;

مرض باركنسون

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 12 يناير 2023
مرض باركنسون

مرض باركنسون أو الشلل الرعاش هو أحد الأمراض الخطيرة التي تهاجم الجهاز العصبي مدمرة إياه، ولم ينجح العلم حتى الآن في اكتشاف علاج لهذا المرض الفتاك.

نتناول أعراض مرض الرعاش وأسباب الإصابة به، كما نتطرق إلى طرق العلاج المتبعة والتي هي في حقيقتها ما هي إلا تخفيف لأعراض المرض، تابع القراءة لتتعرف على المزيد من المعلومات حول باركنسون.

ما هو مرض باركنسون

يعدّ باركنسون من الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي وبالتحديد القدرة على التحكم في الحركة، وغالبًا ما يبدأ المرض ببطء ويزداد سوءً مع مرور الوقت، وغالبًا ما يصيب المرض الرجال بنسبة 50% أكثر من النساء وبشكل خاص الرجال الذين يبلغون من العمر 60 عامًا فما فوق، ويتم تشخيص 10% وأكثر من الحالات  للرجال البالغين من العمر 50 عامًا فما فوق.[1]

أعراض مرض باركنسون

يتسبب مرض باركنسون بإظهار مجموعة من الأعراض، والتي يمكن أن تبدأ قبل ظهور المشاكل الحركية بعدة سنوات، وتتضمن أعراض باركنسون ما يلي:[2]

الأعراض رئيسية

  • ظهور مشاكل حركية بما فيها الرعاش، وبالتحديد الرعاش في أوقات الراحة أي ليس عند بذل مجهود بدني، والحركات البطيئة، وتصلب في الساقين والذراعين، وخلل في التوازن والسقوط في بعض الحالات.
  • فقدان أو انخفاض حاسة الشم.
  • تغيرات في الصوت.
  • انحناء الجسم.
  • الإمساك.[2]

الأعراض الثانوية

  • ظهور قشور ذات لون أصفر أو أبيض على الأجزاء الدهنية من الجسم وهي حالة تعرف بمرض التهاب الجلد الدهني.
  • من الممكن أن تزداد احتمالية إصابة الشخص بسرطان الجلد وهو من أنواع السرطانات الخطيرة.
  • التعثر عند المشي،  أو ما يسمى المشي المميز لمرض باركنسون وهي التقطيع أثناء المشي.
  • اضطرابات في النوم كالحركة والحديث أثناء النوم.
  • الرجوع إلى الوراء في المشي في بعض الأحيان.
  • التحدث بصوت مكتوم أو صوت منخفض.
  • انخفاض تحرّك الذراعين عند المشي.
  • ظهور أعراض مرض الذهان.
  • صعوبة في ربط الرؤية بالأماكن.
  • مشاكل في الذاكرة والانتباه.
  • تغيرات في تعابير الوجه.
  • الهلوسات.
  • الاكتئاب.
  • القلق.

أسباب مرض باركنسون

على الرغم من أن داء باركنسون يحدث عندما تتغير مناطق في الدماغ، إلا أن الأطباء لم يحددوا سببًا واضحًا له، بل يرجعون الإصابة به إلى العديد من العوامل والتي تتضمن الآتي: [3]

انخفاض مستويات النوربينفرين

يعد النوربينفرين من النواقل العصبية التي يتم إنتاجها من النهايات العصبية والتي تساهم في الدورة الدموية ووظائف أخرى في الجسم، ويؤدي انخفاض مستوياته إلى الإصابة بمرض الشلل الرعاش، وزيادة خطر ظهور أعراض حركية وغير حركية.

بما فيها الرعاش والاكتئاب وعدم استقرار توازن الجسم ووضعيته، وهذا ما يفسّر أن المصابين بباركنسون قد يميلون إلى السقوط عند المشي وذلك لانخفاض ضغط الدم الانتصابي والذي يتغير عندما يكون الشخص جالسًا ويتوقف.[3]

انخفاض مستويات الدوبامين

تظهر أعراض مرض باركنسون بالأصل عندما تقل مستويات الناقل العصبي مادة الدوبامين؛ وذلك نتيجة موت الخلايا الدماغية المنتجة لهذه النواقل، وتكمن أهمية الدوبامين في كونه يرسل الأوامر إلى أجزاء الدماغ التي تتحكم في الحركة، وتنسيق الجسم.

بالتالي حدوث خلل في حركة وتناسق وتوازن الجسم، وتزداد الأعراض سوءً مع استمرار انخفاض مستويات هذا الناقل العصبي. [3]

العوامل الوراثية

يشير الأطباء إلى أن وجود بعض الجينات قد يؤدي إلى الإصابة بمرض باركنسون، وقد ظهر بأن العوامل الوراثية تسببت بما يقارب 10% من حالات الإصابة بالمرض.[3]

وجود أجسام ليوي

وهي بروتينات معروفة باسم ألفا سينوسيلين أو أجسام ليوي، والتي تتواجد في الدماغ وعندما تتراكم وتزيد عن المستويات الطبيعية، فهذا يؤدي إلى تغيرات في التفكير، والسلوك، والمزاج، وقد يؤدي إلى الخرف، ومن الجدير بالذكر أنّ الخَرف الناتج عن ارتفاع مستويات أجسام ليوي لا يماثل الخرف الناتج عن باركنسون على الرغم من أن الأعراض قد تكون متشابهة. [3]

