الصحة النفسية بعد الزلزال

بعد أن وقع زلزال تركيا وسوريا ويليهم زلزال المغرب وتسابقت فرق الإنقاذ والإغاثة لإنقاذ المواطنين للحفاظ على حياتهم، إلا أن الناجيين من ويلات الهزة الأرضية لم ينجُ بالضرورة من الناحية النفسية، وذلك إثر الصدمة المفاجئة التي تعرضوا لها؛ لذا تعرف عن الصحة النفسية بعد الزلزال في هذا المقال وكيفية التعامل معها؟

كيف يحدث الزلازل

يحدث الزلزال (بالإنجليزية: Earthquake) بسبب تحول في صفائح الأرض؛ مما ينتج عنه اهتزاز مفاجئ تختلف شدته من مكان إلى آخر، وقد يكون الاهتزاز جانبياً، أو لأعلى ولأسفل، أو على شكل موجة، كما يمكن أن يحدث على مناطق كبيرة جداً. ^[1]

يمكن أن تستمر الزلازل من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، وعادةً ما تبدأ بضوضاء صاخبة، وتحدث الزلازل بصورة مفاجئة وغير متوقعة في أي وقت من السنة، فهي ليست مرتبطة بموسم معين. ^[1]

الجدير بالذكر أن معظم الزلازل خفيفة ولا يلاحظها أحد، لكن يمكن أن تكون الهزات الأرضية شديدة بما يكفي لتؤدي إلى أضرار جسيمة في المجتمعات وتخلق حالة من القلق والهلع، بما في ذلك انهيار المدارس، والمنازل، والجسور، والسدود، والطرق السريعة، حتى المباني الشاهقة، كما أن الأمر لا ينتهي بمجرد انتهاء الهزة الأرضية، إذ يمكن أن تحدث هزات ارتدادية بعد الزلزال الرئيسي وتسمى بتوابع الزلزال. ^[1]

الصحة النفسية بعد الزلزال

إن الحياة ما بعد الزلزال ليست كما قبله، إذ يفتقد المتعرضون للزلزال الشعور بالأمان والحماية، مما يجعلهم في حالة من القلق والهلع، وهذا ما شهده المواطنون بعد حدوث زلزال تركيا وسوريا صباح يوم الإثنين وكذلك بعد زلزال المغرب، تشير الأبحاث إلى أن الإناث هن أكثر الفئات تضرراً، بينما يُظهر كبار السن والأطفال الصغار تأثراً نفسياً واجتماعياً كبيراً، وتتضمن الحالة النفسية بعد الزلزال بصورة عامة ما يلي: ^[2]  

اضطراب ما بعد الصدمة

يعد اضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post-Traumatic Stress Disorder or PTSD) أكثر حالات الصحة العقلية شيوعاً بين الناجين من الزلزال، وقد يستمر اضطراب ما بعد الصدمة مدة 10 سنوات من وقوع الكارثة، لا سيما بين الضحايا الذين عانوا من فقدان دائم لأجزاء الجسم أو غيرها من الإعاقات الجسدية؛ لذا يجب أن يزودوا بفرق الدعم النفسي في أقرب وقت ممكن لتزويدهم بأفضل دعم لصحتهم العقلية. ^[3]  

اضطراب الاكتئاب الرئيسي

ترتبط الإصابة بالاكتئاب بحدوث الزلزال ارتباطاً وثيقاً، إذ سجلت إحدى الدراسات أن الناجين الذين فقدوا أقاربهم خلال الزلزال هم أكثر عرضة للإصابة في اضطراب الاكتئاب بصورة مضاعفة مقارنةً مع أولئك الذين لم يتعرضوا للزلزال. ^[4]  

اضطراب القلق العام

 إن اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: Generalized Anxiety Disorder) واحد من الاضطرابات التي تنتشر بعد وقوع كارثة الهزة الأرضية، فإن المشاهد المروعة التي يعيشها ضحايا الزلزال تبث فيهم شعور الرعب والهلع، مما يترتب على الجهات المختصة فحص القلق العام بعد الكوارث بالإضافة إلى توفير الدعم للمساعدة في التخفيف من انتشار تأثيرات القلق بعد وقوع الكوارث. ^[5]  

