;

العلاج الجراحي لمرض السرطان

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الجمعة، 04 ديسمبر 2020
العلاج الجراحي لمرض السرطان

في حال التشخيص المبكر لمرض السرطان وعندما تكون كتلة الورم صغيرة، قد تكون الجراحة وحدها كافية للشفاء من السرطان. في حالات أخرى، من الضروري الجمع بين العلاج الكيميائي و / أو العلاج الإشعاعي للقضاء على الخلايا السرطانية التي من المحتمل أن تكون قد انتشرت حول الورم أو في أجزاء أخرى من الجسم.

أثناء العملية، قد يلجأ الأطباء إلى زيادة مساحة المنطقة التي يشملها التدخل الجراحي أو قد يشعر بأنه ليس من الضروري تنفيذ الجراحة كما كان مخطط لها.

يحدد الأطباء العلاج المناسب لمرض السرطان بالاعتماد على عدة عوامل منها:

  • نوع الورم
  • موقع وحجم الورم
  • الحالة الصحية العامة للمريض

متى توصف الجراحة لإزالة الورم السرطاني؟

توصف الجراحة لإزالة الورم السرطاني في الحالات التالية:

  • إذا كان الورم السرطاني صغيراً ويمكن إزالته بشكلٍ شبه كامل.
  • لإزالة النقائل المعزولة (خلايا سرطانية تنتشر في أعضاء الجسم الأخرى).
  • تقليل الأعراض الناتجة عن الضغط الذي يسببه الورم على الأعضاء المحيطة من أجل تحسين نوعية حياة المريض، حتى عندما يكون الاستئصال الكامل للورم غير ممكن.

متى لا توصف الجراحة لإزالة الورم السرطاني؟

بشكلٍ عام، لا ينصح بالجراحة في الحالات التالية:

  • إذا كان الورم واسع والمرض في مرحلة متقدمة. في هذه الحالة، من الأفضل اللجوء إلى الأدوية أو العلاجات الهرمونية أو العلاجات الموجهة التي تصل إلى الخلايا السرطانية أينما كانت في الجسم.
  • يقع الورم في مكان يمكن أن تؤدي الجراحة فيه إلى إتلاف خطير للأعضاء المجاورة المهمة، على سبيل المثال الأوعية الدموية الكبيرة أو أجزاء الدماغ الحساسة.
  • يعاني المريض من سرطان الغدد الليمفاوية أو اللوكيميا، وهي أمراض تنتشر فيها الخلايا السرطانية في الجهاز اللمفاوي أو الدموي.

قبل إجراء الجراحة (في المنزل)

عندما يقرر الطبيب الحاجة لإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، قد يحدد موعد الجراحة بعد بضعة أيام أو بضعة أسابيع. خلال هذه الفترة، يمكن القيام بما يلي:

  • إجراء الفحوصات اللازمة للتحقق من حالتك الصحية العامة وقدرة جسمك على الدفاع عن نفسه ضد العدوى والالتهابات، وفحص وظائف الكلى والكبد والقلب (اختبارات الدم والبول - الأشعة السينية للصدر - تخطيط القلب - أي اختبارات أخرى قد تكون ضرورية).
  • في بعض الحالات، يخضع المريض للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للحد من حجم الورم قبل إزالته جراحياً.
  • اسأل طبيبك جيداً عن كل ما يجب القيام به استعداداً للجراحة، وما الذي تتوقعه أثناء وبعد الجراحة. يجب أن تحصل على إجابات واضحة ومفهومة حول أي شيء غير واضح يخطر في بالك.
  • يمكنك أيضاً طلب رأي طبيبٍ ثانٍ حول العلاج وطرق التدخل، لكن تأكد من أن تستشير طبيب معتمد وموثوق أو تقصد مركزاً متخصصاً.
  • الإقلاع عن التدخين إذا كنت تدخن، فهذا يساعد على تسريع التعافي بعد الجراحة، وتحسين عمل الجهاز التنفسي وتقليل مخاطر تجلط الدم.
  • إعداد نفسك وأسرتك نفسياً، وخاصة الأطفال، للعلاج الذي يجب الخضوع له.
  • تنظيم المنزل والتحضير لغيابك خلال فترة العلاج والنقاهة. يمكن أن يساعد التركيز على هذه الجوانب العملية في إبقاء القلق تحت السيطرة.
  • جهز بهدوء كل ما يمكن استخدامه لإقامتك في المستشفى وجعلها إقامة ممتعة (كتب - موسيقى - إلخ).

