;

مرض العشى الليلي

  • تاريخ النشر: الأحد، 27 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 15 ديسمبر 2022
مرض العشى الليلي

صحيح أنّ للقلب بصيرةٌ يرى بها لكن للعين بصراً أيضاً ترى بها وتمعن النظر، تعدّ العين من أكثر أجزاء جسم الإنسان حساسية والتي يمكن أن تصاب بالعديد من الحالات المرضية، من بينها العشى الليلي أو العمى الليلي، فما هو العشى الليلي؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن علاج العشى الليلي؟

العشى الليلي

العشى الليلي (بالإنجليزية: Night Blindness) أو ما يعرف بالعمى الليلي وهو عدم القدرة على الرؤية بشكل جيد في الليل أو عندما تكون الإضاءة خافتة كما هو الحال في المطاعم والسينما. في هذا المقال سنتناول مرض العشى الليلي.

لا يعد العشى الليلي مرضًا بحد ذاته إنما هو أحد الأعراض التي تشير إلى وجود حالة مرضية في العين. تتكيف العين بشكل طبيعي ومستمر مع الضوء لكن عندما يكون المكان بضوء منخفض فإنّ حدقة العين ستتوسع بهدف إدخال المزيد من الضوء إلى العينين، ومن ثمّ تستقبل الشبكية هذا الضوء لتساعد الخلايا المخروطية في مؤخرة العين على رؤية الضوء وتساعد الخلايا القضيبية العين على الرؤية في الظلام أمّا لدى المصابين بالعشى الليلي فلا تعمل الخلايا القضيبية بشكل جيد وبالتالي عدم الرؤية الواضحة في الظلام.[1]

أعراض العشى الليلي

تتمثّل أعراض العشى الليلي في ضعف البصر عندما تكون الإضاءة خافتة فقد لا يتمكن المصاب من رؤية النجوم في الليل أو بعض الأشياء في غرفة مظلمة، وتشير الأكاديمية الأمريكية لطب العيون إلى أنّه يمكن معرفة الإصابة بالعشى الليلي من خلال ملاحظة بعض الأعراض والتي تتضمن الآتي:[2]

  • التنقل في المنزل في الظلام يكون صعبًا.
  • صعوبة التعرف على وجوه الأشخاص في الضوء الخافت.
  • استغراق وقت طويل حتى يتم التكيف إضاءة الغرفة بعد التواجد في غرفة مظلمة.
  • الإصابة بالصداع.
  • ألم في العيون.
  • الرؤية الضبابية أو الغائمة.
  • صعوبة الرؤية من مسافات بعيدة.
  • الغثيان والتقيؤ.

أسباب العشى الليلي

كما أشرنا أعلاه بأنّ العشى الليلي هو عَرض يشير إلى وجود حالة مرضية وفيما يلي أسباب العشى الليلي:[3]

قصر النظر

يصاب الإنسان بقصر النظر عندما تكون مقل العيون طويلة جدًا بشكل طبيعي أو تكون القرنية أكثر انحدارًا من المتوسط، وهي حالة يكون فيها الشخص غير قادر على رؤية الأشياء البعيدة بشكل جيد سواءً في الليل أو النهار، وقد يعاني بعض المصابين بقصر النظر من عدم وضوح الرؤية في الفترات الليلة.

يصبح من الصعب على العينين التركيز والرؤية بشكل واضح مع الإضاءة الخافتة والتركيز بشكل صحيح، كما أن زيادة حجم حدقة العين في الإضاءة الخافتة تسمح بدخول المزيد من أشعة الضوء المحيطية غير المركزة إلى العين.[3]

نقص فيتامين أ

يحتاج الجسم إلى العديد من الفيتامينات والمعادن وذلك للقيام بوظائفه بشكل طبيعي ويتسبب نقصها بإحداث مشكلة في الجسم، ومن أمثلة ذلك قد يحدث العشى الليلي نتيجة نقص مستويات فيتامين أ وذلك لأنه يساعد في إنتاج أصباغ معيّنة لشبكية العين لتعمل بشكل صحيح ونقص فيتامين أ يقلل من إنتاج هذه الأصباغ وبالتالي الإصابة بالعشى الليلي.[3]

التهاب الشبكية الصباغي

يعد التهاب الشبكية الصباغي أحد الأمراض الوراثية نادرة الحدوث والتي يمكن أن تحدث نتيجة تغير في جين واحد من بين 100 جين، وفي التهاب الشبكية الصباغي تتأثر الخلايا العصوية في الشبكية بشكل أكثر حدّة في المراحل المبكرة من هذه الحالات المرضية ويسبب التهاب الشبكية الصباغي بالدرجة الأولى العشى الليلي.[3]

إعتام عدسة العين

يعد إعتام عدسة العين من الحالات المرضية التي تنتشر بشكل كبير إذ أنها على سبيل الذكر لا الحصر تصيب أكثر من نصف الأفراد في الولايات المتحدة الأمريكية والذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا أو خضعوا لجراحة للتخلص من إعتام عدسة العين.

تحدث هذه الحالة عند وجود غشاوة في عدسة العين وبالتالي الإصابة بالعشى الليلي.[3]

الجلوكوما

عند تراكم السوائل في الجزء الخلفي من العين يزداد الضغط عليها وهذا يؤدي إلى إتلاف العصب البصري، ويصيب مرض الجلوكوما الرؤية المحيطية قبل إلحاق الضرر بالرؤية المركزية، وتتأثر الرؤية أثناء النهار والليل حتى تتوقف أجزاء من الشبكية عن العمل.

