;

التهاب الغدد العرقية التشخيص والعلاج

  • تاريخ النشر: الأحد، 10 أبريل 2022
التهاب الغدد العرقية التشخيص والعلاج

قد تكون تلك هي المرة الأولى التي تسمع فيها عن مرض يسمى التهاب الغدد العرقية، فهو لا يعد من الأمراض الجلدية الشائعة، فما هي حقيقة هذا المرض؟ وكيف يمكن تشخيصه؟ وما هي الطرق الطبية المتاحة لعلاجه؟

ما هو التهاب الغدد العرقية

التهاب الغدد العرقية (بالإنجليزية: Hidradenitis Suppurativa) أو التهاب الغدد العرقية القيحي كما يطلق عليه في بعض الأحيان، هو أحد الأمراض الجلدية المزمنة التي تؤثر على بصيلات الشعر والغدد العرقية، يعاني المريض في بداية هذا المرض من نتوءات مؤلمة تحت الجلد، تتكون في جذور الشعر بالقرب من الغدد العرقية. [1]

بمرور الوقت تتطور هذه النتوءات وتنمو في عمق الجلد، حيث تتحول إلى كتل صلبة مؤلمة أو جيوب صديدية، ينبعث من هذه الجيوب رائحة كريهة، ومن المحتمل أن تترك ندوباً في الجلد في كثير من الحالات، وعلى الرغم من أن هذه الجيوب أو النتوءات لا تعد نوعاً من أنواع حب الشباب، إلا أن التهاب الغدد العرقية يطلق عليه أحياناً حب الشباب العكسي (بالإنجليزية: Acne Inversa). [1]

يؤثر التهاب الغدد العرقية عادةً على المناطق التي يكون فيها شعر، أو يحدث فيها احتكاك بين الجلد وبعضه، من ضمن هذه المناطق: [1]

  • الإبطين.
  • الأرداف.
  • الفخذ.
  • الثديين.
  • مؤخرة العنق.
  • خلف الأذنين.
  • ثنايا البطن.
  • الأعضاء التناسلية.
  • حول فتحة الشرج.

تشخيص التهاب الغدد العرقية

يمثل التشخيص المبكر لالتهاب الغدد العرقية القيحي عاملاً شديد الأهمية؛ فهو يساعد على حماية المريض من التعرض إلى كثير من المضاعفات، ومن أهمها الندوب الجلدية التي تشكل عبئاَ نفسياَ على جميع المرضى، لهذا السبب ينبغي أن يلجأ أي مريض إلى استشارة الطبيب بمجرد ملاحظته ظهور بعض البثور التي لا تتحسن خلال عدة أسابيع. [3]

يعتمد التشخيص على الفحص الجسدي للمريض، ومن خلاله يلاحظ الطبيب النتوءات التي تظهر بوضوح على الجلد، ويسأل الطبيب المريض عن بداية ظهورها، وإذا كانت تختفي وتعاود الظهور مرة أخرى، وفي حالة وجود صديد يأخذ الطبيب عينة من الجلد؛ لاستبعاد إصابة المريض ببعض الأمراض الجلدية الأخرى. [1]

يُظهر التشخيص عادةً المرحلة التي وصلت إليها أعراض المريض؛ ويعتمد الأطباء على نظام يسمى هيرلي لتصنيف الأعراض تبعاَ لشدتها وتطورها، وتتضمن مراحل هيرلي الثلاث: [3]

  • المرحلة الأولى: تضم هذه المرحلة بعض النتوءات الجلدية، إلى جانب قليل من الندوب.
  • المرحلة الثانية: تتطور أعراض هذه المرحلة وتشمل وجود نتوءات متعددة إلى جانب العديد من الندوب الجلدية. 
  • المرحلة الثالثة: تتفاقم الأعراض في هذه المرحلة التي تعد الأكثر صعوبة في العلاج، وتشمل كثير من النتوءات التي تصيب منطقة كاملة من الجسم، بالإضافة إلى وجود كثير من الندوب.

