;

ما هي متلازمة توريت

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 فبراير 2022
ما هي متلازمة توريت

ما هي متلازمة توريت

للعديد من الأمراض أسماء قد تبدو غريبة وعلى سبيل المثال متلازمة توريت (بالإنجليزية: Tourette Syndrome)والتي يطرح الكثير من الأشخاص سؤالاً ماهي متلازمة توريت، وما هي أعراضها، وكيف يمكن علاجها.

تصيب هذه المتلازمة الجهاز العصبي للإنسان وتعرف أيضاً بمتلازمة التشنجات اللاإرادية والتي تحدث بشكل مفاجئ ولا يمكن للمصاب أن يتحكم بها في غالباً، لكن في حالات معينة يمكنه ضبط بعضها، ويمكن أن يَصدر من المصاب أيضاً أصوات وحركات لاإرادية.[1]

أعراض متلازمة توريت

تتسبب متلازمة توريت بإظهار مجموعة من الأعراض ومن أبرزها التشنجات اللإرادية والتي غالباً ما تظهر في مرحلة الطفولة وبالتحديد في ما بين 2-14 عاماً وفي المتوسط 6 سنوات، وبجميع الأحوال تتضمن أعراض متلازمة توريت الآتي:[2]

  • دوران في العين.
  • ترميش العين.
  • عبوس في الوجه.
  • هزّ الكتفين.
  • اهتزاز في الأطراف والرأس.
  • دوران الجسم.
  • لمس الأشياء والأشخاص الآخرين.
  • الإصابة السعال.
  • الصفير.
  • إصدار صوت من الحلق.
  • إصدار صوت الشخير.
  • صدور أصوات تشبه أصوات الحيوانات.
  • نقر أو شد اللسان.
  • التحدث بكلمات وعبارات عشوائية لا معنى لها.
  • تكرار الكلمات والعبارات.
  • ألم نتيجة اهتزاز الرأس.
  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
  • يعاني المصابين بمتلازمة توريت من وجود رغبة قوية قبل حدوث التشنجات اللاإرادية كحاجة الإنسان الطبيعي لأن يسعل أو يعطس، وهذا ما يعرف بالأحاسيس الاستباقية.
  • حكة في المفاصل والعضلات.
  • الشعور بحرقة العين.
  • جفاف الحلق.

أسباب متلازمة توريت

كما أشرنا أعلاه إلى أن متلازمة توريت تحدث بشكل كبير لدى الأطفال؛ حيث يشير الأطباء إلى أنّ أسباب الإصابة بهذه المتلازمة بشكل رئيسي هي وراثية أي وجود اضطراب وراثي جيني يؤدي إلى إصابة الطفل بهذه المتلازمة، وليس بالضرورة أن يكون الجين من الأب والأم إنما نسخة واحدة من الجين الوراثي المصاب، وعلى سبيل المثال الأب المصاب بمتلازمة توريت حتماً سينقل الجين لطفل من بين كل طفلين من أطفاله.

قد تصيب متلازمة توريت طفلاً واحداً من بين كل 20 طفل وفي هذه الحالة لا تكون المتلازمة ناتجة عن عوامل جينية إنّما مشاكل مرضية أخرى كانخفاض الوزن عند الولادة، ومشاكل أثناء فترة الحمل، أو حدوث إصابات في الرأس، أو الإصابة بالتهاب في الدماغ، أو الإصابة التسمم بأوّل أوكسيد الكربون.

يجدر الإشارة إلى أنّ هذه المتلازمة تصيب الأطفال الذكور أكثر من البنات.[3]

تشخيص متلازمة توريت

لا يوجد فحوصات محددة للكشف عن الإصابة بمتلازمة توريت إنّما يجري الطبيب في بداية الأمر فحصاً بدنياً ويعاين الأعراض بهدف الكشف عن بعض المعلومات التي تساعده في التشخيص، وتتضمن هذه المعلومات وقت ظهور التشنجات اللاإرادية  هل ظهرت قبل عمر 18 عاماً، وهل تحدث التشنجات اللاإرادية بما فيها الحركية والصوتية كل يوم، أو عدة مرات في اليوم، وهل تستمر أم تنقطع وتعود مرة أخرى.

من الممكن أن يطلب الطبيب صورة رنين مغناطيسي أو صورة مقطعية أو دراسة لمخطط كهربائية الدماغ، وللتأكد من عدم الإصابة بحالة مرضية أخرى مشابهة لمتلازمة توريت يجري الطبيب تحليلاً للدم؛ إذ إن تشخيص الحالة يحتاج عادة لمدة زمنية أطول من غيرها.[4]

علاج متلازمة توريت

من المهم الإشارة في البداية إلى أنه لا يوجد علاج لمتلازمة توريت، إنّما الهدف من استخدام العلاجات هو التخفيف من حدّة الأعراض ليصبح المصاب قادراً على ممارسة أنشطته الحياتية بشكل طبيعي، كما أنّ العلاج لا يكون ضرورياً إذا كانت الأعراض غير شديدة، وبجميع الأحوال فإنّ العلاجات تتضمن الخيارات التالية:[5]

العلاجات الدوائية

يوجد العديد من أنواع الأدوية والتي يصفها الطبيب للتخفيف من أعراض متلازمة توريت وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:[5]

