;

العلاج المناعي لمرض السرطان

  • تاريخ النشر: الأحد، 15 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
العلاج المناعي لمرض السرطان

يصاب الإنسان بالعديد من الحالات المرضية الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الموت، حيث يعد السرطان من أخطر هذه الأمراض، مع ذلك فإنّ الأطباء يطوّرون الكثير من الطرق العلاجية لهذا المرض، إذ يعد العلاج المناعي من بينها، فما هو مرض السرطان؟ و ما هو العلاج المناعي للسرطان ؟

ما هو العلاج المناعي للسرطان

العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) أو ما يعرف بعلم الأورام المناعي الذي يعتمد على قوة الجهاز المناعي في التخلص من السرطان. في هذا المقال سنتحدث عن العلاج المناعي لمرض السرطان.

يعد العلاج المناعي أحد الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الطبيب لعلاج السرطان أياً كان نوعه، حيث يرتكز هذا العلاج على جهاز المناعة الموجود داخل جسم المصاب للوقاية من الإصابة بالسرطان، والسيطرة عليه وتدمير الخلايا السرطانية. [1]

آلية عمل العلاج المناعي لمرض السرطان

يعد السرطان من الحالات المرضية الخبيثة، إذ أنّه يقوم بإنتاج بروتينات بهدف إخفاء الخلايا السرطانية خلال تكاثرها وانتشارها عن الجهاز المناعي، هذا ما يجعل الجهاز المناعي عاجزاً عن اكتشافها، فيعمل هذا العلاج على تعريف الخلايا المناعية الخلايا السرطانية لتتم مهاجمتها وتدميرها.

أو قد يعمل العلاج المناعي على تعزيز الوظيفة المناعية للمصاب، ذلك من خلال تزويد الجسم بمكونات إضافية بهدف تعزيز الاستجابة المناعية، بالإضافة إلى توافر العلاج المناعي بأشكال متنوعة، عدا عن أنّ العلاج المناعي يعد شكل من أشكال العلاج الحيوي الذي يعرف أيضاً بالعلاج البيولوجي، أو علاج معدل الاستجابة البيولوجية، ذلك لأنه يستخدم الكائنات الحية لمكافحة المرض.

بالإضافة إلى ذلك فإنّ العلاج المناعي يمكن أن يستخدم الهندسة الوراثية لتعزيز قدرات الخلايا المناعية على مكافحة الخلايا السرطانية، حيث يشار إلى هذه العلاجات بالعلاجات الجينية.

مع ذلك فإنّ ما يميز العلاج المناعي بأنّه يمكن استخدامه بالتزامن مع العلاجات الأخرى لمرض السرطان بما فيها العلاج الكيميائي، أو العلاجات الأخرى المستهدفة لتحسين فعاليته في القضاء على السرطان، أياً كان نوعه بما في ذلك سرطان القولون، والمبيض، والكلية،والرحم، والمعدة. [1]

أنواع العلاج المناعي

يوجد العديد من أنواع العلاج المناعي، حيث تتضمن هذه الأنواع الآتي: [2]

  • مثبطات نقاط التفتيش المناعية: حيث تتوافر على شكل أدوية، تعمل على إيقاف النشاط للجهاز المناعي في الجسم.
  • علاجات الخلايا بالتبني: الذي يتم من خلال إجراء بعض التعديلات على الخلايا المناعية في الجسم، من ثم إعادة زراعتها في الجسم بحيث تصبح قاردة على محاربة وقتل الخلايا السرطانية.
  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: يمكن للأطباء صنع أجسام مضادة في المختبر، تعرف بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، التي تعد من أكثر أنواع الخلايا المستحدمة في علاج السرطان.
  • لقاحات السرطان: تستخدم اللقاحات الجهاز المناعي في الجسم لعلاج أو الوقاية من السرطان.
  • الفيروسات الحالة للأورام.

