;

مرض كرونز المناعي

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 مايو 2022
مرض كرونز المناعي

قد تصاب الأمعاء بالالتهاب جراء التعرض لعدوى أو مشكلة في الجهاز الهضمي بشكل عام، فينتج عن ذلك تورم وانتفاخ، الأمر مشابه هنا لما يحصل في مرض كرونز المناعي، فما هي أعراضه وأسبابه وطرق علاجه.

ما هو مرض كرونز المناعي

مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn"s disease) هو عبارة عن التهاب في الأمعاء يسمى الالتهاب اللفائفي الإقليمي، يتهيج في هذا الالتهاب الجهاز الهضمي بأمعائه الصغيرة والكبيرة، مما يتسبب في تقلصات في المعدة، وإسهال، وفقدان للوزن. [1]

كرون لقب عائلة الطبيب المكتشف للمرض بوريل كرون (بالإنجليزية: Dr. Burrill Crohn) ، أما عن المرض فهو من فئة الأمراض المناعية التي تلتصق مع المريض وترافقه حتى مدى الحياة. [1]

أنواع مرض كرونز المناعي

تم تقسيم مرض كرون إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وذلك بحسب منطقة تأثيره، فيكون كالآتي: [1]

  • التهاب القولون أي المنطقة التي تقع أخر الأمعاء الصغيرة وبداية جزء من الأمعاء الكبيرة، وهو أكثر نوع شائع من التهاب كرون.
  • التهاب اللفائفي (الأمعاء الدقيقة).
  • التهاب معدي وهو التهاب يصيب منطقة أعلى الاثني عشر والمعدة.
  • التهاب المعي الصائم، وهو التهاب يظهر في مناطق متفرقة من النصف العلوي للأمعاء الدقيقة.

أسباب مرض كرونز المناعي

مرض كرونز مرض مناعي، يتسبب فيه بالمقام الأول هجوم جهاز المناعة الذاتي على خلايا الجهاز الهضمي السليمة، فيسبب التهابها، لكن هناك أسباباً أخرى للإصابة بهذا المرض؛ مثل: [1] [2]

  • عوامل جينية إذ يعتقد بأنه قد يزيد خطر الإصابة به إذا كان أحد الوالدين أو الأخوة مصاب به.
  • التدخين يضاعف من فرصة الإصابة بالمرض.
  • العامل المناعي قد ينتج جراء الإصابة بفيروس أو بكتيريا إذ يعمل الجهاز المناعي على محاربتها مما يؤدي إلى محاربة خلايا الجهاز الهضمي السليمة.

أعراض مرض كرونز المناعي

تتراوح أعراض مرض كرونز في شدتها بين المعتدل والحاد، وهي أعراض مفاجئة يعاني فيها المريض من: [2]

  • الإسهال.
  • الحمى.
  • إعياء.
  • ألم في البطن مصحوب بالتشنج.
  • دم في البراز.
  • تقرحات في الفم.
  • شهية منخفضة تجاه الطعام.
  • فقدان للوزن.
  • ألم حول فتحة الشرج.
  • التهاب الجلد والعيون والمفاصل.
  • التهاب في الكبد أو القنوات الصفراوية.
  • حصى في الكلى.
  • نقص الحديد.
  • تأخر في النمو أو التطور الجنسي لدى الأطفال.

عوامل خطر الإصابة

الإصابة بمرض كرون قد يحدوها عدة عوامل تزيد من فرصة الإصابة به، مثل: [2]

  1. العمر: يقدر عمر المصابين بمرض كورن أقل من 30 سنة رغم كونه قد يصيب أي شخص وفي أي عمر إلا أن هذا العمر الأكثر تسجيلاً للإصابة.
  2. الأصل العرقي: الأشخاص ذوي الأصول الأوروبية الشرقية معرضين أكثر للإصابة من غيرهم كذلك من هم من أصل يهودي، كما تكثر الإصابة بالمرض بين السود الذين يقطنون أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة.
  3. التاريخ العائلي: إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصاب بمرض كرون فإن فرصة الإصابة به تكون عالية.
  4. التدخين: السجائر إحدى مسببات المرض وعوامل الخطر في حال لم تكن هناك إصابة بالمرض بعد.
  5. الأدوية المضادة للالتهاب: وهي الأدوية التي تحارب الالتهاب وتسكين الألم مثل الإيبوبروفين، إذ وجد أنها قد تتسبب بالتهاب في الأمعاء مما يُفاقم من المرض.

