية التعامل مع مريض اضطراب ما بعد الصدمة.