;

ما العلاقة بين ارتجاع المرئ والاكتئاب؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 يونيو 2021 آخر تحديث: السبت، 30 مارس 2024
ما العلاقة بين ارتجاع المرئ والاكتئاب؟

يؤثر مرض ارتجاع المريء على الصحة العامة للمرضى جسدياً وعاطفياً ونفسياً ولكن ما هي العلاقة بالضبط بين ارتجاع المريء والحالات النفسية كالاكتئاب أو القلق؟

ما هو مرض ارتجاع المريء؟

مرض ارتجاع المريء هو اضطراب هضمي يستمر على المدى الطويل ويتميز بتسرب الحمض من المعدة إلى المريء بشكل متكرر ومستمر، يتسبب هذا ارتجاع المريء ببعض الأعراض الجسدية مثل حرقة في المريء وبعض المشاكل التنفسية كما أنّه قد يتسبب بتلفٍ في الأنسجة نتيجة تعرضها للحمض. [1]

أعراض ارتجاع المريء النفسية

إنّ تأثير ارتجاع المريء ليس فيزيائياً وحسب فهو يمكن أن ينعكس بوضوح على الصحة النفسية ولكن الأمر معقدٌ بعض الشيء، الأمر هو أنّ بعض الدراسات وجدت أنّ الإصابة بالاكتئاب والقلق يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بارتجاع المريء في حين أنّ دراسات أخرى وجدت أنّ نوعية الحياة السيئة التي تنتج عن الإصابة بارتجاع المريء يمكن أن تقود للإصابة بأمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب بالتالي سندخل هنا في حلقةٍ مفرغةٍ يكون فيها الاكتئاب والقلق أعراضاً لارتجاع المريء ومسبباتٍ له في ذات الوقت.

الدراسات التي بينت أنّ القلق والاكتئاب تُسبب ارتجاع المريء بينت أنّ هذه الأمراض النفسية تؤثرٍ بشكلٍ ما على عمل وحركة العضلة العاصرة وبالتالي تؤدي هذه الاضطرابات على إلى ارتجاع المريء أو تفاقم الحالة في كانت متواجدة أساساً. [2]

ارتجاع المرئ والهلع

من المعروف أنّ القلق (الذي يمكن أن ينتج عن حالات ارتجاع المريء) يمكن أن يؤدي إلى نوبات هلع للكثيرين، وإضافة لذلك فإنّ مرض ارتجاع المريء يعتبر من الحالات الصحية التي تزيد من فرص الإصابة بنوبات العلع وخاصةً ليلاً ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الأعراض التي تتمثل بمشاكل في التنفس أو آلام الصدر أو التعرف والتي يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تحفيز الإصابة بنوبات الهلع.

الدراسات حتى اليوم عن العلاقة بينهما ما زالت غير حاسمة وخاصةً أنّ الارتباط قد لا يعني السببية دوماً إلا أنّ المصابين بارتجاع المريء يجب أن يحذروا لأنهم قد يكونون كثر عرضةً للإصابة من غيرهم. [3]

ارتجاع المرئ والوسواس

العلاقة بين ارتجاع المري والوسواس القهري كالعلاقة بين بينه وبين بقية الأعراض النفسية غير واضحة المعالم بالضبط ولكن أحد النظريات التي يتبناها بعض الباحثين هي أنّ مادة كوليسيستوكينين (CCK) التي رُبطت بالعديد من الاضطرابات النفسية قد تكون مسؤولةً أيضاً عن الاضطرابات الهضمية، فمن الممكن أن تتسبب هذه الاضطرابات بإبطاء عملية الهضم أو أن تزيد من حموضة المعدة أو تزيد من توتر العضلات المحيطة بالعدة فتضغط عليها مما يجعل حمض المعدة يخرج إلى المريء.