مضاعفات مرض كرونز

تشخيص الإصابة بمرض كرون يعني مواجهة بعض المضاعفات جراء ذلك، ومن مضاعفات المرض: [2]

  • انسداد الأمعاء جراء تشوه وتضييق الأمعاء.
  • قرحة المعدة والتي قد تكون في أي مكان من الجهاز الهضمي حتى في الفم أو في الشرج.
  • الناسور وهي تقرحات ممتدة بين أجزاء الجسم المختلفة مثل اتصالها من الأمعاء إلى الجلد أو بين الأمعاء وأي جهاز أخر.
  • الشق الشرجي.
  • سوء التغذية جراء الإسهال وآلام البطن والذي قد ينتج عنه أيضاً فقر دم واضطرابات جلدية وهشاشة عظام.
  • سرطان القولون.
  • جلطات الدم.
  • مخاطر دوائية ناتجة عن العقاقير الخاصة بالمرض.

علاج مرض كرونز

علاج مرض كرون يتم باللجوء إلى أكثر من طريقة، ومن هذه الطرق العلاجية: [3] [4]

الأدوية الطبية

هناك عدد من الأدوية الطبية التي تخفف من حدة الأعراض وتسيطر عليها مثل الأدوية المضادة للإسهال والأدوية المضادة للالتهابات، كما قد توصف بعض الأدوية الحيوية التي من شأنها أن تثبط عملية هجوم جهاز المناعة، مثل الأدوية الآتية:[3] [4]

  • إنفليكسيماب (الاسم التجاري: ريميكاد).
  • إيتانرسبت (الاسم التجاري: إنربيل).
  • أداليموماب (الاسم التجاري: هونيرا).

أما عن الأدوية المضادة للالتهاب فهي تأتي بنوعين؛ الأول فموي  وهو 5-أمينوساليسيلات والآخر عبارة أدوية ستيرويدية قشرية مثل دواء بوديسونيد (الاسم التجاري: أورتيكوس)، يتم صرف هذا النوع من الأدوية في حالة الأعراض خفيفة إلى متوسطة الحدة، والأدوية الستيرويدية غالباً ما تصرف للحالات الأكثر حدة.[3] [4]

المُعدلات المناعية

هي نوع من الأدوية التي تؤثر على جهاز المناعة حيث تكبح فرط نشاطه المسبب لالتهاب وبالتالي الأعراض الحادة المرافقة لذلك، ومن الأمثلة على ذلك:[3] [4]

  • الآزويثوبرين (الاسم التجاري: آزاسان).
  • ميثوتريكسات (الاسم التجاري: تريكسال).
  • التاكروليموس (الاسم التجاري: بروغراف).

المضادات الحيوية

تكمن فعالية المضادات الحيوية في التخفيف من أعراض مرض كرون الناتجة عن المرض؛ مثل ظهور الناسور.[3] [4]

الجراحة

الخيار الجراحي المطروح لمرضى كرون هو إزالة الأجزاء المتضررة من الجهاز الهضمي ثم إعادة توصيل السليم منها ببعضها البعض، كما يمكن العمل على إصلاح الأنسجة التالفة عن طريق الجراحة أيضاً، ذلك يكون في حالة النسيج الندبي أو الالتهابات العميقة.[3] [4]