  • أدوية البوليتينيوم: أو ما يعرف بحقن البوتكس والتي يتم حقنها في العضلة المصابة بهدف التخفيف من التشنج اللاإرادي الحركي أو الصوتي.
  • مضادات الاكتئاب: من الممكن أن يصف الطبيب بعض أنواع مضادات الاكتئاب ومنها أدوية الفلوكستين وذلك بهدف علاج القلق والوسواس القهري.
  • الأدوية المضادة للتشنجات: يشار إلى أنّ المصابين بمتلازمة توريت تحسّنت لديهم الأعراض بشكل كبير لدى تلقيهم مضادات التشنج وبالتحديد أدوية توبيراميت والتي تستخدم أيضاً لعلاج الصرع.
  • الأدوية المثبطة للأدرينالين: ومن أمثلتها أدوية كلونيدين وجوانفاسين والتي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وتعمل أيضاً على تثبيط إفراز هرمون الأدرينالين وبالتالي السيطرة على الأعراض السلوكية التي ترافق متلازمة توريت كالسيطرة على الدوافع ونوبات الغضب، وينبغي الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تسبب بعض الآثار الجانبية من أبرزها النعاس.
  • الأدوية التي تعمل على تقليل الدوبامين: من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية التي تعمل على منع أو تقليل إفراز الدوبامين وذلك بهدف مساعدة المصاب للتحكم بالتشنجات اللاإرادية، ومن أمثلة هذه الأدوية فلوفينازين وهالوبيردول وأدوية الريسبيردون وأدوية البيموزيد، لكن تتسبب هذه الأدوية بزيادة في الوزن وحركات لا إرادية، وعلى الرغم من أن أدوية التيترابينازين قد تسبب الاكتئاب الحاد إلا أن الطبيب قد يصفها أيضاً.
  • الأدوية المعالجة لنقص الانتباه وفرط النشاط: من الممكن أن تساعد المنشطات كالميثيل فينيدات والأدوية التي تحتوي على الديكستروأمفيتامين وبعض أنواع الأدوية الأخرى في زيادة تركيز وانتباه المصاب، ومع ذلك فقد تتسبب الأدوية المعالجة بنقص الانتباه وفرط النشاط لدى المصابين بمتلازمة توريت.

العلاج السلوكي

تتضمن علاجات متلازمة توريت أيضاً العلاج السلوكي المعرفي والذي يتضمن تعليم المصاب بعض التمارين على انعكاس العادات في مراقبة التشنجات اللاإرادية، بالإضافة إلى تحديد المحفزات التي توحي باقتراب حدوث هذه التشنجات، وتعليم المصاب التحرك بطريقة قادر على التحكم بها بحيث تتعارض مع التشنجات اللاإرادية.[5]

العلاج النفسي

وفيه تتم مساعدة المصاب على التأقلم مع متلازمة توريت، كما ويمكن أن يساعد العلاج النفسي في التخفيف من بعض الحالات المرافقة لهذه المتلازمة؛ كالاكتئاب، والقلق، والهواجس، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.[5]

التحفيز العميق للدماغ

عندما لا تستجيب التشنجات اللاإرادية والتي تكون شديدة إلى العلاجات الأخرى فإنّ الطبيب يلجأ إلى التحفيز العميق للدماغ، وفيه يتم زرع جهاز يعمل على البطارية في الدماغ بهدف توصيل التحفيز الكهربائي إلى مناطق معينة من الدماغ وبالتحديد المناطق التي تتحكم في الحركة. ومع ذلك فإنّ هذه الطريقة تحتاج إلى المزيد من الدراسات والبحث للتأكد من فعالية وأمان استخدامها لعلاج متلازمة توريت.[5]

التأقلم والدعم

من المهم على المصاب ألا يشعر بالحرج نتيجة التشنجات اللاإرادية التي تحدث لديه، والتذكّر بأنّ هذه الأعراض تبلغ ذروتها في مرحلة المراهقة وتتحسن مع التقدم في العمر، كما ينبغي على المصاب أن يتواصل مع الآخرين للحصول على نصائح ودعم وتأقلم مع الحالة المرضية.

أما بالنسبة للأطفال المصابين فلا بدّ من مدّ يد العون لهم من قِبل الأبوين والمقربين من خلال تعريف المعلمين في المدرسة، والأطفال معهم بالحالة المرضية وكيفية التعامل معها، ويمكن تدريس الطفل ضمن دروس مخصصة ومعلمين متخصصين بتدريس الأطفال ذوي الحالات المرضية المشابهة لتخفيف الضغط على الطفل، كما ينبغي دعم الطفل ذاتياً وتنمية مواهبه ودعم اهتماماته، وإدخاله في مجموعات من الأصدقاء التي تدعم الأطفال المصابين بمتلازمة توريت وتساعده على التكيف والتأقلم مع المرض.

من المهم على الأبوين مراجعة الطبيب المختص بشكل دوري ومستمر لمراقبة الحالة والأعراض.[5]

  1. "مقال ما هي متلازمة توريت؟" ، المنشور على موقع cdc.gov
  2. "مقال متلازمة توريت" ، المنشور على موقع nhs.uk
  3. "مقال اضطراب توريت" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org
  4. "مقال صحيفة وقائع متلازمة توريت" ، المنشور على موقع ninds.nih.gov
  5. "مقال متلازمة توريت" ، المنشور على موقع mayoclinic.org