;

أعراض سرطان المريء

يصعب ملاحظة أعراض سرطان المريء رغم كونه ضمن الأمراض السرطانية الأكثر انتشاراً في العالم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 أبريل 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
أعراض سرطان المريء

سرطان المريء هو مرض يصيب الرجال أكثر من النساء، كما أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتدخين وتناول الكحول، فما هي أعراض سرطان المريء وأسباب الإصابة به؟ وماذا عن طرق تشخيصه وعلاجه؟ تابع قراءة المقال لتتعرف على مزيد من المعلومات حول هذا المرض السرطاني.

ما هو مرض سرطان المريء

يبدأ مرض سرطان المريء (بالإنجليزية: Esophageal cancer) في الخلايا الداخلية المبطنة للمريء، حيث تتعرض الخلايا السليمة إلى اضطرابٍ أو خللٍ ما في DNA الخاص بها،حيث يزيد نمو الخلايا وانقسامها بصورةٍ خارجة عن السيطرة، متحولةً بذلك إلى خلايا سرطانية، والتي تنتشر بدورها في الأنسجة القريبة، ثم تنتقل إلى باقي أجزاء الجسم. [1]

يتكون المريء من أنبوبة عضلية مجوفة يبلغ طولها 25-33 سم، وهي العضو المسؤول عن توصيل ما يتم بلعه من طعامٍ أو شراب من الحلق إلى المعدة، ويتكون المريء من عدة طبقات، لكن تبدأ معظم أنواع سرطان المريء من الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cells) المبطنة للطبقة الداخلية، ثم تنتقل تلك الخلايا السرطانية إلى باقي طبقات المريء. [1]

ما هي أعراض سرطان المريء

يصعب ملاحظة أعراض المرض رغم كونها ليست بالقليلة، ويعود السبب في ذلك إلى تداخلها مع أعراض أمراض تقليدية أخرى؛ مثل الجزر المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux)، كما أن مرض سرطان المريء لا تظهر له أعراض أو علامات قوية في البداية. ومن أهم أعراض سرطان المريء ما يأتي: [2]

  • صعوبة في البلع (بالإنجليزية: Dysphagia).
  • الشعور بحرقة في المعدة (بالإنجليزية: Heartburn).
  •  عسر الهضم.
  • التجشؤ كثيراً.
  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن بدون سبب مبرر.
  • سعال لا يتحسن.
  • ألم في الحلق أو في منتصف الصدر وخصوصاً أثناء البلع.
  • حدوث بحة في الصوت.

متى يجب زيارة الطبيب

يجب المسارعة بزيارة الطبيب في الحالات التالية: [2]

  •  استمرار الأعراض لفترة زمنية تزيد عن أسبوعين، أو في حالة ازدياد الأعراض سوءً، وعدم استجابتها للتعافي باستخدام العقاقير التقليدية.
  • إذا كنت تُعاني من مريء باريت (بالإنجليزية: Barrett"s esophagus)، وهي حالة مرضية يشكو فيها المريض ارتجاعاً مزمناً للحمض (بالإنجليزية: Chronic acid reflux) مما يُسبب زيادة فرصة الإصابة بسرطان المريء.
  • مشكلة في البلع.
  • نقص في الوزن مدة تتراوح بين 6-12 شهر بدون أسباب.

ما هي أنواع سرطان المريء

يُوجد نوعان رئيسين من مرض سرطان المريء: [3]

  • سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma)، وهو يُصيب الخلايا المسطحة المبطنة للمريء، ويظهر هذا النوع من الورم السرطاني في أعلى المريء وأوسطه.
  • سرطان غديّ (بالإنجليزية: Adenocarcinoma)، وهو يظهر في الأنسجة التي تُنتج المادة المخاطية، وهي المادة المسؤولة عن تسهيل عملية البلع، وعادة ما ينشأ هذا النوع من السرطانات في الجزء السفلي من المريء.

