;

علاج الدوخة وأسبابها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 13 أبريل 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أكتوبر 2022
علاج الدوخة وأسبابها

تعد الدوخة من المشكلات الشائعة التي لا تدعو إلى القلق في كثير من الأحيان، وعلى الرغم من ذلك، يمثل تكرار الدوخة دون وجود أسباب واضحة أمراً يستدعي استشارة الطبيب؛ لأنه قد يعكس إصابة المريض بأحد الأمراض الكامنة، لهذا السبب نلقي الضوء في هذا المقال على كيفية علاج الدوخة وأسبابها المختلفة.  

ما هي الدوخة

الدوخة (بالإنجليزية: Dizziness) هي مشكلة طبية يشعر فيها المرضى بضعف في التوجه المكاني، إلى جانب حالة من عدم الاستقرار الجسدي الذي يجعل المريض يشعر بتشوش الذهن، كأنه يدور أو يتأرجح مع الأشياء من حوله.[1]

من الممكن أن تحدث الدوخة أثناء الحركة أو الوقوف أو الاستلقاء، وعلى الرغم من عدم خطورة الدوخة من الناحية الطبية، إلا أنها تقترن في بعض الأحيان ببعض المشكلات الخطيرة؛ مثل: السكتة الدماغية، أو مشكلات القلب، أو مشكلات الأوعية الدموية، كما أن احتمال سقوط المريض أثناء تعرضه إلى الدوخة يمثل عاملاً في غاية الخطورة. [2]

كيفية علاج الدوخة

يعتمد علاج الدوخة على تحديد السبب الرئيسي للمشكلة، والتعامل معه من الناحية الطبية سواء عن طريق الأدوية، أو عن طريق بعض الإجراءات الطبية التي تهدف إلى تحسين التوازن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الدوخة وعدم الاتزان لفترات طويلة. نستعرض في السطور القادمة الطرق الطبية المختلفة المستخدمة في علاج الدوخة. [1]

الأدوية

يعتمد اختيار الأدوية على سبب الدوخة التي يعاني منها المريض، من ضمن الأدوية المستخدمة في علاج الدوخة: [3]

  • أدوية الدوخة والغثيان: تضم هذه الأدوية بعض مضادات الهستامين، ومضادات الكولين، وتساعد هذه الأدوية على علاج أعراض الدوخة الناتجة عن عدوى الأذن.
  • أدوية القلق: قد يتسبب القلق والتوتر في حدوث أعراض الدوخة والدوار عند بعض المرضى، وتساهم أدوية علاج القلق في الحد من هذه الأعراض، ويعد الألبرازولام (الاسم التجاري: Xanax) من أشهر الأدوية التي يصفها الأطباء، لكن لا يجب استخدامه لفترات طويلة دون استشارة الطبيب؛ حتى لا يعتاد المريض عليه ويعاني من الإدمان.
  • أدوية الصداع النصفي: يصف الأطباء بعض الأدوية الوقائية التي تقلل من معدل الإصابة بنوبات الصداع النصفي، وهو من ضمن أسباب الإصابة بالدوخة والدوار.

تمارين التوازن

هناك بعض التمارين التي يعتمد عليها الأطباء في علاج الدوخة الناتجة عن أمراض الأذن الداخلية، ومنها مرض التهاب العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular Neuritis)، تساعد هذه التمارين على تحسين نظام التوازن لدى المريض أثناء الحركة.[3]

العلاج النفسي

تعد جلسات العلاج النفسي من العوامل التي تساعد في علاج الدوخة لدى المرضى الذين يعانون من الدوار الناتج عن القلق والضغط النفسي، تتحسن أعراض المرضى بعد هذه الجلسات، خاصةً عند اقترانها باستخدام أدوية علاج القلق.[3]

الإجراءات الطبية

يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات الطبية في بعض الحالات التي لم تستجب إلى العلاجات التحفظية الأخرى، تضم هذه الإجراءات: [3]

  • الحقن: وفيه يحقن الطبيب الأذن الداخلية المصابة بمادة الجنتاميسين؛ لتثبيط وظيفة التوازن التي يعاني المريض من خلل فيها في هذه الأذن.
  • الجراحة: تتضمن الجراحة إزالة جهاز الاستشعار من الأذن الداخلية المصابة، يناسب هذا الإجراء المرضى الذين يعانون من ضعف السمع الذي يصاحبه أعراض الدوار وعدم الاتزان.

