;

التهاب القولون التقرحي أعراضه وأسبابه

  • تاريخ النشر: الخميس، 19 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 28 نوفمبر 2022
التهاب القولون التقرحي أعراضه وأسبابه

يعد مرض التهاب القولون التقرحي من الأمراض الشائعة والمزمنة التي تصيب القولون، وقد يؤدي إلى الكثير من المضاعفات التي تتراوح في شدتها، سنجد فيما يلي أهم أعراضه وأسبابه، وعوامل الخطورة.

يصيب مرض التهاب القولون التقرحي عدد كبير من الأشخاص، وتستمر آثاره وأعراضه على المدى البعيد؛ إذ إنه من الأمراض التي لا يمكن علاجها نهائياً، لكن يمكن وصف أدوية تساعد على تقليل حدة الأعراض، وسهولة التعايش مع هذا المرض.

التهاب القولون التقرحي

يصنف مرض التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) من مجموعة الأمراض الأمعائية الالتهابية التي منها أيضاً داء كرون، وتحدث فيه التهابات ببطانة القولون تكون بدايتها من المستقيم، ثم تنتشر تدريجياً، ومع مرور الوقت تسبب موت الخلايا، ثم تصل إلى قرح مصحوبة بنزيف مع الحالات الشديدة، ويؤدي هذا الالتهاب إلى حركة الأمعاء بسرعة؛ وبالتالي تفريغ ما بها باستمرار. [1] [2]

أعراض التهاب القولون التقرحي

بالرغم من إصابة المريض بالتهاب القولون التقرحي، إلا أنه قد يعاني أحياناً أعراضاً بسيطة وربما تختفي تماماً، هذا ما يسمى بهدأة أو خمود المرض (بالإنجليزية: Remission)، لكنها أيضاً قد ترتد مرة أخرى بصورة أشد وتسمى بنوبة احتدام (بالإنجليزية: Flare-up).

عند ظهور أعراض المرض، فإنها تختلف من شخص لآخر اعتماد على شدة الالتهاب ومكانه، لكنها غالباً تتراوح من بسيطة إلى متوسطة، وتشمل ما يلي: [2] [3]

  • إسهال مصحوب بدم أو صديد.
  • ألم وتقلصات بالبطن.
  • الحمى.
  • الإرهاق.
  • ألم بمنطقة الشرج.
  • نزيف مستقيمي يسبب ظهور الدم في البراز.
  • فقدان الوزن.
  • الحاجة الملحة إلى التغوط.
  • ألم بالمفاصل وتورمها.
  • قرح بالفم.
  • التهابات بالعين.
  • مشكلات بالجلد.
  • الغثيان.

أسباب التهاب القولون التقرحي

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى السبب في حدوث التهاب القولون التقرحي، فكان هناك اعتقاداً سابقاً أن الضغط النفسي والنظام الغذائي هما أسباب هذا الالتهاب، لكن فيما بعد ثبت خطأ هذا التخمين، وأنهما فقط من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة وليسا الأسباب الأساسية؛ لذا يحاول العلماء الآن دراسة بعض العوامل التي يُتوقع أنها قد تسبب المرض؛ مثل: [1] [3]

عوامل جينية

رجحت بعض الدراسات وجود بعض الصفات الجينية المعينة، التي قد تكون المسؤولة عن السن الذي يظهر فيه المرض في هؤلاء الأشخاص المعرضين للإصابة، كذلك فإن العامل الوراثي في العائلة للإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي، من الوارد أن يكون من ضمن أسباب الإصابة.

عوامل بيئية

قد تكون أحد العناصر بالبيئة المحيطة لها دور في حدوث المرض، التي منها على سبيل المثال ما يلي:

  • الهواء الملوث.
  • دخان السجائر.
  • النظام الغذائي المتبع.

خلل وظيفي بالجهاز المناعي

قد ينتج خلال مقاومة الجهاز المناعي لعدوى بكتيرية أو فيروسية مُهاجِمة للجسم، حدوث رد فعل آخر يسبب التهاب القولون نتيجة مهاجمة خلايا الجهاز الهضمي، ويستمر هذا التأثير المسبب لزيادة الالتهاب، بالرغم من نجاح الجهاز المناعي في التغلب على العدوى.

يرجح أيضاً أن التهاب القولون التقرحي هو مرض مناعي ناتج عن مهاجمة الخلايا المناعية لعدوى غير موجودة؛ بسبب خلل بالجهاز المناعي مما يؤدي إلى حدوث هذا الالتهاب بالقولون.

أنواع التهاب القولون التقرحي

ينقسم التهاب القولون التقرحي إلى عدة أنواع وفقاً للجزء المصاب من القولون، ألا وهي: [1] [4]

التهاب المستقيم التقرحي

يعد التهاب المستقيم التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative proctitis) من أقل الأنواع التي تصيب القولون في شدتها، ويكون في منطقة المستقيم، وتشمل أعراضه التالي:

  • النزيف المستقيمي الذي يعد العلامة المميزة لهذا النوع.
  • الألم الشرجي.
  • عدم القدرة على التغوط بالرغم من الحاجة الملحة لذلك.