قبل إجراء الجراحة (في المستشفى)

يمكن إجراء جراحة إزالة الورم السرطاني والخروج من المستشفى في نفس اليوم، أي دون الحاجة إلى الإقامة في المستشفى. لكن في معظم الحالات، تتطلب الجراحة يوماً أو أكثر من الإقامة في المستشفى.

العلاج الجراحي لسرطان الجلد يمكن أن يتم تحت تأثير التخدير الموضعي، ولن تحتاج بعد ذلك للإقامة في المستشفى إلا إذا كانت هناك حاجة لإجراءات علاجية لاحقة.

يتطلب العلاج الجراحي لمرض السرطان التخدير العام عادةً، والإقامة لليلة واحدة على الأقل في المستشفى.

المقابلة مع طبيب التخدير

خلال اللقاء مع طبيب التخدير الذي يقوم بالتخدير قبل العملية، يتم شرح نوع التخدير المراد إجراؤه للمريض بناءً على نوع الورم وموقعه والحالة العامة للمريض.

الخيارات الأكثر شيوعاً هي:

التخدير الموضعي: يم تخدير أجزاء صغيرة فقط من الجسم المراد إخضاعها للعلاج باستخدام   حقنة مخدر واحدة أو أكثر.

التخدير الموضعي للأطراف: يتم عن طريق حقنة مخدرة لتخدير طرف كامل.

التخدير النخاعي (تخدير تحت العنكبوتي): عن طريق إبرة رفيعة يتم إدخالها بين فقرتين قطنيتين أو عجزيتين، ويتم حقن المخدر في القناة الفقرية لتخترق الغشاء السميك الذي يحمي النخاع الشوكي (الأم الجافية). يمكن استخدام التخدير النخاعي في العمليات على الأطراف السفلية أو الأعضاء الموجودة في أسفل البطن (المثانة أو الرحم أو البروستاتا أو الخصيتين). هذه الطريقة تزيل الحساسية وتشل الجزء السفلي من الجسم، لكنها لا تؤثر على حالة الوعي. لكن في بعض الأحيان، يتم إعطاء المسكنات التي تساعد المريض على الشعور بالراحة أو جعله نائم أو شبه نائم أثناء العملية.

التخدير فوق الجافية: كما هو الحال في التخدير النخاعي، يتم حقن المادة المخدر في القناة الشوكية، لكنها تبقى خارج الغشاء السميك الذي يحمي النخاع الشوكي (الأم الجافية). يقوم طبيب التخدير بترك قسطرة رفيعة يمكن من خلالها الاستمرار في حقن مخدر حتى بعد الجراحة من أجل تقليل الألم الذي قد يشعر به المريض بعد الجراحة. يمكن استخدام هذا النوع من التخدير أيضاً للعمليات على الأطراف السفلية أو الأعضاء الموجودة في أسفل البطن (المثانة أو الرحم أو البروستاتا أو الخصيتين).

التخدير العام: تتطلب معظم التدخلات الجراحية لعلاج مرض السرطان أن يكون المريض "نائماً" تماماً عن طريق إعطاءه مواد تحرمه تماماً من الحساسية والحركة والوعي. أثناء التخدير العام، يتم إدخال أنبوب من فم المريض يصل إلى القصبة الهوائية ويضمن مرور الهواء عبر الجهاز التنفسي بواسطة جهاز التنفس الصناعي.

