;

مرض باركنسون أو الشلل الرعاش

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: السبت، 14 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 10 يناير 2023
مرض باركنسون أو الشلل الرعاش

يعد مرض باركنسون أو الشلل الرعاش من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي وتُحدث فيه الكثير من الأضرار؛ مما يؤثر على الجسم بشكل عام، وحتى اليوم لا يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون وإنما بعض الأدوية والعلاجات التي تخفف من أعراضه.

نتعرف من خلال السطور القادمة على داء باركنسون وأعراض مرض باركنسون، بالإضافة إلى أنواع المرض وإصابته للشباب، كما نتطرق إلى طرق العلاج المتاحة للمرض وهل هي فعالة بالفعل؟

ما هو مرض باركنسون

باركنسون أو الرعاش (بالإنجليزية: Parkinson"s disease) هو اضطراب تدريجي في الجهاز العصبي يؤثر على الحركة، حيث تظهر الأعراض تدريجياً وتبدأ أحياناً برعشة بالكاد ملحوظة في يد واحدة، كما يمكن أن يسبب تباطؤاً في الحركة، وخلال المراحل المبكرة من المرض قد يظهر على وجه المصاب القليل من التعبيرات بسبب المرض.[1]

أعراض مرض باركنسون

تختلف علامات وأعراض الشلل الرعاش من شخص لآخر، فقد تكون العلامات المبكرة خفيفة ولا يلاحظها أحد، لكن بشكل عام هناك عدد من الأعراض لهذا المرض منها التالي:[1]

  • الرعشة: عادة ما يبدأ الرعاش أو الاهتزاز في أحد الأطراف وغالباً في اليد أو الأصابع.
  • تباطؤ الحركة: يؤدي مرض باركنسون إلى إبطاء الحركة؛ مما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتاً طويلاً؛ كما قد تصبح الخطوات أقصر عند المشي.
  • تصلب العضلات: قد يحدث تصلب العضلات في أي جزء من الجسم؛ مما يؤدي إلى شعور مؤلم والحد من نطاق الحركة.
  • ضعف في التوازن: قد يحدث انحناء بالجسم أو أن يعاني المصاب من مشاكل في التوازن نتيجة المرض.
  • فقدان الحركات التلقائية: من الممكن أن تقل القدرة على القيام بالحركات، بما في ذلك الابتسامة أو التأرجح بذراعيه أثناء السير.
  • تغييرات في الكلام: قد يتحدث المريض بهدوء أو بسرعة أو يتعثر أو يتردد قبل التحدث.
  • تغييرات في الكتابة: قد يكون من الصعب على المصاب بالرعاش الكتابة، أو قد تبدو كتابته صغيرة وغير مفهومة.

أنواع مرض الشلل الرعاش

توجد عدة أنواع من مرض باركنسون التي قد تصيب الإنسان وتؤثر عليه بشكل كامل، ومن هذه الأنواع:[2]

التنكس القشري القاعدي (CBD)

هو نوع نادر من مرض الشلل الرعاش وهو يصيب الأشخاص في سن 40 عاماً أو أكبر، ويميل هذا النوع إلى التأثير على جانب واحد من الجسم أكثر من الآخر في البداية، ومن أبرز أعراضه صعوبة التحكم في الأطراف على جانب واحد من الجسم، والخدر، وفقدان الحركة المنسقة؛ مما يجعل المهام اليومية مثل ارتداء الملابس والكتابة وتناول الطعام أمراً صعباً وشاقاً.[2]

الخرف المصحوب بأجسام ليوي (DLB)

مصطلح عام لمجموعة من الأمراض التي تصيب الدماغ وتسبب مشاكل في الذاكرة والتفكير، ويميل الأشخاص المصابون بهذا النوع من الخرف إلى قضاء أيام جيدة وأخرى سيئة، فقد يرون أشياء غير موجودة بالفعل (هلوسة بصرية)، وقد يكون لديهم أيضاً تيبس في العضلات وحركة بطيئة ورعاش.[2]

الشلل الرعاش الناجم عن المخدرات

الشلل الرعاش الناجم عن المخدرات (بالإنجليزية: Drug-induced parkinsonism) يصاب به عدد قليل من الأشخاص بعد تناول بعض الأدوية، كما قد يجد الأشخاص المصابون بمرض باركنسون أيضاً أن أعراضهم تزداد سوءً بعد استخدام هذه الأدوية ويُعرف هذا بمرض باركنسون الناجم عن المخدرات، ومن هذه الأدوية تلك التي تمنع عمل هرمون الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) الناقل العصبي الذي يضيع تدريجياً في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للذهان المستخدمة لعلاج الفصام والمشاكل النفسية الأخرى.[2]

