;

تضخم البروستاتا الحميد التشخيص والعلاج

يعد تضخم البروستاتا الحميد Benign prostatic hyperplasia من أكثر الأمراض شيوعاً وسط الرجال، نتعرف على طرق التشخيص والعلاج المجربة والمتاحة.

  • تاريخ النشر: الجمعة، 06 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 11 ديسمبر 2023
تضخم البروستاتا الحميد التشخيص والعلاج

يتضمن جسم الإنسان العديد من الغدد التي تقوم بوظائف مهمة وحيوية، حيث تعد غدة البروستاتا من أهم هذه الغدد التي توجد لدى الرجال، كما أنّ هذه الغدة قد تصاب بالكثير من الحالات المرضية بما فيها التضخم، فما هو تضخم البروستاتا الحميد، وما هي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه؟ وما الطرق العلاجية لهذه الحالة المرضية، هذا ما سوف نتحدث عنه في مقالنا التالي.

تضخم البروستاتا

يحدث تضخم البروستات (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) -الذي يعد من أكثر المشاكل شيوعاً لدى الرجال- عندما ينمو حجم تلك الغدة بطريقة غير طبيعية، حيث تكمن أهميتها في كونها تساهم في إنتاج السائل المنوي لدى الرجال، عدا عن أنّ هذه الغدة يتم تحفيز نموها خلال فترة البلوغ بواسطة هرمون الذكورة.

ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الرجال قد يصابون بالتضخم الحميد في البروستاتا على اختلاف أعمارهم، لكنها أكثر انتشاراً لدى الرجال الذين يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق.[1]

تشخيص تضخم البروستاتا

في البداية يقوم الطبيب بتشخيص تضخم البروستاتا الحميد من خلال إجراء فحص بدني، بالإضافة إلى السؤال عن الأعراض الظاهرة: [2]

التشخيص المبدئي

كما يمكن أن يتضمن التشخيص المبدئي بعض الفحوصات التي تتضمن الآتي:[2]

  1. تحليل البول: يمكن أن يجري الطبيب تحليلاً للبول ذلك لاستبعاد إصابة الرجل ببعض الحالات المرضية كالعدوى، أو حالات مرضية أخرى قد تتشابه أعراضها مع أعراض تضخم البروستات.
  2. فحص المستقيم الرقمي: في هذا الفحص يقوم الطبيب بإدخال إصبع في منطقة المستقيم للكشف عن وجود التضخم في البروستاتا.
  3. تحليل الدم: يساعد إجراء تحليل الدم الطبيب في الكشف عن وجود مشاكل في الكلى.
  4. فحص مستضد البروستاتا النوعي: يعد مستضد البروستاتا النوعي أحد المواد التي يتم إنتاجها في غدة البروستات، حيث ترتفع مستويات هذه المادة عند إصابة الغدة بالتضخم الحميد، مع ذلك قد يكون لسبب آخر، فقد يكون نتيجة إصابة الغدة بالعدوى، أو الخضوع لجراحة البروستات، أو الإصابة بسرطان البروستاتا.

فحوصات أكثر دقة

بعد ذلك يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات للكشف الدقيق عن الإصابة بالمرض، حيث تتضمن هذه الفحوصات ما يلي: [2]

  1. فحص تدفق البول: يتم إجراء هذا الفحص من خلال جعل الشخص يتبول في وعاء موصول بجهاز يقيس قوة تدفق البول وكميته، كما يساعد فحص تدفق البول في تحديد ما إذا كانت الحالة تتفاقم مع مرور الوقت أم لا.
  2. فحص كمية البول المتبقية بعد التبول: من خلال الفحص يكشف الطبيب عن ما إذا كان الشخص قادراً على إفراغ المثانة بشكل كامل أم لا، كما يمكن إجراء هذا الفحص من خلال التصوير بالأشعة فوق الصوتية بعد أن يتم إدخال قسطرة إلى المثانة بعد التبول، ذلك بهدف قياس كمية البول التي تبقت في المثانة.

الفحوصات في الحالات الحرجة

عندما تكون حالة الشخص معقدة أكثر فإنّ الطبيب يجري بعض الفحوصات الإضافية التي تتضمن الآتي:[2]

  1. التصوير الشعاعي: تتضمن الإجراءات التشخيصية للكشف عن التضخم الحميد للبروستاتا التصوير الشعاعي، الذي يتم من خلال إدخال مسبار التصوير بالأشعة فوق الصوتية في المستقيم، لقياس حجم غدة البروستاتا.
  2. خزعة البروستاتا: بالاعتماد على نتائج التصوير الشعاعي يقرر الطبيب ما إذا كان الشخص بحاجة إلى إجراء خزعة للغدة أم لا، حيث يتم إجراء خزعة البروستاتا من خلال أخذ عينة من أنسجة الغدة وفحصها للكشف عن الإصابة بسرطان البروستات أو استبعاده.

