;

الرعاية الصحية لكبار السن خدماتها وصعوباتها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 أغسطس 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
الرعاية الصحية لكبار السن خدماتها وصعوباتها

الشيخوخة هي حالة طبيعية تمثل تحدياً لجميع دول العالم. على الرغم من أن التعريف الدقيق للفئة العمرية للمسنين مثير للجدل، لكنها تُعرف على أنها الفئة التي تضم الأشخاص الذين يبلغ عمرهم الزمني 65 عاماً وما فوق.

يبين هذا المقال الخدمات الصحية، وبرنامج الرعاية الصحية لكبار السن، فضلاً عن الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن، بالإضافة إلى صعوبات الرعاية الصحية لهذه الفئة العمرية.

الخدمات الصحية لكبار السن

 يتطلب تأمين الخدمات الصحية للمسنين اتباع نهج متعدد الأوجه يقوم على مجموعة من الأسس الصحية والاجتماعية والقانونية أهمها [2]:

1- يجب أن يبدأ برنامج الرعاية الصحية للمسنين بوضع سياسة شاملة بحيث لا تشمل الجوانب الطبية فحسب، بل تشمل المحددات الأخرى أيضاً. كالالتزام السياسي القوي والعمل الاجتماعي الجاد.

2- التدابير الاجتماعية: مثل تطوير الوعي بحيث يتحمل الأبناء طواعية مسؤولية رعاية آبائهم المسنين.

3- تطوير نظام تأمين صحي: لتغطية احتياجات الرعاية الصحية.

4- تعزيز العادات الصحية: مثل التأكيد على ممارسة الرياضة، وتجنب التدخين وشرب الكحول.

5- تدريب وإعادة تأهيل الموظفين الطبيين والمساعدين الطبيين لفهم الاحتياجات الصحية الخاصة بالمسنين.

6- توفير الأطراف الاصطناعية والمساعدات الطبية الأخرى.

7- تطوير علم وأبحاث الشيخوخة.

برنامج الرعاية الصحية لكبار السن

يتضمن برنامج الرعاية الصحية للمسنين تأمين مجموعة من الخدمات أهمها[2] :

-1 الخدمات المتعلقة بصحة العيون: من المعروف أن كبار السن يكونون معرضين بشكل أكبر لأمراض العيون الأمر الذي يتطلب الاهتمام بصحة العيون مثل تأمين النظارات والعدسات الطبية، والقيام بالفحوص الدورية للتأكد من سلامة العينين.

-2 تأمين الخدمات الطبية المتعلقة بصحة الأذن والسمَع: وذلك لكبار السن الذين يعانون من ضعف في السمع بحيث تُقدم لهم السماعات الطبية مجاناً، وتقوم هيئات متخصصة بتوفير انتقال المسنين إلى المستشفيات لإجراء فحوص وقياس السمع وتوفير السماعات.

3-المقاعد المتحركة: يعاني بعض كبار السن من آلام الأرجل أو عدم القدرة على المشي ويحتاجون إلى مقاعد متحركة سواء في المنازل أو العيادات وهذا النوع من الخدمات يمكن أن يفيد كبار السن كثيراً، لما يوفره من راحة وقدرة على الحركة دون المساعدة الدائمة من الآخرين.

-4 علاج الأسنان: هذا النوع من العلاج يجب أن توفره الدولة لكبار السن أيضاً، وإذا كان المسن فقيراً يمكن أن يحصل على علاج الأسنان مجاناً، بالإضافة إلى العديد من الهيئات التي تقدم هذه الخدمات بطريقة تطوعية.

الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن

يمكن أن تكون الرعاية الصحية المنزلية المقدمة للمسنين بإحدى هاتين طريقتين [3]:

  -1 إما أن يبقى كبار السن في منازلهم مع أفراد الأسرة الذين يقدمون لهم المساعدة.

 -2 أو ينتقل كبار السن إلى منزل أحد أفراد الأسرة. في كلتا الحالتين، قد تظل هناك حاجة إلى عاملين صحيين محترفين في المنزل لتقديم الرعاية أثناء ساعات العمل أو في أوقات أخرى لا يمكن فيها حضور أفراد الأسرة.

وهناك ثلاث فئات رئيسية من العاملين بالرعاية الصحية للمسنين في المنزل:

  • خادمات المنازل والعاملين في الأعمال المنزلية.
  • ربات البيوت.
  • المساعدين الصحيين.

