;

علاج تشمع الكبد: طرق دوائية وجراحية واعدة

ما هي العلاجات المتوفرة لأعراض ومضاعفات تشمع الكبد؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 أبريل 2022 آخر تحديث: السبت، 24 فبراير 2024
علاج تشمع الكبد: طرق دوائية وجراحية واعدة

عضو الكبد مُثقل بالعديد من الوظائف الحيوية التي لا غنى عنها للجسم، ومع تكرار إصابة الكبد بالأمراض والالتهابات والعدوى قد يصل تدريجياً إلى التشمع أو التليف، فما هو علاج تشمع الكبد؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وهل يُمكن حماية الكبد من التشمع؟ تابع معنا المزيد من المعلومات الهامة.

ما المقصود بتشمع الكبد 

تشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis liver) يُقصد به تليف الكبد أو تندبه (بالإنجليزية: Fibrosis or scarring)، وهو يُمثل المرحلة الأخيرة بعد تعرض خلايا الكبد للضرر والتلف، بسبب إصابتها بالالتهاب والعدوى المتكررة على المدى البعيد، ويعمل الكبد على إعادة إصلاح خلاياه في كل مرة يُصاب فيها، مما ينتج عنه تكون الخلايا المتليفة تدريجياً لتحل محل الخلايا السليمة، وتُشكل هذه الندوب عقبة أمام تدفق الدم خلال الكبد، مما يضعف قدرته على القيام بوظائفه المختلفة، مثل تصنيع الهرمونات والبروتينات، ويُعد مرض تشمع الكبد مرضاً مهدداً للحياة.[1][2]

ما هي الأهداف المرجو تحقيقها أثناء علاج تشمع الكبد

يسعى الطبيب المعالج إلى تحقيق أهداف معينة أثناء بنائه لخطة علاج تليف الكبد، وهذه الأهداف هي كالآتي:[1]

  • إيقاف حدوث المزيد من التلف للكبد.
  • علاج الأعراض الظاهرة والسيطرة عليها، بالإضافة إلى منع حدوث أعراض جديدة.
  • علاج المضاعفات الناجمة عن تشمع الكبد، وحمايته من حدوث مضاعفات أخرى.

كيف يُعالج تشمع الكبد 

مرض تشمع الكبد هو مرض غير قابل للشفاء، حيث أن التلف الحادث لخلايا الكبد (تليفها) لا يُمكن الرجوع فيه، ولكن الطبيب المعالج يصف الخطة العلاجية لكل حالة على حدة، بناءً على السبب الذي نتج عنه تليف الكبد من جهة، ومن جهةٍ أخرى بناء على المرحلة التي وصل إليها تشمع الكبد، وتشمل خطة العلاج الآتي:[3]

علاج إدمان الكحول

يُعتبر الكبد هو العضو المسؤول عن تكسير وتصريف السموم داخل الجسم، والكحول يُعد من أخطر تلك السموم، وبالتالي عند الإفراط في تناوله، يُصاب الكبد بالإجهاد، ولذلك كان أول خطوات العلاج لشاربي الكحول هو توقفهم تماماً -وبدون رجعة- عن تناوله، وهناك العديد من البرامج الصحية التي سوف تقدم لك العون للتخلص من إدمان الكحول.[3]

علاج التهاب الكبد الوبائي C وB

هناك العديد من العقاقير المعتمدة والمضادة للفيروسات، التي يمكن استخدامها لعلاج التهاب الكبد الوبائي C (بالإنجليزية: Hepatitis C)، والتهاب الكبد الوبائي B (بالإنجليزية: Hepatitis B)، حيث إن إهمال علاج التهاب خلايا الكبد يؤدي مع مرور الوقت إلى تليفها.[1]

علاج الكبد الدهني غير الكحولي

إذا كنت تُعاني من مرض الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Non alcoholic fatty liver)، فسوف تعتمد خطة علاجك على إنقاص وزنك، وممارسة الرياضة وزيادة الأنشطة البدنية، حيث إن خسارة الوزن الزائد تُخلصك من الدهون المتراكمة بالكبد، كما تُساعده على التعافي من الالتهاب.[4]

علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي

يعالج الطبيب مرض التهاب الكبد المناعي الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis) بوصفه العقاقير المثبّطة أو المخفّضة لنشاط الجهاز المناعي.[4]

علاج الأمراض التي تدمر أو تغلق القناة المرارية

من أمثلة تلك الأمراض التهاب الأقنية الصفراوية الأولى (بالإنجليزية: Primarybiliary cholangitis)، ويصف الطبيب في هذه الحالة عقار ارسوديول (بالإنجليزية: Ursodiol)، وهناك خيار آخر قد يلجأ إليه الطبيب وهو أن يُجري جراحةً لفتح القناة الصفراوية المغلقة أو التي تُعاني ضيقاً.[4]

علاج مضاعفات تشمع الكبد 

يتطور مرض تشمع الكبد على مر الأعوام، وتتعدد المضاعفات الناتجة عنه، وتُمثل تلك المضاعفات الأعراض والعلامات الأولى للمرض، نذكر من تلك المضاعفات الواجب علاجها الآتي:[1]

علاج ارتفاع ضغط الدم البابي

يُعتبر ارتفاع ضغط الدم البابي (بالإنجليزية: Portal hypertension)، أحد المضاعفات الرئيسية الخطيرة لمرض تليف الكبد، وهو يُعبر عن المرحلة الأخيرة للمرض، وتُعالج المضاعفات المصاحبة له كالآتي:[1]

  • يُمنح المريض أحد عقاقير مجموعة حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) أو أحد عقاقير مجموعة النيرات (بالإنجليزية: Nitrate)، بهدف تقليل ضغط الدم داخل الأوردة.
  • وقف أو تقليل تدفق الدم في الأوردة التي تُعاني من الدوالي، عن طريق عمل ربط الدوالي أو ما يُسمى المعالجة التصلبية للدوالي (الإنجليزية: Variceal sclerotherapy) لتقليل ضغط الدم في الكبد. 
  • إعادة توجيه تدفق تيار الدم في الوريد البابي، ليقل الضغط عليه، من خلال عمل تقنيات معينة، مثل عمل تحويلة كلوية طحالية قاصية (بالإنجليزية: Distal splenorenal shunt).
  • يصف الطبيب المُعالج عقار اللاكتيلوز (بالإنجليزية: Lactulose)، بغرض التخلص من السموم الموجودة في الدم عبر امتصاص اللاكتيلوز لها، ومن المعروف أن تلك السموم التي لم يستطع الكبد المتليف التخلص منها تُسبب الاعتلال الدماغي الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy).
  • يتخلص الطبيب من الماء المتجمع في منطقة البطن وهو ما يسمى استسقاء (الإنجليزية: Ascites) عن طريق إجراء عملية البزل (بالإنجليزية: Paracentesis)، وهناك وسيلة أخرى للتخلص من السوائل المتجمعة في القدمين والكاحلين (بالإنجليزية: Edema) -مسببةً تورمها- وهي منح المريض أحد العقاقير المدرة للبول.

علاج العدوى 

يُمنح المريض في بعض الأحيان المضادات الحيوية اللازمة في حالة الإصابة بالعدوى، ويُوصي الطبيب بتلقي بعض اللقاحات ضد الإنفلونزا، والالتهاب الكبدي الوبائي، والتهاب الرئة.[5]

علاج سرطان الكبد

يطلب الطبيب غالباً فحوصات دورية تشمل اختبارات الدم والأشعة، بهدف تتبع علامات إصابة الكبد المتليف بالسرطان، وفي حالة الإصابة الفعلية به يبدأ الطبيب في وصف العلاجات المضادة للسرطان.[5]

علاج الفشل الكلوي

       يتعامل الطبيب مع حالة الفشل الكلوي بناءً على السبب المؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي بالإضافة إلى  درجة التلف التي وصلت إليها الكلى، واعتماداً على هذين العاملين يحدد الطبيب إذا كان المريض في حاجة إلى العلاج بالعقاقير، أو عمل غسيل كلوي، أو زراعة الكلية.[1]

