;

ما هي متلازمة التراجع الذيلي

  • تاريخ النشر: السبت، 26 مارس 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 21 سبتمبر 2022
ما هي متلازمة التراجع الذيلي

ماذا تعرف عن متلازمة التراجع الذيلي؟ اكتشف في هذا المقال أهم المعلومات المتعلقة بها من أعراض، وأسباب، وطرق للتعامل معها.

تعريف متلازمة التراجع الذيلي

تُعرَّف متلازمة التراجع الذيلي (بالإنجليزية: Caudal regression syndrome) على أنّها اضطراب خَلْقِي نادر، ويُشار إليها بأسماء أخرى مثل: متلازمة الانحدار الذيلي، أو عدم التخلق العجزي، أو نقص التنسج العجزي، أو خلل التنسج الذيلي.

يُحدِث هذا الاضطراب ضعفاً في نمو النصف السفلي من الجسم، ويمكن أن تشمل المناطق المتأثرة بهذا الاضطراب: منطقة أسفل الظهر، والأطراف، والجهاز البولي التناسلي، والجهاز الهضمي.[1]

شيوع وانتشار متلازمة التراجع الذيلي

تشير التقديرات إلى أن حالات متلازمة الانحدار الذيلي نادرة، إذ يمكن أن تحدث بنسبة 1% -2.5% لكل 100 ألف حالة ولادة جديدة.

تعد هذه المتلازمة أكثر شيوعاً عند الأطفال المولودين لأمهات مصابات بداء السكري فيكون معدل الإصابة بهذه الحالة ما يقارب مولداً واحداً من كل 350 حالة ولادة جديدة، ولكن لا يمكن اعتبار إصابة الأم بالسكري سبباً مباشراً لإصابة الجنين بالمتلازمة، حيث يمكن أن تحدث المتلازمة عندما لا تكون الأم مصابة بمرض السكري، لذلك لا يزال الأمر قيد الدراسة.[1][3]

أعراض متلازمة التراجع الذيلي 

تتنوع أعراض متلازمة الانحدار الذيلي وتختلف شدتها من شخص لآخر، قد لا تسبب الحالات الخفيفة أي تغيرات ملحوظة في المظهر العام للطفل، بينما الحالات الشديدة تظهر اختلافات واضحة، وقد تشمل الأعراض ما يلي:[1][2]

مشاكل العمود الفقري والأطراف

وتشمل مشاكل العمود الفقري والأطراف ما يلي:

  • اختلافات واضحة في منطقة الساق والورك، على سبيل المثال، قد تكون أرجل المصابين مثنية بشكل دائم في وضعية مشابهة لوضعية الضفدع، ويظهر هذا العَرَض في الحالات الشديدة.
  • تشوه في عظام العمود الفقري السفلي (الفقرات) أو عدم وجودها، كما يمكن أن تكون الأجزاء المقابلة للحبل الشوكي غير منتظمة أو غير موجودة أيضاً.
  • تشوهات في العمود الفقري تؤثر على حجم وشكل الصدر، مما يؤدي إلى مشاكل في التنفس لدى بعض المصابين.
  • وجود كيس مليء بالسوائل أسفل الظهر، قد يحتوي أو لا يحتوي على جزء من النخاع الشوكي.
  • صغر حجم عظام الورك، مما يسبب في محدودية الحركة لديهم.
  • مرض الجنف، وهو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري.
  • وجود خصلات من الشعر في قاعدة العمود الفقري.
  • الإغلاق غير المكتمل للفقرات حول الحبل الشوكي.
  • تسطّح الأطراف.
  • انخفاض الإحساس في الأطراف السفلية.

مشاكل الجهاز التناسلي والبولي

تشمل الأعراض التي تبدو على الجهاز التناسلي والبولي ما يلي:

  • المثانة العصبية، أي حصول تلف في أعصاب المثانة.
  • بروز المثانة للخارج، حيث تقع المثانة خارج البطن.
  • تشوه الأمعاء الغليظة.
  • تشوه أو تلف في الكلى.
  • عدم التخلق الكلوي الكامل، أي وجود كلية واحدة فقط.
  • ازدواجية الحالب، وهي الأنابيب التي تنقل البول من كل كلية إلى المثانة.
  • صعوبة التحكم في تدفق البول.
  • نقص أو تشوه في نمو الأعضاء التناسلية أو عدم تكونها، ويحدث ذلك في الحالات الشديدة، لدى كل من الذكور والإناث.

مشاكل الجهاز الهضمي

تشمل الأعراض التي تظهر على الجهاز الهضمي ما يلي:

أسباب متلازمة التراجع الذيلي

تعد أسباب متلازمة الانحدار الذيلي غير مفهومة جيداً حتى الآن، قد تكون الأسباب مزيجاً من العوامل البيئية والوراثية، ويُعتقد أن الأسباب الأكثر شيوعاً تشمل ما يلي:[3]

