;

أسباب التهاب القولون التقرحي وطرق الوقاية منه

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 03 أكتوبر 2022
أسباب التهاب القولون التقرحي وطرق الوقاية منه

من الجيد معرفة أسباب التهاب القولون التقرحي وطرق الوقاية منه حتى يستطيع المرء حماية الجهاز الهضمي ومنع المضاعفات والأعراض التي تظهر عند الإصابة بهذه المشكلة الطبية؛ فإن معرفة الأسباب مفتاح لمعرفة طرق الوقاية المناسبة لكل مشكلة من المشاكل الصحية، كما أن إرشادات الوقاية تعتمد على معرفة السبب بشكل مباشر أيضاً، ويمكن أن تعتمد طريق الوقاية على عوامل الخطورة إذا لم يكن السبب معروفاً.

التهاب القولون التقرحي

يُعد التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) واحداً من أنواع داء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease) التي يُمكن أن يتعرض لها الأفراد في أي عُمر، إلا أن فرصة الإصابة تزداد عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-30 عاماً، وينشأ هذا الالتهاب عن ردود فعل غير طبيعية في الجهاز المناعي. [1]

أسباب التهاب القولون التقرحي والوقاية منه

هُناك العديد من الإرشادات التي تهدف إلى الحد من خطورة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي أو التقليل من حدة أعراض القولون التقرحي، ومنع حدوث المضاعفات الأكثر خطورة لهذا الالتهاب، ولا بُد من معرفة عوامل خطورة الإصابة بهذا الالتهاب وأسبابه كذلك حتى يتمكن المرء من وقاية نفسه بشكل أفضل. [2]

أسباب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي

لا يزال السبب الدقيق لالتهاب القولون التقرحي غير معروف حتى الآن [3]، لكن المختصين يتوقعون وجود سبب معقد للإصابة بهذا الالتهاب، ويشتمل هذا السبب على العديد من العوامل حسب توقعاتهم، ومن المتوقع أن يكمن السبب وراء التعرض إلى هذا الالتهاب في رد الفعل المناعي المفرط.

إذ إن جهاز المناعة يقي الجسم من الأمراض ويقاوم الجراثيم وغيرها، إلا أنه يقوم بمهاجمة الخلايا السليمة في بعض الأحيان، ويؤدي ذلك إلى تدمير الأنسجة السليمة، ويتسبب بالالتهابات، وربما يكون التهاب القولون التقرحي واحداً منها. [4]

إرشادات الوقاية من التهاب القولون التقرحي

بما أن أسباب التهاب القولون التقرحي غير معروفة بشكل دقيق حتى الآن؛ فإن طرق الوقاية كذلك غير معروفة، لكن هُناك عدة إرشادات تُسهم في التقليل من فرصة الإصابة بهذا الالتهاب، ومنها: إجراء تغيير مناسب على نمط الغذاء، وتجنب شرب المياه الغازية، بالإضافة إلى الإكثار من شرب السوائل، ويمكن الاحتفاظ بمذكرة طعام لمعرفة الأطعمة التي تؤدي إلى ظهور الأعراض وتجنبها أيضاً. [3]

أعراض التهاب القولون القرحي

ربما تختلف أعراض التهاب القولون التقرحي بين مصاب وآخر بالاعتماد على شدة الالتهاب، ومكان حدوثه، وتتضمن قائمة الأعراض المحتملة كلاً من آلام البطن، والتشنجات، وآلام المستقيم، وكذلك النزيف في المستقيم، وعدم القدرة على التبرز، أو الحاجة المُفاجئة إلى التبرز، ويمكن أن يصاب البعض بانخفاض في الوزن نتيجة لهذا الالتهاب التقرحي. [5]

في بعض الأحيان يصاحب الإسهال التهاب القولون المذكور، ويُمكن أن يكون الإسهال دموياً أو مصحوباً بالصديد أيضاً، وتشمل قائمة الأعراض الأخرى الإعياء، والحمى، ويؤدي الالتهاب كذلك إلى فشل النمو عند الأطفال أحياناً، وعادة ما تكون الأعراض طفيفة أو متوسطة، وربما تختفي الأعراض عند البعض فترة طويلة قبل ظهورها مرة أخرى. [5]

تشخيص التهاب القولون التقرحي

تضم القائمة الآتية عدة من الاختبارات التي يجريها مقدم الرعاية الصحية؛ للتحقق من الإصابة بالتهاب القولون التقرحي واستبعاد المشاكل الصحية الأخرى: [6]

  1. اختبار الدم: يهدف هذا الاختبار إلى اكتشاف الالتهابات التي يُمكن أن يُعاني منها الجسم، كما أنه يستطيع توفير المعلومات التي يحتاجها الطبيب حول تعرض المصاب إلى نقص الدم أو لا.
  2. فحص البراز: في هذا الفحص يتم أخذ عينة من براز الشخص الذي تظهر عليه الأعراض ثم فحصها في المختبر لاستبعاد وجود العدوى أو الطفيليات، كما أن فحص البراز يكشف عن وجود الدم الذي لا تُمكن رؤيته بالعين.
  3. التنظير السيني المرن: يعتمد التنظير السيني المرن على أنبوب مرن يحتوي على ضوء صغير وكاميرا في نهايته؛ حيث يتم إدخال هذا الأنبوب في جسم الشخص عبر مؤخرته للتحقق من شكل الجزء السفلي من القولون.
  4. الخزعة: في بعض الأحيان يقوم الطبيب بأخذ عينة من أنسجة بطانة القولون السفلي أثناء إجراء التنظير، وذلك لوضعها تحت المجهر والتحقق من حالتها، والتعرف على أية مشكلة صحية محتملة.
  5. تنظير القولون: خلافاً للتنظير السيني المرن يمكن للطبيب الاطلاع على القولون بالكامل عند إجراء تنظير القولون، في حين يتم الاطلاع على الجزء السفلي منه فحسب عند إجراء التنظير السيني.
  6. الأشعة السينية: لا يشيع استخدام صور الأشعة السينية في تشخيص التهاب القولون التقرحي، لكن الطبيب يطلب هذا النوع من الصور في بعض الحالات الخاصة للتأكد من الحالة.