اضطرابات أخرى

يمكن أن يعاني ضحايا الزلزال من اضطرابات نفسية أخرى بعد حدوث الزلزال مثل اضطراب الوسواس القهري، بالإضافة إلى الرهاب الاجتماعي، إذ لا يمكن أن نضمن ردة الفعل النفسية التي يمكن أن تكون لدى ضحايا الزلزال، كما لا يمكن تعميمها، فهناك عوامل عديدة تؤثر على كيفية تأثر الشخص بالزلزال وهي كالآتي: ^[6]  

• البعد المادي عن موقع الزلزال.
• ثقافة الشخص وكيف يفهم الصحة العقلية.
• تلقي الدعم الحقيقي من العائلة والأصدقاء والمجتمع.

نصائح للتعافي من صدمة الزلزال

لا غنى عن مراجعة أخصائي نفسي عند تأكيد التشخيص بالاضطراب النفسي، لكن هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها لاكتساب الشعور بالسيطرة بعد وقوع الكارثة، وهي كالآتي:^[7]

امنح نفسك الوقت الكافي

توقع أن يكون هذا وقتاً عصيباً في حياتك، تقبّل حزنك وعبر عنه بالطريقة المناسبة لك، اسمح لنفسك بالحزن على الخسائر التي مررت بها وحاول أن تتحلى بالصبر مع التغييرات في حالتك العاطفية. ^[7]  

اطلب الدعم

يمكنك طلب الدعم من الأشخاص الذين يهتمون بك والذين سيستمعون ويتعاطفون مع وضعك، إن الدعم الاجتماعي هو عنصر أساسي للتعافي من الكوارث، تواصل مع أولئك الذين نجوا من الحادثة، فقد يكون ذلك عاملاً مساعداً لتفهّم الأمر. ^[7]

انقل تجربتك

عبر عما تشعر به بأي طريقة تشعر بالراحة بها، قد يساهم التعبير عما مررت به في تقليل العبء الذي تحمله. ^[7]

المشاركة مع مجموعة دعم محلية

إن مشاركتك مع مجموعات الدعم المحلية مهم جداً، خصوصاً عندما يقود تلك المجموعات المتخصصون وذوي الخبرة في الصحة النفسية، ويمكن أن تساعدك المناقشة الجماعية على إدراك أنك لست وحيداً في ردود أفعالك وعواطفك. ^[7]

نصائح أخرى

بالإضافة لما سبق إليك مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساعدك على التعافي: ^[7]

• انخرط في سلوكيات صحية لتعزيز قدرتك على التعامل مع الإجهاد المفرط. 
• تناول وجبات متوازنة واحصل على قسط وافر من الراحة.
• إذا كنت تواجه صعوبات مستمرة في النوم، يمكنك الحصول على بعض الراحة من خلال تقنيات الاسترخاء. 
• اتبع بعض الروتين الإيجابي لتجاوز هذه الأوقات العصيبة، مثل ممارسة هواية، أو المشي بانتظام، أو قراءة كتاب.

متى تطلب الرعاية النفسية

إن الصحة النفسية بأهمية الصحة الجسدية، فيمكنك طلب الرعاية النفسية إذا لاحظت استمرار الشعور بالضيق أو اليأس، وشعرت أنك بالكاد قادر على تحمل مسؤولياتك، وأنشطتك اليومية، فلا تتردد باستشارة أخصائي الصحة العقلية ليساعدك على التعافي من اضطراب وآثار الزلازل النفسية، إذ يُدرب هؤلاء الاختصاصيين باحترافية على مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية في التعامل مع ردود الفعل العاطفية المرتبطة بالكوارث والزلازل، مثل عدم التصديق، والتوتر، والقلق، والحزن، وما إلى ذلك. ^[7]

في إطار الحديث عن الصحة النفسية عقب الكوراث والزلازل، يصف أحد شهود زلزال تركيا وسوريا مشهد الكارثة التي وقعت عليهم بأنها تشبه نهاية العالم، مما يدل على عِظم المشهد النفسي لديهم، فلا بد من الاهتمام بالرعاية النفسية لضحايا زلزال سوريا وتركيا وكذلك زلزال المغرب إلى جانب الاهتمام بصحتهم البدنية أيضاً.