;

أسباب متلازمة تسرب الأمعاء

أسباب متلازمة تسرب الأمعاء التعرف على تلك المتلازمة التي تسبب تسرب المواد الضارة والغذاء إلى مجرى الدم وأعراضها وطرق العلاج

  • تاريخ النشر: الإثنين، 21 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 18 أبريل 2023
أسباب متلازمة تسرب الأمعاء

لا تقل أهمية الجهاز الهضمي عن باقي أجهزة الجسم كيف لا وهو الجهاز الذي يرتبط ارتباط كلي بما يتناوله الإنسان من أغذية ومشروبات، يمكن أن يصاب أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي بالحالات المرضية من بينها الأمعاء التي قد تصاب بما يعرف متلازمة تسرب الأمعاء، فما هي هذه المتلازمة؟ ما هي أسباب متلازمة تسرب الأمعاء؟ كيف يمكن علاجها؟

متلازمة تسرب الأمعاء

متلازمة الأمعاء المتسربة (بالإنجليزية: leaky gut syndrome) هي حالة هضمية تؤثر على البطانة الداخلية للأمعاء، في هذا المقال سنذكر ما هي أسباب متلازمة تسرب الأمعاء.

يتكون الجهاز الهضمي من عدة أجزاء تبدأ بالفم، المريء، المعدة، الأمعاء الدقيقة والغليظة، يوجد في المعدة والأمعاء إنزيمات هاضمة تعمل على تفكيك العناصر الغذائية في الطعام والشراب إلى جزيئات أصغر ليستخدمها الجسم في الطاقة والنمو وإصلاح الخلايا.

تلعب الأمعاء دوراً أساسياً في حماية الجسم من البكتيريا والسموم الضارة، تسمح الفتحات الضيقة في جدران الأمعاء للماء والمواد الغذائية بالمرور إلى مجرى الدم مع الاحتفاظ بالمواد الضارة، عند الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء تصبح الفتحات أوسع مما يسمح لجزيئات الطعام والبكتيريا والسموم بالدخول مباشرة إلى مجرى الدم. [1]

ما هي أسباب متلازمة تسرب الأمعاء

عندما تصبح فتحات الأمعاء واسعة هذا يؤدي إلى تسرب ما فيها من مواد ضارة وغذاء إلى مجرى الدم وبالتالي الإصابة بالتهاب وحدوث ردة فعل للجهاز المناعي، لا تزال متلازمة تسرب الأمعاء عبارة عن لغز طبي إذ لم يحدد الأطباء أسباباً واضحة لحدوثها، لكن يرجعون أسباب الإصابة به إلى وجود بروتين زونلين وهو البروتين الوحيد المنظم لنفاذية الخلايا في الأمعاء يمكن أن يتم تنشيطه لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل وراثية وهذا يؤدي إلى تسرب الأمعاء، من الممكن أن يحدث تنشيط لبروتين زونلين نتيجة البكتيريا الموجودة في الأمعاء أو بروتين الغلوتين الذي يتواجد في القمح والحبوب الأخرى.

كما أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الأغذية التي تحتوي على الغلوتين تزيد من حدوث تسرب للأمعاء لدى الأشخاص المصابين باضطرابات متلازمة القولون العصبي. تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بتسرب الأمعاء من أبرز هذه العوامل الآتي: [2]

  • الإفراط في تناول السكر: يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالسكر وبشكل خاص سكر الفركتوز إلى الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء كونه يلحق الضرر بوظيفة الحاجز في جدار الأمعاء.
  • استخدام الأدوية:يزيد استخدام بعض أنواع الأدوية بما فيها مضادات الالتهاب اللاستيرويدية من أبرزها أدوية الأيبوبروفين من خطر الإصابة بتسرب الأمعاء كونه يزيد من نفاذيتها.
  • الإفراط في تناول الكحول: يزيد الإفراط في تناول المشروبات الكحولية من نفاذية الأمعاء وبالتالي حدوث تسريب للأمعاء.
  • نقص المغذيات: قد يحدث تسريب الأمعاء نتيجة نقص في مستويات بعض الفيتامينات والمعادن بما فيها فيتامين أ، وفيتامين د، والزنك وجميعها قد يؤدي نقصها إلى زيادة احتمالية الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء.
  • الالتهابات: يمكن أن يساهم الالتهاب المزمن في جميع أنحاء الجسم بالإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة.
  • الإجهاد: يعد الإجهاد المزمن والضغط النفسي من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • ضعف صحة الأمعاء: يوجد ملايين البكتيريا في الأمعاء يكون بعضها ضاراً وبعضها الآخر مفيداً، حيث يمكن أن يؤدي خلل في التوازن بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة إلى التأثير على وظيفة جدار الأمعاء.
  • فرط نمو الخميرة: تتواجد الخميرة بشكل طبيعي في الأمعاء لكن قد يحدث تسرب الأمعاء نتيجة فرط نمو الخميرة.

