;

متلازمة القلب العصبي أعراضها وأسباب حدوثها مع العلاج

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 نوفمبر 2021 آخر تحديث: الجمعة، 29 سبتمبر 2023

متلازمة القلب العصبي من الحالات الشائعة التي قد تصيبك في مرحلة ما من حياتك، وهي تنتج عن تأثرك بحدث عصبي مجهد مررت به؛ مما يجعلك تشعر بالحزن والألم، أو الفرح والسرور غير المتوقع.

ما هي متلازمة القلب العصبي

متلازمة القلب العصبي (بالإنجليزية: Broken heart syndrom or Stress cardiomyopathy) أو متلازمة القلب المنكسر هي حالة تشبه أعراضها أعراض النوبة القلبية، مثل ألم الصدر وضيق التنفس، لكنها ناتجة عن الوقوع تحت ضغط نفسي عالي، أو المرور بحدث مرهق عاطفياً، كوفاة شخص تحبه، أو مرضه، أو تلقي خبر سار غير متوقع كربح الجائزة الكبرى، وليس بسبب انسداد الشرايين، تؤثر هذه المتلازمة على عمل جزء من القلب فتعطل عملية ضخ الدم مؤقتاً، بينما يظل باقي القلب يعمل بشكل طبيعي أو بصورة أكثر انقباضاً، يمكن علاج أعراض متلازمة القلب المنكسر، كما يمكن أن تختفي الأعراض في غضون عدة أيام أو أسابيع على الأكثر.[1][2]

أعراض مرض القلب العصبي

إذا كنت مصاباً بمرض القلب المنكسر أو العصبي فستلاحظ أن الأعراض الظاهرة عليك تشبه أعراض النوبة القلبية؛ لذا راجع الطبيب على الفور عند استمرارها، ومن أهم تلك الأعراض:[1][2]

ملاحظة: عادةً ما تبدأ الأعراض في أي مكان قد تتواجد به لمدة تصل إلى بضع ساعات بعد تعرضك للإجهاد أو الصدمة.[1]

كيف تحدث متلازمة القلب العصبي

عندما تصاب بمتلازمة القلب المنكسر فسيفرز جسمك هرمونات التوتر التي تحد مؤقتاً من قدرة قلبك على ضخ الدم بشكل طبيعي، ويضعف البطين الأيسر في القلب مؤقتاً ويتوقف عن ضخ الدم جيداً، وتتشنج الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالأكسجين؛ مما يسبب معاناتك من ألم في الصدر، وهو ما يسبب توقف قلبك بشكلٍ مؤقت؛ وبالتالي تعرضك لمشاكل في الدورة الدموية.[1]

محفزات أو أسباب متلازمة القلب المنكسر

لا يمكن الجزم بوجود سبب معين واضح للإصاب بتلك المتلازمة القلبية، لكن نستطيع القول إن زيادة هرمونات التوتر في الجسم نتيجة التعرض للأحداث السارة أو المحزنة قد يؤثر سلباً على قلوب بعض الأشخاص، ويمكن عرض بعض العوامل أو الأسباب التي تحفز ظهور أعراض المتلازمة على الشخص المصاب، نذكر من تلك المحفزات الآتي:[1][2]

  • وفاة أحد أفراد أسرته.
  • الخضوع لجراحة.
  • معرفتك أنك تعاني من مرض خطير كالسرطان.
  • مشاكل مالية.
  • تعاطي المخدرات.
  • فقدان وظيفتك.
  • العنف المنزلي.
  • الطلاق.
  • حوادث السيارات.
  • ذكريات عاطفية.
  • الفوز في اليانصيب.
  • أن تكون ضيف الشرف في حفلة مفاجئة.
  •  نوبة الربو أو عدوى فيروس كورونا المستجد أو كسر في العظام أو جراحة كبرى، أو أي عوامل إجهاد جسدي أخرى.
  •  بعض الأدوية قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر أو العصبي (تعد من الحالات النادرة)؛ حيث أنها قد تسبب ارتفاعاً في هرمونات جسمك، ومن أمثلة تلك الأدوية العقاقير التي تعالج تفاعلات الحساسية الشديدة، وبعض العقاقير المضادة للاكتئاب والقلق، أو تلك الأدوية المستخدمة في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، هذا بالإضافة إلى المنشطات والمخدرات، ونقط احتقان الأنف.

