;

الوقاية من داء البلهارسيا.. تشخيصه وعلاجه

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 أغسطس 2020 آخر تحديث: السبت، 02 مارس 2024
الوقاية من داء البلهارسيا.. تشخيصه وعلاجه

البلهارسيا أو داء البلهارسيات (Schistosomiasis) أو "حمى الحلزون" هو مرض مزمن يحدث بسبب تعرض البشرة (خلال السباحة والاستحمام) للمياه العذبة (كالبرك والبحيرات والأنهار) الملوثة بفضلات أحد المصابين بالداء، حيث تحتوي هذه المياه على قواقع تحوي يرقات هذه الديدان الطفيلية، وتخترق هذه الطفيليات (يرقات البلهارسيا) جلد الإنسان وتبدأ بعد أسابيع بالتطور لتصبح ديدان تقوم بوضع البيض داخل الجسم حيث تصل إلى المثانة والأمعاء، ومن ثم البول أو البراز.

كيف ينتقل داء البلهارسيا؟

إن داء البلهارسيا لا ينتقل من شخص إلى آخر بطريقة مباشرة، وإنما عن طريق المياه الملوثة، فعندما تنتقل بيوض هذه الديدان عن طريق فضلات الشخص المصاب إلى الماء تقوم بإطلاق يرقات لتنمو داخل القواقع الموجودة في المياه السطحية لعدة أسابيع لتنقل بعد ذلك لأفراد آخرين يستخدمون هذه المياه في الاستحمام أو السباحة أو غيرها من الأشكال الأخرى.

وما أن تدخل هذه اليرقات لجسم الفرد حتى تنمو وتصبح ديدان البلهارسيا التي تصل عبر الدم إلى أجهزة الجسم المختلفة مثل الأمعاء والكبد، حيث تبدأ بعد عدة أسابيع بوضع البيوض التي يخرج قسم منها مع البول والفضلات.

ويمكن لهذه الديدان الاستمرار في وضع البيوض لسنوات عديدة مشكلة في حال عدم علاجها خطر على أجهزة الجسم وحياة الشخص المصاب، ويبلغ عدد المصابين بداء البلهارسيات ما يقارب 240 مليون مصاب حول العالم. [1] [3] [2]

أين تنتشر البلهارسيا؟

ينتشر داء البلهارسيا في كل من أفريقيا وآسيا ومناطق متعددة من أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي والشرق الأوسط، إضافة إلى منطقة البحر المتوسط مؤخراً. ويرتبط وجود داء البلهارسيا بالفقر، حيث لا تتمتع المناطق الفقيرة بخدمات الصرف الصحي أو الحصول على الماء الصالح للشرب، بالتالي يكون الاعتماد على مياه الأنهار وغيرها من المياه العذبة للحصول على الماء للغسيل والاستحمام وغيره، والتي قد تكون ملوثة بطفيليات البلهارسيا.  [2]

أعراض داء البلهارسيا:

في المراحل المبكرة للإصابة بالعدوى لا تظهر أعراض الإصابة بالمرض عند أغلب الأفراد، ولكن قد تظهر أحد الأعراض التالية عند البعض بعد الإصابة بمدة شهر أو اثنان (فقط قد تحدث حكة أو يظهر طفح جلدي على البشرة في الأيام الأولى بعد الإصابة) [3] [1] :

  1. حمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 38 درجة).
  2. ألم في منطقة البطن.
  3. إسهال.
  4. قشعريرة.
  5. سعال.
  6. ألم في المفاصل والعضلات.
  7. خروج دم مع البراز أو البول.