ما هي أسباب الدوخة

تعد الدوخة عرضاً للعديد من المشكلات الطبية التي ينبغي أن يتعرف عليها الطبيب؛ حتى يتلقى المريض علاجه المناسب. نوضح في هذا الجزء من المقال الأسباب المختلفة للدوخة وعدم الاتزان. [2]

مشاكل الأذن الداخلية

هناك العديد من المشاكل التي تؤثر على الأذن الداخلية، وتعرض المريض في نهاية الأمر إلى الإصابة بالدوار وعدم الاتزان، تتضمن هذه المشكلات: [2]

  • دوار الوضعية الانتيابية الحميد: (بالإنجليزية: Benign Paroxysmal Positional Vertigo) وهو مرض ينتج عن تجمع جزيئات الكالسيوم في قنوات الأذن الداخلية، مما يجعل المخ يخطئ في قراءة الإشارات التي تصدرها هذه القنوات عن وضعية الجسم وحركته.
  • مرض منير: (بالإنجليزية: Ménière"sDisease) وهو من الأمراض التي يُعتقد أن يكون سببها هو تراكم السوائل في قنوات الأذن، مما يؤدي إلى شعور المريض بطنين في الأذن أو فقدان السمع في بعض الأحيان.
  • التهاب تيه الأذن: (بالإنجليزية: Labyrinthitis) وهو مرض ناتج عن عدوى فيروسية تسبب التهاباً في الأذن الداخلية.

دوار الحركة

دوار الحركة يعني الشعور بالدوخة والغثيان أثناء ركوب السيارات أو وسائل المواصلات بشكل عام؛ نتيجة لأن الحركة المتكررة قد تتسبب في تعطيل هياكل الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض. [2]

الأمراض المرتبطة بالمخ

تؤثر بعض الأمراض المرتبطة بالمخ على الاتزان، وقد يعاني المريض في هذه الحالة من الدوخة والدوار، تضم هذه الأمراض: [1]

  • إصابات الرأس.
  • الصداع النصفي.
  • التصلب المتعدد.

التوتر والضغط النفسي

يعاني المرضى الذين يتعرضون إلى التوتر والضغط النفسي لفترات طويلة من بعض نوبات عدم الاتزان والدوخة؛ لأن الجسم يستجيب إلى هذا الضغط النفسي من خلال إفراز مجموعة من الهرمونات التي ترفع معدل ضربات القلب، وتزيد من سرعة التنفس، مما يؤدي إلى الدوخة والدوار في بعض الأحيان. [2]

الأدوية

في بعض الأحيان تكون الدوخة من ضمن الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام بعض الأدوية، من أشهر هذه الأدوية: [3]

  • المهدئات.
  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية علاج التشنجات.
  • أدوية علاج مرض السكري.
  • أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

أعراض مصاحبة للدوخة

هناك بعض الأعراض التي تقترن بالدوخة عند أغلب المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة، من ضمن هذه الأعراض: [4]

  • الدوار.
  • الإغماء.
  • فقدان التوازن.
  • الشعور بالدوران وعدم الثبات.
  • القيء والغثيان في بعض الحالات المتقدمة.