في بعض الحالات، يمكن أخذ تفضيلات المريض في الاعتبار عند تقييم مزايا وعيوب طرق التخدير المختلفة، وذلك بعد أن يكون على علم بمخاطر وفوائد كل تقنية. فبعض المرضى يخشون الفقدان التام للوعي بسبب التخدير العام، في حين أن مرضى أخرين يشعرون بعدم الراحة والقلق في غرفة العمليات ويفضلون التخدير العام والاستيقاظ بعد انتهاء كل شيء.

على سبيل المثال، يمكن إجراء عملية جراحية في الخصية تحت التخدير العام أو التخدير النخاعي، لذلك، يقوم طبيب التخدير بأخذ رأي المريض في الاعتبار خلال المقابلة السابقة للعملية.

المقابلة مع الجراح

خلال اللقاء مع الجراح الذي سيجري العملية، سيتم إبلاغ المريض بما يلي:

  • أسباب الخضوع للعمل الجراحي
  • أي خيارات علاجية بديلة للجراحة
  • أهداف التدخل الجراحي
  • طرق التدخل الجراحي
  • جميع المخاطر المحتملة
  • جميع الآثار الجانبية المحتملة

تتيح المقابلة مع الجراح الفرصة لتوضيح العديد من الأمور، ويمكن أن يحضر المريض المقابلة مع شخص يعرفه. في النهاية، سيُطلب من المريض التوقيع على وثيقة تسمح للجراح بالتدخل. في هذه المرحلة، من واجب الطبيب توضيح كل الاحتمالات، حتى تلك الاحتمالات الأقل شيوعاً.

إذا كان هناك أي شيء يثير القلق، فمن الجيد أن تطلب من الجراح توضيحاً حول كل شيء يخطر في بالك.

التحضير للجراحة

قبل الدخول إلى غرفة العمليات، من الضروري تحضير المريض، تختلف طرق التحضير للعملية حسب نوع العملية والتخدير. وعادةً، يطلب من المريض ما يلي:

  • عدم تناول أي أطعمة صلبة قبل الجراحة بست ساعات على الأقل
  • عدم شرب أي سوائل قبل الجراحة بساعتين على الأقل
  • ارتداء ثوب مخصص للعمل الجراحي وذلك بعد خلع جميع الملابس الأخرى
  • إزالة جميع أنواع المجوهرات
  • إزالة المكياج وطلاء الأظافر
  • إزالة العدسات اللاصقة وطقم الأسنان

سيوفر طاقم التمريض أيضاً:

  • إذا لزم الأمر، يتم حلاقة المناطق المراد إخضاعها للعلاج
  • إعطاء مسهلات أو حقن شرجية في حالة جراحة الأمعاء (في هذه الحالة، يجب اتباع نظام غذائي خاص في الأيام التي تسبق العملية)
  • إعطاء مهدئات قبل التخدير الذي سيتم إجراؤه في غرفة العمليات

التخدير

يضمن التخدير عدم شعور المريض بالألم أثناء الجراحة. يتم التخدير في العادة داخل غرفة العمليات، وفقاً للإجراءات التي تم تحديدها قبل العملية.

انتهاء العمل الجراحي

في حالة العمليات الجراحية البسيطة التي تجرى تحت التخدير الموضعي، يمكن للمريض الخروج من غرفة العمليات والعودة إلى المنزل فوراً مع الالتزام باتباع التعليمات المقدمة من قبل الأطباء.

لكن إذا خضع المريض لعملية تتطلب التخدير النخاعي أو التخدير فوق الجافية أو التخدير العام، يجب أن يبقى المريض لفترة معينة في غرفة العمليات، حيث يتم متابعة وضعه بشكل أفضل.

في بعد التدخلات الجراحية، قد يكون من الضروري مراقبة المريض عن كثب لفترة أطول، في هذه الحالة، يمكن أن يبقى المريض لمدة يوم أو أكثر في وحدة العناية المركزة.