علاج الفشل الكبدي

  • تتوقف طرق العلاج على نوع الفشل الكبدي المُصاب به المريض، في حالة الفشل الكبدي المزمن (بالإنجليزية: Chronic liver failure) يجب أن يُغير المريض عاداته اليومية والغذائية لتُصبح عادات سليمة وصحية تماماً، مع الحرص على التخلص من الوزن الزائد، والتقليل من نسبة البروتين في الوجبات الغذائية، كما يجب على المريض متابعة ضغط الدم، ومستوى الجلوكوز في الدم والسيطرة عليهما بصورة مستمرة.[1]
  • أما في حالة الفشل الكبدي الحاد (بالإنجليزية: Acute liver failure) فيصف الطبيب المحاليل الوريدية، رغبةً في خفض ضغط الدم المرتفع، كما يصف الملينات بهدف التخلص من السموم الموجودة بالجسم أولاً بأول، ويُوصي الطبيب المعالج بضرورة إبقاء مستوى الجلوكوز بالدم تحت السيطرة، وتُعتبر زراعة الكبد من ضمن العلاجات المقترحة في حالة الفشل الكبدي.[1]

زراعة الكبد

يُعتبر مرض تليف الكبد أو تشمعه من الأمراض التي لا رجعة فيها، حيث تزداد حالة الكبد سوءً تدريجياً ومع مرور الوقت على الرغم من المحاولات المبذولة للعلاج، وعند تأخر الحالة يُصبح زراعة الكبد هو الحل الوحيد، ويُلاحظ وجود تقدم في جراحة الزرع والعلاجات المستخدمة معها، مما يُحسن من أداء الكبد المزروع من جهة، ويُحافظ على الكبد ضد العدوى أو رفض الجسم له.

من المبشر أن 80% من حالات زرع الكبد يعيشون فوق 5 سنوات بعد إجراء عملية الزرع، ولكن تجدر الإشارة إلى أن توفر الكبد المناسب للزرع ليس بالأمر الهين أو البسيط، فقد يحتاج المريض شهوراً أو أعواماً لكي يحصل على فرصته في الوصول إلى الكبد المناسب (التطابق في الأنسجة وزمرة الدم على سبيل المثال) لكي تتم زراعته.[6]

ما هي علامات وأعراض المرض

لا تظهر أعراض المرض وعلاماته على بعض الأشخاص وقد تظهر على البعض الآخر، كما أن الأعراض المبكرة لمرض تشمع الكبد تُعد متداخلة مع أعراض أمراض الكبد الأخرى، ونذكر من العلامات الأولى للإصابة بتليف الكبد الآتي:[7]

  • الشعور بالتعب والضعف.
  • فقدان الشهية.
  • خسارة الوزن دون وجود سبب لذلك.
  • الإحساس بالغثيان، وحدوث قيء.
  • المعاناة من وجود ألم أو عدم إحساس بالراحة في الناحية العلوية اليمنى من البطن. 

ومع ازدياد حالة الكبد سوءً، تظهر على المريض أعراضٌ أخرى؛ مثل:[7][8]

  • حدوث كدمات ونزيف.
  • الشعور بالارتباك، وعدم القدرة على التركيز والتفكير، مع حدوث اضطرابات في النوم، وضعف في الذاكرة.
  • تورم الأطراف السفلية (الساقين، والكاحلين، والقدمين).
  • يُعاني المريض انتفاخاً في منطقة البطن؛ نتيجة تراكم السوائل بتلك المنطقة فيما يُسمى بمرض الاستسقاء (بالإنجليزية: Ascitis).
  • حدوث حكة شديدة بالجلد.
  • يُصبح لون البول داكناً.
  • يميل بياض العين ولون البشرة للون الأصفر، فيما يُعرف بمرض اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
  • احمرار كف اليد.
  • غياب الدورة الشهرية أو انقطاعها لدى السيدات (في غير وقت سن اليأس).
  • حدوث ضعف في الرغبة الجنسية، مع تضخم الثديين عند الرجال فيما يُعرف بالتثدي عند الرجال (بالإنجليزية: Gynecomastia)، بالإضافة إلى الإصابة بضمور الخصيتين (بالإنجليزية: Testicular atrophy).