حيث يتم تعيين عمال التدبير المنزلي والعاملين في الأعمال المنزلية للقيام بالمهام المنزلية الأساسية، بما في ذلك تنظيف الملابس أو إزالة الغبار وغيرها من أعمال التنظيف. تساعد ربات البيوت في إدارة أعمال المنزل بما في ذلك إعداد الوجبات، وخدمات العناية الشخصية (مثل المساعدة في الاستحمام أو ارتداء الملابس)، والتأكد من تناول الأدوية في المواعيد المحددة. قد يتم توظيف ربة المنزل مباشرة من قبل كبار السن أو العائلة أو من خلال وكالات متخصصة في هذا الشأن.

قد يكون النوع الثالث من العاملين الصحيين بالمنزل:

  • مساعد صحي.
  • أو مساعد تمريض معتمد.
  • أو مساعد ممرضة.
  • أو أي شكل آخر من أشكال عمل الممرضات الزائرة.

عادةً ما يعمل المساعدون الصحيون والممرضات لحساب وكالة، وتتفاوض الأسرة مع الوكالة للحصول على خدماتهم.

مع ذلك، يمكن تعيين مساعد صحي مباشرة من قبل العائلة إذا كان ذلك مناسباً.

يقوم المساعدون الصحيون والممرضات بمهام العناية الشخصية، وإعطاء الأدوية وفقاً لأوقاتها المحددة، وإبلاغ الممرضة أو المعالج أو الطبيب الأساسي لكبار السن؛ بكل ما يتعلق بالحالة الصحية للمسنين.

صعوبات الرعاية الصحية لكبار السن

تتعدد  الصعوبات التي تواجه الرعاية الصحية لكبار السن والتي تتمثل عادةً بوجود حالات صحية لدى كبار السن تزيد من صعوبة الرعاية الصحية أهمها [4] :

1الحالات الصحية المزمنة: تعدُّ أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري من بين أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً وتكلفةً مما يتسبب في ثلثي الوفيات بين المسنين كل عام.

2- الصحة المعرفية: تركز الصحة المعرفية على قدرة الشخص على التفكير والتعلم والتذكر. أكثر المشاكل الصحية المعرفية التي تواجه كبار السن شيوعاً هي الخرف، وفقدان تلك الوظائف المعرفية. ويعاني ما يقرب من 47,5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف وهو رقم يُتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2050. والشكل الأكثر شيوعاً للخرف هو الزهايمر.

3- الصحة النفسية: وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 15 % من البالغين فوق سن الستين من اضطراب عقلي ونفسي. الاضطراب النفسي الشائع بين كبار السن هو الاكتئاب، حيث يصيب 7% من كبار السن. لسوء الحظ، غالباً ما لا يتم تشخيص هذا الاضطراب النفسي ولا يتم علاجه. ومثلاً يشكل كبار السن نسبة أكثر من 18% من الوفيات الناجمة عن الانتحار في الولايات المتحدة.

4سوء التغذية: يعدُّ سوء التغذية من المشاكل الشائعة لدى كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً ويمكن أن ينجم عنها مشاكل صحية أخرى للمسنين، مثل ضعف الجهاز المناعي وضعف العضلات. يمكن أن تنبع أسباب سوء التغذية من مشاكل صحية (كبار السن الذين يعانون من الخرف قد ينسون تناول الطعام)، كذلك الاكتئاب، وإدمان الكحول، والقيود الغذائية، وانخفاض الاتصال الاجتماعي، فضلاً عن محدودية الدخل.

في الختام.. تشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً على مستوى العالم سيرتفع إلى 1,2 مليار في عام 2025 ثم إلى ملياري شخص في عام 2050. علاوة على ذلك، بحلول عام 2025 سيعيش ما يقرب من 75٪ من هؤلاء المسنين في الدول النامية، التي تعاني بدورها العديد من المشاكل الأمنية والاقتصادية مما يزيدُ التعقيدات والتحديات التي تواجه نظام تقديم الرعاية الصحية للمسنين. لا شك أن هذه التحولات الديموغرافية تتطلب توجيه التركيز العالمي لتلبية احتياجات الرعاية الصحية الوقائية والاحتياجات الطبية للمسنين.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!