;

أسباب وعلاجات ارتجاع المريء

  • تاريخ النشر: الأحد، 30 مايو 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 19 أبريل 2023
أسباب وعلاجات ارتجاع المريء

يحتوي القسم السفلي من المريء على عضلةٍ ذات شكلٍ دائري تُسمى العضلة العاصرة المريئية السفلية، وهذه العضلة تعمل في الوضع الطبيعي لتسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وتمنع المرور في الاتجاه المعاكس، لكن وفي بعض الأحيان قد تتأثر باضطرابٍ هضمي يجعلها تسمح بتسرب سائل المعدة إلى المريء؛ مسببة شعوراً بالحرقة والحموضة بالحلق.

تسمى الأعراض السابقة ارتجاع المريء، فما هي أسباب الإصابة به وطرق علاجه المختلفة؟ هذا ما سوف نتناوله معاً من خلال السطور القادمة.

أسباب ارتجاع المريء 

ارتجاع المريء أو مرض الجزر المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease or GERD) هو الحالة التي تحدث عندما يتدفق الحمض من المعدة إلى الحنجرة؛ مسبباً الشعور بحرقة وألم في الصدر، وتغير في طعم الفم، وغثيان، وفي بعض الأحيان سعال مزمن أو بحة في الصوت، ومن أهم أسباب الارتجاع المريئي والعوامل المحفزة له:[1][2]

  • اضطرابات العضلة العاصرة المريئية، حيث تصبح العضلة مرتخية أو ضعيفة؛ فتسمح بمرور محتويات المعدة إلى المريء.
  • وقد يحدث أيضاً بسبب بعض العادات الغذائية كالتدخين والإفراط في تناول الطعام.
  • فتق الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Hetal hernia).
  • الاضطرابات المرتبطة بالمريء.
  • المعدة التي تتفرغ ببطء
  • السمنة أو الوزن الزائد.
  • أثناء فترة الحمل.

ارتجاع المريء للحامل

تُعاني نساءٌ كثيراتٌ من ارتجاع المريء أثناء الحمل، وقد تبدأ الأعراض في أي مرحلةٍ من الحمل، وتزداد سوءً مع تقدم الحمل، ومع أنّ أعراض الارتجاع المريئي في هذه المرحلة شائعة للغاية إلا أنّها نادراً ما تُسبب أي مضاعفات ومن المحتمل أن تتحسن الأعراض بعد الولادة.

أحد أسباب حدوث الارتجاع للحامل هو التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل حيث تؤثر هذه التغيرات على عضلات المريء ومن ضمنها العضلة العاصرة وتجعلها تسترخي أكثر؛ مما قد يُساعد على تسرب بعض الأحماض عقب تناول الطعام أو عند الاستلقاء، أضف لذلك أنّ نمو الجنين يزيد من الضغط على المعدة وقد يدفع الحمض إلى المريء.[3]  

علاج الارتجاع المريئي طبيعياً

لا بد أن يبدأ علاج الارتجاع والحموضة تدريجياً، فلا يجب أن يتجه المريض إلى استخدام الأدوية مباشرةً، ومن أولى خطوات العلاج هو تغيير نمط الحياة، واتباع عادات صحية، والتخلي عن السلوكيات اليومية التي تسبب ارتجاع المعدة، ومن أمثلة تلك الإرشادات:[4] 

  • تجنب النوم أو الاستلقاء عقب تناول الطعام مباشرة.
  • تناول وجبات صغيرة متعددة خلال الييوم والبعد عن تناول الوجبات الكبيرة.
  • تجنب الأطعمة الدهنية والحريفة.
  • الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية.
  • عدم الإكثار من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • التخلص من الوزن الزائد.
  • ممارسة الرياضة.
  • تعديل وضع النوم برفع الوسادة حتى يُصبح الرأس في مستوى أعلى من مستوى الجسم.

علاج ارتجاع المريء نهائياً بالأعشاب

إن لم تكن راغباً بتناول الأدوية فيمكنك علاج ارتجاع المريء نهائيا بالأعشاب والتخلص من الإزعاج المرافق للارتجاع عن طريق هذه الوصفات الطبيعية :[7]

  • الشاي بالزنجبيل: هو من أهم الوصفات في حال الارتجاع، ولا يتطلب سوى وضع بضع قطع من الزنجبيل في الماء الساخن وتركه على نار هادئة لمدة 30 دقيقة، ومن ثمّ شربه.
  • شاي البابونج: يُفيد شرب كوب من شاي البابونج يومياً قبل النوم في موازنة مستويات الحمض في المعدة، ويمكن شراء شاي البابونج أو تحضيره منزلياً عبر غلي القليل من الماء، ووضع القليل من البابونج لمدة 45 ثانية وتصفيتها، ومن ثم شربها.
  • صودا الخبز: تعمل الصودا على تحييد أحماض المعدة، ولا تتطلب هذه الوصفة سوى وضع ملعقة صغيرة من الصودا ضمن كوب ماء وشربها، لكن من الضروري ألا تستخدم هذه الوصفة لأكثر من أسبوع وألا تتجاوز 7 جرعات في اليوم.
  • الخردل: وهو مادة قلوية؛ حيث يعمل الخردل على تحييد أحماض المعدة، عليك فقط أن تتناول ملعقة من الخردل عند الشعور بنوبة الحموضة.