ما هي أسباب الإصابة وعوامل الخطر

لا يُوجد سبب بعينه يؤدي إلى حدوث التغير الجيني في الخلايا السليمة وتحولها إلى خلايا سرطانية، ولكن هذا لا يمنع أنه يُوجد العديد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان المريء، نذكر منها التالي: [3]

  • التقدم في العمر، حيث تكثر الإصابة بالمرض لمن هم فوق سن الستين، بينما تقل فرصة الإصابة لمن هم في سن الستين أو الأقل عمراً.
  • الذكور هم أكثر إصابةً بالمرض، فنجد أن نسبة انتشار سرطان المريء بين الذكور والإناث تُمثل 1:3.
  • الأصل العرقي، حيث نجد أن سرطان الخلايا الحرشفية هو الأكثر شيوعاً وسط الأمريكيين من أصل إفريقي، بينما يكون السرطان الغدي أكثر انتشاراً في العرق الآسيوي.
  • استخدامات التبغ بكافة صوره (التدخين، أو المضغ…الخ).
  • تناول المشروبات الكحولية.
  • الإصابة بمرض مريء باريت أو مرض الارتجاع الحمضي المزمن، كما أن طول الشكوى من حرقة المعدة يُعد في حد ذاته سبباً لزيادة فرصة الإصابة بسرطان المريء.
  • الإصابة بالفيروس البشري الحليمي (بالإنجليزية: Human Papillomavirus) المعروف اختصاراً (HPV)، فعلى سبيل المثال فإن نسبة المصابين بهذا الفيروس ترتفع في قارة آسيا وشمال أفريقيا، وبالتالي تزيد معدلات الإصابة بمرض سرطان المريء في تلك المناطق.
  • الإصابة ببعض الأمراض النادرة مثل مرض تعذر الارتخاء (بالإنجليزية: Achalasia)، وتظهر أعراض هذا المرض في صعوبة البلع، وهناك مرض آخر يُسمى تيلوس (بالإنجليزية: Tylosis)، وهو مرض وراثي يُصاحبه نمو أجزاء من الجلد الزائد في كف اليدين وأصابع القدم.
  • التعرض لمواد كيميائية معينة بحكم المهنة، حيث تزيد فرصة الإصابة بسرطان المريء لدى الأشخاص الذين يتعرضون لمذيبات التنظيف الجاف، وذلك أثناء ممارستهم لأعمالهم المهنية على المدى الطويل.
  • إصابة سابقة بورم سرطاني في منطقة الرأس أو العنق. 

تشخيص سرطان المريء

يفحص الطبيب المعالج المريض فحصاً جسدياً، بالإضافة إلى تحققه من أعراض المرض والتاريخي المرضي للمصاب، يطلب الطبيب عمل عدد من الفحوصات منها فحص عينة الدم، بالإضافة إلى عدد من الأشعة التي تُساعد الطبيب على تشخيص سرطان المريء ودرجته، ومدى انتشاره في الأنسجة المجاورة: [3]

  • التصوير بالأشعة السينية عن طريق ابتلاع الباريوم (بالإنجليزية: Barium swallow X-ray)، يستطيع الطبيب المعالج من خلال هذا الإجراء تحديد نوعية ومواطن المشاكل بالمريء.
  • استخدام المنظار(بالإنجليزية: Endoscopy)، سواءً كان المنظار التقليدي، أو استخدام المنظار المصحوب بالموجات الصوتية (بالإنجليزية: Endoscopy ultrasound)، الذي يهدف إلى الحصول على معلومات أكثر دقة حول مدى انتشار الورم السرطاني في الأنسجة القريبة.
  • أخذ عينة أو خزعة (بالإنجليزية: Biopsy)، يتم أخذ العينة أثناء عملية التنظير، ليتم فحصها تحت الميكروسكوب، بحثاً عن الخلية السرطانية.
  •  التصوير بالأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT).
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: PET).
  • تنظير الصدر أو عمل منظار للصدر (بالإنجليزية: Thoracoscopy)، بالإضافة إلى عمل منظار للبطن (بالإنجليزية: Laparoscopy)، يستهدف الطبيب المعالج من إجراء مثل تلك الفحوصات التحقق من مدى انتشار الخلايا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم.

ما هي مراحل سرطان المريء

تنقسم مراحل تطور الورم السرطاني في المريء إلى 5 مراحل مرقّمة، وكلما علا الرقم كلما كانت مرحلة السرطان متقدمة (مما يعني تأخر حالة المريض)، ونوضح مراحل سرطان المريء كالتالي: [3]

