;

أضرار التدخين على الصحة الجسدية والنفسية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الجمعة، 09 يونيو 2023

التدخين من أكثر العادات انتشاراً في العالم بالرغم من خطورتها والتحذيرات المستمرة لتأثيراتها السلبية على جميع أعضاء الجسم، تداولت الكثير من الدراسات العلمية أضرار التدخين على الجسم وعلى الصحة النفسية، وهذا هو محور حديثنا في هذا المقال. 

التدخين عادة قاتلة

أثبتت الأبحاث العلمية والدراسات السريرية أن حياة المدخن -بشكلٍ عام- أقصر بحوالي عشر سنوات من غير المدخن، حيث يتسبب التدخين بموت حوالي 7 ملايين شخص حول العالم سنوياً، كما أن تدخين 15 سيجارة يسبب حدوث طفرة في الجسم، والطفرات هي  بداية تشكل السرطانات في الجسم.

أضف إلى ذلك أن التبغ يحتوي بمختلف أنواعه على آلاف المواد الكيميائية التي تنطلق نتيجة الاحتراق على شكل غازات وأبخرة وجزيئات، من ضمن تلك المواد توجد المواد المسرطنة والسموم التي تسبب الأمراض القاتلة في الجسم، مثل سرطان الرئة، وسرطان اللسان والحلق، وغيرها من الأورام السرطانية التي من الممكن أن تصيب كافة أجزاء الجسم، ويشمل هذا التأثير القاتل تدخين السجائر أو أي نوع آخر من التبغ، بل  والتعرض للتدخين السلبي. [1]

أضرار التدخين على الجسم

أظهرت الدراسات العلمية حول التدخين أثره السلبي على كافة أعضاء الجسم، حيث نجد أنه بمعدل كل سيجارة يدخنها المدخن تنعكس الأضرار على الجسم بطريقة ما، وتشمل أضرار التدخين على أعضاء الجسم المختلفة ما يلي: [1]

أضرار التدخين القلب والدورة الدموية

يسبب التدخين دخول سموم القطران إلى الجسم ووصولها إلى الدم مما يؤدي إلى:[1]

  • يصبح الدم أكثر كثافة؛ مما يزيد من احتمالية تكوين الجلطات والإصابة بالسكتات القلبية والدماغية.
  • ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب؛ مما يجعل القلب يعمل أكثر من الحالة الطبيعية.
  • تضييق الشرايين؛ مما يقلل كمية الدم المحمل بالأوكسجين من الوصول إلى أعضاء الجسم.

ملاحظة: الخبر السار أنه بعد التوقف عن التدخين لمدة سنة تقل احتمالية الإصابة بهذه الأمراض إلى النصف، وبعد 15 سنة تصبح الاحتمالية مماثلة للأشخاص غير المدخنين.[1]

التأثير على الجهاز الهضمي

 تزداد فرص إصابة المدخنين بسرطان المعدة، كما يسبب التدخين عودة الحمض بالاتجاه الخاطئ من المعدة نحو المريء؛ وهو ما يعرف بالارتجاع الحمضي المريئي، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وسرطان البنكرياس.[1]

التأثير على الكلى

يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بسرطان الكلى، وكلما زاد عدد السجائر في اليوم زادت الاحتمالية، تشير الأبحاث أن تدخين عشر سجائر يومياً يجعل الشخص أكثر عرضة لسرطان الكلى بمقدار مرة ونصف مقارنة بغير المدخنين، وتزيد هذه النسبة إلى الضعف عند تدخين 20 سيجارة وهكذا.[1]

التأثير على البشرة

 يقلل التدخين من كمية الأوكسجين التي تصل إلى البشرة؛ مما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد بشكل مبكر بمقدار 10 إلى 20 سنة عن المعتاد، خاصة حول العينين والفم، كما يسبب التدخين إنقاص عمر خلايا البشرة؛ مما يجعلك تبدو هزيلاً وشاحباً، الخبر السار أنه بمجرد توقفك عن التدخين تمنع المزيد من التدهور في صحة بشرتك.[1]

التأثير على الدماغ

يزيد التدخين من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 50٪ أكثر من غير المدخنين؛ وذلك نتيجة تسببه بتمدد الأوعية الدموية في الدماغ؛ وهو انتفاخ في الأوعية الدموية يمكن أن ينفجر ويشكل خطورة شديدة على الدماغ والحياة، الخبر السار أن عند التوقف عن التدخين لمدة سنتين تقل هذه النسبة بمقدار النصف، والتوقف لمدة خمس سنوات تصبح النسبة مماثلة لغير المدخنين.[1]

