;

هل الحب يؤثر على الصحة النفسية للإنسان

  • تاريخ النشر: الأحد، 04 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 24 مايو 2023
هل الحب يؤثر على الصحة النفسية للإنسان

ساهم الضغط النفسي في زيادة معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية في الآونة الأخيرة، وقد يغفل الكثيرون عن العلاج الأبسط والأكثر فعالية لكل هذه الاضطرابات وهو الحب، لكن هل الحب يؤثر على الصحة النفسية للإنسان بالفعل؟ وكيف نحتفظ بعلاقات حب صحية وسليمة في حياتنا؟ ستجد إجابات وافية على هذه الأسئلة في السطور القادمة من هذا المقال.

هل الحب يؤثر على الصحة النفسية

الحب هو أقوى حافز يساعدنا على التغلب على ضغوط الحياة اليومية، خاصةً في الأوقات التي نعاني فيها من الارتباك النفسي، إليك أهم الآثار الإيجابية للحب على الصحة النفسية. [1]  

الشعور بالسعادة

ترتبط مشاعر الحب بشكل مباشر بارتفاع مستوى بعض النواقل العصبية في الجسم، ومن أهمها الدوبامين، فهو يرتبط بالعديد من السلوكيات التي تعزز مشاعر الفرح والسعادة، للدرجة التي تجعل إفراز هذا الهرمون يزيد لمجرد تفكيرك في رؤية من تحب. [1]

التعلق والأمان

لا يقتصر التأثير الإيجابي لمشاعر الحب على هرمون الدوبامين فقط، بل يمتد أيضاً لزيادة معدلات الأوكسيتوسين الذي يطلق عليه هرمون الحب، وهو الهرمون المسؤول عن تعزيز مشاعر الثقة، والشعور بالأمان والتعلق تجاه الشخص الذي تحبه. [2]

نقص مستوى التوتر

أجريت دراسات نفسية عن الحب، وتناولت تأثيره على معدلات التوتر لدى الرجال والنساء، وجاءت نتائج هذه الدراسات إيجابية للغاية، حيث أشارت إلى أن ارتفاع مستوى هرموني الدوبامين والأوكسيتوسين يساعد على تحسن الحالة المزاجية، كما ربطت النتائج أيضاً مشاعر الحب بتراجع معدل التوتر؛ نتيجة لنقص إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر في الجسم. [2]  

القبول غير المشروط

يعاني الكثيرون من عدم الاستقرار النفسي خلال مرحلة الطفولة؛ نتيجة لعدم تقبل الوالدين لهم، وعدم حصولهم على الاهتمام بالقدر المطلوب، مما ينعكس سلبياً على شعور الشخص بالدونية وعدم الاستحقاق طوال حياته، قد تتغير كل هذه المشاعر كليةً بعد الوقوع في الحب، حيث يمنحك الشريك إحساس مستمر بالقبول دون حاجة إلى أي مقابل، إلى جانب الدعم النفسي والاهتمام طوال الوقت. [1]

الاستعداد للتضحية

لا يختلف اثنان على أن مشاعر الحب تنطوي على قدر كبير ومستمر من التنازلات والتضحية، وقد تجد نفسك أكثر استعداداً لتقديم المزيد من التضحيات كلما تطورت وازدهرت هذه المشاعر، لدعم شريكك ومنحه إحساساً دائماً بأنه أهم أولوياتك في الحياة. [1]

الإخلاص

يعاني الكثيرون من الصدمات النفسية الناتجة عن تخلي أقرب الأشخاص إليهم، وهناك العديد من الدراسات التي تناولت تأثير الحب على نفسية الرجل والمرأة بعد هذه الصدمات، وأثبتت النتائج الدور الهام الذي يلعبه الشريك في إعادة التوازن النفسي إلى المريض بعد الصدمات النفسية؛ لأنه يثبت له أنه بجانبه دائماً، ولن يتخلى عنه في أي لحظة كما فعل الآخرون. [1]

تأثير الحب على صحة الجسم

لا تقتصر الآثار الإيجابية للحب على الصحة النفسية فقط، بل تمتد أيضاً لتشمل الصحة العامة للفرد، إليك أهم الفوائد التي يمنحها الحب للصحة البدنية. [2]

تحسن الصحة البدنية

تساعد مشاعر الحب على تحسين الصحة البدنية للإنسان، وتمنحه العديد من الفوائد الصحية، من أهمها: [2]

  • انخفاض ضغط الدم.
  • تعزيز كفاءة الجهاز المناعي.
  • الوقاية من الإصابة بأمراض القلب.
  • التعافي بشكل أسرع من الأمراض.

