;

علاج ارتجاع المريء

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أبريل 2023
علاج ارتجاع المريء

يصاب الكثير من الأشخاص حول العالم بمرض ارتجاع المريء أو مرض الجزر المعدي المريئي، الذي يحدث عندما يصعد الحمض من المعدة إلى المريء بشكل متكرر؛ مما قد يؤدي إلى تهيج بطانة المريء وتلف الأنسجة.

في هذا المقال سنتعرف على علاج ارتجاع المريء بالجراحة، وعن طريق استخدام الأدوية، أوالأعشاب، كما سنستعرض معاً بعض الحقائق حول هذا المرض.

حقائق حول ارتجاع المريء

في الحالة الطبيعية تفتح العضلة السفلى للمريء من أجل مرور الطعام من المريء إلى المعدة، ثم تغلق لمنع ارتجاعه مع أحماض المعدة إلى المريء، لكن عند الإصابة بارتجاع المريء أو مرض الجزر المعدي المريئي أو جيرد (بالإنجليزية: GERD) تضعف العضلة السفلى أو ترتخي؛ مما يسمح للطعام والأحماض بالرجوع من المعدة إلى المريء.

يحدث ارتجاع الحمض بشكل طبيعي عند بعض الأشخاص بنسبة لا تتجاوز مرتين في الأسبوع، وعندئذٍ لا تُشخص الحالة أنها جيرد، لكن إذا كانت الشكوى من ارتجاع الحمض مزمنة ومستمرة وطويلة الأمد، فهي تُعد مرضاً يستوجب العلاج قبل أن يسبب الحمض تلفاً بالغاً للأنسجة.[2]

أنواع علاج الارتجاع المريئي

عند الإصابة بارتجاع المريء تظهر العديد من الأعراض المصاحبة له، مثل الإحساس بوجود حرقة في الصدر، وصعوبة في البلع، والإصابة بالسعال والتهاب الحنجرة وغير ذلك.

للتخلص من هذه المشكلة يوصي الأطباء بتجربة عدد من العلاجات منها إدخال تعديلات على نمط الحياة، وتناول بعض الأدوية، وإذا لم يتحسن الوضع في غضون أسابيع قليلة فقد يوصي طبيبك بعدد من الإجراءات الجراحية.[1][2]  

علاج ارتجاع المريء في المنزل

تساعد التغييرات في نمط الحياة بتقليل تكرار ارتجاع الحمض، حيث يمكنك تجربة هذه الأشياء :[1]

  • الحفاظ على وزن صحي: إن الوزن الزائد يضغط على بطنك؛ مما يدفع معدتك إلى الأعلى ويسبب ارتجاع الحمض إلى المريء.
  • التوقف عن التدخين: يقلل التدخين من قدرة العضلة السفلية العاصرة للمريء على العمل بشكل صحيح.
  • رفع رأس السرير: إذا كنت تعاني من حرقة المعدة بانتظام أثناء محاولة النوم، فضع كتل خشبية أو إسمنتية تحت أقدام سريرك بحيث ترتفع الرأس بمقدار 6 إلى 9 بوصات (15-22 سم)؛ مما يساعد على تخفيف ارتجاع المريء وأعراضه.
  • عدم الاستلقاء بعد الأكل: انتظر ثلاث ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء أو الذهاب إلى الفراش.
  • تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً: ضع الشوكة أو المعلقة جانباً بعد كل قضمة واحملها مرة أخرى بمجرد مضغ الطعام وابتلاعه.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب ارتجاع المريء: وهذا يشمل الأطعمة الدهنية أو المقلية، وصلصة الطماطم، والكحول، والشوكولاتة، والنعناع، والثوم، والبصل، والكافيين.

أدوية ارتجاع المريء

تتوفر العديد من الأدوية التي قد يصفها لك الطبيب لعلاج ارتجاع المريء، والتي تهدف إلى تقليل إفراز الحمض المعدي، ونذكر منها:[1][2]

  1. مثبطات مضخات البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors): مثبطات مضخات البروتون من العقاقير يُعد أفضل علاج الارتجاع المريئي، وتستخدم لتقليل إفراز الحمض المعدي بكفاءة عالية،بالإضافة إلى قدرتها العلاجية للتلف أو الالتهاب الموجود في البطانة الداخلية للمريء، والحادث بسبب ارتجاع الحمض المعدي، وتُعرف هذه المجموعة من الأدوية اختصاراً (PPIs).
  2. حاصرات H2 (مضادات استقبال H2): تساعد هذه الأدوية في تقليل إنتاج الحمض، ,ونلفت الانتباه أن العقار المرتبط بهذا النوع من العلاجات صدرت بخصوصه توصية (FDA) نحو عقار الرانتدين، حيث وُجد ارتباط بينه وبين الإصابة ببعض الأمراض السرطانية؛ لذلك تم سحبه من الأسواق.
  3. مضادات الحموضة: تعمل على مقاومة الأحماض الموجودة في المعدة بالمواد الكيماوية القلوية، ومن الممكن شراءها بدون وصفات طبية، وهي تُسبب بعض الآثار الجانبية مثل الإسهال أو الامساك.
  4. بروكينيتك (بالإنجليزية: Prokinetics): تساعد هذه النوعية من العقاقير المعدة على تفريغ الطعام بشكل سريع، ويفضل استخدامها مع (PPIs). 
  5. الاريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycine): هو نوع من المضادات الحيوية التي تساعد على إفراغ المعدة.