التهاب المستقيم السيني

يصيب التهاب المستقيم السيني (بالإنجليزية: Proctosigmoiditis) المستقيم والجزء السفلي منه المعروف باسم القولون السيني، ومن أعراضه ما يلي:

  • الإسهال المدمي.
  • ألم وتقلصات بالبطن.
  • الرغبة المستمرة في التغوط.

التهاب الجانب الأيسر من القولون

يؤثر هذا النوع على المستقيم والقولون السيني والقولون النازل وتكون أعراضه؛ مثل:

الالتهاب الكلي للقولون

يشمل الالتهاب في هذا النوع جميع أجزاء القولون، وتكون أعراضه كالتالي:

  • الإجهاد.
  • ألم وتقلصات بالبطن.
  • نوبات شديدة من الإسهال المدمي.
  • خسارة ملحوظة في الوزن.

التهاب القولون الخاطف

يصنف التهاب القولون الخاطف (بالإنجليزية: Fulminant colitis) من الأنواع النادرة لالتهاب القولون الشديد، التي قد تهدد حياة المريض، ومن أعراضه ما يلي:

عوامل الخطورة

لوحظ أن هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب القولون التقرحي؛ مثل: [1] [5]

  • العمر: يشيع حدوثه في الفئة العمرية من 15-30 عاماً، وأيضاً في كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً.
  • العِرق: يزيد معدل الإصابة في أصحاب البشرة البيضاء، والأشخاص من أصول اليهود الأشكناز.
  • التاريخ المرضي العائلي: حوالي 12% من المصابين لديهم أحد أفراد العائلة المصابين بداء الأمعاء الالتهابي.

مضاعفات التهاب القولون التقرحي 

يجب ألا يستهان بهذا المرض على الإطلاق؛ إذ إنه توجد البعض من مضاعفاته التي قد تكون مميتة؛ مثل: [1] [2]

  • سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal cancer): يحدث في حالة الأعراض الشديدة.
  • تضخم القولون السمي (بالإنجليزية: Toxic megacolon): يحدث في حالات بسيطة من الالتهاب الشديد.
  • انفجار القولون.
  • إنتان دموي (بالإنجليزية: Septicemia).
  • التهاب الفقار القسطي (بالإنجليزية: Ankylosing spondylitis).
  • التهاب بالجلد، والمفاصل، والعينين.
  • النزيف الشديد.
  • هشاشة العظام.
  • انثقاب القولون.
  • أمراض الكبد، لكنها من المضاعفات نادرة الحدوث.
  • حصوات الكلى.

التهاب القولون التقرحي في الأطفال

يمكن أن يصاب الأطفال بالتهاب القولون التقرحي، وتظهر عليهم نفس أعراض البالغين بالإضافة إلى ما يلي: [2]

  • الأنيميا.
  • سوء التغذية.
  • فقدان شديد في الوزن.

قد يؤثر هذا المرض على حياة الطفل بشكل ملحوظ خاصةً عند إهمال العلاج؛ لذا بمجرد تشخيص التهاب القولون يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب؛ لتحديد نمط الحياة التي يجب اتباعها، وكذلك طريقة العلاج المناسبة التي لا تؤدي إلى حدوث مضاعفات؛ مثل:

  • الأدوية المضادة للالتهاب.
  • الأدوية المثبطة لتأثير الجهاز المناعي المدمر لخلايا القولون.
  • الجراحة.

التهاب القولون التقرحي وداء كرون

يشترك كلاً من المرضين في كونهما من الأمراض الأمعائية الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory bowel diseases)، التي قد تكون نتيجة خلل بوظيفة الجهاز المناعي، بالإضافة إلى اشتراكهم في عدة أعراض؛ مثل: [2]

  • الإرهاق.
  • الإسهال.
  • التقلصات.
  • ألم البطن.

إذاً وجود هذا التشابه لا ينفي أنه توجد بعض الفروق فيما بينهما لتساعد على تمييزهما؛ مثل:

  1. مكان المرض: يمكن أن يصيب مرض كرون أي جزء من الجهاز الهضمي من أول الفم حتى فتحة الشرج، أما التهاب القولون التقرحي فيكون فقط في القولون والمستقيم.
  2. الاستجابة للعلاج: توصَف أدوية متماثلة في كلتا الحالتين، وأيضاً الجراحة كحل أخير إلا أن الهدف منها مختلف لكل منهما؛ فتكون الجراحة في التهاب القولون التقرحي علاجاً نهائياً له، بينما في كرون علاجاً مؤقتاً فقط.

كيفية التشخيص

يعتمد الطبيب في تشخيصه أولاً على المعلومات المجمعة من المريض، كالأعراض التي يعانيها، والتاريخ المرضي سواء كان للشخص نفسه، أو لأحد أفراد العائلة للإصابة بأحد أمراض التهاب الأمعاء، ثم يفحص المريض للكشف عن وجود أية علامات تشير إلى الأنيميا، أو ألم بمنطقة البطن، ثم يوصي بإجراء بعض الفحوص؛ مثل: [1] [3]

  • اختبار الدم.
  • تحليل البراز.
  • الأشعة السينية.
  • حقنة الباريوم الشرجية.
  • التنظير السيني المرن.
  • تنظير القولون.
  • الأشعة المقطعية.
  • التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي.

