;

اضطراب تعدد الشخصيات

ينتج اضطراب تعدد الشخصيات غالباً عند التعرض لاعتداء جنسي أو جسدي في الطفولة، فما هي أعراض هذا الاضطراب؟ وكيف يمكن السيطرة على تلك الأعراض للتعايش معه؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 مايو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 24 مايو 2023
اضطراب تعدد الشخصيات

إن اضطراب تعدد الشخصيات هو اضطراب الشخصية الانفصامية، وغالباً ينتج عن التعرض لصدمات قوية مثل الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة، فما هي أعراض اضطراب تعدد الشخصيات، وكيف يمكن التعايش معه.

ما هو اضطراب تعدد الشخصيات 

يسمى اضطراب تعدد الشخصيات (بالإنجليزية: Dissociative Identity Disorder Or Multiple Personality Disorder) باسم اضطراب الشخصية الانفصامية، أو اضطراب الهوية الانفصامية، أو اضطراب الشخصية المتعددة، ويمتلك الشخص المصاب بهذا الاضطراب شخصيتين مميزتين أو أكثر.

مع العلم أن هناك اختلافات كبيرة وجوهرية بين هذه الشخصيات، حيث أن كل شخصية لديها اسم، وسن، وجنس، وذكريات مختلفة تماماً عن الأخرى، ويحدث التغيير بين الشخصيات في الأغلب عند التعرض للضغوط الحياتية.[1][2]

أسباب اضطراب تعدد الشخصيات

يصاب بعض الأشخاص باضطراب الشخصية الفصامية عند التعرض لصدمة شديدة وقوية في الطفولة؛ مثل: الاعتداء الجنسي، أو الجسدي، أو نتيجة الإهمال العاطفي المستمر غالباً قبل عمر 6 سنوات؛ ولذلك يحاول الشخص الهروب من الواقع لإبعاد نفسه عن تلك الصدمة في محاولة منه لدمج واستيعاب جوانب معينة من هويته الخاصة، والتي تصبح مفككة بمرور الوقت.[1][2][3]

أعراض اضطراب تعدد الشخصيات

يتميز الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانفصامية بوجود شخصيته الأساسية، مع الشخصيات الأخرى البديلة التي تسمى تغييرات، وقد يصل عددها إلى 100 تغيير، وغالباً كل شخصية لديها المفردات اللغوية الخاصة بها، كما أن لديها عادات لا تمتلكها الشخصيات الأخرى؛ مثل التدخين أو العنف.

عند التغيير بين الشخصيات قد يشعر الشخص المصاب أحياناً بالقلق والتوتر، وفي أحيان أخرى قد لا يتذكر الشخص أنه تحول من الأساس، وتشمل أعراض اضطراب تعدد الشخصيات ما يلي:[1][2][4]

  • فقدان الذاكرة وعدم تذكر الأحداث اليومية.
  • تغيير ملحوظ في إحساس الشخص بذاته.
  • ظهور العديد من المشاكل في العلاقات الشخصية، وفي العمل.
  • العجز عن التأقلم مع ضغوط الحياة.
  • إدمان الكحول أو المخدرات.
  • القلق والتوتر.
  • الأفكار الانتحارية.
  • الأوهام.
  • الاكتئاب.
  • الارتباك.
  • الصداع.

التغيرات النفسية للمصاب باضطراب تعدد الشخصيات

يوجد عدة تغيرات قد يمر بها الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانفصامية وتؤثر على طبيعة حياته، وهي كالتالي: [3]

  1. تبدد الشخصية: هو الشعور بالانفصال عن الجسد ويصفها الشخص الذي يتعرض لها وكأنها تجربة الخروج من الجسد.
  2. الغربة عن الواقع: الشعور بالعالم الحقيقي وكأنه بعيداً أو ضبابياً.
  3. فقدان الذاكرة: هو الفشل في تذكر المعلومات الشخصية الأساسية التي لا يمكن أن تحدث في حالة النسيان العادي، كما يحدث نسيان لمحتوى المحادثات من ثانية إلى أخرى.
  4. تغيير الهوية: هي الشعور بالارتباك حول هوية الشخص؛ مثل: معتقداته الدينية، أو وجهات نظره السياسية والاجتماعية، أو طموحه الشخصي.

