;

ما هو مرض الذئبة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 03 مايو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أكتوبر 2022
ما هو مرض الذئبة

يعد مرض الذئبة أحد الأمراض المناعية، ويعرف أيضاً باسم الذئبة الحمراء أو الذئبة الحمامية الجهازية، فما هو مرض الذئبة؟ وما هي أسبابه؟ وهل يمكن علاجه؟ تابع هذا المقال.

مرض الذئبة

ينجم مرض الذئبة (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus or SLE) عن رد فعل مناعي، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أعضاء الجسم وأنسجته كأنها أجساماً غريبة، وينتج عنه التهاباً مزمناً في الجسم، ويؤثر ذلك على الجلد، والمفاصل، والكليتين، والدماغ، وأعضاء أخرى.[1]

قد يكون من الصعب تشخيص المرض، لأن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، لكن أكثر أعراضه تميّزاً هو ظهور طفح جلدي على الوجه يشبه جناحي فراشة يمتد على كلا الخدّين، ومع ذلك لا يظهر في جميع أنواع الذئبة.[2]

أنواع مرض الذئبة

هناك أربعة أنواع لمرض الذئبة، وهي كالآتي:[3]

  • الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus or SLE): تسمى أيضاً بالذئبة الحمامية المجموعية وهي النوع الأكثر شيوعاً.
  • الذئبة الحمامية الجلدية (بالإنجليزية: Cutaneous lupus erythematosus): شكل من أشكال الذئبة الذي تؤثر في الجلد بشكل خاص.
  • ​الذئبة الحمامية المُفحزة بالأدوية (بالإنجليزية: Drug induced lupus): وهي النوع الذي يحصل بسبب تناول أحد الأدوية التي تحفز حدوث الذئبة.
  • الذئبة الحمامية الوليدية (بالإنجليزية:Neonatal lupus): وهي أندر الأنواع حدوثاً، وتؤثر في الرّضع حديثي الولادة.

أعراض مرض الذئبة

تتباين أعراض مرض الذئبة في شدة وسرعة التطور، فقد تتطور بسرعة أو ببطء كما قد تكون مؤقتة أو دائمة، لكن معظم الأشخاص يصابون بالنوع الخفيف الذي يظهر في صورة نوبات تسمى نوبات الاحتدام (بالإنجليزية: Flares) وهي حالة تسوء فيها الأعراض لفترة قصيرة ثم تتحسن أو قد تختفي أيضاً لفترة زمنية. [2]

تختلف أعراض الذئبة من شخص لآخر، حيث لا توجد حالتان متطابقتان بالأعراض تماماً، لكن تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:[1][2][4]

  • تحول لون أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض للبرد أو أثناء فترات الضغط النفسي، وتعرف هذه الحالة طبياً باسم ظاهرة راينود.
  • طفح جلدي على شكل فراشة (بالإنجليزية: Butterfly rash or Malar rash)، يغطي الخدود وجسر الأنف.
  • آفات الجلد التي تظهر أو تسوء مع التعرض للشمس.
  • طفح جلدي في أماكن من الجسم.
  • التعب والإرهاق.
  • الحمى.
  • آلام المفاصل وتورمها.
  • ضيق التنفس.
  • ألم في الصدر.
  • جفاف العين.
  • الصداع.
  • فقدان الذاكرة.
  • تساقط الشعر.
  • فقدان الوزن.
  • اضطرابات في الدم؛ مثل فقر الدم، وتخثّره.
  • تقرّحات في الفم.

أسباب مرض الذئبة

يرجع سبب حدوث الذئبة لخلل ما في الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة جسمك كأنها أجساماً غريبة، لذلك فإن المسبب ليس معروفاً، لكن يمكن أن يرتبط بالعوامل الآتية: [1][2][4]

  • الوراثة أو الجينات، لا يرتبط هذا المرض بجين معين، لكن الأشخاص الذين يعانون من مرض الذئبة غالباً ما يوجد لديهم تاريخ عائلي لالإصابة بإحدى حالات المناعة الذاتية الأخرى. 
  • العوامل البيئية، قد تحفز أشعة الشمس حصول داء الذئبة لمن لديهم استعداد وراثي.
  • العوامل الهرمونية، حيث يمكن أن تكون سبباً محفزاً لحدوث الذئبة.
  • تناول بعض الأدوية؛ مثل: بعض أدوية الضغط، والصرع، والمضادات الحيوية.
  • العوامل الوراثية، لا يرتبط هذا المرض بجين معين، لكن الأشخاص الذين يعانون من مرض الذئبة الحمراء غالباً ما يوجد لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بإحدى حالات المناعة الذاتية الأخرى. 

