;

تقنية كريسبر في علاج السرطان

  • تاريخ النشر: الإثنين، 28 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022
تقنية كريسبر في علاج السرطان

تعد تقنية كريسبر إحدى التقنيات الواعدة في التعديل الجيني، والتي تسمح بإجراء تعديلات على الحمض النووي للكائن الحي، الأمر الذي جعل العلماء يبنون آمالاً واعدة من أجل السيطرة على الأمراض الجينية المستعصية، فهل ينجح ذلك حقاً؟ وما دور تقنية كريسبر في علاج السرطان؟ تعرّف على ذلك وأكثر من خلال هذا المقال.

تعريف تقنية كريسبر

تعرف تقنية كريسبر (بالإنجليزية: CRISPR) على أنها أداة للتعديل الجيني، مما يعني أنها وسيلة تسمح للباحثين تغيير تسلسل الحمض النووي بالتالي تعديل وظائف الجينات، مما فتح آفاقاً واسعة في عالم الطب.

يمكن تشبيه تقنية كريسبر بالمقص الذي يتعرّف على التشوهات الجينية، ويقوم باستبدالها بعناصر أخرى في الحمض النووي، الأمر الذي يجعل له العديد من التطبيقات المحتملة ذات الأثر الإيجابي على الإنسان والبيئة، وتتضمن: تصحيح الطفرات الجينية والعيوب الوراثية، وعلاج الأمراض ومنع انتشارها، وتحسين نمو المحاصيل الزراعية، لكنه رغم الإيجابيات السابقة كلها إلا أنه يثير بعض المخاوف الأخلاقية.[1]

تقنية كريسبر وعلاج السرطان

أجريت دراسات وتجارب عديدة في سياق استخدام تقنية كريسبر في علاج السرطان، إحدى الدراسات تناولت 16 حالة مختلفة من مرضى السرطان، بما في ذلك سرطانات القولون وسرطان الثدي والرئة، وجد الباحثون أن التعديل الجيني أنتج لأول مرة خلايا مناعية معدّلة بدقة لاستهداف الخلايا السرطانية ومهاجمتها، حيث تم تعديل جينات الخلايا المناعية بإضافة 175 مستقبلاً مناعياً خاصاً بالسرطان، مما سمح للخلايا بالتعرف على الطفرات المؤدية للورم السرطاني واستهدافها.

تختلف المستقبلات الخاصة بالسرطان من مريض لآخر، فلكل مريض مستقبلات مختلفة ومحددة في خلاياه المناعية، ونظراً لهذا الاختلاف كان الباحثون يبتكرون طرقاً فعالة لعزل هذه المستقبلات الخاصة لإدخالها مرة أخرى في الخلايا المناعية ليتم مهاجمتها والتخلص منها، مما يخلق علاجاً مناعياً شخصياً (بالإنجليزية: Personalized immunotherapy) لعلاج السرطانات الفردية.

باختصار، يمكننا القول أن تقنية كريسبر تسمح بإعادة برمجة الخلايا لتهاجم الورم الأصلي والتخلّص منه، الأمر الذي يخفف عن مرضى السرطان الآثار الجانبية التي يتحملونها بسبب العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.[2]

نتائج علاج السرطان بتقنية كريسبر

أشارت المصادر في إطار الدراسة التي تناولناها في هذا المقال أن اثنين من أصل 16 مريضاً عَانَيَا من آثارٍ جانبية من العلاج المناعي، حيث شكى أحدهما من الحمى والقشعريرة، أما الآخر فكان يعاني من حالة من الارتباك والتشوش، ولكن سرعان ما تعافيا، وهذه بعض النتائج المسجلة لاستخدام هذه التقنية والتي يمكن استخدامها بشكل أكبر في المستقبل.[2]

الاستخدامات الحديثة لتقنية كريسبر

على الرغم من أن التجارب السريرية لا تزال في مراحلها الأولى وتم اختبارها فقط على عدد قليل من المرضى، إلا أن نتائج استخدامات تقنية كريسبر على مرضى الأمراض الوراثية تعتبر واعدة حتى الآن، ويمكن أن تستخدم فيما يلي:[3]

  • مرض الخلايا المنجلية (بالإنجليزية: Sickle cell disease)، وهو أحد الأمراض الجينية التي تؤثر في تكوين الهيموجلوبين، فتأخذ الخلايا غير الطبيعية شكلاً منحنيًاً يمكن أن يتخثر داخل الأوعية الدموية الضيقة.
  • داء ليبر الخلقي (بالإنجليزية: Leber congenital amaurosis)، وهو أحد الأمراض الوراثية النادرة التي تظهر عند الولادة أو خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، وهو نوع وراثي من العمى الذي يتميز بالفقدان التدريجي لمستقبلات الضوء في الشبكية.
  • السرطان (بالإنجليزية: Cancer)، وهو ما تنوله موضوع مقالنا، حيث أحدثت تقنية كريسبر ضجة كبيرة في مجال علاج السرطان من خلال تعديل الخلايا التائية المناعية.

المخاطر المحتملة لتنقية كريسبر 

أحدثت تقنية كريسبر ضجة كبيرة في مجال العلاج الجيني والمناعي، على الرغم من نجاحها الباهر لكنها شأنها شأن باقي الطرق العلاجية الحديثة، فهي تخضع لقيود عديدة، أهمها:[4][5]

  • صعوبة الوصول بالعلاج إلى الخلايا الناضجة بأعداد كبيرة، وهي إحدى المشاكل الشائعة في التطبيقات السريرية.
  • لا تعتبر طريقة فعالة بنسبة 100٪ ، لذلك حتى الخلايا التي تستقبل تقنية كريسبر قد لا يكون لديها استجابة في العلاج.
  • ليست طريقة دقيقة بنسبة 100٪ ، حيث إن التعديلات الجينية قد يكون لها عواقب وخيمة، لا سيما في التطبيقات السريرية.
  • ليست علاجاً مضموناً، فلا يوجد توكيدات تدل على أن الخلايا المعدّلة عبر كريسبر لن تتسبب بإحداث سرطانات جديدة.

نلاحظ أن تقنية كريسبر إحدى التقنيات الواعدة والحديثة في العلاج، ويمكن أن تكون أملاً فش تشافي الكثيرين وتعافيهم، ولكن لا يزال هناك بعض المخاوف المستقبلية المتعلقة بهذه التقنية، كما أنها تطرح تساؤلات أخلاقية عديدة لا سيما إذا تم استخدامها لتعديل صفات الأجنة في المراحل المبكرة.