  • الجينات الوراثية، يُعتقد أن هذه المتلازمة تنجم عن اضطراب وراثي.
  • صحة الأم، حيث إن ارتفاع نسبة السكر في الدم والاختلالات الأيضية تؤثر على نمو الجنين، خاصةً إذا كان مرض السكري لدى الأم لا يتم علاجه والسيطرة عليه بشكل جيد، لكن يمكن أن تحدث المتلازمة عندما لا تكون الأم مصابة بمرض السكري، لذلك لا يزال الأمر قيد الدراسة.
  • اضطرابات النمو، إذا كانت هناك مشكلة أو إصابة في الرحم بعد مرور شهر واحد من الحمل تقريباً، فقد يعطل ذلك نمو الهيكل العظمي والجهاز الهضمي والجهاز البولي.
  • مشاكل في الأوعية الدموية، يمكن أن تحدث نتيجةً لانخفاض تدفق الدم للجنين أثناء الحمل، فقد يؤدي حصول الاضطرابات في الأوعية الدموية لقلة نقل الأكسجين، والمواد الغذائية الأساسية إلى الجنين عن طريق الدم، مما يتسبب في نهاية المطاف لمشاكل في النمو.
  • تشوهات جنينية، قد يُعزى السبب للتشوهات التي تحدث للجنين قبل الولادة، إذ يُعتقد أن خللاً ما يحصل في الطبقة الوسطى من الأنسجة الجنينية المعروفة باسم الأديم المتوسط (بالإنجليزية: The mesoderm)، مسبباً بذلك خلل في التكوّن الطبيعي لأجزاء الهيكل العظمي والجهاز الهضمي والجهاز البولي التناسلي.

تشخيص متلازمة التراجع الذيلي

تظهر العلامات الأولى لمتلازمة الانحدار الذيلي عادةً بين الأسبوعين الرابع والسابع من الحمل، ويمكن إجراء التشخيص في نهاية الثلث الأول من الحمل في معظم الحالات، حيث يوجد بعض الاختبارات والفحوصات السريرية التي يمكن إجراؤها، مثل:[2][4]

  • الفحص بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasoundحيث يستخدم هذا الفحص بواسطة الموجات الصوتية عالية التردد لإنتاج صورة للجنين، ويمكن لتلك الموجات الكشف عن بعض العيوب المرتبطة بمتلازمة الانحدار الذيلي، وإيجاد أي تشوهات جنينية.
  • إجراء تخطيط للقلب، (بالإنجليزية: Echocardiography)، وهو اختبار يستخدم الموجات الصوتية لقياس مدى تأثر القلب، وهو من الاختبارات الإضافية التي تبحث عن وجود أي نتائج جسدية التي يُحتمل ارتباطها بالمتلازمة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI or Magnetic resonance imaging)، يستخدم هذا الفحص المجال المغناطيسي وموجات الراديو، ويمكن إجراء هذا الفحص عند الاشتباه الإصابة بالمتلازمة، يقوم به الطبيب بعد 22 أسبوعاً من الحمل، سيسمح لهم ذلك برؤية صور أكثر تفصيلاً للجزء السفلي من الجسم، كما يمكن أيضاً استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي بعد الولادة لتأكيد التشخيص.

طرق التعامل مع متلازمة التراجع الذيلي

تختلف استراتيجية التعامل حسب الأعراض التي يعاني منها الطفل، قد يتطلب ذلك تدخلاًَ جراحياً أو بعض الإجراءات التي تحسن من جودة الحياة، ويكون ذلك على الشكل الآتي: [2][3][4]

التدخل الجراحي

 ويكون هذا التّدخل في الحالات الشديدة، مثلاً:

  • قسطرة تصريف بول، إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في التحكم في مثانته.
  • عملية جراحية للمثانة المنقلبة للخارج.
  • عمليات جراحية أخرى، لعلاج التشوهات في العمود الفقري، والقلب، وتشوهات معينة في الأطراف ترتبط بمتلازمة الانحدار الذيلي.

استخدام بعض الأدوات الخاصة

  يمكن للمصاب بهذه المتلازمة استخدام بعض الأدوات لتحسين جودة حياته، فقد يحتاج إلى بعض الأمور، مثل: 

  • استخدام أحذية خاصة.
  • استخدام  دعامات أو عكازات لمساعدته على المشي والتحرك. 
  • العلاج الطبيعي لتقوية الجزء السفلي من الجسم والتحكم في حركاته.

نظرة مستقبلية

تعتمد النظرة المستقبلية لطفلك على شدة الأعراض، وتعتبر استشارة الطبيب أفضل ما يمكن فعله  للحصول على معلومات حول التشخيص وأي مضاعفات متوقعة، ويمكن أن يكون ذلك على الشكل التالي:[2]

  • في الحالات الخفيفة، يمكن للطفل أن يعيش حياة نشطة وصحية. بمرور الوقت، قد يتمكن من استخدام أحذية، أو دعامات، أو أطراف صناعية خاصة لمساعدتهم على الحركة.
  • في الحالات الشديدة، قد تؤثر بعض المضاعفات على متوسط ​​العمر المتوقع لطفلك، سواءً كانت تلك المضاعفات في القلب، أو الجهاز الهضمي، أو الجهاز الكلوي، ويمكن لطبيبك أن يزودك بمزيد من المعلومات حول ما يمكن توقعه بعد الولادة ومناقشة خياراتك ليمضي بها قدماً.

وفي الختام، نجد أن الأعراض متفاوتة بشكل كبير من حالة إلى أخرى، ولكن التدخل المبكر مهماً لمساعدة الأطفال المصابين بمتلازمة الانحدار الذيلي على تسهيل حياتهم والوصول إلى أعلى إمكاناتهم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!