;

العلاج الهرموني لمرض السرطان

  • تاريخ النشر: الإثنين، 16 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
العلاج الهرموني لمرض السرطان

يعد السرطان من الحالات المرضية الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة، مع ذلك فإنّه يمكن علاج السرطان بالعديد من الخيارات العلاجية التي تتضمن العلاج الهرموني، فما هو العلاج الهرموني؟ وما هي أنواعه؟ وما هي فوائده؟ وما هي مخاطره؟

العلاج الهرموني

العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormone Therapy) الذي يعد أحد الخيارات العلاجية للمصابين بالسرطان، في هذا المقال سنتحدث عن العلاج الهرموني لمرض السرطان.

يعرف العلاج الهرموني أيضاً بالعلاج بالغدد الصماء، حيث يهدف هذا العلاج كما هو الحال في باقي العلاجات للسرطان، القضاء على الخلايا السرطانية التي أصابت عضو من أعضاء الجسم، أو انتقلت إلى أجزاء أخرى، لكن ما يميز هذا النوع من العلاجات أنه يتم باستخدام الهرمونات. [1]

آلية عمل العلاج الهرموني لمرض السرطان

من الجدير بالذكر أنّ العلاج الهرموني يعد من الخيارات العلاجية لمرض السرطان، كما أنه يختلف عن العلاج الهرموني الذي يستخدم عند انقطاع الدورة الشهرية، حيث تعتمد بعض أنواع السرطانات على الهرمونات حتى تنمو وتتكاثر، كما أنه في هذه الحالة قد يبطىء العلاج الهرموني، أو يوقف، أو يمنع انتشار الخلايا السرطانية من خلال منع الجسم على إنتاج هرمونات معينة.

كما يعد سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان بطانة الرحم من أكثر أنواع السرطانات التي يتم علاجها بالعلاج الهرموني، ذلك لأنّ هذه السرطانات تحتوي على مستقبلات لهرمون الأستروجين، أو هرمون البروجستيرون، أو كليهما هذا يعني أنّ السرطان يحتاج إلى هذه الهرمونات كي ينمو.

على نقيض ذلك فإنّ سرطان البروستاتا يحتوي على الهرمونات الذكرية بما فيها هرمون التستوستيرون، والهرمونات الجنسية الذكرية الاخرى، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ العلاج الهرموني يتوفر بعدة أشكال، فقد يكون على شكل حبوب فموية، أو حقن دوائية، والجراحة.

كما أنه عندما يكون العلاج الهرموني خياراً علاجياً للحالة المرضية فلا بد من مناقشة آثاره ومخاطره مع الطبيب، لتعلم كيفية التعامل معها، بالإضافة إلى إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتم تناولها، التي قد تتفاعل مع العلاج الهرموني. [2]

أنواع العلاج الهرموني لسرطان الثدي

يتم إجراء العلاج الهرموني بالعديد من الطرق عند الإصابة بسرطان الثدي، حيث تتضمن أنواع العلاج المناعي الآتي: [2]

مثبطات الأروماتاز

تتضمن الأدوية التي تعمل على تثبيط الأروماتاز الأدوية التي تحتوي على مادة الأناستروزول (الاسم التجاري: أريميديكس)، وأدوية ليتروزول (الاسم التجاري: فيميرا)، حيث تعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط عمل الهرمونات التي يستخدمها الجسم لإنتاج الأستروجين في المبايض، والأنسجة الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذا النوع من العلاج الهرموني يمكن استخدامه كأحد خيارات العلاج المناعي للنساء اللواتي انقطعت عنهن الدورة الشهرية، ذلك لأنه يحدث انخفاض في مستويات هرمون الأستروجين بشكل كبير بعد انقطاع الطمث، كما يمكن تطبيق هذا النوع من العلاج للنساء المصابات بخلل في المبيض. [2]

معدلات مستقبلات هرمون الأستروجين الانتقائية

تعمل بعض أنواع الأدوية بما فيها الأدوية التي تحتوي على التركيبة العلمية تاموكسيفين (الاسم التجاري: نولفاديكس)، أو أدوية الرالوكسيفين (الاسم التجاري: إيفستا)، حيث تعمل هذه الأدوية بطريقة انتقائية على منع هرمون الأستروجين من أنسجة معينة، بما فيها الثدي، مع زيادة وجوده في أعضاء أخرى كالعظام.

في الغالب يلجأ الطبيب إلى هذا النوع من العلاج، لعلاج سرطان الثدي لدى كل من النساء والرجال، كما تمت الموافقة على استخدام هذا الخيار العلاجي لعلاج سرطان الثدي المتقدم، عدا عن إمكانية استخدامه للوقاية من الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر كبيرة. [2]

أدوية فولفاسترنت

ترتبط هذه الأدوية بمستقبلات هرمون الأستروجين، حيث توقف عمله بشكل تام من الارتباط بالمستقبلات الأخرى، كما يستخدم هذا النوع من العلاج في علاج سرطانات الثدي المتقدمة، والسرطانات التي انتشرت حتى بعد الخضوع للخيارات العلاجية الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك يلجأ الطبيب إلى هذا النوع من العلاج الهرموني للنساء اللواتي دخلن في سن الأمل وأصبن بأحد أنواع السرطانات، اللاتي لم يخضعن للعلاج الهرموني من قبل. [2]