عوامل خطر مرض الذئبة

يزداد خطر الإصابة بمرض الذئبة لعدة عوامل، وتشمل ما يلي:[1][2]

  • الجنس، حيث تكون الذئبة أكثر شيوعاً لدى النساء من الرجال، ويعتقد أن سبب ذلك هو الاختلافات الهرمونية.
  • العمر، يُصيب الأشخاص من كافة الأعمار، لكن غالباً ما يتم تشخيصه في المرحلة العمرية من 15-45 عاماً.
  • العرق، تكون الذئبة أكثر شيوعاً بين الأمريكيين من أصول أفريقية وذوي الأصول الإسبانية والأمريكيين من أصول آسيوية.

مضاعفات مرض الذئبة

بمرور الوقت يمكن أن يؤدي مرض الذئبة الحمراء لعدة مضاعفات، وتشمل ما يلي:[4]

  • الدم والأوعية الدموية؛ مثل: جلطات الدم، والتهاب الأوعية الدموية.
  • القلب؛ مثل: التهاب القلب، أو النوبة القلبية، أو التهاب التأمور وهو الكيس الليفي المحيط بالقلب.
  • الدماغ؛ مثل: حدوث تغيرات في الذاكرة أو السكتة الدماغية، أو نوبات الصرع.
  • الرئة؛ مثل: الإصابة بالتهاب أنسجة الرئة، أو التهاب بطانة الرئة.
  • الكلى؛ مثل: انخفاض وظيفة الكلى، الإصابة بالتهابات الكلى، فشل كلوي.
  • مشاكل في الحمل لدى النساء؛ يمكن أن تؤدي الذئبة لحصول مضاعفات الحمل أو قد تؤدي للإجهاض أيضاً؛ لذا ينصح بالمتابعة مع الطبيب باستمرار.

تشخيص مرض الذئبة

يصعب تشخيص الذئبة لأن مؤشراتها وأعراضها تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وقد تتشابه أعراضها مع أعراض اضطراباتٍ أخرى، لكن يمكن الوصول للتشخيص عند طريق إجراء بعض الفحوصات المخبرية، وتصوير الأشعة السينية، بالإضافة إلى أخذ القصة السريرية والتاريخ المرضي، كما أنه من المهم متابعة الحالة مع اختصاصي أمراض الروماتيزم للتحقق من التشخيص النهائي.[5]

في هذا السياق، صدرت عدة معايير عن الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم (بالإنجليزية: American College of Rheumatology) وهي أكثر المعايير اتباعاً في التشخيص، حيث يُعتقد أنّ الأشخاص الذين لديهم 4 معايير من أصل 11 معياراً فإن احتمالية الإصابة قد تكون مرتفعة، أما في حال وجود أقل من 4 معايير فإن الطبيب لا ينفي الإصابة، بل يحتاج لفحوصات أخرى، وتأتي المعايير كما يلي:[6]

  • طفح الوجه على شكل فراشة، وتظهر فوق الأنف والخدّين.
  • طفح على شكل قرص، وهو طفح جلدي غير مكتمل، وقد يسبب تقرحات متقشرة.
  • حساسية للضوء، حيث يؤدي التعرّض لأشعة الشمس بتحفيز ظهور الطفح الجلدي، أو يزيده سوءاً.
  • التهاب المفاصل، وهو حالة من الألم والانتفاخ في المفاصل دون حدوث ضرر في الأنسجة المحيطة بها.
  • تقرّحات في الفم، وتتميز بأنها جروح غير مؤلمة.
  • التهاب المصليّة (بالإنجليزية: Serositis)، وهو التهاب الغشاء المحيط بالقلب والرئتين الذي ينجم عنه ألم في الصدر.
  • اضطرابات الدم، وتشمل التشخيص المُسبق بأمراض الدم المختلفة؛ مثل: فقر الدم، نقص الكريات البيضاء، قلة الصفائح.
  • اضطرابات عصبية، كالإصابة بالذهان أو النوبات التشنجيّة.
  • اضطرابات الكلى؛ مثل وجود بروتينات أو بقايا الخلايا في عينات البول.
  • اضطرابات مناعية، ويتم الاستدلال على ذلك باختبارات خاصة.
  •  نتائج غير طبيعية في اختبار فحص الأجسام المضادّة للنواة (بالإنجليزية: antinuclear antibody test ANAوهي أحد المعايير الفارقة المطلوبة للتشخيص.