أمراض المناعة الذاتية

يشار إلى أنه قد يكون ترابط ما بين أمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل الروماتويدي وداء باركنسون، وقد لوحظ بأن الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الروماتيزمية لديهم احتمالية تبلغ 1.37 للإصابة بالرعاش. [3]

عوامل الخطر

وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:[3]

  1. السموم: يزيد التعرض للسموم بما فيها المبيدات الحشرية والمذيبات والمعادن وغيرها من الملوثات من خطر الإصابة بالمرض .
  2. الجنس: يصيب مرض الرعاش الرجال بنسبة 50% أكثر من النساء ومع ذلك قد يزداد خطر إصابة النساء بهذا المرض كلما تقدّمن في العمر.
  3. العمر: تزداد خطورة إصابة الإنسان بمرض باركنسون أيضًا كلما تقدم في العمر وبالتحديد في سن 60 عامًا.
  4. إصابات الدماغ: مثل تعرض الدماغ لإصابات مباشرة.
  5. الأدوية: قد يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية إلى الإصابة بمرض باركنسون وظهور أعراض كالرعاش وغيره.

علاج مرض باركنسون

يتطلب ظهور أحد الأعراض السابقة إلى مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات التشخيصية، والتي يتم من خلالها الكشف عن مرض باركنسون، ومن الجدير بالذكر أن الطبيب يعتمد على التاريخ المرضي للشخص، بالإضافة إلى معاينة الأعراض الظاهرة والفحص الجسدي والعصبي.

وقد يجري الطبيب فحصًا للكشف عن مستويات الدوبامين من خلال التصوير المقطعي المحوسب، بالإضافة إلى إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي والألترا ساوند للدماغ، ومن الممكن إجراء فحص للدم لاستبعاد الأسباب الأخرى، أيضاً قد يعطي الطبيب الشخص بعض أنواع الأدوية التي تستخدم لعلاج الرعاش كالليفودوبا، والكاربيدوبا، والتي إن ظهر مفعولها واختفت الأعراض تؤكد إصابة الشخص بباركنسون، وتتضمن الخيارات العلاجية لمرض الشلل الرعاش ما يلي:[4]  

الأدوية

تخفف الأدوية من مشاكل الرعاش والحركة كونها في الغالب تزيد من إفراز الناقل العصبي الدوبامين، وغالبًا ما يأخذ المصاب تراكيز منخفضة من الدوبامين كونه لا يمكن أن يعطى بشكل مباشر أي لا يمكن إدخاله إلى الدماغ، وتتضمن تلك الأدوية ما يلي:[4]

الليفودوبا

وهو الدواء الأكثر فعالية لمرض الرعاش وهي مادة كيميائية تعطى بهدف مرورها إلى الدماغ وتحولها إلى الدوبامين، ومن الممكن أن يجمع الأطباء بين أدوية الليفودوبا والكاربيدوبا وذلك بهدف حماية الليفودوبا من تحوله إلى الدوبامين خارج منطقة الدماغ.

ومن الممكن أن يظهر خلل في الحركة إذا تناول المصاب جرعات عالية من الليفودوبا؛ لذا فإنّ الطبيب يلجأ إلى تخفيض الجرعة، وتتواجد هذه الأدوية بشكل صيدلاني للاستنشاق ويمكن استخدامها عندما لا تجدي الأدوية الفموية نفعًا، كما يمكن وضعها من خلال أنبوب تغذية لتصل بشكل مباشر إلى الأمعاء الدقيقة.[4]

مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين ب

بما فيها أدوية السافيناميد والراساجيلين والتي تعمل على منع تعطيل الدوبامين، وذلك من خلال تثبيط أنزيم الدماغ أوكسيداز أحادي الأمين ب، ومن الممكن أن تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية كالصداع والأرق والغثيان، وينبغي الإشارة إلى أنها لا تستخدم مع مضادات الاكتئاب.[4]

الجراحة

قد يلجأ الطبيب إلى الإجراءات الجراحية لعلاج مرض باركنسون، وفيها تتم زراعة مسارات كهربائية داخل أجزاء محددة من الدماغ، وتزوّد هذه المسارات بمولد مزروع في الصدر ليقوم بإرسال نبضات كهربائية إلى الدماغ بهدف التقليل من أعراض المرض، ومن الجدير بالذكر أن جراحة علاج باركنسون قد تؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية، مثل: السكتات الدماغية، والالتهابات، أو النزيف الدماغي. [4]

اتباع نمط حياة صحي

يوصي الطبيب أيضًا المصاب باتباع نظام غذائي صحي كون بعض أنواع الأغذية قد تساعد في التخفيف من أعراض باركنسون بما في ذلك الأغذية التي تحتوي على الألياف الغذائية وأحماض أوميغا 3، ويوصى بشرب كميات كافية من الماء، كما تزيد التمارين الرياضية من قوة العضلات ومرونتها؛ وبالتالي تحسين الحركة والمزاج والتقليل من القلق والاكتئاب.[4]

الملاحظة: من المهم على المصابين بمرض باركنسون تجنب السقوط، وذلك من خلال تجنب حمل أشياء أثناء المشي، وتجنب المشي للخلف، وتوزيع وزن الجسم بالتساوي على الساقين.[4]   

من الجدير بالذكر أيضاً أن تشخيص الرعاش قد يحتاج إلى وقت طويل في بعض  الأحيان، وبالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية والتي من شأنها أن تخفف من الأعراض لا أن تلغي المرض بشكل كامل؛ لذلك ننصح بتتبع الأعراض الرئيسية والثانوية السابق ذكرها وسرعة زيارة الطبيب المختص عند ظهورها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!