;

أسباب المرض النفسي

  • تاريخ النشر: الخميس، 21 يوليو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 23 يناير 2023
أسباب المرض النفسي

تنعكس الأمراض النفسية التي قد يتعرض لها البعض على المشاعر، والتصرفات، وطريقة التفكير، إلى جانب اضطراب الحالة المزاجية الذي قد يجعل من الصعب على بعض الأشخاص أن يتعاملوا مع الآخرين، أو يتابعوا دراستهم أو عملهم، لذا نوضح في هذا المقال أسباب المرض النفسي، كما نستعرض أعراض وطرق علاج أكثر الأمراض النفسية شيوعاً.

المرض النفسي

يتضمن المرض النفسي (بالإنجليزية: Mental Illness) أو (بالإنجليزية: Psychiatric Disorder) مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تؤثر على الحالة المزاجية، والسلوك، وطريقة التفكير، وهي بطبيعة الحال تختلف عن الضغوط النفسية التي يعاني منها الجميع من آن لآخر، حيث يعتبر الأطباء أن مجرد تأثير هذه الاضطرابات على قدرة الشخص على مواصلة حياته، وعمله أو دراسته دليلاً على  احتمال إصابته بمرض نفسي. [1]

ما هي أسباب المرض النفسي

تعد الأمراض النفسية من المشكلات الشائعة، حيث تشير الإحصائيات إلى إصابة واحد من كل خمسة أشخاص بمرض نفسي، كما يعد الانتحار الناتج عن أحد الاضطرابات النفسية هو السبب الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 34 سنة. [1]

الأسباب الأساسية للمرض النفسي

تتضمن أسباب المرض النفسي: [2]

  1. العوامل البيئية: تظهر الأمراض النفسية بشكل أكثر وضوحاً بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي ينطوي على إصابة واحد من أفراد أسرتهم بأحد الأمراض النفسية.
  2. التعرض للسموم داخل الرحم: يساهم تعرض الأجنة لبعض السموم، أو المخدرات، أو المشروبات الكحولية داخل الرحم في زيادة نسبة إصابتهم بالأمراض النفسية في المستقبل.
  3. خلل النواقل العصبية في المخ: ينعكس الخلل الذي يحدث في أحد النواقل العصبية التي تنقل الإشارات بين أجزاء المخ على الحالة النفسية لأي شخص، مما يؤدي إلى تغيير النظام العصبي في الجسم، وظهور أعراض القلق والاكتئاب على المريض.

عوامل الخطر

بالإضافة إلى أسباب المرض النفسي الرئيسية، هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة به، من أهم هذه العوامل: [1][2]

  • المعاناة من الأمراض المزمنة.
  • المعاناة من اضطرابات النوم.
  • التعرض لإصابة خطيرة في الرأس.
  • سوء التغذية، وتناول أطعمة غير صحية.
  • تعاطي المخدرات، والإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • وجود تاريخ مرضي ينطوي على الإهمال أو سوء المعاملة من الوالدين.
  • التعرض لبعض المواقف الصعبة؛ مثل: الطلاق، أو الأزمات المالية.
  • المعاناة من أحد الاضطرابات العصبية؛ مثل: مرض ألزهايمر، أو الخرف الذهني.
  • ضعف التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وعدم وجود أصدقاء أو عائلة تدعم المريض.

أشهر الأمراض النفسية

هناك أكثر من 200 مرض نفسي تم رصدهم في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، نخصص هذا الجزء من المقال لنستعرض أشهر هذه الاضطرابات. [3]

اضطراب ثنائي القطب

يتضمن اضطراب ثنائي القطب الإصابة بمجموعة من النوبات التي ينتقل فيها المريض من السعادة الشديدة والهوس إلى الاكتئاب والحزن، تؤثر هذه النوبات على قدرة المريض على ممارسة مهام حياته اليومية، وهي بالتأكيد تختلف وتكون أكثر حدة من التقلبات المزاجية التي يمر بها البعض نتيجة لضغوط الحياة اليومية. [3]  

