;

متلازمة غيلان باريه أعراضها وأسبابها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 14 فبراير 2022
متلازمة غيلان باريه أعراضها وأسبابها

ما هي متلازمة غيلان باريه؟

متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain–Barré syndrome)، هي اضطراب عصبي نادر جداً، ويهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ جزءً من الجهاز العصبي المحيطي، وتتراوح شدة هذه المتلازمة من حالات خفيفة جداً مع ضعف قصير إلى شلل شديد ومدمر تقريباً، مما يجعل الشخص غير قادر على التنفس بشكل مستقل، ويتعافى معظم الناس في نهاية المطاف من أخطر حالات متلازمة غيلان باريه، وبعد الشفاء من الممكن أن يستمر بعض الأشخاص في الشعور بدرجات من الضعف.

وتعد هذه المتلازمة أكثر شيوعاً عند البالغين وكبار السن، على الرغم أنها من الممكن أن تصيب الأشخاص في أي عمر، كما أنه كلا الجنسين معرضان للإصابة بهذه المتلازمة، وحسب التقديرات العالمية فإن متلازمة غيلان باريه تصيب شخص واحد من كل 1000000 شخص كل عام، وفي هذا المقال سيتم تبيان كل ما يخص متلازمة غيلان باريه أعراضها وأسبابها. [1]

أعراض متلازمة غيلان باريه

في العادة تحدث الأحاسيس غير المبررة في البداية، مثل الشعور بالوخزة في اليدين أو القدمين، وألم خاصةً عند الأطفال، وغالباً يبدأ هذا الأمر على شكل ألم في الظهر والساقين، ومن الممكن أن تظهر أعراض عند الأطفال بصعوبة المشي، وقد يرفضون المشي، وفي أغلب الأحيان تختفي هذه الأعراض قبل ظهور الأعراض الخطيرة طويلة الأمد.

من أول الأعراض الحقيقية الضعف على جانبي الجسم، ويعد هذا العرض الرئيسي الذي يدفع معظم المصابين إلى التماس العناية الطبية، ويظهر الضعف في البداية في صعود السلالم أو المشي، وتؤثر الأعراض الأخرى على عضلات التنفس، والوجه، والذراعين، وتبدأ الأعراض في أغلب الأحيان في الجزء العلوي من الجسم وتنزل تدريجياً إلى الساقين والقدمين.

يصل معظم المصابين بمتلازمة غيلان باريه إلى أكبر مرحلة ضعف خلال الأسبوعين الأولين بعد ظهور هذه الأعراض، وبحلول الأسبوع الثالث يكون أغلب المصابين بهذه المتلازمة بنسبة 90% في أضعف حالاتهم، وبالإضافة للأعراض التي تم ذكرها، قد يكون هناك أعراض أخرى، وفيما يلي أهم هذه الأعراض: [1]

  • مشاكل في معدل ضربات القلب، أو في ضغط الدم.
  • صعوبة في الرؤية، وضعف في عضلات العين.
  • مشاكل في الهضم والسيطرة على المثانة.
  • صعوبة في التحدث، أو المضغ، أو البلع.
  • مشاكل في التنسيق وعدم الثبات.
  • آلام شديدة خاصةً في الليل.

قد تزداد حدة هذه الأعراض على مدى ساعات، أو أيام، وفي أسوأ الحالات لأسابيع، وفي أشد حالاتها قد تصل إلى الشلل الكامل، وفي هذه الحالة تكون هذه المتلازمة مهددة للحياة.

أسباب متلازمة غيلان باريه

أظهرت بعض الدراسات أن الاختلافات الطبيعية في بعض الجينات قد تؤدي لزيادة خطر الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، لكن من الضروري إجراء المزيد من البحث لتأكيد وتحديد الجينات المرتبطة، وتشارك العديد من الجينات التي من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذه المتلازمة في الجهاز المناعي، وقد يساهم دورها في مكافحة العدوى في تطور الحالة المرضية.

يعاني عدد من الأشخاص الذين أصابتهم متلازمة غيلان باريه من عدوى فيروسية أو بكتيرية قبل ظهور الأعراض عليهم، لكن عدد قليل من الأشخاص المصابين بعدوى يصابون بمتلازمة غيلان باريه، والسبب الرئيسي لهذه المتلازمة أن الخلايا المناعية تنتج بروتينات تسمى الأجسام المضادة، والتي تتعرف في دورها على جزيئات أو بروتينات معينة من الفيروس أو البكتيريا، وأظهرت بعض الدراسات أن هذه الأجسام المضادة التي تتعرف على الجزيئات الموجودة التي قد تسبب الأمراض، قد تتعرف أيضاً على البروتينات الموجودة بالجسم، ولذلك يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب، مما يسبب التهابات وإتلاف المحاور والميالين، مما قد يسبب ظهور أعراض وعلامات متلازمة غيلان باريه. [2]