ما هي مراحل تشمع الكبد

يُعبّر تشمع الكبد في حد ذاته عن المرحلة المتأخرة التي وصل إليها تلف خلايا الكبد، ويمكن التعبير عن مراحل تليف الكبد كالآتي:[6]

  • المرحلة الأولى للتليف، تشمل حدوث بعض التندب للكبد، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض، ويُطلق على تلك المرحلة تليف الكبد المعوض (بالإنجليزية: Compensated cirrhosis)، حيث يمكن للكبد أن يتعافى بالعلاج، وتتميز تلك المرحلة أن المريض لا يُعاني فيها من ظهور المضاعفات.
  • المرحلة الثانية للتليف، تشمل ظهور بعض المضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم البابي (بالإنجليزية: Portal hypertension)، والإصابة بالدوالي (بالإنجليزية: Verives).
  • المرحلة الثالثة للتليف، يظهر بها تورم منطقة البطن، بالإضافة إلى زيادة تندب الكبد، وهي تُمثل مرحلة تليف الكبد غير المعوض (بالإنجليزية: Decompensated cirrhosis)، حيث أنها تشمل ظهور مضاعفات خطيرة، كما أن الكبد يكون معرضاً للفشل.
  • المرحلة الرابعة للتليف، تُمثل المرحلة الأخيرة من مرض تشمع الكبد، وبالتالي فهي مرحلة تهدد حياة المريض، فهو معرضٌ للموت، والسبيل الوحيد للنجاة يكون زراعة الكبد.

أسباب إصابة الكبد بالتشمع

تتعدد الأسباب والأمراض التي تؤدي إلى تدمير خلايا الكبد وإصابته بالتليف أو التشمع، وهي تشمل الآتي:[8]

  • إدمان الكحول.
  • الإصابة بالفيروسات المُسببة للالتهاب الكبدي (A, B, C).
  • الإصابة بمرض التليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis).
  • الإصابة بمرض الصباغ الدموي أو داء السكر البرونزي (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، وهذا المرض ينتج من تراكم الحديد بالجسم.
  • تجمع الدهون وتراكمها في الكبد فيما يُعرف بمرض الكبد الدهني اللاكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic fatty liver disease).
  • الإصابة بمرض التنكس الكبدي العدسي وهو ما يُطلق عليه مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson"s disease)، والذي ينتج عن تراكم النحاس في الكبد.
  • الإصابة بمرض رتق القناة الصفراوية (بالإنجليزية: Biliary atresia)، وهي عبارة عن ضعف أو قصور في تكوين القناة الصفراوية.
  • نقص ألفا 1 أنتي تريبسين (بالإنجليزية: Alpha 1 antitrypsin).
  • الإصابة بأمراض الكبد المناعية (Autoimmune hepatitis).
  • الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على التمثيل الغذائي للسكر (بالإنجليزية: Galactosemia).
  • الإصابة بمتلازمة ألاجيل (بالإنجليزية: Alagille syndrome)، وهو عبارة عن اضطراب وراثي يحدث للجهاز الهضمي.
  • حدوث تدمير للقنوات الصفراوية فيما يُعرف بمرض تليف الكبد الصفراوي الأولي (بالإنجليزية: Primary biliary cirrhosis).
  • الإصابة بعدوى الزهري (بالإنجليزية: Syphilis).
  • الإصابة بعدوى الحمى المالطية أو داء البروسيلات (بالإنجليزية: Brucellosis).
  • تعاطي بعض العقاقير مثل عقار الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate).
  • حدوث تصلب أو تندب في القنوات الصفراوية، مما يُسبب الإصابة بمرض التهاب الأقنية الصفراوية المُصلب الأولي (بالإنجليزية: Primary Sclerosing cholangitis). 