تشخيص الدوخة

يعتمد تشخيص الدوخة على الفحص البدني للمريض، وخلاله يفحص الطبيب الأذن والعين، ويراقب اتزان المريض، كما يتعرف على الأدوية التي يتناولها، ويتحقق من الأعراض المصاحبة للدوخة ومعدل الإصابة بها. [4]

بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الإجراءات التي يلجأ إليها الأطباء بناءً على حالة المريض، تضم هذه الإجراءات: [3]

  • اختبارات الدم: يستبعد الطبيب من خلال بعض التحاليل عدم إصابة المريض بعدوى، كما يتحقق من كفاءة القلب والأوعية الدموية.
  • التصوير بالأشعة: يطلب الطبيب من بعض المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بسكتة دماغية أو إصابة في الرأس إجراء أشعة مقطعية أو أشعة رنين مغناطيسي على المخ.
  • اختبارات التوازن: وهي عبارة عن مجموعة من الاختبارات التي يتحقق من خلالها الطبيب من بعض العوامل المسببة لعدم التوازن.

مضاعفات الدوخة

تكمن خطورة الدوخة في احتمال تسببها في سقوط المريض، وهي من المشكلات الخطيرة التي قد تعرض المريض إلى الإصابة خاصةً عند حدوث نوبات الدوخة أثناء القيادة، أو تشغيل إحدى المعدات الثقيلة أثناء العمل، بالإضافة إلى ذلك هناك احتمال كبير أن يتعرض المريض إلى كثير من المضاعفات المزمنة إذا لم تعالج المشكلة الطبية الأساسية التي تسبب أعراض الدوخة. [3]

الوقاية من الدوخة

لا يوجد مسار طبي واضح يمنع حدوث الدوخة، لكن هناك بعض الإرشادات التي تقلل من وقوع بعض الآثار الجانبية الناتجة عن الدوخة، وأهمها سقوط المريض أو إصابته، تضم هذه الإرشادات: [4]

  • الجلوس على الفور بمجرد بداية ظهور أعراض الدوخة والدوار.
  • تجنب تغيير أوضاع الجسم بين الجلوس والوقوف فجأة.
  • تجنب قيادة السيارة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نوبات الدوخة التي تأتي دون أي مقدمات.
  • استشارة الطبيب في استبدال بعض الأدوية المسببة للدوار إن أمكن، أو تقليل جرعتها.
  • تناول كميات كافية من الماء على مدار اليوم.
  • ممارسة اليوجا؛ نظراً لتأثيرها الإيجابي على توازن الجسم.

متى يجب زيارة الطبيب

ينبغي أن يلجأ المريض إلى استشارة الطبيب عند تكرار التعرض إلى نوبات الدوخة؛ حتى يحصل على التشخيص المناسب الذي يستبعد الطبيب من خلاله إصابة المريض بإحدى المشكلات الصحية الخطيرة. [2]

كما توجد بعض الأعراض التي ينبغي أن ينتبه إليها أي مريض؛ لأنها تحتم زيارة الطبيب على الفور، من أهم هذه الأعراض: [1] [2]

  • الإغماء.
  • التقيؤ.
  • صداع الرأس.
  • فقدان الوعي.
  • ألم في الصدر.
  • صعوبة في المشي.
  • تصلب الرقبة وصعوبة الكلام.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • خدر أو ضعف في الوجه أو الساق.
  • ازدواج الرؤية أو عدم وضوحها.

يعتمد علاج الدوخة على التعرف على السبب الرئيسي للمشكلة في البداية، من خلال التشخيص الدقيق لحالة المريض، واستبعاد جميع الأمراض التي قد تؤدي إلى إصابته بالدوخة وعدم الاتزان، وهناك العديد من الطرق المستخدمة في العلاج، من ضمنها الأدوية وتمارين التوازن والجراحة.

  1. أ ب ت ث "مقال الدوخة" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  2. أ ب ت ث ج ح خ "مقال ما الذي يسبب الدوخة؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  3. أ ب ت ث ج ح خ "مقال الدوخة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  4. أ ب ت "مقال ما الذي يسبب الدوخة وكيفية علاجها" ، المنشور على موقع healthline.com