علاج الارتجاع المريئي بالأعشاب

تساعد العديد من الأعشاب على التخلص من الارتجاع وتأثيراته الجانبية، لذلك يمكن الاعتماد عليها وتناولها يومياً ومن هذه الأعشاب لعلاج الارتجاع المريئي نذكر التالي:[3][4]

  • جذر الزنجبيل: يستخدم نبات الزنجبيل لعلاج أمراض الجهاز الهضمي بما في ذلك حرقة المعدة أيضاً، كون جذر الزنجبيل يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات؛ وهذا يساعد في التقليل من التهيج في المريء.
  • البابونج: يساعد فنجان من شاي البابونج في تهدئة الجهاز الهضمي وعلاج مشكلة ارتجاع المريء.
  • عرق السوس: يزيد عرق السوس من سماكة الغشاء المخاطي لبطانة المريء؛ مما يساعدها على مقاومة التأثيرات المهيجة لحمض المعدة.

علاج ارتجاع المريء بالعسل

يعتبر العسل من المواد المفيدة جداً للجسم بسبب مكوناته؛ فهو غني بمضادات الأكسدة كما يحتوي أيضاً على عدد من الخصائص المضادة للبكتيريا والفيروسات؛ مما يجعله علاجاً مهماً لارتجاع المريء كما يلي:[5]

  • العسل مضاد للأكسدة ويقاوم الجذور الحرة، وهذا يساعد في علاج الارتجاع المريئي كون هذا الارتجاع قد يحدث بسبب الجذور الحرة التي تتلف الخلايا المبطِنة للجهاز الهضمي.
  • يعمل العسل على تقليل الالتهاب في المريء.
  • طبيعة العسل اللزجة تساعد في الحفاظ على انخفاض حدة الأحماض في المعدة.

ملاحظة: وإذا لم ترغب في تناول ملعقة صغيرة من العسل لوحده، يمكنك خلطه مع كوب من الماء الدافئ أو الشاي وتناوله عدة مرات في اليوم.[5]

علاج ارتجاع المعدة بقشر الرمان

يساعد قشر الرمان في علاج مشاكل الجهاز الهضمي المختلفة بما في ذلك الارتجاع، وذلك بسبب خصائصه المضادة للأكسدة، والبكتيريا، والالتهابات، كما يساعد قشر الرمان على تخفيف الأعراض المصاحبة لارتجاع المريء مثل حرقة المعدة والحموضة.

من أجل الاستفادة من فوائد قشر الرمان يجب طحنه حتى يصبح مثل البودرة الناعمة ثم خلط ملعقة منه مع العسل وتناولها كل صباح ومساء وعند النوم، ونلفت الانتباه إلى أنه لا يجب ابتلاعها بسرعة، وإنما عليك أن تستغرق 3 دقائق في ابتلاع كل ملعقة؛ لتساعد في التصاق مسحوق قشور الرمان على جدار المريء؛ بالتالي العمل على تكوين غطاء يحمي المريء من تأثيرات الارتجاع.[6][7]

علاج الارتجاع بالتدليك

يساعد تدليك المنطقة المحيطة بالحجاب الحاجز في تقليل ارتداد الحمض لدى لأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المرضية المزمنة بشكل كبير، حيث يفيد التدليك في علاج ارتجاع المريء من عدة نواحٍ:[8][9]

  • يمنع التدليك حرقة المعدة عن طريق تقليل الضغط على البطن.
  • يساعد في تقليل التوتر الذي قد يزيد من الحساسية للحمض المرتجع.
  • من خلال تطبيق تقنيات الضغط فإن هذا يساعد في تهدئة الجهاز العصبي والمعدة المنتفخة، وإبطاء زيادة إنتاج الحمض الناتج عن الإجهاد، أو تناول الكثير من الطعام، أو الوجبات الدسمة والثقيلة على المعدة، وتخفيف أعراض الحرقة الناتجة عن الارتجاع.
  • يساعد تدليك البطن في تخفيف الضغط العام على الجسم والضغط على المعدة خاصة.
  • يساعد التدليك على ضمان عمل الجهاز الهضمي بشكل صحيح، مع تقليل الإجهاد وهذا يساهم في تقليل ارتجاع الحمض إلى المريء.