عوامل الخطر

تزيد فرصة الإصابة بمرض تشمع الكبد في الحالات الآتية:[8]

  • الإسراف في تناول الكحول.
  • السمنة من العوامل التي تُسبب الإصابة بالأمراض المؤدية إلى تليف الكبد، مثل مرض الكبد الدهني اللاكحولي.
  • الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي هو أحد الأسباب العالمية التي تزيد معها خطورة حدوث تشمع الكبد، وبالرغم من ذلك لا نستطيع القول أن كل شخص يُصاب بالالتهاب الكبدي سوف يُصاب أيضاً بتشمع الكبد.

 تشخيص مرض تشمع الكبد

يستطيع الطبيب تشخيص تشمع الكبد من خلال إجراء عدد من الأشعة والفحوصات، نذكر منها الآتي:[9]

  • عمل التصوير المقطعي المحوسب للبطن (بالإنجليزية: Abdominal computed tomography)، وهذا النوع من الأشعة (CT) يُساعد في تحديد مدى التلف والتشمع الذي لحق بالكبد، هذا بالإضافة إلى قدرتها على تحديد أمراض الكبد الأخرى.
  • إجراء الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Abdominal ultrasound) على منطقة البطن، بهدف التقاط صور للكبد، ويمكن أيضا عمل موجات دوبلر فوق الصوتية (بالإنجليزية: Doppler ultrasound) لتقييم تدفق الدم من وإلى الكبد.
  • عمل إيلاستوجرافي (بالإنجليزية: Elastography) عن طريق الموجات فوق الصوتية أو أشعة الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، ويهدف الطبيب من عمل هذا الإجراء التعرف على مقدار الصلابة  التي وصل إليها الكبد نتيجة ما حدث به من تليف.
  • تصوير الجسم بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Body magnetic resonance)ويُطلق عليه اختصاراً (MRI)، ويمكن الحصول من خلال هذا النوع من الأشعة على صور تفصيلية للكبد، توضح درجة التلف التي يُعاني منها الكبد نتيجة إصابته بالأمراض المختلفة.
  • اختبار خزعة من الكبد، عن طريق أخذ عينة من أنسجته للتعرف على مقدار الضرر الذي لحق به.
  • عمل اختبار دم لوظائف الكبد، والغرض منه الكشف عن إنزيمات معينة في الكبد.

مضاعفات مرض تشمع الكبد

مرض تشمع الكبد في مراحله الأخيرة يُسبب العديد من المضاعفات الخطيرة، مثل:[8]

  • ارتفاع ضغط الدم البابي (بالإنجليزية: Portal hypertension)، يتسبب التليف الحادث في خلايا الكبد إلى بطء سريان الدم في أوردته، مما ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم في الأوردة  التي تجلب الدم من الأمعاء والطحال.
  • تورم منطقة البطن والقدمين (بالإنجليزية: Swelling)، وينتج هذا التورم لسببين، أحدهما ارتفاع ضغط الدم البابي، والسبب الآخر هو عدم قدرة الكبد على تصنيع بروتين الزلال (بالإنجليزية: Albumine)، حيث يعمل هذا النوع من البروتينات على إحداث التوازن اللازم للسوائل داخل الجسم.
  • تضخم الطحال (بالإنجليزية: Splenomegaly)، وحدوث تغيرات به هو إحدى نتائج ارتفاع ضغط الدم البابي، مما يتسبب في نقص تصنيع كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية، وهي إحدى الوظائف الهامة للطحال بالجسم، ومن هنا كان هذا الانخفاض في عدد كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية لدى المريض هو من العلامات الأولى التي تدل على الإصابة بتليف الكبد وتشمعه.
  • النزيف هو أحد المضاعفات الخطيرة التي تُهدد حياة المريض، وهو ينتج عن ارتفاع ضغط الدم البابي أيضاً، والذي يتسبب في إعادة توجيه الدم إلى أوردة صغيرة أخرى، وهي بدورها لا تتحمل الضغط الحادث عليها، فيؤدي ذلك إلى انفجارها وحدوث النزيف، كما أن ارتفاع ضغط الدم البابي يتسبب في تضخم الأوردة في المريء مسبباً دوالي المريء (بالإنجليزية: Esophageal varices)، وقد يحدث نفس التضخم في أوردة المعدة فيما يُسمى بدوالي المعدة (بالإنجليزية: Gastric varices).
  • سهولة الإصابة بالعدوى نتيجة انخفاض قدرة الجسم الدفاعية ضد ما يتعرض له من أنواع العدوى المختلفة.
  • سوء التغذية بسبب عدم قدرة الجسم على الاستفادة من العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، والشعور الدائم بالضعف والإنهاك.
  • اعتلال الدماغ الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy)، وهو من المضاعفات الخطيرة، ويتسبب في ذلك تراكم السموم في الجسم، لعدم قدرة الكبد على التخلص منها، وفي حالة وصول تلك السموم للدماغ مع تيار الدم يؤدي ذلك إلى قلة تركيز المريض  وعدم انتباهه، تزيد هذه الحالة يزيد مع الوقت مسببةً الغيبوبة.
  • اليرقان، وهو نتيجة تراكم إحدى النفايات بالدم، حيث يفقد الكبد قدرته على التخلص منه بشكلٍ نهائي، ويُسمى البيلوروبين (بالإنجليزية: Bilirubin)، ويتسبب اليرقان في اكتساب الجلد للون الأصفر، بالإضافة إلى بياض العين، كما يُصبح لون البول داكناً.
  • أمراض العظام، فبعض المرضى المصابين بتليف الكبد تُصبح عظامهم أقل قوةً ومعرضةً للكسور.
  • تزيد فرصة الإصابة بسرطان الكبد، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية أن مرضى سرطان الكبد في الغالب يكونون من مرضى تشمع الكبد سابقاً.
  • فشل أعضاء أخرى بالجسم، هو أحد المضاعفات الخطيرة لتليف الكبد حيث تُصاب بعض الأعضاء بالفشل ، وهو ما لم تفسره الأبحاث العلمية حتى الآن.