النظام الغذائي

الغذاء لا يسبب الإصابة بمرض كرونز المناعي، لكنه قد يؤثر على الجهاز الهضمي بحيث يزيد من النوبات وشدة الأعراض، من ذلك يمكن اللجوء إلى أخصائي تغذية لاختيار الغذاء المناسب وغير المهيج للالتهاب.[3] [4]

تشخيص مرض كرونز

عدة فحوصات واختبارات يجريها الطبيب للتأكد من إصابة مريضه بمرض كرونز المناعي، ومن هذه الفحوصات: [3]

  • تحليل دم لكشف فقر الدم والالتهاب.
  • تحليل براز للكشف عن وجود دم في البراز.
  • فحص القولون بالمنظار.
  • التصوير بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية.
  • خزعة من الأنسجة.

النظام الغذائي لمرضى كرونز

أول نصيحة يجب أخذها بعين الاعتبار هو أن ما يصلح لمريض ليس بالضرورة يصلح لغيره، وعلى الشخص نفسه إضافة أو إزالة نوع الأطعمة المناسبة له ولجهازه الهضمي بحيث لا تثير الالتهاب وتتسبب في أعراض حادة، ويمكن تقديم النصائح التالية للمرضى بشكل عام: [3]

  1. ضبط كمية الألياف المستهلكة إذ إن ارتفاعها قد يفاقم من أعراض الجهاز الهضمي، وانخفاضها أيضاً يتسبب في مشكلات مثل الإمساك، لذا يجب الموازنة بين أنواع الطعام لتحقيق احتياج الشخص الكافي من الألياف.
  2. الحد قدر الإمكان من تناول الدهون لأنها تسبب الإسهال لدى مرضى كرونز.
  3. التقليل من تناول منتجات الألبان إذ قد تتسبب باضطراب في المعدة وتشنجات في البطن نتيجة صعوبة هضم بعض هذه المنتجات.
  4. شرب كمية وافرة من الماء بسبب الإسهال الناتج عن المرض والذي قد يتسبب بالجفاف.
  5. توفير مصادر بديلة للفيتامينات والمعادن بسبب ضعف امتصاص الجهاز الهضمي للمواد الغذائية والعناصر المهمة، لذلك ينصح بتناول البروبيوتك وحبوب زيت السمك الغنية بالأوميغا 3، علاوة على تناول مكملات الفيتامينات والمعادن المختلفة.

هل مرض كرونز حقاً مناعي

بعد الشرح المطول في بداية المقال عن ماهية هذا المرض وتسبب جهاز المناعة الذاتي به، هناك لا تزال تكهنات حول صحة هذا الأمر، إذ إن اضطراب المناعة الذاتي يعني مهاجمة الخلايا السليمة عن طريق الخطأ، وأعراض مرض كرون وآلية عمله تختلف عن هذا النمط، حيث وُجد بأن نمط الهجوم هذه تكون تجاه البكتيريا السليمة في الجهاز الهضمي، وليس خلايا الجهاز السليمة، أما سبب ذلك، فتقول التكهنات أيضاً أنها أسباب وعوامل بيئية ووراثية. [4]

أمراض مشابهة لمرض كرونز

تتشابه عدة أمراض مع مرض كرونز بالأعراض الظاهرة على المريض، ومن هذه الأمراض: [4]

  • التهاب القولون القطاعي.
  • اضطرابات المناعة الذاتية الحبيبية.
  • سرطان القولون.
  • مرض السل.
  • عدوى الكروانيديا.
  • التهابات القولون.
  • التهاب القولون الإقفاري.
  • متلازمة قرحة المستقيم الانفرادية.

مرض كرونز المناعي مرض مزمن يمكن التعايش معه عبر التخفيف من أعراضه، واتباع نظام صحي يساعد على ذلك.

  1. أ ب ت ث "مقال مرض كرون" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  2. أ ب ت ث "مقال مرض كرون" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  3. أ ب ت "مقال فهم مرض كرون" ، المنشور على موقع healthline.com
  4. أ ب ت "مقال داء كرون: هل هو مرض مناعي ذاتي؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!