التأثير على الرئة 

تعد الرئة من أكثر الأعضاء تأثراً بالتدخين، ومن أضرار التدخين على الجهاز التنفسي السعال المتكرر ونزلات البرد والربو هي علامات أولية عن تضرر الرئة، لكن التدخين يسبب أمراضاً أخطر على الصحة مثل التهاب الرئة والانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة.[1]

الفم والحلق

أكثر من نسبة 90 ٪ من سرطانات البلعوم والحلق سببها التدخين، وتتضمن أنواع السرطان أيضاً سرطان اللثة، والشفاه، والحلق، واللسان، والحنجرة، والمريء، والخبر السار أن التوقف عن التدخين يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه السرطانات بشكل كبير، لكن يحتاج الأمر إلى عشرين عاماً حتى تصبح نسبة الإصابة بهذه الأمراض مشابهة لتلك عند غير المدخنين.

التدخين والصحة النفسية

يزعم الكثيرون حول العالم حول فوائد التدخين في الاسترخاء وتقليل التوتر، لكن الأبحاث العلمية حول التدخين تشير إلى عكس هذه النتائج، فيما يلي علاقة التدخين بالاضطرابات النفسية: [2]

القلق والتوتر

أشار بحث عن التدخين وعلاقته بالتوتر بأن مادة النيكوتين يزيد من الشعور بالقلق والتوتر عند الشخص بدلاً من مساعدته على الاسترخاء، وذلك لأن النيكوتين الموجود في التبغ يسبب إحساسا لحظياً بالاسترخاء سرعان ما يختفي؛ لذلك التدخين يقلل أعراض الانسحاب من النيكوتين وليس أعراض القلق، وهذا سبب الإدمان.[2]

حدوث الإدمان

يحدث ذلك من خلال ربط التدخين بالأحداث اليومية في حياتك، مثل شرب القهوة، أو أخذ استراحة من العمل، أو استخدامها عند الانزعاج، لكن في الحقيقة هذه العلاقة وهمية يسببها إدمان النيكوتين.[2]

الإصابة بالاكتئاب

تشير الأبحاث إلى علاقة معقدة بين الاكتئاب والتدخين، ومن غير المعروف تماماً ما إذا كان التدخين يسبب الاكتئاب أم العكس، وذلك لأن التدخين يساعد في تحفيز هرمون الدوبامين في الدماغ المسؤول عن تحسين المزاج، الذي يكون بنسبة قليلة عند المصابين الاكتئاب، لكن هذا التحفيز مؤقت ويزول بسرعة ويؤثر على قدرة الجسم على إنتاج هذا الهرمون من تلقاء نفسه.[2]

الإصابة بمرض الفصام

مرضى الفصام أكثر عرضة للتدخين بثلاث مرات من الأشخاص الآخرين، كما أنهم أكثر قابلية للتدخين الشره، وتفسير ذلك بأن التدخين يساعدهم على التحكم بالأعراض الناتجة عن المرض وتقليل الآثار الجانبية الناتجة عن تناول الدواء، تحتاج هذه النتائج إلى مزيد من البحث العلمي لمعرفة العلاقة بين الأمرين.[2]

أضرار التدخين على المرأة الحامل والجنين

يقلل التدخين من فرص الحمل عند المرأة، كما تزيد هذه العادة السيئة -أثناء الحمل- من خطر حدوث مضاعفات خطيرة على الأم والجنين، ويسبب الأذى للطفل قبل ولادته وبعدها، فيما يلي نتائج أبحاث علمية حول تأثير التدخين على المرأة الحامل والجنين: [3]

  • المرأة الحامل المدخنة أكثر عرضة للإجهاض، لأن غاز أول أكسيد الكربون يمنع وصول الأوكسجين إلى الجنين؛ مما يؤدي إلى وفاته، كما تسبب المواد الكيميائية في التبغ تلف أنسجة الجنين خاصة في الرئة والدماغ.
  • التدخين سبب رئيسي للولادة المبكرة التي يمكن أن تسبب موت الجنين، أو إصابته بأمراض خطيرة وإعاقات مزمنة.
  • الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي من قبل الأم سواء أثناء الحمل أو بعدها، يكونوا أقل وزناً، وقد يعانون من تلف مزمن في الرئة، وأكثر عرضة للوفاة بسبب متلازمة الموت المفاجئ للرضع.

إن ترك التدخين هو أفضل خدمة يمكن أن تقدمها لنفسك وللأشخاص غير المدخنين من حولك، لأن آثار ترك تلك العادة السيئة ستبدأ بالانعكاس عليك مباشرة، ننصحك بالحصول على دعم الأصدقاء والأهل حتى تتمكن من الإقلاع عن التدخين بشكل كامل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!