;

حول العين أسبابه وعلاجه

يعد حول العين Squint من الحالات المرضية الخطيرة التي قد تؤدي إلى خلل دائم في الرؤية لذا من الأفضل الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة.

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 أبريل 2022 آخر تحديث: السبت، 07 أكتوبر 2023
حول العين أسبابه وعلاجه

لا تقل العين أهمية عن باقي أعضاء الجسم كيف لا إذ لا يمكن للإنسان أن يبصر دونهما، يمكن أن تصاب العينين بالعديد من الحالات المرضية بما فيها حول العين، فما هو حول العين؟ وما هي أسبابه؟ وكيف أعرف أني مصاب به؟ وهل يمكن علاجه ؟

حول العين

حول العين (بالإنجليزية: squint) هي حالة لا تصطف العينين فيها مع بعضها البعض أي يكون اتجاه عين مختلف عن اتجاه العين الأخرى. في هذا المقال سنتحدث عن أسباب الحول وعلاجه.

في الحالة الطبيعية تعمل العضلات التي تتحكم بحركة العين مع بعضها البعض لتوجه كلتا العينين في الاتجاه نفسه، أما عند الإصابة بحول العين فإنّ المصاب يعاني من مشاكل في التحكم بحركة العين بحيث لا يمكنه الحفاظ على حركة العين الطبيعية، كما يمكن أن يكون نوع الحول داخلي ويعرف بالنوع الأنسي أي يكون اتجاه العين إلى الداخل، أو خارجي المعروف بالحول الوحشي الذي يكون فيه اتجاه العين إلى الخارج.[1]

أسباب حول العين

من الممكن أن يكون حول العين دائماً أو يحدث بشكل متقطع هذا يحدث عندما لا تعمل العضلات التي تتحكم في حركة العين مع بعضها البعض، كما أن هذه الحالة المرضية للعين يجعل الرؤية بالعينين شبه مستحيلة؛ لذلك يصعب على الشخص تقدير إدراك العمق، بالإضافة إلى ذلك تشير التقديرات إلى أنها حالة تؤثر على ما يقارب 4% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وفي جميع الأحوال فإنّ أسباب حول العين تتضمن الآتي: [2]

  1. الحول الخلقي: عندما يولد الطفل يمكن أن يولد وهو مصاب بالحول، وهذا ما يعرف بالحول الخلقي.
  2. العوامل الوراثية: يمكن أن يكون نتيجة العوامل الوراثية، أي إصابة أحد الأبوين أو الأخوة؛ ولهذا دور في انتقال الحول إلى بقية الأفراد.
  3. الخطأ الانكساري: هي حالة تحدث عندما لا تستطيع العين تركيز الضوء أثناء دخوله من خلال العدسة، إذ يميل الخطأ الانكساري إلى جعل اتجاه العين يتحول إلى الداخل.
  4. أمراض العين: قد يكون الحول ناتجاً عن الإصابة ببعض أمراض العين بما فيها قصر أو طول النظر.
  5. إصابة العصب القحفي: قد تحدث الإصابة بسبب حوادث الإصابة، الورم، وحالات العدوى.
  6. اللابؤرية: تحدث اللابؤرية عندما لا تنحني القرنية بشكل صحيح.

علاج حول العين

بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يحدد الطبيب نوعاً الحول الحادث في العين بهدف وضع خطته العلاجية التي تتضمن الخيارات التالية:[1]

النظارات أو العدسات اللاصقة

يمكن أن يلجأ الطبيب إلى استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات لدى المصابين بالحول الناتج عن أخطاء انكسارية مصححة، إذ أنه مع العدسات التصحيحية تحتاج العيون إلى مجهود أقل لتركيز الرؤية كما أن العينين قد تظل مستقيمة، بالإضافة إلى ذلك قد يستخدم المصاب العدسات المنشورية الخاصة التي يمكنها ثني الضوء الذي يدخل إلى العين لتساعد على تقليل مقدار دوران العين التي يجب أن يفعلها الشخص عندما ينظر إلى أي شيء في الحالة الطبيعية.[1]

تقييم البصر

أو ما يعرف بتمارين العين التي تعمل على علاج بعض أنواع الحول بشكل خاص الحول من نوع تقارب القصور وهو نوع من أنواع الحول.[1]

العلاجات الدوائية

قد يصف الطبيب بعض العلاجات الدوائية بما فيها قطرات أو مراهم العين، كما يمكن أن يؤدي حقن توكسين البوتولينوم من النوع  المشابه للبوتوكس إلى إضعاف عضلة العين التي تكون في حالة نشاط دائم، يمكن للطبيب أن يستخدم هذه العلاجات مع الجراحة أو بدونها ذلك بالاعتماد على حالة المصاب.[1]

الترقيع

أو ما يعرف بعلاج الغمش أي العين الكسولة الذي يمكن أن يعاني منها المصاب بالتزامن مع إصابته بالحول؛ لذا فإنّ الطبيب يلجأ إلى إجراءات تحسين الرؤية لتحسين التحكم لدى المصاب باختلال العين.[1]