علاج مرض القلب العصبي

لا يوجد علاج خاص لهذه المتلازمة القلبية، لكن بمجرد تشخيص حالتك على أنها متلازمة القلب المنكسر أو العصبي فسيعالجك الطبيب من خلال وصف أدوية القلب لك، وسوف تتماثل للشفاء في غضون شهر تقريباً، وسيطلب منك الطبيب إجراء مخطط صدى القلب أو تخطيط القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram) بعد انقضاء من 4-6 أسابيع منذ بداية ظهور الأعراض، للتأكد من تعافي قلبك بشكلٍ تام، وتشمل العقاقير التي ستوصف لك من قبل الطبيب التالي:[3]

  •  مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin- converting enzyme inhibitors)، والتي تُعرف اختصاراً ب (ACE inhibitors). 
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (بالإنجليزية: Angiotensin 2 receptor blockers).
  • حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
  • مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
  • مميعات الدم (بالإنجليزية: Blood thinner) في حالة وجود جلطة. 

تساعد هذه الأدوية في تقليل الضغط على قلبك أثناء مرحلة التعافي وقد تساعد في منع إصابتك بالمزيد من النوبات، وغالباً ما يطلب منك الطبيب إيقاف الدواء بعد مرور ثلاثة أشهر.[3]

ملاحظة: أما بالنسبة للعمليات الجراحية والإجراءات الأخرى التي تنفذ في حالة النوبة القلبية، فهي لن تُجدي نفعاً في حالة علاج متلازمة القلب المنكسر، حيث أن السبب هنا ليس انسداد الشرايين، ومن أمثلة تلك الإجراءات الجراحية المستبعدة قسطرة البالون (بالإنجليزية: Balloon angioplasty) أو جراحة القلب المفتوح (بالإنجليزية: Open heart)، أو تركيب دعامة لتوسيع الشرايين المسدودة (بالإنجليزية: Stent placement).[3]

علاج مرض القلب العصبي بالأعشاب

بالرغم من أن السبب وراء الإصابة بهذا المرض هو ليس انسداد الشرايين كما ذكرنا سابقاً، إلا أن هناك الكثير من الأعشاب التي تساعد قلبك على العمل بشكل جيد، وتستطيع تخليصك من أعراض المرض القلبي المزعجة، ومن هذه الأعشاب نذكر الآتي:[4][5]

  • الشاي الأخضر: لغناه بمضادات الأكسدة التي تحمي القلب وتحافظ على صحته، كل ما عليك فعله هو إضافة ظرف شاي أخضر إلى كوب ماء مغلي وتناوله خمس أو ست مرات يومياً، كما يمكن تناوله في شكل مكمل غذائي.
  • الرمان: أو ما يُسمى فاكهة الياقوت الأحمر، تحمل خصائص الشاي الأخضر، فهي تعزز صحة القلب من خلال مضادات الأكسدة الموجودة فيها، وتساعد في عكس تصلب الشرايين وخفض ضغط الدم. كما يمكنك تناول الرمان كعصير أو تناوله طازجاً.
  • القرفة: من الأعشاب المفيدة لصحة القلب تمتاز بقدرتها على خفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، كما أنها تخفض ضغط الدم المرتفع،للاستفادة من القرفة يمكن  إضافتها إلى الطعام كتوابل أو تناولها مع الشاي، فالشاي بالقرفة له طعم مميز قد يعجبك. 
  • الثوم: يتميز الثوم برائحة قوية، ولكنه يزيد القيمة الغذائية لوصفاتك، مما يعزز صحة قلبك، ويعالج نزلات البرد ويخفض ضغط الدم المرتفع، كما أنه يخفض نسبة الكوليسترول الضار ؛فيقل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
  • الفلفل الحار: إذا كنت ترغب في إضافة القليل من الحد إلى طعامك، فأنت محظوظ، حيث يساعد الفلفل الحار في الحفاظ على تدفق الدم جيداً إلى جسمك، كما يساعد مركب الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin) الموجود في الفلفل الحار في خفض ضغط الدم، وزيادة تدفق الدم؛ مما يعزز صحة قلبك.
  • الكركم: هو نوع من التوابل الصفراء الزاهية وهو عنصر أساسي في الأطعمة الهندية، يفيد القلب لغناه بمادة الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin) التي تعطي الكركم لونه الأصفر، كما أنها تخفض الكوليسترول السيئ، وتقلل الالتهاب، ويساعد في منع تجلط الدم، يضاف الكركم للعديد من وصفات الطهي الشهية، كما يمكن تناوله من خلال إضافته لكوب من الحليب.
  • الزنجبيل: يفيد الزنجبيل في تعزيز صحة القلب؛ لأنه يعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع؛ وتقليل الكوليسترول؛ والحفاظ على نضارة الأوعية الدموية ومنع انسدادها، يمكنك تناوله كشاي بعد إضافة ظرف زنجبيل إلى كوب ماء مغلي وتناوله يومياً، كما يمكن الاستفادة به كبهار يضفي مذاقاً مميزاً للأكلات المختلفة.
  • الكزبرة: تفيد الكزبرة في تعزيز صحة قلبك ووقايتك من الإصابة بأمراض القلب؛ فهي تخفض مستوى الكوليسترول السيء؛ وتخفض ضغط الدم المرتفع لغناها بمضادات الأكسدة، كما تعمل كمدر للبول، وتطرد السوائل الزائدة والصوديوم من الجسم، يمكنك تناولها من خلال إضافتها لوصفاتك كالفول.