  • مرحلة 0، حيث تتواجد خلايا غير طبيعية (لم تتحول لخلايا سرطانية بعد) في البطانة الداخلية للمريء.
  • مرحلة I، تنتشر الخلايا السرطانية في الطبقة الداخلية المبطنة للمريء.
  • مرحلة II، يكون الورم السرطاني في هذه المرحلة قد وصل بالفعل للطبقة العضلية من الجدار الخارجي للمريء، بالإضافة إلى انتشاره في واحدة أو اثنتين من الغدد الليمفاوية.
  • مرحلة III، ينتشر الورم السرطاني ليصل إلى جدار النسيج الضام، بالإضافة إلى امتداده ليصل لبعض الأعضاء المجاورة للمريء، وبعض الغدد الليمفاوية كذلك.
  • مرحلة IV، وهي تُمثل أخطر مراحل سرطان المريء وأكثرها تقدماً، حيث تكون الخلايا السرطانية قد انتشرت لتصل لأجهزة الجسم البعيدة عن المريء، بالإضافة إلى امتدادها أيضاً لتصل إلى الغدد الليمفاوية البعيدة عنه.

علاج سرطان المريء

هناك 7 أنواع من طرق العلاج المجربة والمتاحة لمرض سرطان المريء: [4]

الجراحة 

علاج السرطان بالجراحة هي أكثر الطرق شيوعاً، يستأصل الجراح أثناء العملية الورم السرطاني وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به، وقد يضطر أيضاً لاستئصال جزءً من المريء، ومن ثمّ يُعيد توصيل الجزء المتبقي منه بالمعدة. [4]

العلاج الإشعاعي

ينقسم العلاج الإشعاعي إلى نوعين، أولهما العلاج الإشعاعي الخارجي، والثاني هو العلاج الإشعاعي الداخلي، ويختار الطبيب المعالج نوع الإشعاع المستخدم بناءً على مرحلة الورم السرطاني، والعلاج الإشعاعي هو عبارة عن أشعة عالية الطاقة تُوجه إلى مناطق معينة بالجسم لقتل الخلايا السرطانية. [4]

العلاج الكيميائي

يُستخدم العلاج الكيميائي من خلال عقاقير كيميائية معينة تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية، أو إلى وقف انقسامها، يتناول المريض هذه العقاقير عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن الوريدي، ويتم اختيار نوع العلاج وطريقة التعاطي بناءً على نوع ومرحلة الورم السرطاني. [4]

العلاج الإشعاعي الكيميائي

يتم الجمع في هذه الطريقة العلاجية بين نوعي العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، رغبةً في الحصول على نتائج علاجية أفضل. [4]

العلاج بالليزر

تُستخدم أشعة الليزر ذات الطاقة العالية لقتل الخلايا السرطانية. [4]

العلاج الموجه

تستهدف العقاقير من نوعية العلاج الموجه استغلال نقاط ضعف معينة في الخلايا السرطانية، إما لقتلها أو لوقف نموها، ومن الممكن الجمع بين العلاج الموجه والعلاج الكيميائي للقضاء على الورم السرطاني. [5]

العلاج المناعي

الغرض من استخدام عقاقير تقوية المناعة، هو تعزيز الجهاز المناعي بالجسم لمواجهة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ويُستخدم العلاج المناعي في حالة كون الورم السرطاني في مرحلة متقدمة، أو في حالة مهاجمته للجسم مرة أخرى، كما يُمكن استخدامه في حالة انتشار الورم السرطاني في أجزاء أخرى من الجسم. [5]

طرق الوقاية من سرطان المريء

من المنطقي أن تجنب عوامل الخطر والملاحظة القوية لظهور الأعراض سيكون من أهم وسائل الوقاية من هذا المرض السرطاني: [6]

  • الابتعاد تماما عن عادة التدخين المدمرة، أو أي تعامل آخر مع مادة التبغ.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تجنب الإكثار من ملح الطعام والأطعمة المحفوظة، أو اللحوم المعالجة.
  • الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات.
  • الحفاظ على وزن مثالي، وعدم الإفراط في تناول الطعام تجنباً للسمنة من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى لتجنب الارتجاع الحمضي المزمن.
  • علاج جرثومة المعدة (بالإنجليزية: Helicobacter Pylori infection).
  • تجنب التعرض للمواد الكيميائية المُسببة لسرطان المريء؛ مثل مذيبات التنظيف الجاف.

ننوه أن ملاحظة أعراض المرض بدقة وعدم الخلط بينها وبين مرض الارتجاع الحمضي المزمن هو من الأمور التي تُساعد في التشخيص المبكر للمرض، مما يمكن من قتل الخلايا السرطانية ، وبالتالي وقف انتشارها في باقي أعضاء الجسم. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!