مضاعفات اضطراب تعدد الشخصيات

قد يعاني المصابون باضطراب تعدد الشخصيات من اضطرابات ومشاكل نفسية أخرى، وهي كالتالي: [3] [4]

تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات

يستغرق تشخيص مرض اضطراب تعدد الشخصيات وقتاً كبيراً، فهناك بعض الحالات التي قد تم تشخيصها بعد انقضاء 7 سنوات من متابعة الأعراض بدقة، نظراً لأن الطبيب بحاجة للتعرف على جميع الشخصيات وطريقة تأثيرها على حياة الشخص وأفعاله قبل الوصول إلى التشخيص النهائي، خاصة أن هؤلاء الأشخاص في الأغلب لديهم اضطرابات أخرى.

كما أنه قد يتشابه مع مشكلات التعلم الشائعة عند الأطفال؛ مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وهناك عدة معايير يلجأ إليها الطبيب لتساعده في تشخيص اضطراب الشخصية الانفصامية، وهي كالتالي: [2] [3]

  1. وجود هويتان أو أكثر ولكل منها نمطها الخاص في الإدراك والتفكير.
  2. لا بد أن يلاحظ الطبيب فقدان الذاكرة ووجود فجوات لاستدعاء الأحداث اليومية.
  3. يجب أن يلاحظ الطبيب شعور الشخص المصاب بهذا الاضطراب بالحزن والضيق مع وجود مشاكل في العمل أو في مختلف مجالات الحياة.
  4. لا يرتبط ظهور أعراض هذا الاضطراب بالممارسات الدينية أو الثقافية العادية.
  5. يتأكد الطبيب من أن سبب الأعراض التي يعاني منها الشخص ليست ناتجة عن بعض الحالات المرضية؛ مثل: الأورام، أو إصابات الرأس، والنوبات المرتبطة بها، أو ناتجة عن تناوله لكميات كبيرة من الكحول. 

علاج اضطراب تعدد الشخصيات

في حقيقة الأمر لا يوجد علاج حتى الآن لاضطراب الشخصية الانفصامية، لكن هناك عدة طرق يمكن اتباعها للتعايش مع هذا الاضطراب عن طريق التعرف على الصدمة المسببة له، وإدراك التغيرات السلوكية، ودمج الهويات المنفصلة في هوية واحدة، ويتم ذلك عن طريق ما يلي:[1] [2][3]

  1. العلاج النفسي: غالباً ينضم أفراد الأسرة إلى هذا النوع من العلاج، حيث يحاول الطبيب أن يدمج سمات الشخصيات المنفصلة في شخصية موحدة، كما قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية لعلاج أعراض اضطراب تعدد الشخصيات؛ مثل القلق والاكتئاب.
  2. العلاج بالتنويم المغناطيسي: إن التنويم المغناطيسي هو شكل من أشكال التأمل الموجه، ويستخدم بالتزامن مع العلاج النفسي لاستعادة الذكريات المكبوتة التي يهرب منها الشخص المصاب، كما يساعد أيضاً هذا العلاج في دمج جميع الشخصيات في شخصية موحدة.
  3. العلاج المساعد: يمكن للعلاج بالحركة أو الفن أن يساعد المصابين بهذا الاضطراب على التواصل مع أذهانهم المغلقة منذ زمن نتيجة الصدمات.

الوقاية من اضطراب تعدد الشخصيات

لا يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب تعدد الشخصيات، لكن يمكن اتباع الخطوات التالية للسيطرة عليه قدر الإمكان:[1][2][3][4]

  1. تحديد المحفزات التي تسبب ظهور أعراض اضطراب الشخصية الانفصامية؛ مثل القلق، أو المخدرات، أو الكحول وتجنبها تماماً حتى يستطيع الشخص التحكم في سلوكه وتصرفاته.
  2. إذا تعرض الطفل لاعتداء جسدي، أو جنسي، أو عاطفي فهو أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب؛ ولذلك يجب سرعة التوجه للمتابعة مع الطبيب المختص، مع تقديم الدعم المعنوي من الآباء أو مجموعات الدعم.

تعد أولى خطوات السيطرة على اضطراب تعدد الشخصيات وإدارته جيداً هي الدعم القوي من العائلة، والأصدقاء، ومقدمي الرعاية الصحية، مع التحدث بمنتهى الصدق والصراحة، وتجنب الخوف أو الخجل من طلب المساعدة في أي وقت.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!