الرعاش الأساسي (ET)

هذا النوع من الباركنسون هو حالة شائعة نسبياً تؤدي إلى الارتعاش في اليدين أو الذراعين، والذي يمكن أن يسبب لاحقاً رعاشاً في الرأس أو الساقين أو الصوت.[2]

الضمور الجهازي المتعدد (MSA)

هو مرض عصبي تدريجي ينجم عن الإفراط في إنتاج بروتين في الدماغ ويسبب ضموراً في بعض الخلايا العصبية، والمناطق الرئيسية الثلاث المتأثرة بهذا المرض هي العقد القاعدية والمخيخ وجذع الدماغ، ويمكن أن يؤدي فقدان الخلايا إلى عدد من المشكلات لا سيما المتعلقة بالحركة والتوازن ووظائف الجسم اللاإرادية.[2]

الشلل فوق النووي التقدمي (PSP)

هو اضطراب شائع يصيب الدماغ؛ وهو يتطور بشكل سريع ويسبب أعراضاً حادة ويقلل بشكل كبير متوسط ​​العمر؛ كما يتسبب بشكل من أشكال الضعف العقلي.[2]

باركنسون الأوعية الدموية (تصلب الشرايين)

يمكن أن تتسبب العديد من السكتات الدماغية الصغيرة -في جزء الدماغ الذي يتلقى معلومات حول الوضع والحركة- في ظهور أعراض شبيهة بمرض باركنسون، مثل الصلابة، والبطء، والمشي بخطوات قصيرة ومتقطعة، ومشاكل في الكلام، والذاكرة أو التفكير.[2]

باركنسون الشباب

يصاب حوالي من 10- 20 بالمائة من الأشخاص بمرض باركنسون قبل سن الخمسين وهو ما يسمى "بداية الشباب"، حيث تعاني فئة من الشباب من هذا المرض (YOPD) أي باركنسون الشباب، ويحتاج هذا النوع من المرض إلى وقت طويل حتى يتم تشخصيه بشكل واضح، وأحياناً قد يحتاج المصابون به لزيارة عدة أطباء والخضوع للعديد من الاختبارات قبل الوصول إلى الاستنتاج النهائي، والسبب الدقيق لمرض باركنسون الشباب غير معروف.[3][4]

على الرغم من اعتقاد العلماء أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية، حيث تلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في الإصابة باركنسون الشباب، فالأشخاص الذين لديهم العديد من أفراد الأسرة المصابين بمرض باركنسون، قد تلعب الجينات دوراً كبيراً في الإصابة به، ومن أهم أعراض مرض باركنسون الشباب:[3][4]

  • رعشات في اليدين والذراعين والساقين والفك والوجه.
  • عدم استقرار الوضع أو اختلال التوازن والتنسيق.
  • الإمساك أو مشاكل المسالك البولية.
  • تغييرات في الذاكرة والتفكير.
  • تصلب الأطراف والجذع.
  • اضطرابات النوم.
  • بطء الحركة.
  • كآبة.

نهاية مرض الباركنسون

داء باركنسون (PD) هو اضطراب تنكسي عصبي يتقدم ببطء ويؤثر بشكل أساسي على الحركة، وفي بعض الحالات الإدراك، وقد يكون للأفراد المصابين بالشلل الدماغي عمر أقصر قليلاً مقارنة بالأفراد الأصحاء من نفس الفئة العمرية، ووفقاً لمؤسسة "مايكل جيه فوكس" لأبحاث باركنسون فإنه عادة ما تتطور أعراض المرض في سن الستين.[5]

يعيش العديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض ما بين 10 و20 عاماً بعد التشخيص، ويلعب عمر المريض والحالة الصحية العامة دوراً في دقة هذا التقدير، ولا بد من التأكيد على أن المرض في حد ذاته ليس قاتلاً، إلا أن المضاعفات يمكن أن تقلل من متوسط ​​العمر المتوقع بمقدار عام إلى عامين.[5]