أحد النظريات الأخرى تنص على أنّ شعور الأشخاص بالقلق يمكن أن يزيد من اتباعهم لسلوكيات معينة قادرة على تحفيز ارتجاع المريء أو زيادة سوء الحالة، هذه السلوكيات تتضمن التدخين أو شرب الكحول أو تناول الأطعمة المليئة بالدهون والوجبات السريعة لتهدئة التوتر النفسي ويكون أثر ذلك على شكل ارتجاع الحمض إلى المريء. [4]

هل ارتجاع المريء يسبب دوخة

رغم أنّ الدوخة قد لا تكون شائعةً للغاية كأحد أعراض ارتجاع المريء إلا أنّ حدوثها ممكن في بعض الأحيان، أسباب الدوخة الناتجة عن ارتجاع المريء عديدة حيث يمكن أن يؤثر الحمض المرتد من المعدة على الأنابيب التي تؤدي إلى الأذن الداخلية ويتسبب بتهيجها وهذا يؤدي بدوره إلى تورم الأنابيب وبالتالي فقدان التوازن.

من الممكن أيضاً أن تكون الدوخة ناتجةً عن أحد الأدوية التي قد تأخذها للتعامل مع ارتجاع الحمض ولذلك من الضروري أن تقرأ النشرة وتتحقق من الأعراض الجانبية مسبقاً. [5]

هل ارتجاع المريء يسبب الوفاة

لا يرتبط ارتجاع المريء عادةً بمضاعفات خطيرة أو طويلة الأمد لكن في حال تكرر ظهور ارتجاع المريء وتُرك دون علاج فقد يتطور الأمر إلى حالاتٍ أكثر خطورةً مثل التهاب المريء أو القرحة أو الالتهاب الرئوي التنفسي ومريء باريت، كما أنّ الأشخاص الذين يتعرضون لنوباتٍ متكررة من ارتجاع المريء أكثر عرضةً للإصابة بسرطان المريء من غيرهم. خلاصة القول أنّ ارتجاع المريء ليس خطيراً ولا يسبب الموت في حال تم علاجه بسرعة. [6]

علاج ارتجاع المريء

قد يتطلب علاج ارتجاع المريء مزيجاً علاجياً لكلٍ من المريء والقلق وهذا يتضمن استخدام مجموعة من الأدوية إضافةً إلى بعض العلاجات المنزلية والسلوكية.

علاج ارتجاع المريء والقلق الدوائي

يتضمن العلاج عادةً مجموعةً من الأدوية التالية:

  • بعض مضادات الحموضة التي لا تستلزم وصفةً طبية
  • حاصرات مستقبلات الهيستامين H2
  • مثبطات مضخو البروتون
  • البنزوديازيبينات (مجموعة من الأدوية النفسانية)
  • مثبطات امتصاص السيروتونين – النوربينفرين

علاج ارتجاع المريء المنزلي

يتضمن هذا العلاج مجموعةً من الأِشياء التي يمكن أن تُساعدك على تخفيف أعراض ارتجاع المريء وتتضمن [2]:

  • الالتزام بحمية صحية
  • تجنب المأكولات التي تُحفز ارتجاع الحمض من المعدة (يمكن أن يعلم المريض ما هي الأطعمة التي تُحفز الارتجاع لديه)
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم
  • تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا
  • تجنب شرب الكافيين واستهلاك الكحول

رغم أنّ الباحثين ما زالوا لا يعلمون العلاقة بين القلق والأعراض النفسية وارتجاع المريء إلا أنّ معرفتك بوجود ارتباط بين الحالتين يمكن أن يُساعدك بشكل كبير على التعامل مع ارتجاع المريء والقلق بشكلٍ يُساعدك على عيش حياةٍ أكثر راحة.

  1. "مقال كل ما تحتاج لمعرفته عن ارتجاع المريء" ، منشور على موقع https://www.medicalnewstoday.com/
  2. أ ب "مقال هل يوجد علاقة بين ارتجاع المريء والقلق" ، منشور على موقع https://www.healthline.com/
  3. "مقال نوبات الهلع الليلية" ، منشور على موقع https://reallifecounseling.us/
  4. "مقال العلاقة بين ارتجاع المريء والقلق" ، منشور على موقع https://www.verywellmind.com/
  5. "مقال هل يمكن أن يُسبب ارتجاع المريء الدوار" ، منشور على موقع https://www.absspecialists.com/
  6. "مقال هل يمكن أن يتسبب ارتجاع المريء بمضاعفات تهدد الحياة" ، منشور على موقع https://www.healthline.com/
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!