هل يفيد العلاج المناعي جميع المرضى

على الرغم من أنّ العلاجات المناعية اليوم تعد من الخيارات العلاجية شائعة الانتشار لعلاج جميع أنواع السرطانات، كما أنها ذات فعالية كبيرة لدى المصابين بالسرطان، إلا أنّها لا تفيد في بعض الحالات، عدا عن عدم استخدامها في بعض الحالات، إذ تتضمن هذه الحالات التي لا تفيد العلاجات المناعية فيها في علاج السرطان الآتي: [3]

  1. وجود الخلايا التائية داخل الورم: حتى يتمكن العلاج المناعي من فعل نقاط تفتيش للكشف عن الخلايا السرطانية ينبغي أن تكون الخلايا التائية داخل الورم السرطاني، بالإضافة إلى قدرتها على أداء وظيفتها بشكل طبيعي، إذ يمكن في بعض حالات مرض السرطان أن يطور الورم السرطاني طفرات تمنع دخول الخلايا التائية إلى الخلايا السرطانية.
  2. رفض الاستجابة المناعية للجسم: يمكن أن تتسبب بعض الأورام برفض مسارات الإشارات التي تؤدي إلى حدوث استجابة مناعية للخلايا السرطانية، مما يحول دون إفراز الخلايا التائية، بالتالي تثبيط الاستجابة المناعية المضادة للورم.
  3. عدم قدرة الخلايا التائية على العمل: عندما يتطور السرطان لمراحل متقدمة فإنّ مواقع النقائل تحتوي على بيئات خلوية مختلفة تماماً عن البيئة الموجودة عندما يكون السرطان في مراحله المبكرة، هذا يحول دون عمل الخلايا التائية بشكل طبيعي في مواجهة الورم السرطاني.

مخاطر العلاج المناعي

مع أنّ العلاج المناعي يعد من العلاجات المفيدة بشكل كبير في علاج العديد من الحالات المرضية التي يعد السرطان من أبرزها، إلا أنّه قد يسبب العديد من المضاعفات، حيث تتضمن مخاطر العلاج المناعي الآتي:[4]

  1. ردة فعل الجسم: من الممكن عند خضوع المصاب للعلاج المناعي أن تكون ردة فعل الجسم مبالغ فيها، حيث يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالمنطقة التي تم فيها إدخال الدواء للجسم، بالإضافة إلى حدوث حكة، وانتفاخ، وتورم المنطقة، وتحول لونها للون الأحمر.
  2. تنشيط الجهاز المناعي: عند البدء بالعلاج المناعي فإنّ الجهاز المناعي يتم تنشيطه، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا، بما فيها الحمى، والقشعريرة، والتعب والإرهاق، بالإضافة إلى ذلك قد يشعر بعض المصابين بزيادة الوزن نتيجة تراكم السوائل الزائدة، وخفقان القلب، والإسهال، لكن تختفي هذه الأعراض بعد الانتهاء من العلاج.
  3. التأثير على أجهزة الجسم: يمكن أن يؤثر العلاج المناعي على بعض أجهزة الجسم تأثيراً سلبياً، إذ يمكن أن يهاجم الجهاز المناعي عدة أجهزة في الجسم بما فيها القلب، والرئتين، والكلى، والأمعاء، والكبد، عدا عن ذلك يوجد العديد من العوامل المؤثرة في الجهاز المناعي، هذا ما يعرف بأمراض المناعة الذاتية.
  4. الوقت الطويل: لا يعد العلاج المناعي من العلاجات قصيرة الأمد بالنسبة للمصابين بالسرطان، إذ يحتاج في بعض الأحيان إلى أوقات طويلة حتى يتماثل المصاب بالشفاء.
  5. غير مناسب للجميع: كما أشرنا سابقاً بأنّ العلاج المناعي قد يناسب بعض المصابين بالسرطان، بينما لا يناسب بعضهم الآخر، إذ يكون لدى بعض الأشخاص استجابة جزئية، هذا يعني أنّ الورم السرطاني قد يتوقف عن النمو أو يصغر فقط، لكنه لا يختفي.
  6. تعود الجسم عليه: قد يعتاد جسم المصاب على العلاج المناعي بمرور الوقت، إذ يمكن أن يتوقف تأثير العلاج المناعي على الخلايا السرطانية، هذا يعني أنه لو نجح العلاج المناعي في علاج الورم السرطاني، إلا أنّ الورم سيعود للظهور مرة أخرى.

