;

التهاب الغدد العرقية وأسبابه

  • تاريخ النشر: السبت، 14 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 30 مايو 2022
التهاب الغدد العرقية وأسبابه

التهاب الغدد العرقية من الأمراض الجلدية المزمنة التي تسبب ظهور دمامل بالجلد، سنتعرف فيما يلي إلى الأسباب المسؤولة عن ذلك الالتهاب، والأعراض التي يمكن بها تمييزه، وطرق علاجه.

يعد التهاب الغدد العرقية من الأمراض التي تصيب الجلد، ويظهر في صورة دمامل تتحول إلى ندبات بعد التئامها، فما أهم المعلومات الأخرى التي تخص هذا المرض؟ هذا ما سنقدمه في طيات السطور التالية.

المراد بالتهاب الغدد العرقية

التهاب الغدد العرقية أو ما يعرف بالتهاب الغدد التقيحي (بالإنجليزية: Hidradenitis suppurativa)، هو أحد أمراض الجلد المزمنة التي يشيع حدوثها في النساء عن الرجال، ويكون في صورة بثور أو دمامل مؤلمة تظهر في أماكن وثنايا احتكاك الجلد مع بعضه كما هو الحال في منطقة الإبطين، والأُربية (المنطقة بين البطن والفخذ).

ومن الجدير بالذكر أن علاج هذا الالتهاب أمر ضروري؛ لأن إهمال ذلك يسبب ازدياد الحالة سوءاً والتأثير سلباً على الظروف الحياتية للمريض فيما بعد، بالإضافة إلى أنه بعد التئام هذه الدمامل تترك ندبات تحت الجلد. [1] [2]

أسباب التهاب الغدد العرقية

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى السبب الأساسي المسؤول عن هذا الالتهاب، لكن الشيء المؤكد أنه ليس معدياً، ولا يحدث بسبب عدوى أو مشكلة في النظافة الشخصية، إنما هناك بعض العوامل التي قد يكون لها دور في حدوث الالتهاب؛ مثل: [1] [2] [3]

  • انسداد بصيلات الشعر.
  • السمنة.
  • فرط نشاط الجهاز المناعي.
  • التدخين.
  • الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease).
  • الإصابة بحب الشباب.
  • تأثير الهرمونات الجنسية؛ حيث إن معظم الإصابات تحدث بعد البلوغ.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
  • الاكتئاب.
  • داء السكر.

أعراض التهاب الغدد العرقية

تتراوح الأعراض من البسيطة إلى الشديدة، وقد تكون في كلا جانبي الجسم في منطقة واحدة، أو مناطق متفرقة؛ مثل: [1] [4]

  • تحت الإبطين.
  • ثنايا الفخذين.
  • فتحة الشرج.
  • تحت الثديين.
  • بين الأرداف.

أما عن الأعراض فتبدأ بسيطة وتكون في صورة ما يلي:

  • ظهور رؤوس سوداء في مناطق صغيرة من الجلد.
  • دمامل حمراء تشبه النتوء.
  • ألم بمنطقة الإصابة.
  • عقيدات تحت الجلد أو تكيسات.
  • ارتشاح سوائل من الدمامل، ثم صديد فيما بعد إذا لم تُعالج.
  • تكون أنفاق أو قنوات تحت الجلد تربط بين الدمامل، ويحدث ذلك في مراحل متقدمة من الإصابة.
  • تكون ندبات دائمة.
  • زيادة فرص حدوث العدوى.

مراحل التهاب الغدد العرقية

حاول الأطباء المختصون بالجلدية تقسيم مراحل الالتهاب حسب شدته؛ لسهولة تشخيصه وتحديد العلاج المناسب إلى 3 مراحل هي: [1] [2]

  • المرحلة الأولى: دمامل وعقيدات منفردة أو متعددة مع وجود ندبات بسيطة.
  • المرحلة الثانية: يزداد عدد الدمامل التي قد تشمل منطقة بأكملها، مع تكون أنفاق محدودة تحت الجلد.
  • المرحلة الثالثة: دمامل وقرح متعددة مع ظهور مكثف للندبات والأنفاق.

مضاعفات التهاب الغدد العرقية

تؤدي الإصابة بالالتهاب الشديد بالغدد العرقية، أو الحالات التي يُهمَل علاجها مع مرور الوقت إلى عدد من المضاعفات؛ مثل: [1] [2] [5]

  • زيادة سمك الندبات الناتجة عن التئام القرح، خاصةً مع تكرار الإصابة.
  • الجمود والتقيد في الحركة بسبب القرح المؤلمة والندبات.
  • زيادة فرص التعرض للعدوى.
  • تورم بالغدد الليمفاوية.
  • الاكتئاب.
  • تكون نواسير مؤلمة داخل الجسم، التي تحتاج إلى الجراحة لإزالتها.
  • حدوث سرطان في الجلد في بعض الحالات النادرة.
  • التهاب المفاصل.
  • الإصابة بالداء النشواني (بالإنجليزية: Systemic amyloidosis).
  • الأنيميا.

تشخيص التهاب الغدد العرقية

مع الأسف أن تشخيص مرض التهاب الغدد العرقية من الأمور الصعب تحقيقها، فقد يظل المريض لسنوات عديدة دون علمه بإصابته بهذا المرض؛ لذلك فإن خطوة الوصول إلى التشخيص المناسب تحتاج إلى اختصاصي جلدية، الذي يعتمد على مجموعة نقاط أساسية هي: [1] [4] [5]

  • الأعراض التي يشكو منها المريض، وبداية ظهورها.
  • العلامات التي يكتشفها الطبيب مع الفحص.
  • شكل منطقة الجلد المصاب.
  • التاريخ المرضي.

