;

أضرار الغلوتين

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 14 يناير 2024
أضرار الغلوتين

الغلوتين هو أحد أفراد عائلة البروتينات التي تتواجد في الحبوب، وخاصة القمح والشعير والجاودار (الشيلم أو الشولم)، وهو يتألف من حمضين أمينين أساسين هما الغلوتين والجليدين، ويعتبر الجليدين (بالإنجليزية: Gliadin) هو المسؤول عن معظم أضرار الغلوتين وآثاره الجانبية.

في هذا المقال ستتعرف على أبرز أضرار الغلوتين وتأثيراته السلبية على الجسم والبشرة والشعر، كما نتعرف كذلك على أثر تناوله على الأطفال.

أضرار الغلوتين على الجسم

للغلوتين دور أساسي في إنتاج أنواع المخبوزات المختلفة حيث يعطي العجين مرونته، ويعطي الخبز القدرة على الانتفاخ أثناء النضج، كما يعطي الخبز ملمسه، وعادة ما يستطيع معظم البشر تحمل الغلوتين (بالإنجليزية: Gluten) دون آثار جانبية، لكن يوجد نسبة بسيطة من الأشخاص الذين قد يعانون من حساسية الغلوتين وذلك لعدة أسباب، فهم يعانون من مشاكل صحية معظمها اضطرابات هضمية أو حساسية القمح والغلوتين، واضطرابات الجهاز الهضمي الناتجة عن تناول منتجات تحتوي على الجلوتين تُعد أسوأ أنواع عدم تحمل الغلوتين، ويصاب بهذه الحالة عادة أقل من نسبة 1% من البشر.[1]

أعراض حساسية الغلوتين

وهو اضطراب في المناعة الذاتية، حيث يتعامل جهاز المناعة عند الإنسان مع بروتين الغلوتين على أنه عنصر غريب (مرضي)، فيقوم بمهاجمته داخل الأمعاء وفي بطانة القناة الهضمية، وقد يهاجم الأنسجة نفسها، مسبباً تلف في أنسجة جدار الأمعاء؛ وما يتبع ذلك من تأثيرات سلبية وأضرار فقر الدم وحدوث نقص في الامتصاص ونقص المغذيات، وأكثر الأعراض المعروفة للمصابين بعدم تحمل الغلوتين هي:[1][2]

  • عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
  • تلف الأنسجة في الأمعاء الدقيقة.
  • النفخة.
  • الإسهال.
  • صداع الرأس.
  • تعب عام.
  • طفح جلدي.
  • براز كريه الرائحة.

أعراض حساسية الغلوتين غير الهضمية

يعاني من هذه الحالة نسبة قليلة من الناس المصابين بحساسية الغلوتين، وبدون سبب هضمي وتشمل الأعراض التالي:[1] [2]

الجلوتين ومتلازمة القولون المتهيج (القولون العصبي)

يؤثر الغلوتين سلباً على المصابين بمتلازمة القولون العصبي، حيث يسبب المزيد من تهيج القولون، وتظهر الأعراض التالية:[1] [2]

ملاحظة: وتعتبر هذه الحالة مزمنة وقد أظهرت الدراسات تحسن حالات القولون العصبي عند تناول أطعمة خالية من الجلوتين.[1][2]

حساسية القمح

عادة ما يعاني الأشخاص المصابين بحساسية القمح من عدم تحمل القمح نفسه، وليس الغلوتين فقط، لكن نظراً للصلة الوثيقة بين القمح والغلوتين فإن الانقطاع عن الغلوتين سيحسن من حالات حساسية القمح، وعادة ما يعاني الأشخاص المصابين بعدم تحمل الجلوتين من المشاكل الصحية التالية: [2]

  • مشاكل الجهاز الهضمي: الإسهال والانتفاخ وآلام المعدة والأمعاء، التهاب الأمعاء الدقيقة، الإمساك أحياناً.
  • مشاكل جلدية :التهابات في الجلد، بعض أنواع الأكزيما، طفح جلدي.
  • المشكلات العصبية: تعب عام، قلق واكتئاب، نقص في التركيز، مشاكل في النطق.
  • بعض المشاكل الأخرى: صداع، نقص في الوزن، نقص المناعة، هشاشة العظام، فقر الدم.

