;

ارتفاع ضغط الدم

يُعاني الكثير من الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم، فما هوهذا المرض؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وما هي العلاجات الدوائية والطبيعية له.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 ديسمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 25 يوليو 2023
ارتفاع ضغط الدم

يُعاني الكثير من الأشخاص في الوقت الحالي من مرض شائع يُسمى ارتفاع ضغط الدم، يُعد ارتفاع ضغط الدم حالة صحية تتميز بارتفاع مستوى ضغط الدم في شرايين الجسم. والخطورة في هذا المرض تكمن في أنه يضعف الأوعية الدموية ويزيد من عبء العمل على القلب.

نتناول في مقالنا التعريف بضغط الدم المرتفع وأسباب الإصابة به، كما نتطرق للأعراض وطرق العلاج المختلفة.

ماهو ارتفاع ضغط الدم

يُعرف ارتفاع ضغط الدم بأنه حالة شائعة تكون فيها قوة الدم ضد جدران الشرايين مرتفعة بشكل كبير، ومن الممكن أن يتسبب ذلك بمشاكل صحية في نهاية الأمر كأمراض القلب على سبيل المثال، ويتم تحديد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها قلبك ومقدار مقاومة تدفق الدم في الشرايين، فكلما زاد ضخ الدم للقلب وتضيقت الشرايين، ارتفع ضغط الدم.

هناك عدة أنواع لارتفاع ضغط الدم، يوجد العديد من أنواع ارتفاع ضغط الدم، ويُعتبر عدم ضبط ضغط الدم من بينها هو النوع الأخطر. فارتفاع ضغط الدم غير المنضبط يزيد من خطورة الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.

ويُعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المنتشرة بكثرة وهو يصيب الجميع في نهاية المطاف، ولكن لحسن الحظ يمكن اكتشافه بسهوله والسيطرة عليه بالنظام الغذائي والأدوية.[1]

أسباب ارتفاع ضغط الدم

تختلف أسباب ارتفاع ضغط الدم، باختلاف نوعه، حيث يصنف مرض ارتفاع ضغط الدم لنوعين، ألا وهما ارتفاع ضغط الدم الأساسي الذي لا يوجد سبب محدد لحدوثه بالنسبة لمعظم البالغين المُصابين به، وعادةً ما يتطور هذا النوع تدريجياً على مدار سنوات عديدة.

وفيما يتعلق بالنوع الثاني، فهو يشير إلى ارتفاع ضغط الدم الثانوي الذي يميل إلى الظهور فجأة ويسبب ضغط دم أعلى من الارتفاع الأساسي لضغط الدم، ويمكن أن الأدوية المختلفة وبعض الحالات إلى ارتفاع ضغط الدم الثانوي، بما في ذلك:[1][2]