آلية عمل الجهاز المناعي في الجسم

يتكون جسم الإنسان من جهاز ضخم يعرف بالجهاز المناعي، حيث تكمن وظيفة هذا الجهاز في محاربة جميع العوامل الممرضة التي تحاول الدخول إلى الجسم، كما يعد السرطان من هذه الأمراض، حيث يتضمن الجهاز المناعي مجموعة من الخلايا، والأعضاء، والبروتينات، لذا فإنّ تقوية الجهاز المناعي أمر مهم.

كما يوجد نوعين من الجهاز المناعي، أولهما الجهاز المناعي التكيفي الذي تكمن وظيفته في استهداف بعض العوامل الممرضة التي تهدد الجسم، بالإضافة إلى تعليم كيفية إطلاق استجابات دقيقة ضد الفيروسات أو البكتيريا التي تحاول الدخول إلى الجسم، أمّا النوع الثاني من جهاز المناعي فهو الجهاز المناعي الفطري الذي يدافع ضد العوامل المرضية الشائعة بما فيها البكتيريا والفيروسات، وغيرها من الكائنات الحية.

علاوة على ذلك تتمثل طريقة تخلص الجهاز المناعي من السرطان أو العوامل الممرضة الأخرى من خلال إفراز خلاياه التي تحارب العدوى، حيث تتضمن هذه الخلايا الآتي: [5]

  1. الخلايا التائية: تعمل الخلايا التائية على إرسال إشارات مساعدة للخلايا المناعية الأخرى كالخلايا التائية القاتلة، ذلك بهدف التأكد من استجابة الخلايا وتدمير الخلايا الممرضة، كما يحدث تواصل بين الخلايا التائية والخلايا البائية بهدف إنتاج أجسام مضادة تحارب العامل الممرض أيضاً. 
  2. الخلايا البائية: تطلق الخلايا البائية الأجسام المضادة للدفاع ضد الخلايا التي تغزو الجسم، حيث تفرز كل خلية بائية نوع محدد من الأجسام المضادة، على سبيل المثال الجسم المضاد الذي يحمي من الإصابة بالزكام، أو نزلات البرد، وغيرها من الحالات المرضية.
  3. الخلايا المتغصنة: يعمل هذا النوع من الخلايا على هضم الخلايا الغريبة أو السرطانية، إذ تقوم بتمييز هذه الخلايا من خلال وضع بروتينات عليها لتقوم بعد ذلك الخلايا المناعية الأخرى بالتعرف بشكل أكبر على الخلايا الضارة لتدميرها.
  4. الخلايا البلعمية: أو ما يعرف بالبلاعم التي تبتلع البكتيريا والخلايا الضارة الأخرى وتدمرها، كما تقدم الخلايا المتغصنة مستضدات لخلايا الجهاز المناعي الأخرى لتحديدها والتخلص منها.
  5. السيتوكينات: تعد السيتوكينات جزيئات تساعد الخلايا المناعية على العمل مع بعضها البعض، ذلك بهدف تنسيق الاستجابة المناعية للجسم لأي عامل مرضي يحاول غزو الجسم.

كما تعد الزائدة الدودية جزء أساسي من الجهاز المناعي، مع ذلك فإنّ الأطباء لم يحددوا الآلية التي تدعم بها الزائدة الدودية الجهاز المناعي، بالإضافة إلى نخاع العظام، والعقد الليمفاوية، والجلد، والطحال.

في الختام لا بد التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي أياً كان موقعه، فقد يكون الألم دلالة على الإصابة بالسرطان، هذا يستدعي الخضوع للعلاجات التي قد يكون من بينها العلاج المناعي الذي يحتاج إلى إشراف طبي ومراقبة منتظمة.