;

اضطراب الشخصية الاعتمادية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 فبراير 2022
اضطراب الشخصية الاعتمادية

ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية

اضطراب الشخصية الاعتمادية (بالإنجليزية: Dependent Personality Disorder) هو خلل سلوكي يشعر صاحبه باحتياجه الدائم إلى دعم ومساعدة الآخرين؛ نتيجة لمعاناته من العجز والاستسلام، والحاجة المستمرة إلى الشعور بالطمأنينة عن طريق رعاية الآخرين له.
يجد أصحاب هذا الاضطراب صعوبة كبيرة في اتخاذ قراراتهم اليومية البسيطة؛ مثل اختيار ما يرتدونه على السبيل المثال، لأنهم ينتظرون دائماً نصائح من حولهم التي تحدد لهم ماذا يفعلون.
تشير الإحصائيات إلى إصابة ما يقرب من 1% من الأشخاص بمرض اضطراب الشخصية الاعتمادية، وتعد النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب الذي تتضح معالمه في معظم الحالات في مرحلة الطفولة. [1]

أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية

على الرغم من عدم قدرة خبراء الطب النفسي على التوصل إلى أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية كنمط من أنماط الشخصية، إلا أن هناك بعض الأسباب التي يحتمل ارتباطها بظهور سمات هذا الاضطراب، من أبرز هذه الأسباب: [2]

  • التاريخ العائلي: يزيد معدل الإصابة بهذا الاضطراب إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً به، أو حتى بأي نمط من أنماط القلق بشكل عام.
  • صدمات الطفولة: من الممكن أن تتسبب الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال في الصغر في الإصابة بهذا الاضطراب، وقد يكون تعرض الطفل لمرض خطير في طفولته، أو إهمال أحد الوالدين له من ضمن هذه الصدمات.
  • الإيذاء النفسي: يزيد معدل الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية عند الأطفال الذين نشؤوا في بيئة استبدادية أو وقائية أكثر من اللازم، كما تساهم الإساءات اللفظية والجسدية أيضاً في تطور الأعراض. 

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية من عدة أعراض، من ضمنها: [3]

  • الاعتماد العاطفي على الآخرين، وبذل جهود مضنية لإرضائهم باستمرار.
  • التخلي الدائم عن مسؤولياته مهما كان حجمها، والاعتماد على من حوله في تنفيذها.
  • عدم القدرة على البقاء وحيداً، والخوف الدائم من هجر الآخرين له.
  • الشعور بالعجز والفشل عند انتهاء علاقاته العاطفية.
  • الحساسية المفرطة تجاه نقد الآخرين له.
  • التشاؤم المستمر وفقدان الثقة بالنفس.
  • العجز عن تنفيذ أبسط المهام اليومية، أو حتى اتخاذ قرار تنفيذها من الأساس.
  • صعوبة في بدء أو إنهاء المشاريع؛ نتيجة لانعدام الثقة في النفس.
  • تجنب الاختلاف مع الآخرين؛ خوفاً من فقد دعمهم له.
  • الاستعداد لتحمل سوء معاملة من حوله.
  • تصدر احتياجات ومتطلبات الآخرين قائمة أولوياته قبل احتياجاته الشخصية. 

تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية

يبدأ التشخيص من خلال إحدى الجلسات التي يجمع فيها الطبيب معلومات عن التاريخ المرضي للمصاب، وطبيعة الأعراض التي يعاني منها وبداية ظهورها، كما يطرح على المريض وأسرته مجموعة من الأسئلة عن طفولته، والمشكلات النفسية التي تعرض لها في هذه المرحلة، والضغوط النفسية التي يواجهها في الوقت الحالي.

يجري الطبيب أيضاً فحصاً جسدياً للمريض ليتحقق من عدم إصابته بحالة مرضية أخرى قد تتسبب في ظهور الأعراض، كما يطلب من المريض إجراء بعض التحاليل الطبية؛ ليستبعد إصابته بأحد الاضطرابات الهرمونية التي قد تتسبب في ظهور أعراض القلق والتوتر على المريض. [1]

كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية

لا شك أن التعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية من الأمور شديدة الحساسية؛ نظراً لتشبثه الشديد بمن حوله واعتبارهم طوق النجاة بالنسبة له، كما يمكن أن يخشى من حوله من أن يخيبوا آماله بالتخلي عنه، ورفض مساعدته في تنفيذ مسؤولياته.

لهذا السبب إذا كنت تعتقد أن أحد المقربين إليك قد يكون مصاباً بهذا الاضطراب، ينبغي أن تشجعه على الفور على اتخاذ خطوة العلاج قبل أن تتفاقم حالته، كما يجب أن تشجعه أن يعتمد على نفسه في أداء مهامه تدريجياً دون أن يلجأ إليك، مع الأخذ في الاعتبار أن تصغي إليه دائماً باهتمام، وأن تركز على الجوانب الإيجابية في شخصيته؛ حتى تساعده على استعادة ثقته بنفسه. [1]

علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية

كما هو الحال في الكثير من الاضطرابات الشخصية، لا يسعى المريض إلى طلب العلاج إلا عندما يتعرض لمشكلة كبيرة ترتبط بسلوكه الاستثنائي، وتجعله غير قادر على التأقلم معه، وينطوي علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية على مسارين علاجيين، نتحدث عنهم في السطور القادمة من هذا المقال. [2]

العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السوكي شكلاً من أشكال من العلاج النفسي هو الأكثر ملائمة لعلاج أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية، ومن خلاله يتعلم المريض احترامه وتقديره لذاته، وكيفية تكوين علاقات صحية مع الآخرين، دون أن يكون فيها تشبث واعتماد عليهم من ناحيته، حتى يصبح المريض بمرور الوقت أكثر استقلالية، ويستطيع أن يتخذ قراراته بنفسه، بعيداً عن نصائح الآخرين.

عادةً يتم إجراء جلسات العلاج النفسي لفترة زمنية قصيرة؛ تجنباً للتأثير السلبي الذي تحمله الجلسات طويلة المدى، واحتمال تعلق المريض بالمعالج النفسي واعتماده الزائد عليه. [2]

العلاج الدوائي

لا يعد العلاج الدوائي في حد ذاته حلاً لأعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية، لكن يمكن استخدامه لعلاج حالات القلق والاكتئاب المصاحبة لكثير من مرضى الشخصية الاعتمادية، ينبغي متابعة الطبيب باستمرار؛ حتى لا يستخدم المريض هذه الأدوية لفترات طويلة، ويعتاد على تأثيرها. [3]

مضاعفات الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية

من السهل أن ينجح مريض الشخصية الاعتمادية في تعلم كيفية اتخاذ قراراته بمفرده دون الاعتماد على الآخرين بشرط أن يتلقى العلاج النفسي المناسب، على الجانب الآخر هناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها نفس المريض إذا تجاهل خطوة العلاج ولم يقدِّر أهميتها بالنسبة لحالته، من ضمن هذه المضاعفات: [1] [2]

  • الاكتئاب.
  • نوبات الرهاب أو الفوبيا.
  • اضطرابات القلق؛ مثل: نوبات الهلع، واضطراب الشخصية الانطوائية، ومرض الوسواس القهري.
  • إدمان المواد المخدرة والكحول.
  • استمرار المريض في بعض العلاقات المسيئة؛ نتيجة لانسياقه التام وخضوعه لبعض الشخصيات المؤذية، واستعداده لفعل أي شيء للحفاظ على استمرار هذه العلاقة. 
     
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!