  1. عادة التدخين أو مضغ التبغ: تؤدي ليس فقط إلى زيادة مؤقتة في ضغط الدم، بل وتحتوي المواد الكيميائية الموجودة في التبغ على مواد لها القدرة على تدمير بطانة جدران الشرايين؛ وهذا الأمر يمكن أن يتسبب في تضيق الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
  2. زيادة الوزن والسمنة: حيث كلما زاد وزنك كلما زادت حاجتك من الدم لتزويد أنسجة الأكسجين والمواد المغذية، مع ازدياد حجم الدم المنتشر عبر الأوعية الدموية؛ يزداد الضغط على جدران الشرايين.
  3. عدم ممارسة النشاط البدني: حيث يميل الأشخاص غير النشطاء رياضياً إلى ارتفاع معدل ضربات القلب، وكلما زاد معدل ضربات القلب لديك، كلما كان من الصعب أن يعمل قلبك مع كل انكماش وأقوى كتدفق على شرايينك.
  4. زيادة الملح (الصوديوم) في النظام الغذائي: إذ يمكن أن يُسبب الكثير من الصوديوم في نظامك الغذائي إلى احتفاظ جسمك بالسوائل؛ مما يزيد من ضغط الدم.
  5. قلة كمية البوتاسيوم في النظام الغذائي: إذ يساعد عنصرالبوتاسيوم على تحقيق التوازن بين كمية الصوديوم في الخلايا، فإذا لم تحصل على ما يكفي من البوتاسيوم في نظامك الغذائي أو تحتفظ بما يكفي من البوتاسيوم؛ فقد تتراكم كمية كبيرة من الصوديوم في دمك؛ وبالتالي من الممكن أن يتسبب ذلك في زيادة ضغط الدم.
  6. بعض الأمراض المزمنة: فقد تؤدي بعض الأمراض المزمنة أيضاً إلى زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم، مثل: أمراض الكلى، والسكري، وتوقف التنفس أثناء النوم.
  7. بعض الأدوية: مثل حبوب منع الحمل، ومزيلات الاحتقان، ومسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
  8. التدخين السلبي: يُمكن أن يزيد التدخين السلبي أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب وزيادة ضغط الدم.
  9. الحمل، حيث في بعض الأحيان في ارتفاع ضغط الدم.
  10. عيوب معينة ولدت مع الإنسان في الأوعية الدموية.
  11. المخدرات غير المشروعة، مثل الكوكايين والأمفيتامينات.
  12. الأدوية والمكملات الغذائية التي يمكن أن ترفع ضغط الدم.
  13. الإجهاد والقلق المستمر.
  14. شرب الكثير من الكحول.
  15. الاستعداد الوراثي في العائلة.
  16. توقف التنفس أثناء النوم.
  17. مشاكل في الكلى.
  18. أورام الغدة الكظرية.
  19. مشاكل الغدة الدرقية.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

واحدة من أخطر جوانب ارتفاع ضغط الدم هو أنك قد لا تعرف أنك مُصاب به، في الواقع، ما يقارب ثلث الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يعرفون ذلك، والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان ضغط الدم لديك مرتفعاً هو إجراء فحوصات منتظمة، خصوصاً إذا كان لديك قريب مصاب بارتفاع ضغط الدم. وتشمل الأعراض المرافقة لارتفاع ضغط الدم ما يأتي:[1][2]

  1. يشعر الشخص بالضغط داخل منطقة الصدر أو الرقبة أو الأذن، ويمكن وصف هذا الشعور بأنه تجربة قصف أو ارتجاج.
  2. عدم انتظام ضربات القلب.
  3. ظهور دم في البول.
  4. صداع حاد.
  5. التعب أو الارتباك.
  6. مشاكل في الرؤية.
  7. ألم في الصدر.
  8. صعوبة في التنفس.

علاج ارتفاع ضغط الدم بالطرق الطبيعية

يُمكن علاج مرض ارتفاع ضغط الدم بالطرق الطبيعية عن طريق:[3]

  1. التمارين الرياضية لها فوائد عديدة: بما في ذلك خفض ضغط الدم المرتفع وتعزيز قوة عضلة القلب وزيادة كفاءتها في ضخ الدم. هذا يساهم في تقليل الضغط على الشرايين.
  2. تقليل تناول الصوديوم في النظام الغذائي: خصوصًا الموجودة في الأطعمة المصنعة، حيث يوجد اختلافات وراثية في كيفية معالجة الناس للصوديوم، فحوالي نصف الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم وربع الأشخاص الذين يعانون من مستويات طبيعية لديهم حساسية تجاه الملح.
  1. الإقلاع عن تناول الكحول: حيث يرتبط الكحول بنسبة 16 ٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم في جميع أنحاء العالم. 
  2. تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: ليُساعد جسمك على التخلص من الصوديوم وتخفيف الضغط على الأوعية الدموية.
  3. التقليل من مشروبات الكافيين: كالقهوة والشاي، حيث تزيد تلك المشروبات من فرصة ارتفاع ضغط الدم.
  4. تعلم كيفية التحكم في التوتر والقلق: يُصبح أمراً بالغ الأهمية عندما تتعرض لضغوط مستمرة، فعندما يتعرض جسمك للإجهاد، يدخل في حالة ثابتة من التوتر والقلق على صعيد الجسم، ويُلاحظ ذلك في سرعة نبضات قلبك وانضباط أوعية الدم؛ لذا، يُمكنك أن تدير الإجهاد الناجم عن هذه الضغوط من خلال اتباع بعض الإرشادات، مثل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة وتقليل الجهد المبذول في العمل.
  5. تناول الشوكولاته الداكنة أو الكاكاو: فعلى الرغم من أن تناول كميات هائلة من الشوكولاتة ربما لن يساعدك في خفض ضغط الدم، لكن تناول كميات صغيرة قد يساعد في خفض ارتفاعه.

علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية

في بعض الأحيان لا تكون التغييرات في نمط الحياة كافية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهنا ينصح الطبيب المختص بتناول الأدوية الخافضة لضغط الدم المرتفع بجانب الحمية الغذائية والتمرينات الرياضية، ويعتمد علاج  ارتفاع ضغط الدم بالأدوية على مدى صحتك وتطور المرض لديك، ويكون العلاج بأحد الأدوية الآتية أو مجموعة منها:[3]

  1. المُدرات البولية الثيازيدية: المعروفة أيضاً باسم حبوب البَول، أدوية تهدف إلى تحفيز الكليتين للمساعدة في تخليص الجسم من الصوديوم والماء، وتقليل حجم الدم، وتشمل بعض المُدرات البولية الثيازيدية الأدوية، مثل: الكلورثاليدون وهيدروكلوروثيازيد (المعروف أيضًا باسم ميكروزيد) وغيرها.
  2. مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: مثل ليسينوبريل (الاسم التجاري: Zestril) وبينازيبريل (الاسم التجاري: Lotensin) وكابتوبريل (الاسم التجاري: Capoten) وغيرها، أدوية تعمل على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق منع تشكيل مادة كيميائية طبيعية تقوم بتضييق الأوعية الدموية.
  3. حاصرات قنوات الكالسيوم: بما في ذلك أملوديبين (الاسم التجاري: نورفاسك) وديلتيازيم (الاسم التجاري: Tiazac)، من الأدوية التي تستخدم لعلاج عدة حالات، تعمل هذه الحاصرات عن طريق استرخاء عضلات الأوعية الدموية وتثبيط معدل ضربات القلب، ومن الملاحظ أن حاصرات قنوات الكالسيوم فعّالة بشكل خاص لدى كبار السن.
  4. حاصرات ألفا: إذ تعمل هذه الأدوية على تقليل النبضات العصبية للأوعية الدموية؛ مما يُقلل من آثار المواد الكيميائية الطبيعية التي تُضيق الأوعية الدموية، وتشمل حاصرات ألفا دوكسازوسين (الاسم التجاري:Cdura) ، برازوسين (الاسم التجاري: Minipress) وغيرها.
  5. حاصرات ألفا بيتا: بالإضافة إلى تقليل نبضات الأعصاب إلى الأوعية الدموية، تُبطئ حاصرات ألفا بيتا نبضات القلب؛ لتقليل كمية الدم التي يجب ضخها عبر الأوعية الدموية، وتشمل حاصرات ألفا بيتا كارفيليلول (الاسم التجاري: Coreg) ولابيتالول (الاسم التجاري: Trandate).
  6. الحاصرات البيتا: مجموعة من الأدوية التي تخفف عبء العمل على القلب وتساهم في توسيع الأوعية الدموية؛ونتيجة لذلك، تنخفض سرعة ضربات القلب وتقل قوتها. بعض أمثلة الحاصرات البيتا تشمل الأسيبوتولول (الاسم التجاري: Sectral) والأتينولول (الاسم التجاري: Tenormin) وغيرها.
  7. مضادات الألدوستيرون: أدوية تستخدم للتحكم في ارتفاع ضغط الدم، ومن أمثلة هذه المضادات سبيرونولاكتون (المعروف أيضاً بالاسم التجاري ألكاكتون) وإليبيرينون (المعروف أيضًا بالاسم التجاري إنسبا). تعمل هذه الأدوية على منع تأثير المادة الكيميائية الطبيعية المعروفة باسم الألدوستيرون، والتي قد تؤدي إلى احتباس الملح والسوائل في الجسم. يعتبر احتباس الملح والسوائل عاملاً مساهماً في ارتفاع ضغط الدم.
  8. الأدوية الموسعة: حيث تعمل هذه الأدوية، بما في ذلك الهيدرالازين، والمينوكسيديل، مباشرة على العضلات الموجودة في جدران الشرايين؛ مما يمنع العضلات من الشد والشرايين.
 