طريقة التعامل مع مرض الذئبة

حتى الآن علاج مرض الذئبة الحمراء غير متوفر، لكن يتم استخدام بعض الأدوية والعلاجات بهدف تحسين الأعراض، وتختلف بجرعتها من شخص لآخر حسب العلامات والمؤشرات، ومن أكثر الأدوية المستخدمة ما يلي:[1]

أدوية للتعامل مع الذئبة الخفيفة

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs وتستخدم للأعراض المفصلية، تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية.
  •  جرعات صغيرة من الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids)؛ مثل البريدنيزون، للسيطرة على الأعراض الجلدية والتهابات المفاصل، كما يمكن استخدام الكريمات الستيرويدية للطفح الجلدي.
  •  الأدوية المضادة للملاريا؛ مثل: هيدروكسي كلوروكين(بالإنجليزية: Hydroxychloroquine).
  • العلاجات البيولوجية؛ مثل بيليموماب (بالإنجليزية: Belimumab)، وهو علاج بيولوجي يمكن أن يكون مفيداً لدى بعض المرضى.

أدوية للتعامل مع الذئبة الشديدة

  • الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids وتعطى بجرعات عالية.
  • الأدوية المثبطة للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressive medicinesويتم استخدامها في حال عدم الاستجابة على الستيرويدات القشرية أو عندما تسوء الأعراض عند إيقافها.
  •  علاجات أخرى شائعة الاستخدام؛ مثل: الميكوفينولات (بالإنجليزية: Mycophenolate) والأزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine ) والسيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide)، كما يمكن استخدام الريتوكسيماب (بالإنجليزية: Rituximab).
  • مميعات الدم؛ مثل الوارفارين (بالإنجليزية: warfarin) للسيطرة على تخثر الدم والتي تحصل في متلازمة مضادات الفوسفوليبيدات (بالإنجليزية: Antiphospholipid syndrome) التي تؤدي لتخثر الدم بسبب خلل في الجهاز المناعي.

نصائح مهمة لمرضى الذئبة

هناك إرشادات مهمة يجب اتباعها لمرضى الذئبة لتجنب تفاقم الحالة: [1][2][7]

  • الحماية من الشمس والأشعة الضارة، وذلك عن طريق ارتداء ثياب واقية ونظارات شمسية ووضع واقٍ شمسي عند التعرض للشمس.
  • متابعة طبيبك بشكل دوري، للحصول على معالجة وقائية قلبية والحصول على التحصين المناعي.
  •  تجنب التدخين، لأنه يزيد من فرصة الإصابة بالأمراض القلبية.
  •  إجراء بعض الفحوصات بشكل دوري؛ مثل اختبارات للكشف عن ترقق العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
  • مارس التمارين الرياضية بشكل منتظم، لتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية ولدعم قوة العضلات.
  • احرص على تناول طعام صحي، لضمان تناول كافة العناصر الغذائية المهمة ودعم صحة الجسم بشكل عام.

ختاماً، نلاحظ أنه حتى الآن لا يوجد علاج لمرض الذئبة، لكن يمكن لمرضى الذئبة التعايش والتأقلم عن طريق أخذ المشورة اللازمة من المختصين ومتابعة الحالة باستمرار لدى طبيب مختص، والمشاركة في مجموعات الدعم النفسي، آملين أن يكون له علاج في المستقبل القريب.

  1. أ ب ت ث ج ح "مقال مرض الذئبة" ، المنشور على موقع medlineplus.gov
  2. أ ب ت ث ج ح "مقال مرض الذئبة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. "مقال مرض الذئبة" ، المنشور على موقع lupus.org
  4. أ ب ت "مقال مرض الذئبة" ، المنشور على موقع healthline.com
  5. "مقال مرض الذئبة" ، المنشور على موقع cdc.gov
  6. "مقال كيفية تشخيص مرض الذئبة" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
  7. "مقال مرض الذئبة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!