ملاحظة: وعليك الاستعانة بمتخصص في التدليك يعمل على تدليك البطن، إلى جانب التدليك المخصص للاسترخاء وتقليل التوتر.[8][9]

علاج الارتجاع بالجراحة

يُعتبر الحل الجراحي علاجاً نهائياً لمرض الجزر المعدي المريئي، حيث لا يستطيع بعض المرضى الاستمرار مدة طويلة في تناول العلاجات الدوائية، ويكون وقتها اللجوء إلى الإجراءات الجراحية هو العلاج المقترح، ونذكر من تلك الإجراءات الجراحية التالي:[1]

  1. تثنية القاع (بالإنجليزية: Fundoplication): يقوم الجراح في هذه الحالة بلف الجزء العلوي من المعدة حول العضلة العاصرة للمريء السفلية لشد العضلات ومنع ارتجاع المريء.
  2. جهاز لينكس (بالإنجليزية: LINX device): يتم لف حلقة من الخرزات المغناطيسية الدقيقة حول تقاطع المعدة والمريء، ويعمل التجاذب المغناطيسي بين الخرزات على إبقاء الوصلة مغلقة أمام الحمض الراجع.
  3. تثنية القاع بالتنظير عبر الفم دون جراحة (بالإنجليزية: Transoral incisionless fundoplication): يتضمن هذا الإجراء شد العضلة العاصرة للمريء السفلية عن طريق عمل التفاف جزئي حول المريء السفلي باستخدام مثبتات البولي بروبلين (لدائن تُصنع كيميائياً).

علاج ارتجاع المريء بالمنظار

يمكن التخلص من أعراض ارتجاع المريء أو التخفيف منها عبر المنظار، وذلك عبر عمل جراحي يقوم به الطبيب، حيث يتم إجراء خمسة أو ستة شقوق صغيرة في البطن ثم يُنفخ تجويف البطن بثاني أكسيد الكربون؛ لرفع جدار البطن بعيداً عن الأعضاء الموجودة في الداخل وتوفير مساحة للعمليات في البطن.[10]

إجراءات قبل العملية

  • يجب أن تخضع لفحص جسدي كامل للتأكد من جهوزية جسمك للجراحة بالمنظار، اعتماداً على العمر والصحة العامة.
  • قد يطلب الطبيب إجراء عدة اختبارات للجسم، تشمل تصوير الصدر بالأشعة السينية، أو اختبار وظائف الرئة، أو فحص الدم، أو مخطط كهربية القلب (EKG)، أو اختبارات أخرى حسب طلب الطبيب والحالة.
  • تحتاج إلى اتباع نظام غذائي سائل لمدة يومين قبل الجراحة وفقاً لتوجيهات الطبيب، وقد يتم إعطاؤك وصفة طبية للحصول على محلول ليوم ما قبل الجراحة لتطهير الأمعاء بشكل صحيح.[10]

خطوات الجراحة بالمنظار

عندما يقرر الطبيب إجراء الجراحة بالمنظار لحل مشكلة ارتجاع المريء، فإن خطوات الجراحة هي:[10]

  1. يحدث الطبيب الجراح شقاً صغيراً في البطن يُمرر من خلاله أنبوب صغير معقم.
  2. يتم تمرير ثاني أكسيد الكربون من خلال الانبوب إلى تجويف البطن لرفع جدار البطن بعيداً عن الأعضاء الأخرى في الداخل؛ مما يوفر مساحة رؤية أفضل ومساحة أكبر للجراح أثناء القيام بالعملية.
  3. يتم وضع منظار البطن المتصل بكاميرا فيديو من خلال شق صغير فوق سرة بطنك وتُعرض الصور التي يراها الجراح في منظار البطن على شاشات الفيديو الموضوعة بالقرب من طاولة العمليات.
  4. إذا قرر الجراح أن الجراحة بالمنظار يمكن إجراؤها بأمان فسيتم إحداث أربعة إلى خمسة شقوق صغيرة.
  5. يتم إدخال الأدوات من خلال الشقوق الصغيرة التي تتيح للجراح الوصول إلى تجويف البطن لإجراء الجراحة والعمل على تصحيح ارتجاع المريء وتقليل الفتق (إرجاع المعدة إلى البطن).
  6. بالإضافة إلى لف الجزء العلوي من المعدة (يسمى القاع) حول الجزء السفلي من المريء؛ وهذا يقوي العضلة العاصرة للمريء السفلية حتى لا يرتد الطعام والأحماض إلى المريء.

تعرفنا على علاجات ارتجاع المريء بالأدوية وبالأعشاب والعسل وقشر الرمان، بالإضافة إلى الحل الجراحي، ومن المهم مراجعة الطبيب المختص واستشارته حتى يرشدك على الطريقة المثلى لعلاج ارتجاع المريء.