الاكتئاب

يعد الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة، وفيه يعاني المرضى من أعراض الحزن واليأس لفترة تتجاوز أسبوعين، يختلف الاكتئاب عن أعراض الحزن التي يشعر بها البعض بشكل طبيعي، حيث أن أعراض الاكتئاب تدفع المرضى إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي، وقد تجعل البعض منهم يفكر في الانتحار. [3]

اضطراب القلق العام

يعاني المرضى المصابين باضطراب القلق العام من قلق شديد يتجاوز مشاعر القلق الطبيعية التي يشعر بها أي شخص طبيعي، حتى عندما لا يكون هناك أي سبب يدعو إلى القلق من الأساس، لدرجة أن بعض المرضى يجدون صعوبة كبيرة في القيام بالأعمال الروتينية البسيطة؛ لتأكدهم من أن الأمور لا تسير في صالحهم مطلقاً. [3]

الوسواس القهري

يحاصر اضطراب الوسواس القهري مرضاه بأفكار ووساوس متكررة وغير منطقية، وعلى الرغم من إدراك هؤلاء المرضى بأن أفكارهم وتصرفاتهم غير منطقية، إلا أنهم لا يستطيعون التوقف عن هذه التصرفات. [3]

الفصام

يؤثر مرض الفصام على رؤية المريض ونظرته إلى الواقع من حوله، حيث يعاني المرضى فيه من هلاوس بصرية وسمعية، إلى جانب الأوهام التي تجعلهم يتخيلون أشياء غير واقعية بالمرة، لهذا السبب يعد الفصام من الحالات الخطيرة التي لا ينبغي إهمال علاجها مطلقاً؛ لأنها تمثل خطراً على المريض ومن حوله. [3]

اضطراب ما بعد الصدمة

يعد اضطراب ما بعد الصدمة من الأمراض النفسية الشائعة، وفيه يعاني المرضى من أعراض الحزن التي ترتبط ببعض المواقف الصادمة؛ مثل: الإيذاء النفسي أو الجسدي، أو بعض التجارب السيئة؛ مثل: الحروب، أو الجرائم. [3]

أعراض المرض النفسي

تختلف أعراض المرض النفسي باختلاف نوع الاضطراب الذي يعاني منه المريض على وجه التحديد، وهناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي تشترك فيها معظم الأمراض النفسية، من ضمنها: [1][2][3]

  • القلق والخوف المفرط.
  • صعوبة في التركيز.
  • المعاناة من مشاعر الحزن.
  • تجنب الأصدقاء والتجمعات العائلية.
  • الشعور باليأس، والضياع، وانعدام القيمة.
  • أفكار انتحارية في بعض الأحيان.
  • صعوبة إدراك الواقع، والمعاناة من الأوهام.
  • اضطرابات النوم، والشعور بالتعب بشكل مستمر.
  • عدم القدرة على تفسير مشاعر الآخرين أو عواطفهم.
  • عدم تناول الأكل لفترات طويلة، أو الإفراط في تناوله.
  • الغضب الشديد والانفعال الزائد في كثير من الأحيان.
  • هوس المريض بمظهره الجسدي، ووزنه، وعاداته الغذائية.
  • وجود مشاكل في العمل، أو صعوبات في التعليم والتحصيل الدراسي.
  • تغيرات مزاجية مفاجئة بين الحزن الشديد إلى السعادة غير المبررة.
  • بعض المشاكل الجسدية؛ مثل: الصداع، أو آلام المعدة، أو آلام الظهر.
  • سيطرة بعض الأفكار والذكريات على ذهن المريض، وعدم قدرته على إخراجها من ذهنه.

تشخيص المرض النفسي

يعد تشخيص المرض النفسي من الأمور المتشعبة إلى حد كبير، ففي البداية ينبغي أن يخضع المريض إلى الفحص الجسدي، إلى جانب إجراء بعض تحاليل الدم، والفحوص الطبية؛ حتى يستبعد الطبيب إصابة المريض بأحد الأمراض المزمنة التي قد تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض المرض النفسي. [3]

يبدأ الطبيب بعد ذلك في مراجعة التاريخ المرضي والعائلي للمريض، ويتحقق من احتمال إصابته قبل ذلك بأحد الأمراض النفسية، ويسأل عن الأسباب أو العوامل المحفزة التي تؤدي إلى ظهور الأعراض، وقد يستغرق الأمر عدة جلسات حتى يصل الطبيب إلى طبيعة المرض النفسي الذي يؤثر على المريض. [1]  