لم يؤكد الأطباء بأنّ متلازمة تسرب الأمعاء هي سبب حدوث بعض الحالات المرضية لكن ربطت بعض الدراسات بين متلازمة تسرب الأمعاء والحالات المرضية المزمنة، تتضمن هذه الحالات الآتي: [2]

مرض الاضطرابات الهضمية

أو ما يعرف بالداء البطني وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتميز بحساسية شديدة للغلوتين، أشارت بعض الدراسات إلى أنّ نفاذية الأمعاء تكون أعلى لدى المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية، كما أنّ تناول الأغذية التي تحتوي على الغلوتين بشكل كبير يزيد من احتمالية الإصابة بتسرب الأمعاء. [2]

مرض كرون

يعد مرض كرون من الاضطرابات الهضمية المزمنة التي تتميز بحدوث التهاب مستمر في الأمعاء، وتلعب زيادة نفاذية الأمعاء دوراً مهماً في الإصابة بمرض كرون، من الممكن أن تكون زيادة نفاذية الأمعاء مرتبطة بالمكون الجيني لمرض كرون، كما يشار إلى أنّ زيادة نفاذية الأمعاء كانت أعلى لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر تزيد من احتمالية إصابتهم بمرض كرون. [2]

السكري

تشير بعض الأدلة إلى أنّ متلازمة تسرب الأمعاء تلعب دوراً مهماً في تطور مرض السكري من النوع الأول الذي يحدث نتيجة تدمير الجهاز المناعي لخلايا بيتا التي تنتج الإنسولين في البنكرياس، أشار بعض الأطباء إلى أنّ العامل الذي يدفع الجهاز المناعي إلى تدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين قد يكون مادة غريبة تتسرب من خلال القناة الهضمية. كما لوحظ بأنّ 42% في إحدى الدراسات والمصابين بمرض السكري من النوع الأول لديهم مستويات عالية من بروتين زولين وهو البروتين المسؤول عن نفاذية الأمعاء. [2]

متلازمة القولون العصبي

يشار إلى أنّ الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي من المحتمل أن تكون لديهم نفاذية الأمعاء عالية، تعد متلازمة القولون العصبي من اضطرابات الجهاز الهضمي المنتشرة بشكل كبير والتي تتميز بحدوث الإمساك أو الإسهال، لوحظ بأنّ المصابين بمتلازمة القولون العصبي ويحدث لديهم الإسهال بشكل خاص كانت لديهم نفاذية الأمعاء عالية. [2]

حساسية الطعام

قد تسمح القناة الهضمية المتسربة لبروتينات الطعام بعبور الحاجز المعوي وهذا يحفز الاستجابة المناعية، تعرف الاستجابة المناعية لبروتين الطعام باسم المستضد وهذا ما يعرف بحساسية الطعام التي قد تؤدي لدى المصابين بها إلى  ضعف وظيفة الحاجز المعوي. [2]

أعراض متلازمة تسريب الأمعاء

يتسبب تسريب الأمعاء بإظهار مجموعة من الأعراض التي تتضمن الآتي: [3]

  • الحساسية الموسمية أو ظهور أعراض مشابهة لأعراض الربو.
  • تغيرات في الجهاز الهضمي، مثل: انتفاخ البطن، والإصابة بالإسهال، والغازات في الأمعاء، أو أعراض مشابهة لأعراض القولون العصبي.
  • الاضطرابات الهرمونية التي تحدث بشكل خاص لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ومتلازمة ما قبل الحيض.
  • التعب المزمن أو الألم الليفي العضلي.
  • أمراض المناعة الذاتية بما فيها التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الغدة الدرقية أو ما يعرف بالها شيماتو، بالإضافة إلى مرض الذئبة، الصدفية أو مرض الاضطرابات الهضمية.
  • فرط نمو المبيضات وهي عدوى فطرية تصيب الإنسان.
  • الحساسية الغذائية تجاه بعض أنواع الأغذية.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • الحالات المرضية التي تصيب الجلد بما فيها حب الشباب والأكزيما والوردية.
  • التهاب المفاصل.
  • أمراض الصحة العقلية بما فيها الاكتئاب، القلق، اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

طرق تحسين صحة القناة الهضمية

لا تعد متلازمة الأمعاء المتسربة حالة طبية لذا لم يحدد الأطباء علاجاً محدداً لها، مع ذلك يمكن لبعض التدابير أن تخفف من حدة الأعراض وتحسن صحة القناة الهضمية، تتضمن هذه التدابير ما يلي: [2]

  • الحد من تناول الكربوهيدرات المكررة: تتغذى البكتيريا الضارة على سكر الكربوهيدرات لذا فإنّ تناول السكر بكميات كبيرة يمكن أن يحلق الضرر بوظيفة الحاجز المعوي.
  • تناول البكتيريا النافعة: البكتيريا النافعة أو ما يعرف بالبروبايوتيك وهي البكتيريا التي تحسن من صحة الأمعاء، كما يشار إلى أنّ البكتيريا النافعة مفيدة لأمراض الجهاز الهضمي.
  • تناول الأغذية المخمرة: تحتوي الأغذية المخمرة بما فيها الزبادي، الملفوف، الكمبوتشا على البكتيريا النافعة التي تحسن من صحة الأمعاء بشكل كبير.
  • تناول الأغذية الغنية بالألياف: بالتحديد الأغذية الغنية بالألياف القابلة للذوبان التي توجد في الفواكه والخضراوات والبقوليات.
  • الحد من استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: يمكن أن يتسبب الاستخدام طويل الأمد لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية بما فيها الإيبوبروفين بالإصابة بمتلازمة تسريب الأمعاء لذا من الأفضل التقليل منها.

يمكن أن تنعكس صحة الجهاز الهضمي على بقية أجهزة الجسم لذا من الضروري الحفاظ على صحة هذا الجهاز ومراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية بما فيها أعراض متلازمة تسريب الأمعاء لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!