الحياة لفترة أطول

أجريت بعض الدراسات التي استهدفت التحقق من معدل الوفيات بين المتزوجين، وغير المتزوجين، وأثبتت النتائج انخفاض معدل الوفيات نسبياً بين الأشخاص المتزوجين، إلى جانب أنهم يعيشون فترة أطول بعد إجراء بعض الجراحات الخطيرة؛ مثل: جراحة مجازة الشريان التاجي، بالمقارنة بالأشخاص غير المتزوجين. [2]

تخفيف الألم

أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص المتزوجين، أو الذين يعيشون قصص حب رومانسية يميلون إلى الإحساس بالألم الجسدي بمعدل أقل من الأشخاص غير المتزوجين؛ يرجع ذلك إلى دور مشاعر الحب في تعزيز إفراز هرمون الإندورفين، وهو مسكن طبيعي يفرزه الجسم تلقائياً للتخفيف من الألم الجسدي. [2]

هل الحب يسبب الاكتئاب

قد تكون إجابة هذا السؤال صادمة بالنسبة للبعض؛ فعلى الرغم من شعور كثير من الأشخاص بسعادة بالغة تجعلهم يشعرون كأنهم يحلقون في الهواء، إلا أن نفس المشاعر قد تسبب الاكتئاب في كثير من الحالات؛ نتيجة للتقلبات الكثيرة التي تمر بها علاقات الحب القاسية، ومشاعر الحب غير المتبادلة في بعض الأحيان، أو فقد الشخص الذي تحبه وأنت في قمة شعورك بالسعادة والأمان. [3]

قد لا تقتصر الجوانب السلبية لبعض علاقات الحب على الإصابة بالاكتئاب فحسب، حيث أشارت بعض الأبحاث إلى أن الحب من العوامل الرئيسية التي ترتبط بمعظم حالات الانتحار؛ نتيجة إحساس الدونية الذي يشعر به البعض بعد انتهاء بعض علاقات الحب القاسية، التي يشعر فيها الشريك أنه غير كافي لإرضاء الطرف الآخر، أو أن مشاعر حبه غير متبادله. [3]

نصائح للحفاظ على علاقة حب صحية

تمر جميع علاقات الحب بفترات صعود وهبوط، سواء بدأت هذه العلاقات منذ سنوات طويلة، أو ما زالت علاقات حديثة للتو، ولحسن الحظ، هناك مجموعة من النصائح التي تساعدك على بناء علاقة حب صحية، حتى إذا عانيت من قبل من فشل بعض العلاقات، إليك أهم هذه النصائح. [4]

تخصيص وقت للتواصل وجهاً لوجه

يجد الكثير من الأزواج صعوبة في التواصل اليومي وجهاً لوجه، في ظل ظروف العمل، والمتطلبات اليومية للأسرة، مما يجعل الكثيرون يعتمدون على التواصل عن طريق الرسائل النصية، وهو من أكثر الأمور التي تؤثر على صحة العلاقة الزوجية، ، لذا ينبغي تخصيص وقت يومي للدردشة، مهما كان اليوم مزدحماً بالمهام الأسرية. [4]

تجربة أشياء جديدة

يعد خوض التجارب الجديدة من أهم النصائح التي تساعد على تجديد علاقة الحب، يمكن أن يكون الأمر بسيطاً؛ مثل: تجربة مطعم جديد، أو الخروج إلى رحلة لمدة يوم واحد سوياً بعيداً عن الأطفال، أو حتى مشاركة هواية جديدة تستمتعان بها معاً. [4]

تعلم مبدأ الأخذ والعطاء

لا شك أن تفكير البعض في الحصول على ما يريد بنسبة 100% من أي علاقة هو الخطوة الأولى لفشلها؛ لأن العلاقات الصحية مبنية على مبدأ المساواة، مما يجعل نجاح العلاقة يعتمد على العمل المستمر، وبذل المجهود من الطرفين طوال الوقت، لذا ينبغي على كل طرف أن يعرف جيداً رغبات الطرف الآخر، مع تجنب التركيز على تحقيق رغبات طرف واحد على حساب الآخر؛ لأن ذلك يؤدي مع الوقت إلى الشعور بالإحباط. [4]

الاستعداد لتقلبات العلاقة

من المهم جداً إدراك أن كل علاقة تمر بفترات صعود وهبوط، فقد يعاني أحد الطرفين من فقدان وظيفته، أو وفاة أحد المقربين إليه، وكل ما يحتاج إليه هو التفهم والاحتواء من الطرف الآخر؛ لأن كل شخص يتعامل مع الضغوط النفسية بشكل مختلف، وقد يؤدي سوء الفهم في بعض الحالات إلى مشكلة كبيرة تؤثر على نجاح العلاقة. [4]

لا شك أن الحب من أرقى المشاعر الإنسانية التي يمكن أن يمر بها أي شخص، كما أنه يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية والبدنية، وهناك العديد من النصائح البسيطة التي تساعد على الاحتفاظ بعلاقات الحب الناجحة؛ حتى يستمر تأثيرها الإيجابي على الطرفين طوال الوقت.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!