أنواع العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا

أمّا عند الإصابة بسرطان البروستاتا فيكون العلاج الهرموني أحد الخيارات العلاجية، كما يوصي الطبيب بهذا النوع من العلاجات إذا عاد السرطان مرة أخرى حتى بعد الخضوع  للعلاج الإشعاعي، كما يمكن إعطاء العلاج الهرموني قبل خضوع المصاب للعلاج الإشعاعي لتقليص حجم الورم السرطاني، على أية حال تتضمن أنواع العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا الآتي: [2]

تثبيط هرمون الأندروجين

تتضمن أنواع العلاجات التي تعمل على تثبيط هرمون الأندروجين ناهضات LHRH، وناهضات GNRH، بما فيها أدوية ليوبلورايد (الاسم التجاري: ليوبرون)، حيث تعمل هذه الأدوية على تقليل مستويات هرمون التستوستيرون الذي يتم إنتاجه في الخصيتين.

كما يتم حقن هذه الأدوية، أو وضعها كغرسة صغيرة تحت الجلد، إذ يعرف هذا الإجراء بالإخصاء الطبي، بالإضافة إلى إمكانية إجراء استئصال للخصيتين، أو إزالة خصية واحدة. [2]

حاصرات الأندروجين

يتوافر هذا النوع من العلاج الهرموني على شكل حبوب، حيث تعمل هذه الأدوية على منع الهرمونات الجنسية الذكرية من تعزيز نمو الورم، كما أنّ الطبيب يلجأ إلى هذا النوع من العلاج الهرموني إذا توقف استئصال الخصية، أو ناهضات LHRH، كما يمكن وصف هذه الأدوية لعدة أسابيع عندما يتم البدء باستخدام ناهض LHR

علاوة على ذلك يوجد أنواع حديثة من أدوية حاصرات الأندروجين التي يمكن تناولها بشكل يومي، حيث تتضمن أدوية الأبالوتاميد (الاسم التجاري: إراليدا)، كما يمكن أيضاً اللجوء إلى العلاج بهرمون الأستروجين عندما لا تجدي هذه العلاجات نفعاً. [2]

العلاج الهرموني مع العلاجات الأخرى

ذكرنا أعلاه بأنّه يمكن للأطباء أن يستخدموا العلاج الهرموني بالتزامن مع العلاجات الأخرى، أي ليس بالضرورة أن يكون الخيار العلاجي الوحيد للمصابين بالسرطان، ذلك لأنّ العلاج الهرموني في هذه الحالة يفيد فيما يلي: [1]

  1. يفيد العلاج الهرموني في تصغير حجم الورم السرطاني قبل خضوع المصاب للجراحة، أو العلاج الإشعاعي، هذا ما يجعل الأطباء يسمونه العلاج الهرموني المساعد الجديد.
  2. يقلل من خطر الإصابة بالسرطان مرة أخرى بعد الخضوع للعلاج الأساسي.
  3. للعلاج الهرموني قدرة على تدمير وقتل الخلايا السرطانية التي عادت أو انتشرت إلى مناطق أخرى من الجسم.

مخاطر العلاج الهرموني

على الرغم من أنّ العلاج الهرموني فعال بشكل كبير في علاج السرطانات، والحالات المرضية الأخرى التي تحتاج إلى علاج هرموني، إلا أنه يتسبب بالعديد من الآثار الجانبية التي تتضمن الآتي: [3]

التعب والإرهاق

من أكثر الآثار الجانبية شيوعاً بين الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الهرموني هو الشعور بالتعب والإرهاق، ذلك عند البدء بالعلاج الهرموني، كما أنّ هذا التعب يزول بعد التخلص من الحالة المرضية. [3]

ترقق الشعر

يشيع لدى كثير من الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الهرموني للسرطان تساقطاً كاملاً للشعر، لكن ليس بالضرورة أن يحدث تساقط في الشعر عند العلاج الهرموني، فقد يصاب الشخص بترقق الشعر، كما أن هذا العَرَض لا يكون واضحاً للأشخاص الآخرين. [3]

مشاكل الجهاز الهضمي

تتضمن مخاطر العلاج الهرموني أيضاً حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، إذ قد يعاني الشخص من الإصابة بالإمساك، أو الإسهال، لكن تكون هذه الأعراض في الغالب خفيفة، إذ يمكن السيطرة عليها من خلال اتباع نظام غذائي صحي، أو من خلال تناول الأدوية.

مع ذلك فقد تكون مشاكل الجهاز الهضمي شديدة، هذا ما يستدعي إخبار الطبيب المختص عند استمرار هذه الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام حتى يتمكن من علاجها، كما يمكن أن يفقد الشخص شهيته، أو على العكس تماماً قد يكون لديه زيادة في الشهية. [3]

تغيرات في العضلات والعظام

يمكن أن تتضمن مخاطر العلاج الهرموني للسرطان حدوث تغير في العضلات والعظام أيضاً، حيث يتمثل هذا التغير بحدوث ألم في المفاصل، لكن لحسن الحظ أنّ هذا الألم يزول بعد عدة أسابيع، كما يمكن للمصاب تناول الأدوية المسكنة للألم الخفيفة. [3]

في الختام لا يخفى على أحد خطورة مرض السرطان، بالإضافة إلى أهمية الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب بما فيها العلاج الهرموني.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!