متى يجب زيارة الطبيب

في حالة تعرضك لألم في الصدر، أو تسارع شديد في دقات القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، فعليك بسرعة الاتصال برقم الطوارئ، أو سرعة التوجه إلى الطبيب المختص، كما يمكنك زيارة قسم الطوارىء في أقرب مستشفى لمنزلك.[2]

عوامل الخطر 

هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر، نذكر منها:[2]

  • الجنس: يزيد معدل الإصابة في النساء عنه في الرجال.
  • العمر: أثبتت الدراسات أن المصابين بمرض القلب المنكسر عادة ما تتجاوز أعمارهم الخمسين عاماً.
  • من يعانون من اضطراب عقلي حالي أو سابق: فالأشخاص الأكثر قلقاً، أو المصابون بحالة من الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بتلك المتلازمة القلبية.

مضاعفات الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر

عادةً ما يُشفى المصاب بمتلازمة القلب المنكسر خلال أيام أو في غضون شهر على الأكثر، لكن في بعض الأحيان قد تكون الحالة حرجة بالفعل، وقد يصل الأمر إلى حدوث الوفاة، وفي حالة حدوث التعافي قد يتعرض المصاب لبعض المضاعفات، ونوضح بعضها كالتالي:[2]

  • حدوث تراكم للسوائل في الرئتين، أو ما يُعرف بالوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary edema).
  • انخفاض ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypotension).
  • الإصابة بفشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure).
  • تكون جلطات دموية في القلب (بالإنجليزية: Blood clots) نتيجة ضعف عضلة القلب.

ملاحظة: من الممكن أن يصاب المريض بمتلازمة القلب المنكسر مرة أخرى، وإن كانت نسبة حدوث ذلك قليلة.[2]

الوقاية من مرض القلب المنكسر

ينصح الأطباء المختصون الأشخاص الذين تعرضوا سابقاً لتلك المتلازمة القلبية، إلى ضرورة اتباع نظام علاجي دوائي طويل الأمد بالعقاقير من مجموعة حاصرات بيتا أو ما يشابهها من العقاقير الأخرى؛ والتي توقف أو تقلل من التأثير الضار للهرمونات الناتجة في الجسم نتيجة التعرض للضغط النفسي؛ وبالتالي يكون لها تأثير سلبي على القلب وصحته.[2]

أما الأشخاص الذين يتعرضون للضغط النفسي المستمر بسب طبيعة العمل لديهم، أو بسبب مجريات الأحداث في حياتهم، فيجب عليهم اتخاذ خطوات جادة لتعلم السيطرة على عواطفهم الجياشة، وكيفية ضبط الانفعال النفسي لديهم، حيث أنهم من أكثر الناس عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.[2]

متلازمة القلب المنكسر أو العصبي قد تصيب أي منا في مرحلة ما حياته؛ لذا من المهم الحفاظ على صحة قلبك وتعزيزها من خلال تناول المغذيات والأطعمة المفيدة للقلب، كالأعشاب التي ذكرناها سابقاً؛ إضافةً لمحاولة التخفيف من التوتر وحالات الضغط النفسي قدر الإمكان، من خلال التحلي بالواقعية في التفكير، وتوقع حدوث كل شيء، بما فيها الحالات المفرحة، والمحزنة، والصادمة، وتذكر أن كل شيء من الممكن حدوثه معك أو مع غيرك.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!