جراحة عضلات العين

في الجراحة يتم تغيير طول أو موضع عضلات العين بحيث تتم محاذاة العينين بشكل صحيح، يتم إجراء هذه الجراحة تحت التخدير العام مع غرز قابلة للذوبان، وفي بعض الأحيان يعرض على البالغين جراحة حول العين القابلة للتعديل إذ يتم تعديل أوضاع العين بعد الجراحة. [1]

ملاحظة: من المهم الإشارة إلى أنّ الكثير من الأشخاص يعتقدون بأنّ الحول الذي يصيب الأطفال لا يحتاج إلى علاج كونه يزول من تلقاء نفسه، لكن هذا الأمر خاطئ إذ يزيد ذلك من احتمالية تطور الحالة وزيادتها سوءً، كون عدم علاج الحول لدى الأطفال قد يؤدي إلى إصابتهم بضعف دائم في الرؤية في العين المصابة بالحول، كما أن العيون عندما تنظر في اتجاهين مختلفين فإنّ الدماغ يتلقى صورتين، لتجنب الرؤية المزدوجة يتجاهل الدماغ الصورة من العين المصابة؛ مما يؤدي إلى ضعف الرؤية في العين المصابة.[1]

أعراض حول العين

في الغالب تكون أعراض الإصابة بحول العين واضحة إلى حد كبير في سن مبكرة، إذ تتمثل بأنّ إحدى العيون لا تنظر إلى الأمام بشكل مباشر، كما أن الحول الخفيف قد يكون أقل وضوحاً من الحول الشديد، من الجدير بالذكر أن الأطفال حديثي الولادة والرضع قد يصابون بالحول بحيث يظهر علي أعينهم علامات الحول لكن هذا ليس دائماً فقد يكون نتيجة التعب.

كما تتضمن أعراض الحول أن تكون إحدى عيون الطفل مغلقة أو يدير رأسه عند النظر إلى شخص قريب منه فقد يكون ذلك علامة على ازدواجية الرؤية التي تزيد من احتمالية الإصابة بحول العين الذي في الغالب يكون موجوداً عند ولادة الطفل أو يتطور خلال الأشهر الستة بعد الولادة. [2]

تشخيص حول العين

يبدأ الطبيب تشخيص الحول بالعين من خلال إجراء فحص بدني للمصاب بالتحديد فحص منطقة العين، بالإضافة إلى ذلك يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات التي تتضمن الآتي:[3]

التاريخ المرضي للشخص

يطرح الطبيب العديد من الأسئلة لمعرفة التاريخ المرضي للشخص، إذ يسأل الطبيب الأبوين عن الأعراض الظاهرة حالياً، بالإضافة إلى مراقبة أي مشاكل صحية عامة أو أدوية أو عوامل بيئية قد تساهم في ظهور الأعراض.[3]

فحص حدة البصر

يجري الطبيب فحصاً لحدة البصر لتقييم مدى تأثر الرؤية، إذ يتم إجراء هذا الاختبار من خلال طلب الطبيب من المصاب قراءة الأحرف على مخططات القراءة القريبة والبعيدة. تتم كتابة حدة البصر على شكل كسر على سبيل المثال 20 على 40 إذ يشير الرقم العلوي أي 20 إلى المسافة القياسية التي يتم إجراء الاختبار عندها أي 20 قدم، أما الرقم السفلي هي أصغر حجم للحرف الذي تمكن الشخص من قراءته على مسافة 20 متر، كما ينبغي أن يتمتع الشخص بحدة بصر 20 على 40 على مسافة 20 قدم من الحروف التي ينبغي رؤيتها بوضوح، بالإضافة إلى رؤية الحروف على مسافة 40 قدم، و جدير بالذكر أن الطبيب يجري فحوصات أخرى للأطفال الذين لا يمكنهم الحديث أو التعبير عن ما يرون أو فهم اختبار حدة البصر.[3]

فحص الانكسار

يمكن لطبيب العيون  أن يجري اختبار الانكسار لتحديد قوة انكسار العدسة المناسبة التي يحتاجها الشخص لتعويض أي خطأ انكساري أي قصر في النظر أو طول في النظر أو اللابؤرية، إذ يضع الطبيب مجموعة من العدسات أمام العينين ليقيس كيفية تركيز الضوء باستخدام أداة مضاءة محمولة تعرف بمنظار الشبكية، كما قد يستخدم الطبيب أداة آلية أو محمولة لتقييم قوة انكسار العين دون حاجة المصاب للإجابة عن أي أسئلة يطرحها الطبيب.[3]

فحص المحاذاة والتركيز

يجري الطبيب فحص المحاذاة والتركيز لمعرفة مدى تركيز العينين وتحركهما وعملها مع بعضها البعض، لكي يحصل المصاب على صورة واضحة لما يشاهده ينبغي عليه تغيير التركيز والتحرك والعمل في آلية محددة، كما يكشف هذا الفحص عن المشاكل التي تمنع العينين من التركيز بشكل كبير، أو المشاكل التي تعيق استخدام كلتا العينين مع بعضهما البعض.[3]

من المهم عدم إهمال أي عَرض غير طبيعي يشير إلى وجود مشكلة في العين حتى لو كان حساسية في العين، أو وجود التهاب في العين؛ لأن الكثير من أمراض العين قد تُحدث خللاً دائماً في الرؤية؛ لذا من الأفضل أيضاً مراجعة الطبيب بشكل فوري لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.