;

أسباب مرض الذهان

  • تاريخ النشر: الخميس، 17 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022
أسباب مرض الذهان

ما هو الذهان؟ وما هي أسبابه وأهم أعراضه؟ وكيفية التعامل معه؟ في مقالنا شرح مفصل لمرض الذهان وما يتعلق به.

مرض الذهان

مرض الذهان (بالإنجليزية: Psychosis) هو وصف وحالة تطلق على العقل المتضرر في آلية معالجته للمعلومات، إذ يكون المريض به فاقدًا للتواصل بشكل جزئي مع ما هو محيط به، فيدخل المريض في حالة المرض لفترة مؤقتة لا يستطيع فيها التفريق بين الواقع وما هو غير حقيقي، وما هو مسموع أو مرئي أو محسوس. [1]

أسباب مرض الذهان

هناك عدة أسباب منشأة ومحفزة للإصابة بمرض الذهان، رغم أن العلماء والباحثين لا زالوا يحاولون التعرّف على هذا المرض وأسبابه بشكل أكبر، مع ذلك يمكن تصنيف الأسباب الرئيسية للذهان في الآتي: [2]

اضطراب عقلي وإدراكي

يقصد هنا بالاضطراب العقلي والإدراكي هو دخول المريض في حالة من الفصام أو الاكتئاب الشديدة، من مثل الأصابة بمرض ثنائي القطب، أو تعرضه لصدمة عاطفية أو اعتداء جنسي أو شهوده الحرب، فيكون من تبعات ذلك الإصابة بالذهان، إذ ينفصل المريض عن الواقع ولا يدرك ما حوله. [2]

أسباب وراثية

يكمن وراء الإصابة بمرض الذهان عوامل وراثية من مثل إصابة أحد أفراد العائلة بالاضطراب العقلي، فتزداد فرصة الإصابة بالمرض في هذه الحالة، رغم أنه ليس هناك جين واحد محدد للإصابة به، بل هناك مجموعة منها تلعب دورًا كبيرًا في احتمالية الإصابة بالذهان. [2]

المخدرات

تناول الكوكايين والهيروين وما إلى ذلك بشكل متواصل يدخل المريض في حالة ذهان وإذهاب للعقل، وتكرار ذلك قد يحفز مرض الذهان ليصبح أمر دائم. [2]

الحالات المرضية

يمكن الإصابة بمرض الذهان لمن هم يعانون من مشاكل صحية وأمراض أخرى مثل: [2] [3]

  • إصابة خطيرة بالرأس.
  • الشلل الرعاشي.
  • السكتة الدماغية.
  • أورام المخ.
  • أنواع محددة من الصرع.
  • مرض الزهري.
  • التصلب المتعدد.
  • مرض الزهايمر.
  • الملاريا وأدويتها.
  • الإيدز.
  • قصور الغدة الدرقية.

مستويات عالية من الدوبامين

الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) هو مادة كيميائية تفرز من الدماغ مسؤولة عن إرسال المعلومات من خلية إلى أخرى، وفي حالة زيادة إفراز هذه المادة، قد تؤدي إلى الدخول في حالة من الذهان، مسببة المرض. [3]

الهرمونات الأنثوية

هذا السبب نادر الحدوث، حيث تعاني الأنثى من ما يطلق عليه ذهان الدورة الشهرية، نظرًا للهرمونات المفرزة في هذه الفترة وكثافتها، فتدخل في حالة من المزاجية والتفكير المضطرب، مرض الذهان في هذه الحالة يظهر بسرعة ويختفي بسرعة. [3]

أعراض مرض الذهان

المؤشرات الدالة على الإصابة بمرض الذهان واضحة على حالة صحة المريض النفسية، فلا تبدأ بشكل مفاجئ، بل تكون متدرجة، وتتمثل في الآتي: [3] [4]

الهلوسات

يصاب مريض الذهان بأنواع مختلفة من الهلوسات التي يعايشها وحده دون غيره وهي: [3]

  • الهلوسات السمعية (بالإنجليزية: Auditory Hallucinations) فيسمع أصوات دون وجود مصدر لها.
  • الهلوسات اللمسية (بالإنجليزية: Tactile Hallucinations) يكون هنا المريض شاعر بأحاسيس غريبة من تلقاء نفسه.
  • الهلوسات المرئية (بالإنجليزية: Visual  Hallucinations) يقصد هنا ما يراه ويشاهده المريض من أشخاص أو أشياء غير موجودة في الواقع.

الأوهام

الأوهام (بالإنجليزية: Delusions)  إذ يعاني مريض الذهان من توهم واعتقاد أمور خاطئة غير موجودة في الواقع وغير منطقية، من مثل أوهام جنون العظمة والاعتقاد أنهم ملاحقون، والشعور البالغ بالأهمية، أو التوهم بالإصابة بمرض عضال رغم تمتعه بصحة ممتازة. لا بد من معالجة المريض للحد من هذه الأوهام والأعراض الخطيرة التي قد تؤذي المريض والأشخاص المحيطين به. [4]

أعراض أخرى

  • تدني الدرجات الأكاديمية أو المستوى السلوكي الوظيفي.
  • مواجهة مشكلة في التفكير بوضوح وتركيز.
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • زيادة قضاء الوقت بشكل منفرد مع الابتعاد عن أفراد العائلة.
  • مشاعر قوية في مواقف لا تتطلب ذلك أو لا عواطف على الإطلاق.
  • سماع أصوات غير حقيقية.
  • تذوق نكهات غير محسوسة من الآخرين.
  • الإصرار على المعتقدات والأفكار الغير عادية دون الاهتمام بما يقوله الآخرين.
  • الأوهام كتخيل وجود قوة خارجية تتحكم في مشاعره.[3] [4]