وهذه الأعراض لا تكون بسبب الديدان المسببة للمرض، وإنما عبارة عن استجابة الجسم لبويضات هذه الديدان، كما تخف حدة هذه الأعراض خلال عدة أسابيع في معظم الحالات، لكن هذا لا يغني عن العلاج لتجنب الآثار غير الصحية لبقاء الديدان وانتاجها للبيوض لفترة أطول في الجسم. [3]

كيف يتم تشخيص داء البلهارسيا؟

يتم تشخيص البلهارسيا (حمى الحلزون) من خلال فحص عينات من بول أو براز المريض للبحث عن بيوض، أو من خلال فحص الدم. [3]

علاج داء البلهارسيا:

من حسن الحظ هناك علاج آمن وفعال لداء البلهارسيا، حيث يتم الاعتماد في العلاج على دواء يستخدم لقتل الديدان يدعى برازيكوانتيل (Praziquantel) ولفترة علاج قصيرة الأمد ربما ليوم واحد أحياناً، كما أن العلاج قد يتضمن دواء الستيرويد (Steroid) للتخفيف من حدة آثار المرض وأعراضه. [3]

ما هي مخاطر عدم علاج داء البلهارسيا؟

في حال عدم علاج هذه الطفيليات فقد يستمر وجودها في جسم الإنسان لسنوات، مسببة مضاعفات صحية خطيرة وتسمى حينها بـ "داء البلهارسيات المزمن". حيث يمكن أن يصل تأثيرها إلى أعضاء الجسم المختلفة مسببة العديد من المشكلات الصحية في [2]:

  1. الكبد (تضخم الكبد أو تلفه).
  2. المثانة (سرطان المثانة او التهابها).
  3. تضرر الكليتين.
  4. تضرر الجهاز التناسلي الأنثوي (العقم).
  5. تضرر الجهاز العصبي (مثل: الصداع والخدر والتأثير في قدرة الأطفال على التعلم).
  6. مشكلات في القلب والرئتين (مثل: ضيق التنفس والسعال المستمر أو المصحوب بدماء).
  7. تضرر يصيب الجهاز الهضمي مثل: آلام مع تورم في البطن أو فقر الدم.
  8. التقزم.

وتصل الآثار الضارة لداء البلهارسيا المزمن حد تلف الأعضاء والوفاة.

كيف أتجنب الإصابة بداء البلهارسيا؟

في حال كنت مقيماً أو سافرت إلى إحدى الدول التي ينتشر فيها المرض، فيجب أن تكون حريصاً على اتباع النصائح التالية[3] [1]:

  1. عدم استخدام المياه السطحية للسباحة أو الاغتسال وغيرها من النشاطات التي تتطلب ملامسة الجسم الماء، والسباحة حصراً في البحر أو المسابح المعقمة بالكلور.
  2. يُفضل شرب المياه بعد غليها أو فلترتها.
  3. من المهم عدم شراء العلاجات الشعبية أو المحلية التي يعلن عنها للوقاية من داء البلهارسيا، والاعتماد فقط على المعلومات الطبية من المصادر الموثوقة.
  4. من الممكن الاستفادة من كريمات طرد الحشرات التي تحتوي بمقدار النصف على مادة ديت (DEET) لمنع الطفيليات من دخول الجسم، إذا ما تم تطبيقه على الجسم بعد الاستحمام ليلاً حسب بعض الأدلة.
  5. الاستحمام بماء تم غليه مسبقاً بدرجة لا تقل عن 150 درجة فهرنهايت ولمدة 5 دقائق، مع تجفيف الجسم بشكل جيد بعد الاستحمام.

ويجب عدم التهاون في اتخاذ هذه التدابير الوقائية خاصة في ظل عدم وجود لقاح للداء حتى الآن، ولا بأس من استشارة الطبيب المختص إن لزم الأمر أو كان هناك شك بالتعرض لمياه ملوثة.

وختاماً..  من السهل تجنب الإصابة بداء البلهارسيا وما فيه من مضاعفات قد تضر بأجهزة الجسم المختلفة من خلال أخذ الحيطة والحذر اللازمين عند السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض، وعدم أخذ معلومات فيما يتعلق بالمياه المستخدمة إلا من مصادر موثوقة، إضافة إلى الاستشارة الطبية في حال وجود شك بعد استخدام المياه الملوثة.

المصادر والمراجع:

[1] مقال "داء البلهارسيات" منشور على webmd.com

 [2]مقال "داء البلهارسيات (بلهارسيا)" منشور على schistosomiasiscontrolinitiative.org

[3] مقال "داء البلهارسيات (البلهارسيا)" منشور على nhs.uk

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!