علاج التهاب القولون التقرحي

يعد الهدف الرئيس من العلاج، هو تقليل الالتهابات لمنع حدوث نوبات الاحتدام، وتوجد طرق مختلفة من العلاج يمكن استخدامها حسب حالة المريض؛ مثل: [2] [4]

الأدوية

يصف الطبيب في حالات الالتهاب البسيطة بعض مضادات الالتهاب، التي تحتوي على مادة أمينو ساليسيلات؛ مثل:

  • ميسالامين (الاسم التجاري: ليالدا).
  • بالسلازايد (الاسم التجاري: كولازال).
  • سلفاسلازين (الاسم التجاري: أزولفيدين).

قد لا تجدي نفعاً هذه الأدوية في علاج التهاب القولون مع بعض الحالات الشديدة، حينها قد يصف الطبيب أدوية الكورتيكوستيرويدات لمدة قصيرة؛ لما يترتب على استخدامها من آثار جانبية.

أما في الحالات المتوسطة والشديدة فتستخدم مجموعة أخرى من الأدوية تعرف باسم الأدوية البيولوجية (بالإنجليزية: Biologics)، المصنعة من الأجسام المضادة، والفعالة في القضاء على الالتهابات، ومن أمثلتها ما يلي:

  • جوليموماب (الاسم التجاري: سيمبوني).
  • انفليكسيماب (الاسم التجاري: ريميكاد).
  • فيدوليزوماب (الاسم التجاري: إنتيفيو).
  • توفاسيتينيب (الاسم التجاري: زيلجانز): الذي يعد أول دواء فموي حاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء لعلاج التهاب القولون التقرحي على المدى البعيد.

التدخل الجراحي

يلجأ الطبيب إلى الجراحة العاجلة عند حدوث إحدى المشكلات التالية:

  • فقدان الدم الشديد.
  • انثقاب القولون.
  • انسداد القولون.
  • الأعراض المزمنة.

تتضمن الجراحة استئصال القولون والمستقيم، وعمل مسار جديد لخروج نواتج عملية الهضم، يكون بدايته فتحة يجريها الطبيب في جدار البطن، لكن في حالات أخرى لا يضطر الطبيب إلا إلى استئصال الجزء المصاب من القولون والمستقيم، مع الحفاظ على العضلات الخارجية للمستقيم، ثم يربط الأمعاء الدقيقة بالمستقيم لتسهيل مسار خروج نواتج الهضم.

العلاج بالأعشاب الطبيعية

يخشى الكثير من المرضى تناول الأدوية بسبب الآثار الجانبية الوارد حدوثها؛ لذلك فإنهم يفضلون الرجوع إلى الطبيعة الأم، والحصول على العلاج الطبيعي منها الذي يمكن أن يخفف من الأعراض، ومن أمثلة هذه الأعشاب ما يلي:

  • البوسويلية المنشارية المعروفة أيضاً باسم اللبان الهندي (بالإنجليزية: Boswellia).
  • البروميلين (بالإنجليزية: Bromelain).
  • البروبيوتيك.
  • السيلليوم.
  • الكركم.

اتباع نظام غذائي صحي

ليس هناك نظام غذائي محدد لمرضى التهاب القولون التقرحي، لكن يمكن اختيار الأطعمة المناسبة التي تتميز بما يلي:

  • قليلة الدهون: لأن الطعام الغني بالمواد الدهنية يسبب الإسهال، بالأخص عند الإصابة بأحد الأمراض الأمعائية الالتهابية.
  • غنية بفيتامين ج: حيث إنه يساعد على سرعة التئام القولون بعد نوبات الاحتدام، ويحمي الأمعاء.
  • غنية بالألياف: تساعد على سهولة حركة الأمعاء للتخلص من فضلات الهضم.
  • التوقف عن تناول منتجات الألبان: وذلك في حالة عدم قدرة الشخص على هضم السكر بهذه المنتجات، ويعرف ذلك باسم عدم تحمل اللاكتوز.

طرق الوقاية

لا نستطيع معرفة طرق تساعد على الوقاية تماماً من الإصابة بهذا المرض؛ لأنه ببساطة ليس له سبب معروف حتى الآن، لكن ربما نذكر بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من تدهور الحالة المرضية؛ مثل: [1] [3]

  • تناول عدد وجبات أكثر بكميات قليلة على مدار اليوم.
  • شرب المزيد من السوائل؛ لتجنب حدوث الجفاف.
  • تجنب المشروبات الكحولية والمنبهة؛ لأنها تزيد من الإسهال.
  • تجنب المشروبات الغازية؛ إذ إنها تسبب الغازات.
  • ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء؛ للتخلص من الضغط الذي قد يزيد من سوء الأعراض.

بذلك نصل إلى ختام حديثنا المفصل عن مرض التهاب القولون التقرحي، الذي أوضحنا به التفاصيل الدقيقة والمعلومات الهامة التي يفضل أن نكون على دراية بها؛ لنعلم كيفية التعامل مع هذا المرض.