يساعد التشخيص المبكر لالتهاب الغدد العرقية في تلقي العلاج المناسب والفعال؛ وذلك حتى يمنع تطور الندبات، أو التأثير على طبيعة الحركة إذا كانت الإصابة في مناطق الأعضاء المسؤولة عن ذلك. يجدر الإشارة إلى أن الطبيب لا يوصي بعمل أية تحاليل طبية قبل استبعاده لأنواع العدوى الأخرى المحتملة، ثم بعد ذلك قد يطلب عمل مسحة من السائل المرتشح من هذه الدمامل لتحليلها.

علاج التهاب الغدد العرقية

كلما كان تشخيص هذا المرض في مراحله الأولى، كلما كان العلاج أسهل، وبالرغم من عدم وجود علاج نهائي للقضاء على هذا المرض، إلا أن استخدام بعض الأدوية يحسن قليلاً في الحالة بالإضافة إلى الأغراض التالية: [1] [3] [4]

  • تقليل الألم.
  • الحد من انتشار الالتهاب.
  • زيادة معدل الالتئام.
  • منع حدوث مضاعفات.

يصف الطبيب مجموعة مختلفة من الأدوية تناسب كل حالة ومدى شدتها، ومن أمثلة هذه الأدوية ما يلي:

المضادات الحيوية

تستخدم المضادات الحيوية سواء كانت موضعية أو فموية؛ وذلك لتقليل الالتهاب والقضاء على العدوى البكتيرية، فتستخدم الكريمات الموضعية في الحالات البسيطة، بينما الأقراص في الحالات الشديدة التي قد يستغرق العلاج بها شهوراً، أما عن الأنواع المستخدمة فهي؛ مثل:

  • دوكسيسيكلين (الاسم التجاري: مونودوكس).
  • كلينداميسين (الاسم التجاري: كليوسين).
  • ريفامبين (الاسم التجاري: ريماكتان).

الأدوية البيولوجية

تُستعمل هذه الأدوية عن طريق الحقن وتعتمد طبيعة عملها على تثبيط الجهاز المناعي، وتظهر فاعليتها في تحسين الأعراض في خلال أسابيع من الاستخدام، ومن أمثلتها التالي:

  • أداليموماب (الاسم التجاري: هيوميرا).
  • انفلكسيماب (الاسم التجاري: ريميكاد).
  • جوليموماب (الاسم التجاري: سيمبوني).

الستيرويدات

تقلل الستيرويدات الالتهابات وتحسن الأعراض المتوسطة والشديدة، فمنها ما يستخدم فموياً والبعض الآخر قد يُحقن بداخل القرح، لكن استخدامها لمدة طويلة قد يؤدي إلى الكثير من الآثار الجانبية، أما عن أمثلة هذه الأدوية، فهي:

  • تريامسينولون (الاسم التجاري: اريستوكورت).
  • بريدنيزولون.

مسكنات الألم

تساعد عادةً المسكنات في تقليل الألم، لكن إذا كان الألم شديداً حينها يصف الطبيب أدوية أكثر فاعلية، مع بعض الأدوية المخدرة.

الرتينويدات

تعد الرتينويدات من الأدوية الأساسية في علاج حب الشباب التي تتكون من فيتامين أ (بالإنجليزية: Vitamin A)، إلا أنها قد تجدي نفعاً في بعض حالات التهاب الغدد العرقية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يحذر استخدامها في الحمل أو الرضاعة. ومن هذه الأدوية التالي:

  • أسيتريتين (الاسم التجاري: سورياتان).
  • ايزوتريتينوين (الاسم التجاري: كلارافيس).

العلاج الهرموني

أظهرت بعض الدراسات احتمالية فاعلية العلاج الهرموني، المشابهة للعلاج بالمضادات الحيوية للنساء المصابة بالتهاب الغدد العرقية البسيطة، ومن ذلك أقراص منع الحمل المركبة التي تحتوي على الإستروجين؛ مثل بريفست.

قد يضطر الطبيب في حالات معينة اللجوء إلى الخيار الجراحي، خاصةً إذا كانت الحالة شديدة وتتكرر الإصابة معها باستمرار، ويمكن اعتماد أكثر من تقنية في الجراحة؛ مثل:

  • إزالة الأنسجة التي تغطي الأنفاق تحت الجلد (بالإنجليزية: Unroofing).
  • إزالة الأنسجة الملتهبة من منطقة واحدة (بالإنجليزية: Punch debridement).
  • استخدام العلاج بالليزر للتخلص من القرح.
  • التقشير الجراحي الكهربائي (بالإنجليزية: Electrosurgical peeling).

طرق الوقاية

تعد طرق الوقاية سواء من الإصابة من المرض عامةً، أو من تطور الحالات البسيطة إلى أكثر تعقيداً، من أسهل الطرق التي يمكن اتباعها لتجنب الإصابة؛ مثل: [1] [4] [5]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحفاظ على الوزن الصحي.
  • تجنب حلاقة الشعر في المنطقة المصابة.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة التي قد تؤدي إلى احتكاك الجلد ببعضه.
  • الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة.
  • اتباع روتين يومي للعناية بالبشرة.
  • الاستحمام بغسول مطهر.
  • اتباع نظام غذائي لا يشتمل على اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان، والأطعمة الغنية بالسكر.

بذلك نختتم حديثنا عن المعلومات اللازم معرفتها عن مرض التهاب الغدد العرقية الذي يشيع حدوثه في النساء، وذكرنا أبرز الطرق المستخدمة التي تساعد في التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى عن هذا الالتهاب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!