علاج التهاب الغدد العرقية

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لالتهاب الغدد العرقية القيحي، إلا أن التشخيص والعلاج المبكر يساهمان في منع تفاقم الأعراض وظهور ندوب جلدية، وفي كثير من الأحيان يلجأ الطبيب إلى تجربة أكثر من علاج حتى يصل إلى الشكل الأمثل الذي يخفف من أعراض المريض. نستعرض في السطور القادمة جميع المسارات المستخدمة في علاج التهاب الغدد العرقية. [2] [1]

الأدوية

يعتمد الأطباء على بعض الأدوية التي تساهم في تخفيف الأعراض، وتمنع تطورها، من أهم هذه الأدوية: [4]

  • المضادات الحيوية: تستخدم المضادات الحيوية الموضعية؛ لعلاج الأعراض البسيطة، قد يصف الأطباء بعض المضادات الحيوية الفموية لعدة أشهر في بعض الحالات المتطورة.
  • المسكنات: يحتاج معظم المرضى إلى استخدام المسكنات التقليدية؛ للتخفيف من الآلام المصاحبة للمرض.
  • الأدوية البيولوجية: تستخدم هذه الأدوية لعلاج الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، وتساعد هذه الأدوية على تعديل رد فعل الجهاز المناعي، وتعطيل دورة المرض وتطوره.
  • الستيرويدات: تستخدم هذه الأدوية عن طريق الحقن؛ لتساعد على تخفيف التورم والالتهاب.
  • العلاج الهرموني: تساعد العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين على علاج بعض الحالات البسيطة.

الإجراءات الطبية

هناك بعض الإجراءات الطبية التي يعتمد عليها الأطباء في علاج بعض الحالات المتقدمة، من ضمن هذه الإجراءات: [1]

  • الليزر: تستخدم أشعة الليزر لإزالة التشققات الجلدية .
  • إزالة الندوب: تتحول النتوءات الجلدية بمرور الوقت إلى ندوب عميقة، يساعد هذا الإجراء على إزالة هذه الأنسجة الندبية.
  • تجفيف الخراجات: يساعد هذا الإجراء على تجفيف وإزالة الخراجات، مما يقلل من حدة الأعراض.
  • الجراحة: تتضمن الجراحة إزالة مناطق واسعة من الأنسجة الندبية، إلى جانب تطعيم الجلد بالاستعانة بمناطق أخرى سليمة؛ لتعويض الجلد المفقود.

العلاجات المنزلية

تساعد بعض العلاجات المنزلية البسيطة على تخفيف الأعراض البسيطة، تضم هذه العلاجات: [2] [4]

  • وضع كمادات دافئة على المناطق المصابة.
  • تنظيف المناطق المصابة بأحد أنواع الصابون المطهر المضاد للبكتيريا.
  • تجنب استخدام المناشف لتجفيف المناطق المصابة؛ لأن ذلك يزيد من تهيجها.
  • تجنب بعض الأطعمة التي تؤدي إلى تهيج الأعراض؛ مثل: اللحوم الحمراء، والألبان.

أعراض التهاب الغدد العرقية

يعد العرض الأساسي لالتهاب الغدد العرقية هو ظهور التهاب ونتوءات جلدية مؤلمة في المناطق التي يحتك فيها الجلد ببعضه، وتشمل الأعراض التي تظهر في بداية المرض: [3]

  • ألم في الجلد.
  • نتوءات حمراء تشبه البثور.
  • خراجات جلدية عميقة.

تتطور الأعراض بمرور الوقت خاصةً إذا لم يلجأ المريض إلى استشارة الطبيب في الوقت المناسب، وتضم الأعراض المتقدمة للمرض: [3]

  • انتفاخات عميقة ومؤلمة.
  • ظهور قنوات أو أنفاق تربط بين الكتل وتتكون تحت الجلد.
  • تكون إفرازات صديدية كريهة الرائحة داخل الجيوب.
  • ظهور بعض الندوب السميكة على سطح الجلد.

