;

أسباب السمنة المفرطة وعلاجها

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 يونيو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 10 يناير 2023
أسباب السمنة المفرطة وعلاجها

كان التعرف على أسباب السمنة المفرطة ولا يزال أمر مثير للجدل والبحث، فهي من المشكلات التي لا تقتصر أضرارها على مظهر المريض فحسب؛ لأنها ترتبط بالعديد من المضاعفات الخطيرة التي تهدد حياة كثير من المرضى، لهذا السبب نلقي الضوء في هذا المقال على أشهر أسباب السمنة المفرطة، وكيف يمكن علاجها والوقاية منها.

السمنة المفرطة

السمنة المفرطة (بالإنجليزية: Obesity) هي مشكلة شائعة يعاني منها الكبار والأطفال؛ نتيجة لزيادة نسبة الدهون في العديد من مناطق الجسم، يصنف الأطباء عادةً مرضى السمنة اعتماداً على قيمة مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index)، وهي أداة تستخدم لتقييم ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن مثالي بالنسبة إلى طوله أم لا. [1]

يمكنك الحصول على هذا المؤشر عن طريق حساب وزنك بالكيلو جرام مقسوماً على مربع الطول بالمتر، يشير مؤشر كتلة الجسم بين 25 إلى 29.9 إلى معاناة الشخص من زيادة في الوزن، بينما يدل ارتفاعه عن 30 على معاناته من السمنة. [1]  

أسباب السمنة المفرطة

يلوم كثير من مرضى السمنة أنفسهم لأنهم يربطون دائماً بين السمنة، وبين تقصيرهم في ممارسة التمارين الرياضية، أو عدم قدرتهم على التحكم في شهيتهم، وعلى الرغم من كون هذه العوامل من الأسباب الجوهرية للسمنة، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تكون خارجة عن إرادة المريض، ولا يستطيع التحكم فيها. [2]

وحتى تكتمل الصورة أمام جميع مرضى السمنة، نخصص هذا الجزء من المقال لنستعرض جميع أسباب السمنة المفرطة وعوامل الإصابة بها.

العوامل الجينية

قد تكون تلك هي المرة الأولى التي تعرف فيها أن هناك علاقة بين علم الوراثة، أو بالأحرى العوامل الجينية، وبين زيادة معدل الإصابة بالسمنة، فقد وُجد أن أطفال الآباء الذين يعانون من السمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنةً بغيرهم من الأطفال. [2]

تناول الأطعمة المصنعة

يعد الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة من أشهر أسباب السمنة المفرطة، فقد صُممت هذه الأطعمة خصيصاً لتكون رخيصة الثمن وحلوة المذاق، وتبقى على الرفوف لفترات طويلة، مما يجعلها مصدراً عالياً للسعرات الحرارية التي يؤدي تناولها بمرور الوقت إلى السمنة المفرطة. [1]

الأمراض المزمنة

تساهم بعض الأمراض المزمنة في زيادة نسبة الإصابة بالسمنة، فعلى سبيل المثال تتسبب بعض الاضطرابات الهرمونية؛ مثل: خمول الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ في زيادة الوزن بشكل ملحوظ، كما يمكن أن تؤدي قلة الحركة المصاحبة لمرض التهاب المفاصل في زيادة معدل السمنة، لكن الأمر الإيجابي في كثير من هذه الحالات هو أن تلقي العلاج المناسب لسبب المشكلة الأساسي يقلل بمرور الوقت من الوزن، ويحد من المضاعفات المصاحبة للسمنة. [3]

العوامل النفسية

يعتاد بعض الأشخاص على الاعتماد على تناول الطعام باعتباره آلية للتأقلم مع التوتر والضغط النفسي الذي يتعرضون إليه، لهذا السبب نجد أن الإصابة بالاكتئاب، والتوتر والقلق، وغيرهم من العوامل التي تؤثر على الحالة المزاجية والنفسية من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام والسمنة. [3]   

