;

ارتجاع المريء عند الرضع

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 01 مايو 2023

يعاني معظم الأطفال الرضع من ارتجاع المريء (بالإنجليزية: Infant reflux) الذي يكون مصدر إزعاج للطفل وأمه معاً، وهو يسبب في أحيانٍ نادرة بعض المشاكل المقلقة، مثل صعوبة الرضاعة لدى الطفل أو خسارة الوزن.

وستوضح مادتنا التالية أسباب ارتجاع المريء عند الرضع، وكيفية علاجه، هذا بالإضافة إلى الأطعمة التي تزيد من حدة أعراض الارتجاع، وكيفية العلاج بالأعشاب.

أسباب ارتجاع المريء عند الرضع

من الشائع جداً حدوث ارتجاع المريء عند المواليد وهو ما يُسمى القشط، وغالباً ما يعاني الرضيع من ارتداد الحمض بعد الانتهاء من الرضاعة، وتعد أسباب ارتجاع المريء عند الرضع غير محددة، لكن هناك العديد من العوامل التي تساهم في حدوثه، وهي كالتالي:[1] 

عدم نضوج العضلة العاصرة المريئية السفلية عند الرضع

يوجد مجموعة عضلات أسفل المريء تفتح وتتوسع لإدخال الطعام إلى المعدة وتغلق من بعدها، ولا تكون العضلة مكتملة النمو عند الأطفال الرضع؛ مما يسبب توسعها أحياناً وتدفق محتويات المعدة إلى المريء؛ وبالتالي يحدث التقيؤ أو البصاق أو القشط عند الرضيع.[1]

قصر المريء أو ضيقه

من اليسير على محتويات المعدة العودة إلى المريء إذا كان أقصر أو أضيق من المعتاد؛ مما يسبب تهيج بطانة المريء بسهولة.[1]

الحمية الغذائية

قد تسبب حمية الأم المرضعة حدوث ارتجاع المريء عند الطفل الرضيع، ومع ذلك يمكن الحد من ارتداد الحمض بتغير الأطعمة التي تتناولها الأم، فمثلاً تساهم الأطعمة الحمضية مثل الطماطم والبرتقال في زيادة إنتاج أحماض المعدة، بينما تعمل أغذية أخرى على إبقاء المريء مفتوحاً لفترة أطول وزيادة فرص حدوث الارتجاع، مثل الشكولاتة، والنعناع، والأطعمة الدهنية.[1]

تأخر إفراغ محتويات المعدة

وهو اضطراب يسمى خزل المعدة يسبب استغراق المعدة وقتاً طويلاً لتفريغ محتوياتها إلى الأمعاء؛ مما يشجع حمض المعدة على الارتجاع إلى المريء، وهي حالة نادرة بين الأطفال الأصحاء.[1]

الإفراط في التغذية

إن المبالغة في إطعام الطفل الرضيع الحليب من الزجاجة أو إرضاعه أكثر من اللازم قد يسبب ارتداد حمض المعدة؛ إذ يؤدي إمداد المعدة بالطعام الزائد إلى ضغط شديد على العضلة العاصرة المريئية السفلى؛ وبالتالي بصق الطفل للطعام.[1]

عوامل يصعب تغييرها تسبب ارتجاع المريء عند الرضع 

  • ترك الطفل الرضيع مستلقياً على ظهره لمعظم الوقت.
  • الولادة المبكرة للطفل.
  • اعتماد الطفل الرضيع على نظام غذائي سائل بشكل رئيسي. [2]

أعراض الارتجاع المريئي عند الرضع

لعل العارض الواضح والرئيسي لارتجاع المريء عند الرضيع هو تقيؤ محتويات المعدة وتكون باقي أعراض الحموضة عند الأطفال الرضع  كالتالي:[3]

  • مغص ويظهر على صورة بكاء الطفل لمدة قد تتجاوز 3 ساعات في اليوم.
  • السعال أو الاختناق بانتظام.
  • التقيؤ على شكل قذف.
  • التقيؤ بكثرة أو بصورة متكررة.
  • صعوبة في البلع.
  • رفض الطفل الرضيع لتناول الطعام.
  • البكاء أو عدم الراحة بعد الأكل.
  • تقوس الظهر بعد الأكل.
  • مقاومة الاستلقاء على الظهر.
  • خسارة الوزن أو صعوبة في اكتساب الوزن.
  • صعوبة في التنفس.