علاج التهاب القولون التقرحي

يعتمد الطبيب على عدة عوامل لتحديد العلاج المناسب، ومنها: عُمر المصاب، ومدى استقرار صحته العامة، ودرجة صعوبة التهاب القولون التقرحي، وفيما يأتي بعضاً من طرق العلاج المُتاحة لهذه المشكلة الصحية: [3]

  1. الأدوية: يُمكن للأدوية أن تُسهم أدوية الالتهاب في الحد من أعراض تقلصات المعدة، وكذلك يحتاج بعض المصابين إلى استخدام المضادات الحيوية أو الأدوية التي تتحكم في جهاز المناعة في الحالات الأكثر خطورة، ويتم وضع خطة العلاج الدوائية بالتعاون مع الطبيب المختص.
  2. دخول المستشفى: إذا ظهرت على المصابين أعراض شديدة من التهاب القولون التقرحي؛ فربما يحتاجون إلى دخول المستشفى وتلقي العناية الطبية من قبل الأطباء المختصين، ومن التدخلات الطبية التي يتم إجراؤها في المستشفى: تزويد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها، وتزويده بوحدات الدم التي فقدها، وعلاج الإسهال.
  3. إجراء الجراحة: في الغالب لا يحتاج المصاب إلى إجراء أية عمليات جراحية للتعامل مع الالتهاب المذكور، إلا أن البعض يحتاجون إلى إجراء جراحة لاستئصال القولون، ويُمكن أن تكون الجراحة مطروحة عندما يفقد المصاب كثيراً من الدم أو كان لديه ثقب في القولون أو كان معرضاً للإصابة بسرطان القولون، وتضم القائمة الآتية أبرز العمليات الجراحية للقولون التقرحي:
    • استئصال القولون والمستقيم مع الفغر اللفائفي: تُعد جراحة استئصال القولون والمستقيم مع الفغر اللفائفي (بالإنجليزية: Proctocolectomy with ileostomy) أكثر أشكال جراحة استئصال القولون التقرحي شيوعاً، وتتم إزالة القولون والمستقيم بالكامل مع عمل فتحة في جدار البطن لخروج البراز في هذه العملية.
    • الجراحة بالفغر اللفائفي الشرجي: في هذه العملية تتم إزالة القولون بالكامل بالإضافة إلى البطانة المريضة من المستقيم مع إبقاء العضلات الخارجية للمستقيم في مكانها، وتنتهي باستئصال القولون مع تمكين المصاب من إخراج البراز عبر المستقيم بشكل طبيعي خلافاً للعملية السابقة.

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

يُمكن أن يؤدي ترك القولون التقرحي دون علاج إلى ظهور العديد من المضاعفات التي تؤثر على صحة المصابين بشكل سلبي، ويُعد النزيف واحداً من هذه المضاعفات، وينتج عن هذا النزيف فقر في الدم أحياناً، كما يُمكن أن يتعرض المصابون إلى هشاشة العظام بسبب النظام الغذائي الذي يتبعونه أو نتيجة لأخذ الكورتيكوستيرويدات للعلاج والتعامل مع الالتهاب. [6]

في بعض الأحيان يؤدي هذا الالتهاب التقرحي إلى الجفاف في حالة عدم قدرة الأمعاء الغليظة على الامتصاص بالشكل المطلوب، ويتسبب كذلك بالالتهابات في البشرة أو العينين أو المفاصل، بالإضافة إلى تضخم القولون (بالإنجليزية: Megacolon) الذي يُعد من مضاعفات التهاب القولون الخاطف (بالإنجليزية: Fulminant colitis)، وأما مرض القولون الخاطف؛ فهو من مضاعفات القولون التقرحي. [6]

بالرغم من إمكانية السيطرة على التهاب القولون التقرحي والمُحافظة على استقرار الحالة الصحية للمصابين إلا أن هذا الالتهاب يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر، ومن هذه المضاعفات: سرطان القولون، وأمراض الكبد، بالإضافة إلى فقر الدم.

  1. "مقال التهاب القولون التقرحي" ، المنشور على موقع nih.gov
  2. "مقال ما هو التهاب القولون التقرحي؟" ، المنشور على موقع healthline.com
  3. أ ب ت "مقال التهاب القولون التقرحي" ، المنشور على موقع cedars-sinai.org
  4. "مقال التهاب القولون التقرحي" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  5. أ ب "مقال التهاب القولون التقرحي" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  6. أ ب ت "مقال التهاب القولون التقرحي (UC)" ، المنشور على موقع webmd.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!