طريقة تشخيص مرض الذهان

التقييم النفسي للمريض هو الطريقة الوحيدة لتشخيص إصابته بمرض الذهان، عبر جمع معلومات عن سلوكاته اليومية، والتحدث معه لمعرفة أفكاره ومعتقداته، كما يمكن للطبيب الاستعانة بالصور الإشعاعية السينية لتشخيص إصابة المريض بأمراض أخرى، أو الفحوصات المخبرية للتأكد من صحته العامة. [4]

أما عن الأطفال، فيمكن تشخيصهم عبر مراقبة تصرفاتهم أثناء اللعب من قبل الآباء، وهل يتخيلون ألعاب ويتحدثون مع أنفسهم أو أشخاص غير موجودين، كما يمكن استشارة طبيب نفسي لتشخيص ذلك بشكل أفضل. [4]

علاج مرض الذهان

مرض الذهان يتطلب تدخل نفسي وطبي لعلاج المريض منه، وهو مرض يمكن علاجه والشفاء منه، ويكون العلاج كالآتي: [4] [5]

تهدئة المريض

تهدئة المريض هي أول خطوة تجاه علاج سليم وفعال، فعند دخوله في حالة من الذهان من مثل التحدث مع شخص غير موجود يجب إخراجه من هذه الحالة ومحاولة تهدئته والتخفيف عنه، يمكن القيام بهذه الخطوة من قبل أحد أفراد العائلة أو مركز طبي طارئ للتدخل بشكل سريع، كما يمكن إعطاؤه حقنة مهدئة ومرخية للأعصاب والعضلات لكي لا يؤذي نفسه أو ما حوله. [4]

الأدوية

أدوية مضاد الذهان يمكن صرفها تحت إشراف طبيب مختص، بالمتابعة مع مريضه لمراقبة مدى تحسنه عليها، وتعديل جرعته عند الحاجة لذلك، فتخفف من الهلوسات والأوهام، كما تعمل على تهدئة المريض، إذ يتناولها لفترة قصيرة حتى يتمكن بعدها من السيطرة على أعراضه والتحكم فيها، ويمكن أخذ هذه الأدوية على المدى الطويل أيضًا، لكن لا بد من عمل فحوصات شاملة بعد 12 أسبوعاً من بدء أخذ العلاج لمراقبة الصحة والتأثيرات الجانبية للدواء. [4] [5]

العلاج بالكلام

يبدأ هذا النوع من العلاج بما يسمى العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioural Therapy) إذ يساعد على تحليل شخصية المريض ومعرفة تجاربه السابقة والأسباب التي أدت إلى مرضه لتحديد الطرق المثلى لعلاجه، ومساعدة المريض على إدراك وضعه. [5]

التدخل الأسري

من المهم مشاركة عائلة المريض في خطة علاجه، مع وجود طبيب مختص لشرح آلية ذلك، وطلب مساندتهم للمريض، يكون ذلك بتقديم وسائل الدعم وشرحها لهم، ليقوموا بعد ذلك على مستعدة المرض في حالة الذهان، كما يمكن عمل جلسات عائلية كل 3 أشهر أو ما معدله 10 جلسات في العام الواحد لتحقيق دعم متكامل لهم ولمريضهم، الأمر الذي يساعدهم على: [5]

  • زيادة مستويات التواصل بين أفراد العائلة.
  • التفكير بإيجابية.
  • إيجاد الحلول لبعضهم البعض.
  • تعلم إدارة الأزمات.

الفن

يمكن الاستعانة بالفنون المختلفة مثل الرسم، العزف أو الغناء لتخفيف من حدة موجات الاكتئاب المصاحبة لمرض الذهان، الأمر الذي سيشعر المريض بالسعادة ويخفف عنه أعراضه بحيث يبقيه منشغلًا، كما يعود عليه بالنفع برجوع اهتماماته تجاه الأشياء والمواد من حوله، كما يساعد الفن على التعبير عن المشاعر ومكنونات النفس، [5]

مجموعات الدعم النفسي

من أساليب علاج مرضى الذهان؛ جمعهم مع مصابين آخرين لمشاركة تجاربهم وأسباب مرضهم، سيشعر المريض بأنه ليس بمفرده، وسيبدأ بتقبل فكرة التحدث حول أعراض مرضه ومشاركة مشاعره وتجربته الشخصية. [5]

مرض الذهان يمكن علاجه والشفاء منه بشكل كامل، عند وجود الدعم اللازم والمفيد لذلك، وإصرار المريض نفسه على تجاوز أزمته، كما تلعب العائلة دورًا مهمًا في التخفيف منه أعراضه ومساعدته على تجاوز هذه المحنة، لذلك لا بد من طلب المساعدة والتعبير عن المشاعر للحصول على المساعدة اللازمة.

  1. "مقال ما هو الذهان؟" ، المنشور على موقع nimh.nih.gov
  2. أ ب ت ث ج "مقال أسباب الذهان" ، المنشور على موقع healthdirect.gov.au
  3. أ ب ت ث ج "مقال نوبات الذهان والذهان" ، المنشور على موقع webmd.com
  4. أ ب ت ث ج ح خ "مقال ذهان" ، المنشور على موقع healthline.com
  5. أ ب ت ث ج ح "مقال ذهان" ، المنشور على موقع rethink.org