قلة النشاط البدني

يؤثر نمط الحياة الذي يفتقر إلى ممارسة النشاط البدني على زيادة معدل الإصابة بالسمنة، فقد تسببت كثير من العوامل؛ مثل: الاعتماد على ألعاب الكمبيوتر، وقيادة السيارات بدلاً من المشي، والأعمال المكتبية، في الكسل والخمول الذي يرتبط بكل تأكيد بزيادة معدلات السمنة. [1]

اتباع نظام غذائي غير صحي

يمثل النظام الغذائي غير الصحي عاملاً هاماً في تطور السمنة عند كثير من الأشخاص؛ لأن الإفراط في تناول السكريات المضافة، والأطعمة التي تحتوي على الدهون على حساب الخضروات والفواكه يؤدي بلا شك إلى زيادة معدلات الإصابة بالسمنة. [2]

تناول بعض الأدوية

أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط وثيق بين استخدام بعض الأدوية، وزيادة معدلات الإصابة بالسمنة، من أشهر الأمثلة على هذه الأدوية: [1]

  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية نقص السكر في الدم.
  • مضادات الذهان.
  • بعض مضادات التشنجات.
  • الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون.

مقاومة الإنسولين

هناك بعض الأنظمة الغذائية الخاطئة التي تعزز مقاومة الجسم للإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن ضبط مستوى الجلوكوز في الدم، وتنظيم تخزين الطاقة في الجسم، تساهم مقاومة الجسم للإنسولين في زيادة نسبته بشكل كبير في الجسم، مما يتسبب في زيادة معدل تخزين الدهون في الجسم، بدلاً من استخدامها في الحصول على الطاقة. [1]  

قلة النوم

أشارت بعض الأبحاث إلى أن الحرمان من النوم يرتبط بشكل كبير بزيادة معدلات السمنة بين الأطفال والكبار، يرجع ذلك إلى ارتباط قلة النوم ببعض التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى زيادة الشهية. [1]

إدمان الطعام

لا يرتبط الإدمان فقط بالمواد المخدرة والمشروبات الكحولية، فهناك كثير من الأشخاص الذين يرتبطون ارتباطاً مرضياً ببعض الأطعمة غير الصحية، ويتعاملون معها على أنها المكافأة التي ينتظرونها بعد يوم عمل شاق، مما يساهم في إصابتهم بالسمنة. [2]

علاج السمنة المفرطة

يهدف علاج السمنة المفرطة إلى إنقاص وزن المريض، ومحاولة الوصول إلى الوزن المثالي بقدر الإمكان، يتحقق ذلك عن طريق خطة متكاملة تشمل تغيير النظام الغذائي، إلى جانب ممارسة الرياضة والالتزام بالعادات الصحية، وفي حالة فشل المريض في إنقاص وزنه يمكن الاستعانة بالأدوية أو الإجراءات الطبية التي تساعد على إنقاص الوزن. [3]

النظام الغذائي

يعد تقليل السعرات الحرارية في الوجبات هو الأساس الذي تبنى عليه خطة إنقاص الوزن، ولكن لا يوجد نظام غذائي أفضل للتخلص من السمنة المفرطة كما يعتقد البعض، لكن ما ينصح به الأطباء هو تحديد السعرات الحرارية التي ينبغي تناولها يومياً، وتحديد حصص الوجبات على أساس قيمة هذه السعرات، مع الأخذ في الاعتبار الابتعاد عن تناول السكريات، والدهون، والأطعمة المصنعة، والإكثار من الفواكه، والخضروات، والأسماك. [3]

التمارين الرياضية 

تمثل التمارين الرياضية ركناً لا يمكن الاستغناء عنه في علاج السمنة المفرطة، حيث يوصي الأطباء بضرورة ممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، إلى جانب تقليل الاعتماد على السيارة، ومحاولة صعود الدرج بدلاً من الاعتماد على المصعد. [3]

العلاج الدوائي

لا تعد الأدوية هي الخيار الأول في علاج السمنة المفرطة، ولا يمكن الاعتماد عليها وحدها دون ممارسة الرياضة، وتضمين نظام غذائي صحي كما يتصور البعض، وهناك عدد محدود من الأدوية التي تم اعتمادها من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لإنقاص الوزن، تشمل هذه الأدوية: [3]

  • دواء أورليستات (الاسم التجاري: Xenical).
  • ليراجلوتايد (الاسم التجاري: Saxenda).
  • فينترمين - توبيراميت (الاسم التجاري: Qsymia).
  • بوبروبيون - نالتريكسون (الاسم التجاري: Contrave).