الأيام الأولى بعد الجراحة

بعد الجراحة، من الطبيعي أن تشعر بالنعاس والضعف والارتباك، وربما يكون ذلك مصحوباً بالشعور بالغثيان والبرد. من الواضح أن مدى الشعور بالضيق يعتمد على نوع العملية والتخدير الذي خضعت له، وكذلك حسب حالتك النفسية.

عادةً ما ينتهي الأمر بإبرة في ذراعك متصلة بأنبوب واحد أو أكثر، وكيس فيه سائل يمر عبر الأنبوب إلى جسمك، وقسطرة لضمان تدفق البول. تتم إزالة جميع هذه الأنابيب بعد فترة يحددها الطبيب.

يمكن أن يكون الجرح غير مريح وقد تسبب بعض الحركات الألم، لذلك، غالباً ما يتم إعطاء المسكنات. إذا لم تكن المسكنات كافية لتخفيف الألم، لا تتردد في شرح ذلك للأطباء والممرضين.

المضاعفات المحتملة بعد الجراحة

يمكن أن تؤدي أي عملية جراحية إلى مضاعفات ما بعد الجراحة. المضاعفات الأكثر شيوعاً هي:

  • التهابات الجروح
  • التهاب رئوي
  • تجلط الدم
  • تجمع السوائل حول الجرح

يمكن تقليل خطر حدوث هذه المضاعفات عن طريق أخذ المضادات الحيوية، ومن المفيد أيضاً النهوض من السرير والتحرك، في حالة تجلط الدم في الأطراف السفلية، يمكن ممارسة تمارين للساقين واستخدام الجوارب المرنة وأخذ مضادات التخثر. وقد تستمر بذلك حتى بعد العودة للمنزل.

الشفاء بعد الجراحة والعودة إلى المنزل

يعتمد وقت التعافي على نوع العملية. سيقوم الممرضون بدعوة المريض للنهوض أو الأكل والشرب تدريجياً وفقاً لاحتياجاته الخاصة.

يمكن أن تكون أوقات الخروج من المستشفى والعودة إلى المنزل متغيرة حسب كل حالة.

قبل مغادرة المستشفى، من الجيد طرح بعض الأسئلة على الأطباء أو الممرضين لمعرفة:

  • كيفية التعامل مع الجروح والغرز وتضميدها
  • ما إذا كان يمكنك الاستحمام
  • متى يمكن استئناف الأكل الطبيعي
  • ما إذا كان عليك تجنب أنشطة معينة أو العودة إلى حياتك الطبيعية
  • ما الأدوية التي يجب أخذها
  • بمن تتصل عند الحاجة

سوف يستغرق الأمر وقتاً للتعافي تماماً. من الطبيعي أن تشعر بالتعب حتى بعد مرور عدة أسابيع.

المضاعفات المحتملة على المدى الطويل

قد تستمر بعض المشاكل حتى بعد العودة إلى المنزل. قد تشعر بالألم خصوصًا بعد التدخلات في الصدر أو الثدي، لذلك، سنحتاج إلى أخذ المسكنات لفترة طويلة. إذا لم تكن المسكنات كافية، فمن الجيد أن تطلب من طبيبك النصيحة بشأن مركز متخصص في علاج الألم.

الوذمة اللمفية هي نتيجة أخرى طويلة الأمد للعديد من تدخلات علاج السرطان. وهي عبارة عن تورم في الذراع أو الساق يمكن أن يحدث بعد إزالة الغدد الليمفاوية الإبطية أو الفخذية. من الضروري إخبار طبيبك إذا لاحظت أي علامات على الوذمة من أجل علاجها في وقت مبكر.

علاجات السرطان بعد الجراحة

بعد الجراحة، قد يصف الأطباء دورات من العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، والتي تسمى في هذه الحالة العلاجات المساعدة. يتم اللجوء لهذه العلاجات من أجل القضاء على أي خلايا سرطانية بقيت في مكان الجراحة أو بالقرب منه أو انتشرت في أنحاء الجسم الأخرى، وهذا يزيد من فرص الشفاء التام من مرض السرطان.