أسباب التهاب الغدد العرقية

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بالتهاب الغدد العرقية، ولا يرتبط هذا المرض مطلقاً بعدم النظافة كما يتصور البعض، كما لا يعد من الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل من مريض إلى آخر. [3]

هناك بعض الافتراضات التي ترجح احتمال ارتباط هذا المرض ببعض العوامل الوراثية؛ نظراً لأن ثلث الحالات التي تم رصدها في الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت عن وجود تاريخ عائلي لهذا المرض، كما يُعتقد أن الهرمونات الجنسية تلعب دوراً في تطور الأعراض؛ نظراً لأن معظم الحالات تظهر في سن البلوغ. [1] [3]

ينتشر التهاب الغدد العرقية بشكل أكثر وضوحاً لدى النساء مقارنةً بالرجال، وهناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض، من أهم هذه العوامل: [3]

  • تدخين السجائر.
  • زيادة الوزن.
  • الإصابة بحب الشباب.
  • المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 39 عام.
  • الإصابة ببعض الأمراض؛ مثل: مرض السكري، أو التهاب المفاصل، أو مرض كرون.

مضاعفات التهاب الغدد العرقية

تتعدد المضاعفات الجسدية والنفسية التي يُحتمل أن يتعرض لها مرضى التهاب الغدد العرقية إذا لم يتم تشخيص حالتهم، ووصف العلاج المناسب لهم في أسرع وقت، من أبرز هذه المضاعفات: [2]

  • الاكتئاب والعزلة.
  • التهاب المفاصل.
  • مشاكل العقد اللمفاوية.
  • تكون الخراجات الجلدية العميقة.
  • ظهور قنوات عميقة تحت الجلد تربط بين النتوءات الجلدية.
  • بعض أنواع سرطان الجلد (سرطان الجلد الحرشفي).

الوقاية من التهاب الغدد العرقية

نظراً لعدم توصل الأطباء إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي، فلا توجد إلى الآن طريقة واضحة تساعد على الوقاية من حدوثه، لكن هناك بعض الإجراءات البسيطة التي تساهم في عدم تطور الأعراض إلى جانب العلاج الطبي، تضم هذه الإجراءات: [1]

  • إنقاص الوزن بقدر الإمكان.
  • أخذ حمام دافئ.
  • ارتداء ملابس فضفاضة.
  • تنظيف المناطق المصابة يومياً.
  • تجنب حلق المناطق المصابة.
  • الإقلاع عن التدخين.

متى يجب زيارة الطبيب

ينبغي أن يعرف المرضى بعض الأعراض التي تحتم عليهم زيارة الطبيب؛ لأن التهاب الغدد العرقية من الأمراض الجلدية التي يعاني فيها معظم المرضى من تطور الأعراض بسرعة، لهذا السبب يساهم التشخيص المبكر في سرعة الحصول على العلاج الصحيح الذي يمنع تفاقم الأعراض. [4]

ينبغي على أي مريض يعاني من بداية ظهور نتوءات جلدية أن يلجأ إلى استشارة الطبيب إذا ظهرت عليه الأعراض التالية: [4]

  • ألم شديد في الجلد.
  • ظهور النتوءات في مناطق متفرقة من الجسم.
  • عدم تحسن الأعراض بعد عدة أسابيع من العلاج.
  • عودة الأعراض مرة أخرى بعد انتهاء فترة العلاج.

يساعد التشخيص المبكر لمرض التهاب الغدد العرقية على منع تفاقم الأعراض، وتلقي المريض العلاج المناسب لحالته، وتختلف الطرق العلاجية بناءً على شدة الأعراض التي يعاني منها المريض، وتضم استخدام بعض الأدوية، والاعتماد على بعض الإجراءات الطبية، إلى جانب بعض العلاجات المنزلية البسيطة التي تخفف من الأعراض.