علاج تضخم البروستاتا الحميد

على الرغم من أنّها من الحالات المرضية التي قد تكون معقدة إلا أنّه يمكن علاجها بالعديد من الخيارات العلاجية، حيث تتضمن طرق العلاج الخيارات العلاجية التالية:[2]

العلاجات الدوائية

تعد العلاجات الدوائية الخيار العلاجي الأول للتخلص من هذا التضخم الحميد، سواءً كان هذا التضخم خفيفاً أو معتدلاً، إذ تتضمن العلاجات الدوائية الأدوية التالية:[2]

  1. أدوية مثبطات ريدكتيز 5 ألفا: قد يصف الطبيب هذه الأدوية كونها تمنع التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى حدوث تضخم البروستات الحميد، كما تتضمن هذه الأدوية، الأدوية التي تحتوي على التركيبة العلمية الفيناستيرايد (الاسم التجاري: بروسكار)، أو الأدوية التي تحتوي على مادة دواسترايد (الاسم التجاري: أفودارت)، ومن المهم الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تحتاج إلى ستة أشهر حتى تبدأ فعاليتها، بالإضافة إلى أنها قد تسبب العديد من الآثار الجانبية بما فيها القذف الارتجاعي.
  2. أدوية حاصرات مستقبلات ألفا: تفيد أدوية حاصرات مستقبلات ألفا في إرخاء عضلة عنق المثانة، وألياف العضلات في غدة البروستاتا؛ مما يجعل التبول أمراً سهلاً بالنسبة للمصاب بالتضخم، حيث تتضمن هذه الأدوية، الأدوية التي تكون تركيبتها العلمية الفوزوسين (الاسم التجاري: أوروكسيرال)، أو أدوية دوكسوزوسين (الاسم التجاري:كاردوا) بالإضافة إلى أدوية التامسولوسين، وعلى الرغم من أنّ هذه الأدوية تعمل بشكل سريع، لكنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية كالدوخة، والقذف الارتجاعي.
  3. الأدوية المعالجة لضعف الانتصاب: قد تكون الأدوية التي تعالج ضعف الانتصاب فعالة في علاج تضخم البروستاتا الحميد أيضاً، بالتحديد الأدوية التي تحتوي على مادة التادالافيل (الاسم التجاري: سيالس).

العلاجات الجراحية

تستدعي بعض الحالات اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، ذلك عندما يكون التضخم في البروستاتا معتدلاً أو شديداً، أو عندما لا تجدي العلاجات الدوائية نفعاً، أو عندما يحدث انسداد في المسالك البولية، أو حصى المثانة، أو ظهور دم في البول، أو الإصابة بأحد أمراض الكلى، بجميع الأحوال تتضمن الإجراءات الجراحية العديد من الخيارات من أبرزها ما يلي:[2]

  1. العلاج بالموجات الحرارية من خلال الإحليل: في هذا الخيار العلاجي يدخل الطبيب قطب كهربائي خاص عبر مجرى البول إلى منطقة البروستاتا،  حيث تدمر الطاقة المنبعثة من القطب الكهربائي الجزء الداخلي من غدة البروستاتا المتضخمة؛ بالتالي انكماش الغدة وسهولة تدفق البول، كما تساعد هذه الجراحة في التخفيف من الأعراض بشكل جزئي.
  2. العلاج بالليزر: في العلاج بالليزر يقوم الطبيب بتوجيه شعاع ليزر عالي الطاقة، ذلك بهدف تدمير أو إزالة أنسجة البروستاتا المتضخمة، أو تبخير أنسجة البروستاتا المسدودة من خلال التبخير بالتصوير الانتقائي للبروستاتا، كما يمكن هذا الخيار الطبيب من استئصال هولميوم البروستاتا بالليزر، حيث يقوم الطبيب بإزالة جميع أنسجة البروستاتا التي تمنع تدفق البول وتمنع إعادة نمو الأنسجة.
  3. استئصال البروستاتا من خلال الإحليل: يتم استئصال البروستاتا من خلال الإحليل بقيام الطبيب بإدخال منظار مضاء في مجرى البول، ليزيل كل شيء باستثناء الجزء الخارجي من غدة البروستاتا، حيث تخفف هذه الجراحة الأعراض بشكل سريع، لكنها قد تؤدي إلى إضعاف تدفق البول لدى الرجال بعد فترة قصيرة من الخضوع للجراحة؛ لذا فقد يحتاج المصاب إلى قسطرة لتصريف المثانة بعد استئصال البروستاتا.
  4. استئصال البروستاتا بمساعدة الروبوت: في هذا الخيار الجراحي يُحدث الطبيب شقاً في الجزء السفلي من البطن للوصول إلى البروستاتا ليقوم بإزالة الأنسجة المتضخمة.

أعراض تضخم البروستاتا الحميد

يتسبب هذا النوع من التضخم في إظهار مجموعة من الأعراض التي تتضمن الآتي:[3]

  • التبول لمرات كثيرة بشكل خاص في الفترات الليلية.
  • الألم عند التبول أو عند قذف السائل المنوي.
  • تصبح رائحة البول غير طبيعية أو كريهة.
  • يكون تدفق البول ضعيفاً.
  • صعوبة البدء بالتبول.
  • احتباس البول.
  • سلس البول.

مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد

من الممكن أن يؤدي تضخم البروستات الحميد في ظهور مجموعة من المضاعفات التي تتضمن الآتي:[4]

ختاماً لا يخفى على أحد خطورة الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد؛ لذا من الأفضل مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي متعلق بإصابة هذه الغدة الهامة بأي حالة مرضية لتجنب حدوث مضاعفات.