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم

يسبب ارتفاع ضغط الدم غير المنضبظ مخاطر شديدة نستطيع استعراضها كالتالي:[1][2]

  1. نوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما يسبب تمدد الأوعية الدموية، وتمزقها.
  2. عدم استطاعة القلب القيام بوظيفته في ضخ الدم وهو ما يعرف بفشل القلب.
  3. ضعف وتضييق الأوعية الدموية في الكليتين.
  4. يسبب فقد القدرة على الإبصار بسبب تمزق الأوعية الدموية في العينين.
  5. تُعرف متلازمة الأيض بأنها تجمع من الاضطرابات التي تحدث في عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم. تشمل هذه الاضطرابات زيادة محيط الخصر وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات الكوليسترول الدهني المرتفع الكثافة (HDL).
  6. زيادة مستويات الإنسولين تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض، مثل: السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
  7. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنظم إلى مشاكل في الذاكرة والفهم، بالإضافة إلى التأثير السلبي على صحة القلب والأوعية الدموية، كما يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم على قدرتك على التفكير والتذكر والتعلم.

ملاحظة: يُقدر أن حوالي 95% من مرضى الضغط لا يمتلكون أسباب واضحة للإصابة بالمرض، وعلى الأرجح يكون السبب في ذلك هو تداخل العوامل الوراثية وأنماط الحياة غير الصحية. لتجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، يفضل اتباع الإرشادات التالية: في حالة وجود قابلية وراثية للضغط، أي أن هناك أقارب يُعانون من مرض الضغط فإنه يُنصح بمراقبة دائمة لضغط الدم، كما ينصح بضرورة تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة لضمان الوصول لضغط دم طبيعي.[1][2]

نصائح لمرضى ارتفاع ضغط الدم

يُوصي الأطباء مرضى ارتفاع ضغط الدم بما يلي:[3]

  1. يُوصى بتناول الأطعمة الصحية: التي تشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، كما يجب التركيز على تناول كمية وفيرة من البوتاسيوم، حيث يلعب دوراً هاماً في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الدهون المشبعة.
  2. يُنصح بتقليل استهلاك الملح في النظام الغذائي: عن طريق تجنب تناول اللحوم والأطعمة المصنعة والمحفوظة بواسطة الأملاح، كما يُنصح بفحص البطاقة الغذائية المرفقة مع المنتجات التي نقوم بشرائها والتحقق من محتواها من الصوديوم.
  3. الحفاظ على الوزن الصحي لجسمك: فإذا كنت تُعاني من الوزن الزائد، فإن فقد 2.3 كغ فقط، سيُخفض من ضغط الدم لديك.
  4. زيادة معدل النشاط البدني: ويكون ذلك بممارسة التمارين الرياضية لنصف ساعة على الأقل يوميًا.
  5. تجنب شرب الكحوليات.
  6. الامتناع عن التُدخين بجميع أشكاله.
  7. العمل على إدارة الضغوط وتقليلها قدر المستطاع.
  8. مراقبة ضغط الدم في المنزل.
  9. التمرس على الاسترخاء أو التنفس البطئ العميق.
 

إن كنت ممن يُعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم، فاتبع الإرشادات والنصائح أعلاه للسيطرة على هذا المرض وعلاجه، وتذكر إن لم تكن من المصابين فعليك اتباع الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.