علاج الباركنسون

علاج الرعاش لا يتوفر حتى وقتنا الراهن، لكن يوجد علاجات تساعد في تخفيف الأعراض، حيث إن الأدوية التي يصفها الطبيب تهدف إلى السيطرة على الأعراض، كما قد يوصي الطبيب بتغييرات في نمط الحياة وخاصة التمارين الهوائية، وقد يساعد اختصاصي أمراض النطق واللغة في تحسين مشكلات النطق لديك، ومن تلك العلاجات:[1]

الأدوية

قد تساعدك العلاجات الدوائية في إدارة مشاكل المشي والحركة والرعشة؛ فهي تزيد أو تحل محل الدوبامين، حيث يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من انخفاض تركيزات الدوبامين في الدماغ، وتشمل الأدوية التي قد يصفها طبيبك ما يلي:[1]

  • عقار كاربيدوبا ليفودوبا (بالإنجليزية: Carbidopa-levodopa): الدواء الأكثر فعالية لمرض الرعاش، وهو عبارة عن مادة كيميائية طبيعية تنتقل إلى دماغك وتتحول إلى دوبامين.
  • عقاقير محفزات الدوبامين: وهي لا تتحول إلى الدوبامين وإنما تحاكي تأثيرات الدوبامين في عقلك، وتشمل براميبيكسول (بالإنجليزية: Pramipexole) وعقار روبينيرول (بالإنجليزية: Ropinirole).
  • عقار أمانتادين (بالإنجليزية: Amantadine): قد يصف الأطباء لك هذا الدواء لتخفيف أعراض مرض الرعاش الخفيف والمراحل المبكرة على المدى القصير.

الإجراءات الجراحية

قد يقرر الأطباء أن يجروا لمريض الشلل الرعاش جراحة ما يسمى "التحفيز العميق للمخ"، حيث يقوم الجراحون بالتالي:[1]

  1. بزرع أقطاب كهربائية في جزء معين من الدماغ.
  2. توصيل الأقطاب الكهربائية بمولد مزروع في الصدر بالقرب من عظمة الترقوة والذي يرسل نبضات كهربائية إلى الدماغ؛ مما قد يقلل من أعراض المرض.
  3. يقوم الطبيب بتعديل إعدادات الكهرباء حسب الضرورة لعلاج الحالة وما يحصل من تطورات.

ملاحظة: تنطوي الجراحة على مخاطر بما في ذلك العدوى والسكتات الدماغية ونزيف المخ، وغالباً ما يتم تقديم التحفيز العميق للدماغ للأشخاص المصابين بمرض باركنسون المتقدم والذين لديهم استجابات غير مستقرة للأدوية.[1]

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

إذا تم تشخيصك بداء باركنسون فستحتاج إلى العمل عن كثب مع طبيبك لإيجاد خطة علاج تقدم لك أكبر قدر من الراحة، فقد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة أيضاً في تسهيل التعايش مع هذا المرض، ومن هذه التغييرات:[6]

تناول أكل صحي

تساعد بعض الأطعمة الصحية في تخفيف بعض أعراض باركنسون، وعلى سبيل المثال يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب كمية كافية من السوائل في منع الإصابة بالإمساك الشائع حدوثه في هذا المرض.[6]

ممارسة الرياضة

تزيد ممارسة الرياضة من قوة عضلاتك ومرونتها وتوازنها، ويمكن أن تحسن التمارين أيضاً من صحتك وتقلل الإصابة بالاكتئاب أو القلق، وقد يقترح طبيبك أن تعمل مع معالج فيزيائي لتعلم برنامج تمرين يناسب وضعك الصحي، كما يمكنك تجربة تمارين مثل المشي والسباحة والرقص والتمارين الرياضية المائية أو التمدد.[6]

الطب البديل

تساعد العلاجات الداعمة في تخفيف بعض أعراض ومضاعفات الرعاش، مثل الألم والتعب والاكتئاب، ومن هذه العلاجات التدليك الذي يزيد من تدفق الدورة الدموية في العضلات؛ مما يزيد من حيويتها ومرونتها، بالإضافة إلى التأمل الذي يزيد من الصفاء الذهني لدى المصاب، كما أن اقتناء الحيوانات الأليفة يعد وسيلة فعالة لتحسين الحالة النفسية والعاطفية؛ وبالتالي تحسين جودة الحياة.[6]

تعرفنا على داء باركنسون وتناولنا الكثير من المعلومات الهامة حول هذا المرض الخطير الذي يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى تدميره بشكل تدريجي؛ لذلك لا بد من مراجعة الطبيب عند الإحساس بأي من أعراضه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!