أضرار الغلوتين على البشرة

لا تتوقف الآثار السلبية لهذا البروتين على أجزاء الجسم الداخلية فقط، بل تشير الدراسات إلى أن الجلوتين قد يسبب بعض المشاكل الجلدية في البشرة، ونذكر منها التالي: [3]

  1. إذا كانت البشرة تعاني من حب الشباب بالفعل، فإن الغلوتين سيؤدي إلى زيادة المشكلة، ويعود ذلك إلى دوره في التفاعلات الجلدية والالتهابية وخاصيته في رفع الأنسولين الذي ينعكس سلباً على اندفاع حب الشباب داخل البشرة.
  2. بشرة باهتة وظهور علامات الشيخوخة المبكرة؛ حيث يؤثر الجلوتين على مستويات الكولاجين؛ وبالتالي يفقد الجسم البروتين الذي يحافظ على البشرة ناعمة ومشدودة، وتبدأ التجاعيد والخطوط الناعمة بالظهور.
  3. قد يؤثر الغلوتين على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، مثل: فيتامين أ وفيتامين ه، وهما مهمان جداً لمرونة الجلد ورطوبته.

أضرار الغلوتين على الشعر

تساقط الشعر مشكلة يعاني منها الكثير من الأشخاص، وفي حال تم تجاوز الأسباب الوراثية والهرمونية يمكن أن يكون الغلوتين سبباً رئيسياً في حدوثها، حيث إن العلاقة وثيقة بين تساقط الشعر وعدم تحمل الغلوتين وخاصة للمصابين بالإضرابات الهضمية، وهذه العلاقة مرتبطة بعدة أسباب أهمها:[4]

  1. نقص الفيتامينات: حيث يحد عدم تحمل الجلوتين من قدرة الأمعاء على الامتصاص الغذائي مع الزمن، الأمر الذي سيؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو الشعر وصحته.
  2. داء الثعلبة: أظهرت الدراسات علاقة الاضطرابات الهضمية وعدم تحمل هذا البروتين بظهور داء الثعلبة في فروة الرأس والتي هي أيضا أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث تبدأ الثعلبة ببقعة صغيرة ثم تنتشر وتتوسع ليتساقط الشعر ويُفقد.
  3. تساقط الشعر الناتج عن قصور الغدة الدرقية (هاشيموتو): وهو أيضاً أحد أمراض المناعة الذاتية، وعادة ما يكون على صلة وطيدة بأمراض الاضطراب الهضمي المناعي، ومن أعراض هذه الأمراض تساقط الشعر.

أضرار الجلوتين على الغدة الدرقية

التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو هو إحدى حالات أمراض المناعة الذاتية، حيث يستهدف جهاز المناعة عند بعض الأشخاص الغدة الدرقية؛ وغالباً ما يؤدي ذلك إلى قصور الدرق (نقص هرمون الغدة الدرقية)، وتربط الكثير من الدراسات قصور الغدة الدرقية بأمراض مناعية أخرى، مثل: اضطرابات الجهاز الهضمي، كما تشير الدراسات إلى ارتباط أمراض المناعة الذاتية بتناول الغلوتين. [5][6]

عادة ما تكون للاستعدادات الجينية الدور الأكبر في ظهور حالات مرضية في المناعة الذاتية، يعد تناول الجلوتين سبباً رئيسياً في ظهور هذه الحالات، فهو يمثل هنا دور مفتاح التشغيل لأمراض المناعة الذاتية المزمنة، والسبب في ذلك أنه يتواجد قسم نسخ الأنزيم الخاص بهضم الغلوتين بجوار قسم من الحمض النووي الذي يقوم بنسخ إشارات إنتاج البالعات (الخلايا المناعية المقاومة للالتهابات).[5][6]

أضرار الجلوتين على الأطفال

يمكن أن تظهر أعراض حساسية الغلوتين في سن مبكرة في بعض الحالات؛ مما يسبب العديد من الأعراض والاضطرابات الصحية للأطفال، مثل: [6]

  1. ضباب الدماغ: وهي أكثر الأعراض انتشاراً عند الأطفال المصابين بعدم تحمل الغلوتين، غالبا ما يشعر الأطفال بالتعب ويلازمهم شعور بأنهم نهضوا من الفراش للتو، كما يواجهون مشاكل في التركيز.
  2. الصداع أو الصداع النصفي: إحدى علامات حساسية الغلوتين عند الأطفال هو إصابتهم بالصداع النصفي المزمن، حيث أن الصداع النصفي غير موجود عند الأطفال عادة.
  3. الشعور بالدوخة بشكل منتظم وخاصة بعد تناول الغلوتين بفترة، حيث يتنامى لدى الطفل شعوراً بالدوخة وعدم الاتزان.
  4. حب الشباب أو الطفح الجلدي: هناك ارتباط بين حساسية الغلوتين وظهور الطفح الجلدي والحكة في مناطق المرفقين والركبتين ومؤخرة العنق.

يمتلك الغلوتين العديد من الفوائد والمزايا، لكنه سيكون متعدد الأضرار في حال كنت من الأشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على تحمله، فعندها سيكون الابتعاد عن الغلوتين خياراً حاسماً.