علاج الارتجاع دوائياً

هناك مجموعات من الأدوية المجربة والشائعة الاستخدام لعلاج الجيرد أو الجزر المعدي المريئي، نذكر منها التالي:[4]  

مضادات الحموضة

مجموعة مضادات الحموضة (بالإنجليزية: Antacids) تهدف في عملها إلى معادلة الحمض الزائد في المعدة، ومن أمثلتها عقار مالوكس في أشكاله الصيدلية المتعددة، حيث يتواجد مالوكس في الأسواق في شكل شراب، وأقراص للمضغ، وأكياس صغيرة تحتوي العقار في شكل سائل. [4]

حاصرات H2

عقاقير حاصرات H2 (بالإنجليزية: H2 blockers) ترتكز فكرة عملها على تقليل إنتاج الحمض في المعدة، ومن أمثلة أدوية تلك المجموعة دواء سيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine)، ومن أمثلته أيضاً عقار الرانتيدين (بالإنجليزية: Rantedine) الذي تم سحبه من الأسواق بعد ما أكدته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: FDA) عن تسببه في الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية.[4]  

مثبطات مضخة البروتون

مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors) هي مجموعة دوائية تعمد إلى تقليل إنتاج الحمض في المعدة، بالإضافة إلى قدرتها في التسريع من التئام وشفاء أنسجة المريء المتضررة بفعل ارتجاع الحمض، ومن أمثلتها عقار أوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole)، وطريقة تناول العقار هي قبل الطعام أو النوم وتكون الجرعة واحدة أو اثنتين حسب تركيز العقار.[4]

الأطعمة التي تفيد في ارتجاع الحمض

إنّ اتباع حمية خاصة هو إجراءٌ أساسي في علاج ارتجاع المعدة أو المريء، حيث ينصح الأطباء بالامتناع عن بعض أنواع الأطعمة والتركيز على أنواعٍ أخرى ومن أبرز الأطعمة التي تفيد في ارتجاع المريء:[6]

الأطعمة الغنية بالألياف

تُساعد هذه الأطعمة على الشعور بالشبع بسرعة؛ وبالتالي تُقلل من فرص السمنة، ومن هذه الأطعمة لدينا:[6]

  • الحبوب الكاملة، كالشوفان والأرز البني.
  • الخضروات الجذرية، مثل البطاطا الحلوة والجزر والبنجر.
  • الخضار خضراء اللون، مثل الهليون والبروكلي والبازلاء.

الأطعمة القلوية

تكون درجة الحموضة منخفضة في هذه الأطعمة؛ وبالتالي يكون احتمال تسببها بالارتجاع أقل، ومنها:[6]

  • الموز.
  • البطيخ الأحمر.
  • القرنبيط.
  • الجوز.

الأطعمة الغنية بالماء

تناول هذه الأطعمة يقلل من تركيز أحماض المعدة، من أهم أنواعها:[6]

  • الكرفس.
  • الخيار.
  • البطيخ.
  • الخس.
  • الشاي.
  • شوربات الخضار.

أعراض ارتجاع المريء

لا يوجد من لم يعان من الارتجاع المريئي مرة على الأقل، فهو يحدث بشكلٍ واضح عندما تتجشأ، وتكون أبرز الأعراض الشعور بالحرقة، لكن أعراض الارتجاع يمكن أن تشمل أيضاً: [1]

  • قلس الطعام (عودة الحمض من المعدة).
  • صعوبة البلع أو الشعور بالألم عند البلع.
  • زيادة مفاجئة في إفراز اللعاب.
  • ألم في حلق مزمن أو التهاب حلق مزمن.
  • التهاب الحنجرة.
  • بحة في الصوت.
  • التهاب اللثة.
  • تسوس الأسنان (نتيجة ملامسة الحمض للأسنان وتأثيره على المينا).
  • رائحة فم سيئة.
  • سعال مزمن أو متكرر.
  • الشعور بألم في الصدر (وهو عرض يتطلب الحصول على المساعدة الطبية).

ارتجاع المريء وضيق التنفس

ضيق التنفس هو أحد الأعراض الشائعة المرافقة لارتجاع المريء وخاصة لدى من يُعانون من الشكل المزمن للارتجاع، يحدث ضيق التنفس بسبب تسرب أحماض المعدة إلى الرئتين وخاصةً خلال النوم فيؤدي إلى تورم المجاري التنفسية وقد يؤدي إلى حالة من الربو، يمكن أن تحدث بعض الاضطرابات التنفسية، مثل تشنج القصبات، والشفط الرئوي؛ مما يؤدي إلى حدوث السعال، وقد يترافق السعال مع البلغم.

التأثير لا يقتصر على ضيق التنفس حيث أنّ الارتجاع يجعل الشخص يشعر بطعمٍ حامض بسبب أحماض المعدة، هذا الطعم إضافةً إلى التجشؤ المتكرر يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالغثيان والتقيؤ في بعض الأحيان. وقد ينتج عنه شعورٌ بحرقةٍ في الصدر يُشبه الشعور بنغزات القلب.[4][5]

ملاحظة: مهما كانت الأعراض فلا يوجد سببٌ للقلق إذ أنّ الارتجاع المريئي لا يرتبط عادةً بأمراضٍ خطيرة سواء أمراضٍ للقلب أو غيرها، وفي حال كنت تشعر بالقلق من ألم الصدر فمن المفيد أن تستشير طبيباً وتقوم ببعض الفحوصات للتأكد من سلامة القلب.[4][5]

للحصول على العلاج الأفضل من الضروري أن تلتزم بالحمية الغذائية، وتحافظ على وزنٍ مقبول، مع تجنب الكحول والتدخين وكافة العوامل التي تُحرض الارتجاع، لكن في حال استمرار الأعراض وتكررها، عليك التواصل مع الطبيب والتفكير باستخدام الأدوية.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!