عوامل الخطر

  • الإصابة ببكتيريا العطيفة، وتوجد غالباً في الدواجن غير المطبوخة جيداً.
  • التهاب الكبد الوبائي (A)، أو (B)، أو (C)، أو (E).
  • الالتهاب الرئوي الميكوبلازما.
  • فيروس مضخم الخلايا.
  • فيروس أبشتاين بار.
  • فيروس الإنفلونزا.
  • فيروس كورونا.
  • فيروس زيكا.
  • سرطان الغدد الليمفاوية.
  • فيروس نقص المناعة البشرية.
  • لقاح كورونا جونسون أند جونسون (بالإنجليزية: Johnson & Johnson). 
  • في حالات نادرة جداً قد تسبب لقاحات الأنفلونزا أو لقاحات الطفولة بالإصابة بمتلازمة غيلان باريه. [3]

المضاعفات

  • صعوبات في التنفس: من الممكن أن ينتشر الشلل أو الضعف إلى عضلات الرئة، وهذه من المضاعفات المميتة المحتملة، حيث يحتاج نسبة قليلة من الأشخاص إلى مساعدة مؤقتة من آلة التنفس خلال الفترة الأولى من المتلازمة.
  • تقرحات الضغط: كما أن عدم القدرة على الحركة قد يعرض المصاب لخطر الإصابة بقرح الفراش، قد يساعد التغيير المتكرر في تجنب هذه المشكلة.
  • أحاسيس أو خدر متبق: قد يعاني بعض الأشخاص بعد الشفاء من متلازمة غيلان باريه من ضعف بسيط، أو تنميل، أو وخز.
  • مشاكل ضغط الدم والقلب: يعد عدم انتظام ضربات القلب وتقلبات ضغط الدم من الآثار الجانبية الشائعة لمتلازمة غيلان باريه.
  • جلطات الدم: يعاني الأشخاص المصابين بالشلل بسبب متلازمة غيلان باريه لخطر الاصابة بجلطات الدم. [3]

تشخيص متلازمة غيلان باريه

من الصعب تشخيص متلازمة غيلان باريه في مراحلها الأولى، حيث تتشابه أعراضه وعلاماته مع أعراض الاضطرابات العصبية الأخرى، كما قد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، ومن المرجح أن يبدأ الطبيب بالتاريخ الطبي للمريض، وفحص بدني شامل، وبعد ذلك قد يوصي الطبيب بالفحوصات التالية: [4]

  • البزل الشوكي (البزل القطني): يتم سحب كمية صغيرة من السوائل التي توجد في القناة الشوكية أسفل الظهر، ويتم اختبار هذا السائل لمعرفة التغيرات التي تحدث عادةً لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة غيلان باريه.
  • التخطيط الكهربي للعضلات: يتم إدخال أقطاب كهربائية رفيعة في العضلات التي يريد الطبيب دراستها، وتعمل هذه الأقطاب على قياس نشاط الأعصاب في العضلات.
  • دراسات التوصيل العصبي: في هذا الفحص يتم لصق الأقطاب الكهربائية على الجلد فوق الأعصاب، ويتم تمرير صدمة صغيرة عبر العصب لقياس سرعة الإشارة العصبية.

علاج متلازمة غيلان باريه

لا يوجد علاج معروف لمتلازمة غيلان باريه، لكن يمكن لبعض العلاجات أن تقلل من شدة المرض وتقصير وقت الشفاء، وبسبب المضاعفات المحتملة لضعف العضلات، والمشاكل التي من الممكن أن تؤثر على الأشخاص الذين أصيبوا بالشلل، مثل الالتهاب الرئوي أو تقرحات الفراش، والحاجة إلى معدات طبية متطورة، يتم إدخال الأفراد المصابين بمتلازمة غيلان باريه وعلاجهم في وحدة العناية المركزة. [1]

الرعاية المركزة

يوجد حالياً نوعان من العلاجات المستخدمة بشكل واسع لمقاطعة تلف الأعصاب المرتبط بالمناعة، الأول هو تبادل البلازما (PE)، ويسمى أيضاً فصادة البلازما، والعلاج الثاني هو العلاج بجرعات عالية من الغلوبولين المناعي (IVIG)، كلا العلاجين فعالين بنفس القدر، إذ يبدأ مفعولهم من أول أسبوعين من الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، لكن إدارة الغلوبولين المناعي أسهل، كما أن استخدام كلا العلاجين في نفس الشخص ليس له فائدة مثبتة. [1]

الرعاية التأهيلية

عندما يبدأ المصابون بمتلازمة غيلان باريه في التحسن يتم نقلهم من وحدة العناية المركزة إلى مراكز إعادة التأهيل، مما يساعدهم على استعادة قوتهم، والحصول على إعادة التأهيل البدني، والعلاجات الأخرى لاستئناف أنشطة الحياة اليومية، وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية قبل المرض. [1]

  1. أ ب ت ث ج "مقال حقائق متلازمة غيان باريه" ، المنشور على موقع ninds.nih.gov
  2. "مقال متلازمة غيان باريه" ، المنشور على موقع medlineplus.gov
  3. أ ب "مقال متلازمة غيان باريه" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!