علاج المرض النفسي

تختلف خطة العلاج النفسي من مريض لآخر بناءً على حالة المريض، والاضطراب النفسي الذي يعاني منه، نستعرض في هذا الجزء من المقال مجموعة من أشهر المسارات الطبية المستخدمة في علاج المرض النفسي. [1]

العلاج الدوائي

تستجيب بعض الأمراض النفسية إلى الأدوية التي تتضمن مضادات الاكتئاب، أو مضادات الذهان، تساعد هذه الأدوية على التحكم في نسبة النواقل العصبية في المخ، وبالتالي تصبح أعراض المريض أكثر استقراراً، لكن بشرط أن يتناولها المريض بناءً على توصيات الطبيب. [1]

العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي عن طريق التحدث مع الطبيب على التغلب على أعراض المرض النفسي، قد تكون جلسات العلاج فردية أو في مجموعات، ويعد العلاج السلوكي المعرفي من أشهر أشكال العلاج النفسي، وفيه يتعلم المريض كيفية تغيير السلوكيات السلبية، وطريقة التفكير حول أسباب المرض. [1]

العلاجات البديلة

تتحسن بعض الأمراض النفسية وأشهرها الاكتئاب بالاستعانة بإحدى تقنيات الطب البديل، من أشهر هذه الطرق العلاجية: تمارين اليوغا، والعلاجات العشبية، وتقنية الوخز بالإبر، ينبغي التحدث مع الطبيب قبل الاعتماد على هذه الطرق العلاجية؛ لأنها قد تؤثر في بعض الأحيان على فعالية الأدوية. [1]

تقنيات تحفيز المخ

يلجأ الأطباء إلى إحدى تقنيات تحفيز المخ في الحالات التي لا يستجيب فيها المرضى إلى الأدوية، تشمل تقنيات تحفيز المخ: الصدمات الكهربائية، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. [1]

مضاعفات المرض النفسي

لا تقتصر الأضرار الناجمة عن الأمراض النفسية على الألم النفسي الذي تسببه لأصحابها فحسب، فهناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن تسببها إذا لم يكن المريض حريصاً على تلقي العلاج المناسب لحالته، من أبرز هذه المضاعفات: [2]

  • الانعزال الاجتماعي.
  • التأخر الدراسي وفقدان العمل.
  • المشاكل الأسرية والعاطفية.
  • إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية.
  • إيذاء المريض لنفسه، أو حتى إيذاء الآخرين.
  • زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب، وأمراض خلل المناعة.

الوقاية من الأمراض النفسية

لا توجد حتى الآن طريقة تساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية، لكن هناك بعض الإرشادات البسيطة التي تمنع تطور الأعراض في حالة الإصابة بأحد الأمراض النفسية، من أهم هذه الإرشادات: [2]

  1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  2. الحصول على قسط كاف من النوم يومياً.
  3. الاعتماد على نظام غذائي صحي لا يتضمن أي مأكولات غير صحية.
  4. طلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة إلى ذلك؛ لأن تأخير العلاج النفسي يؤدي إلى تأخر حالة المريض.
  5. التعرف على العلامات التحذيرية التي تحفز أعراض المرض النفسي، والتواصل مع الطبيب عند ظهورها، إلى جانب التواصل مع أفراد الأسرة حتى يقدموا الدعم النفسي المناسب للمريض.
  6. الحرص على زيارة طبيب الأمراض النفسية بمجرد أن يشعر أي شخص أنه ليس على ما يرام، وعدم تأخير الزيارة حتى لا تتفاقم المشكلة.

تتضمن أسباب المرض النفسي بعض العوامل الوراثية والبيئية، كما يعد الخلل الذي يعاني منه بعض المرضى في كيمياء المخ من أهم العوامل التي تساهم في ظهور أعراض المرض النفسي، وهناك العديد من المسارات الطبية التي يستعين بها الأطباء للعلاج، بناءً على نوع المرض وحالة المريض.