علاج ارتجاع المريء عند الرضع

يتوقف علاج ارتجاع المريء عند الرضيع على الحالة المسببة لذلك؛ فقد يوصي الطبيب بتغيير الحمية الغذائية للطفل الرضيع، وفي حال لم يختف ارتجاع المريء، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تخفض من حموضة المعدة لدى الرضيع، مثل:[3]

  • حاصرات H2 (بالإنجليزية: H2 blockers)؛ وهي مجموعة دواية تهدف إلى تقليل إنتاج حمض المعدة.
  • مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton Pump Inhibitors) التي تقلل من إنتاج الحمض في المعدة.

ملاحظة: وفي حال لم تجدِ هذه الأدوية في علاج ارتجاع المريء عند الرضع، وكان الطفل يعاني من أعراض شديدة مثل ضيق التنفس؛ قد يجري الطبيب عملية جراحية وذلك في حالات نادرة.[3]

الأكلات التي تزيد الارتجاع عند الرضع

تساهم بعض الأطعمة في زيادة حدوث ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع، ويحدث ذلك عندما تتناولها الأم المرضعة، ونذكر من أمثلة تلك الأطعمة:[4] 

  • الطماطم وصوص الطماطم.
  • الشكولاتة.
  • الطعام الحار.
  • الشاي والقهوة.
  • المشروبات الغازية.
  • الأطعمة الدهنية مثل البطاطا المقلية.

علاج ارتجاع المريء عند الرضع بالأعشاب

يلجأ البعض إلى علاج الارتجاع عند الرضع بالأعشاب لتخفيف ارتداد حمض المعدة والإزعاج  الذي يسببه للطفل، ويمكن استخدام أحد العلاجات العشبية التالية: [5]

بذور الكمون

تحفز بذور الكمون عملية الهضم؛ مما يخفض من فرص حدوث الحموضة، ويمكن تقديم الكمون إلى الطفل بعد غلي بضع ملاعق من بذور الكمون بالماء، ثم تصفيتها ليشربها الطفل الرضيع.[5]

زيت الخروع

لزيت الخروع خصائص تساعد على التخلص من السموم؛ وبالتالي معالجة أي مشاكل موجودة في جسم الرضيع، ويمكن تغميس قماشة بزيت الخروع وتطبيقها على بطن الطفل، ثم تركها لمدة ساعة، وبعدها تقديم حمام ماء دافئ للطفل الرضيع لتعزيز الشعور بالراحة.[5]

زيت جوز الهند

يحتوي جوز الهند على مكونات مضادة للالتهاب؛ مما يؤثر على التهيج الناتج عن ارتداد حمض المعدة عند الطفل الرضيع، كما أن زيت جوز الهند يساعد على تليين الجهاز الهضمي، ويمكن خلط الزيت بملعقة مع الماء الساخن قبل تقديمه للطفل ثلاث مرات في اليوم قبل وجبة الطعام.[5]

النعناع

النعناع المتوفر على صورة زيت يكون فعالاً في علاج ارتجاع أحماض المعدة؛ لأنه يحتوي خصائص مهدئة تخفف من تشنجات الجهاز الهضمي وعسر الهضم والالتهابات؛ الأمر الذي يقلل من ارتداد الحمض، ويمكن وضع قطرات من زيت النعناع مع ملعقة صغيرة من زيت الزيتون، ثم فرك الخليط على بطن الطفل الرضيع.[5]

البابونج

لزهرة البابونج خصائص تقلل من تشنجات الجسم وتعمل كمهدئ يخفف من ارتداد الحمض وعلاج ارتجاع المريء، وذلك عن طريق غليها في الماء، ثم تصفيتها وتقديم بعض الملاعق للطفل يومياً.[5]  

متى يجب زيارة الطبيب

كما ذكرنا سابقاً فإن ارتجاع المريء عند الرضيع أو القشط قد يعد أمراً طبيعياً، لكن هناك أعراضاً يجب أن تلاحظها الأم، وفي حالة حدوثها فيستلزم الأمر المبادرة بزيارة الطبيب، ونذكر من تلك الأعراض التالي:[1] 

  • أن يكون قيء الرضيع في صورة قذف.
  • وجود دم في البراز.
  • يظهر الرضيع تقوساً في ظهره.
  • عدم القدرة على النوم بسبب المغص المتواصل.
  • فقدان الوزن أو التوقف عن النمو الطبيعي.
  • عدم القدرة على تناول رضعاته أو وجباته.

يعد ارتداد حمض المعدة عند الطفل الرضيع أمراً شائعاً يمكن علاجه بإجراء بعض التغيرات البسيطة في الحمية الغذائية للطفل أو للأم المرضعة، لكن ينبغي مراجعة الطبيب في حال كانت الحالة تحمل أعراضاً مزعجة للرضيع، مثل صعوبة في التنفس أو خسارة الوزن، كما ينصح بمراجعة الطبيب قبل تطبيق أي علاجات عشبية.