الإجراءات الطبية

قد تكون الإجراءات الطبية خياراً بالنسبة للمرضى الذين فشلوا في إنقاص وزنهم باستخدام الطرق السابقة، وهناك العديد من الإجراءات الطبية التي تساعد على إنقاص الوزن، منها الإجراءات التي تعتمد على التنظير الداخلي؛ مثل: تكميم المعدة، وبالون المعدة، وقد يوصي الأطباء أحياناً بإجراء جراحات السمنة؛ مثل: جراحة المجازة المعدية، أو ربط المعدة. [3]

مضاعفات السمنة المفرطة

الإصابة بالسمنة ليست هينة كما يتصور البعض؛ لأن عواقبها لا تقتصر على عدم قدرتك على ارتداء الملابس التي تفضلها فحسب، فهناك العديد من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تهدد حياتك إذا لم تتخذ قراراً حاسماً بالتخلص من السمنة. [3]

من أشهر المضاعفات المصاحبة للسمنة: [3]

  • أمراض القلب.
  • هشاشة العظام.
  • السكتة الدماغية.
  • مشاكل الهضم.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • مرض السكري من النوع الثاني.
  • زيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان؛ مثل: سرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان القولون.

الوقاية من السمنة المفرطة

لا شك أن الوقاية دائماً خير من العلاج، وهناك العديد من الإجراءات التي تساعد على الوقاية من السمنة المفرطة سواء بالنسبة للأطفال أو الكبار، نستعرض بعض هذه الإجراءات في السطور القادمة. [4]

الوقاية من السمنة المفرطة عند الأطفال

تزايدت معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال في الفترة الأخيرة؛ نتيجة لانتشار العادات الغذائية الخاطئة، وهناك بعض الإجراءات التي تساعد على وقايتهم من السمنة، من ضمن هذه الإجراءات: [4]

  • الاعتماد على الرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان بدلاً من الحليب الصناعي.
  • منح الأطفال الأكبر سناً الوجبات المناسبة لأوزانهم دون أي زيادة.
  • الحرص على بناء علاقة صحية مع النظام الغذائي الصحيح منذ الصغر.
  • تغيير العادات الصحية للأسرة بالكامل، ومشاركة تناول الأطعمة الصحية سوياً.
  • تشجيع الطفل على تناول الطعام ببطء، وعند الشعور بالجوع فقط.
  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة لمدة 60 دقيقة يومياً.
  • الحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات.
  • التأكد من حصول الطفل على قسط كاف من النوم.
  • التعرف على طبيعة الوجبات التي يتناولها الطفل خارج المنزل.

الوقاية من السمنة المفرطة عند الكبار

تساهم العادات الصحية والنظام الغذائي المتوازن في الوقاية من الإصابة بالسمنة، ومن أهم الإرشادات التي تساعدك على تحقيق ذلك: [4]

  • استهلاك كميات أقل من الدهون المتحولة، والسكريات، والأطعمة المصنعة.
  • الإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والأطعمة التي تحتوي على الألياف.
  • التركيز على تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.
  • ممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة في الأسبوع.
  • الحرص على الابتعاد عن مصادر التوتر العصبي بقدر الإمكان.

لا تقتصر أسباب السمنة المفرطة على النظام الغذائي فحسب، فهناك العديد من الأسباب التي قد تساهم في زيادة وزن بعض الأشخاص رغماً عنهم، وهناك كثير من الطرق التي تساعد على علاج السمنة، بشرط استخدامها بشكل متكامل يحقق أهداف المريض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!