ومن الممكن أن تسبب بعض علاجات الجلوكوما وبالتحديد الأدوية الميكروبية في إصابة الشخص بالعشى الليلي كونها تقلل من كفاءة العين في الرؤية في الأماكن المظلمة.[3]

مرض السكري

يصاب الإنسان بمرض السكري عند ارتفاع مستويات السكر في الدّم وهذا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأوعية الدموية في شبكية العين وبالتالي حدوث مشاكل في الرؤية كاعتلال الشبكية السكري، ويعد العشى الليلي من أبرز أعراض اعتلال الشبكية الذي يصيب مرضى السكري.[3]

القرنية المخروطية

عندما تضعف القرنية وتنتفخ لتصبح متشابهة في الشكل مع المخروط تحدث القرنية المخروطية، ويؤدي تغير شكل القرنية إلى إخراج أشعة الضوء من التركيز وبالتالي حدوث العشى الليلي الذي يعد من أبرز أعراض القرنية المخروطية.[3]

اللابؤرية

وهي مشكلة تحدث في الرؤية نتيجة اضطراب في القرنية إذ أنها تمنع الضوء من التركيز على الشبكية بشكل صحيح وهي السطح الحساس للضوء في الجزء الخلفي من العين، ومن أكثر الأعراض شيوعًا هو عدم وضوح الرؤية أو تشوهها حتى وإن كانت المسافة قريبة أو بعيدة.[3]

علاج العشى الليلي

قبل البدء بالعلاج لا بد من مراجعة الطبيب وإجراء عدة فحوصات تشخيصية والتي تتضمن في البداية معرفة التاريخ المرضي للشخص، بالإضافة إلى إجراء فحص للدم بهدف قياس مستويات فيتامين أ والجلوكوز في الدم.[4]

وبالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تختلف باختلاف العامل المسبب وبجميع الأحوال تتضمن علاجات العشى الليلي الخيارات التالية:[3]

علاج إعتام عدسة العين

لعلاج العشى الليلي الناتج عن إعتام عدسة العين لا بدّ من خضوع المصاب للجراحة بهدف إزالة الإعتام الذي أصاب عدسة العين، أمّا إذا كان إعتام عدسة العين لا يؤثر على جودة حياة المصاب ولا يتعارض مع ممارسة الأنشطة اليومية فيمكن للمصاب ارتداء النظارات الطبية فقط.[3]

علاج التهاب الشبكية الصباغي

يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب الشبكية الصباغي إلى إعادة تأهيل الرؤية بالإضافة إلى إجراء الاختبارات الجينية لمعرفة ما إذا كان هناك علاجات مستقبلية أو حالية يمكن أن تعالج التهاب الشبكية لديهم.[3]

علاج نقص فيتامين أ

يوصي الطبيب بتناول المكملات الغذائية الفموية التي تحتوي على فيتامين أ لتعويض النقص في مستويات فيتامين أ، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من خلال تناول بعض أنواع الأغذية كالكبدة، لحم البقر، الجزر، الحليب المدعم، البطاطا الحلوة، المانجو، الخضراوات ذات الأوراق الخضراء.[3]

علاج الجلوكوما

يصف الطبيب القطرات العينية لعلاج الجلوكوما بهدف تقليل كمية السوائل التي تقوم العين بإنتاجها وبالتالي خفض معدلات ضغط العين المرتفعة، ومن الممكن أن يخضع المصاب للجراحة بالليزر للمساعد في تقليل تدفق السوائل من العين المصابة.[3]

علاج قصر النظر

من أكثر الخيارات العلاجية المستخدمة لعلاج قصر النظر هي ارتداء النظارات والعدسات اللاصقة أو الخضوع للجراحة الانكسارية أو ما يعرف بجراحة الليزر، وتكون العدسات المعالجة لقصر النظر عدسات صلبة متعددة بهدف تسطيح القرنية أو يمكن إعطاء جرعة مخففة من الأتروبين وذلك بشكل خاص للأطفال والمراهقين بهدف عدم تطوّر قصر النظر لديهم.[3]

الوقاية من العشى الليلي

يمكن الوقاية من الإصابة بالعشى الليلي من خلال اتباع بعض التدابير والتي تتضمن الآتي:[1]

  • النظام الغذائي الصحي: من المهم تناول الأغذية الصحية والتي تضمن الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم فيتامين أ والذي يمكن الحصول عليه من خلال تناول السبانخ، اللبن، البيض، الجزر.
  • مراجعة الطبيب: ينبغي للوقاية من أمراض العين والعشى الليلي مراجعة الطبيب بشكل دوري ومستمر كون الاكتشاف المبكر لأمراض العين يزيد من فعالية نجاح العلاج.
  • ارتداء النظارة الشمسية: تزيد الأشعة فوق البنفسجية من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين والزرق، والتنكس البقعي، وينبغي ارتداء نظارة شمسية تحجب ما لا يقل عن 99% من الأشعة فوق البنفسجية.
  • ممارسة التمارين الرياضية: وذلك لأنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض العين، وتخفض مستويات ارتفاع ضغط الدم والسكري.

يعدّ مرض العشى الليلي من الحالات المرضية التي قد تسبب مضاعفات خطيرة من أبرزها العمى، لذا يجب التعرف على الأعراض والأسباب وطرق الوقاية من هذا المرض، وعدم إهمال طرق علاجه.

  1. "مقال العمى الليلي (نيكتالوبيا)" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  2. "مقال هل أعاني من العمى الليلي؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  3. "مقال ما هو Nyctalopia (العمى الليلي)؟" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
  4. "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول العمى الليلي" ، المنشور على موقع healthline.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!