الوقاية من مرض تشمع الكبد

مرض تشمع الكبد هو المرحلة النهائية لأمراض الكبد المزمنة، ويمكن تحقيق الوقاية منه باتباع النصائح التالية:[1]

  • الابتعاد نهائياً عن شرب الكحول.
  • تقليص نسبة الملح في الطعام.
  • اتباع نظام غذائي لمرضى الكبد، بحيث يكون غني بالألياف، وقليل الدهون، ومعتدل في نسبة البروتين، بالإضافة إلى تناول الأعشاب المهمة للكبد.
  • التوقف تماماً عن التدخين.
  • عمل زيارة دورية للطبيب، خصوصاً إذا كنت من أصحاب الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مصاباً بداء السكري.
  • عدم أكل المأكولات البحرية النيئة؛ لأنها تُعرضك للإصابة بالعدوى البكتيرية.
  • الابتعاد عن مزاولة العادات الحياتية الخاطئة التي قد تُسبب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي.
  • تجنب الإفراط في تناول العقاقير التي قد تُسبب ضرراً بالغاً للكبد، مثل عقار الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen).
  • متابعة الطبيب لضبط معدلات الكوليسترول والدهون الثلاثية إذا كنت تُعاني خللاً بها.
  • تلقي اللقاح ضد التهاب الكبدي الوبائي B.

ختاماً نود أن نلفت النظر أن مرض تشمع الكبد يُمثل المرحلة الأخيرة لأمراض الكبد ومضاعفاتها، لذلك كان من الضروري أن تهتم بسلامة كبدك، وتتبع وسائل الوقاية اللازمة لحمايته من التشمع.

  1. أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  2. "مقال ملخص -التليف الكبدي" ، المنشور على موقع nhs.uk
  3. أ ب "مقال ما هي علاجات تليف الكبد؟" ، المنشور على موقع webmd.com
  4. أ ب ت "مقال علاج تليف الكبد" ، المنشور على موقع niddk.nih.gov
  5. أ ب "مقال التليف الكبدي" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  6. أ ب "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع .medicinenet.com
  7. أ ب "مقال أعراض وأسباب تليف الكبد" ، المنشور على موقع niddk.nih.gov
  8. أ ب ت ث "مقال التليف الكبدي" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  9. أ "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع radiologyinfo.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!