;

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 06 نوفمبر 2022
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي في يومنا هذا هي بوابة لعالم افتراضي يتعرف فيه الأشخاص على بعضهم البعض من كل مكان، ومن خلالها يتبادلون أفكارهم ويتشاركون المعلومات فيما بينهم، ولا أحد ينكر فوائدها، لكن علينا أن ندرك مخاطرها أيضاً لنحاول تجنبها. نوضح الآن ما هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، وكيف يمكن تجنب سلبياتها وتحسين علاقتنا بها لنتمتع بتأثيرها الإيجابي. [1]

ما هي مواقع التواصل الاجتماعي

تطور الإنترنت بشكل ملحوظ خلال 25 سنة الماضية، فبدلاً من الاعتماد على البريد لإرسال الرسائل أصبح هناك البريد الإلكتروني الذي يمكنه إرسال مختلف أنواع الرسائل خلال بضع ثوان، وظهرت مواقع التواصل الاجتماعي بعد ذلك لتوفر استخدام أسهل وأسرع، وتشمل هذه المواقع العديد من المنصات الإلكترونية، مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وماي سبيس، حيث يتفاعل الأشخاص من خلالها عن طريق المناقشات، والصور، والفيديوهات.

تشير العديد من الإحصائيات إلى أن ما يقارب 42% من البالغين يستخدمون أكثر من منصة، كما أن غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تقل أعمارهم عن 30 سنة، ومع ذلك فإن المستخدمين الأكبر سناً في تزايد ملحوظ.[2]

ما هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

يعد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية سلبياً وإيجابياً، وهذا يعتمد على طريقة الاستخدام، أما عن السلبيات فهي تشمل ما يلي:

فقدان احترام الذات

يظهر معظم الناس بأفضل صورة ممكنة عندما يشاركون صورهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم عند ذهابهم للتنزه أو للرحلات الصيفية، وعندما ينتقل البعض بين هذه الصور والمقاطع يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وعن حياتهم، ويظنون أن الجميع يحظون بأوقات سعيدة ومظهرهم لا يعيبه شيء، مما ينتج عنه فقدان احترام الذات على الرغم من أن كل ذلك غير واقعي، حيث أن هذه الصور تتعرض للعديد من التعديلات، كما أن لا أحد منا حياته تخلو من المتاعب.[1][3]

الاكتئاب

يحتاج البشر إلى التواصل وجهاً لوجه للحفاظ على صحتهم العقلية، ولذلك قد يسبب البقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة تزيد عن ساعتين يومياً زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب نتيجة العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، بالإضافة إلى الخلافات التي قد تحدث عبر تلك الصفحات من خلال التعليقات السلبية والتي قد تسبب الخوف والقلق.[3][4]

التنمر الإلكتروني

يتعرض بعض الأشخاص للتنمر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق التعليقات المسيئة، وقد ينتج عن ذلك آثاراً نفسية مؤلمة تستمر لفترة طويلة.[3]

امتصاص الذات

يحاول معظم الناس الظهور بأفضل شكل لديهم كما ذكرنا سابقاً، وينتج عن ذلك التركيز غير الصحي على مظهرهم الخارجي بشكل مبالغ فيه عوضاً عن التركيز على الهدف الحقيقي من التصوير، وهو خلق ذكريات مع العائلة والأصدقاء. كما أن عدم تلقي النتائج المرجوة والتعليقات الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي يشعرهم بالإحباط، وكراهية الذات، وفقدان الثقة بالنفس.[3][4]

فقدان القدرة على التحكم في الانفعالات

قد يؤدي الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي إلى فقدان القدرة على التحكم في الانفعالات، خاصة إذا تم تحميل تلك المواقع على الهاتف الذكي لأن ذلك يعني ببساطة سهولة الوصول إلى جميع حسابات تلك المواقع طيلة الوقت، مما يؤثر سلباً على التركيز، والنوم، والعلاقات الشخصية.[4]

ما هي العلامات التي تدل على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

يقضي كل منا مقداراً من الوقت على تلك المواقع بشكل مختلف عن الآخر، فهناك من يهمل علاقاته مع الآخرين وينصرف انتباه نحوها طيلة الوقت مما يؤثر على عمله، أو مدرسته، أو جامعته، مع شعوره بعدم الرضا والغضب، وهناك من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بقدر معقول ويستفيد منها بدلاً من أن تضره، وهذه بعض العلامات التي تدل على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية بالسلب:[3][4]

  1. قضاء الكثير من الوقت: قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من قضائه مع الأشخاص في العالم الحقيقي، وبذلك تقل الرعاية الذاتية، مثل الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية والحصول على قسط كاف من النوم.
  2. اضطرابات النوم: المعاناة من اضطرابات النوم نتيجة الاستيقاظ المبكر والنوم المتأخر لمتابعة الضوء المنبعث من الهاتف.
  3. المقارنة السلبية: مقارنة نفسك بشكل سلبي مع الآخرين.
  4. التنمر الإلكتروني: التعرض للتنمر الإلكتروني، وفقدان السيطرة على ما ينشره الآخرون عنك.
  5. التشتت في المدرسة أو العمل: التأثير السلبي على الدراسة والعمل نتيجة نشر محتوى عن نفسك بشكل منتظم، واضطرارك لمتابعة الإعجابات والتعليقات طيلة الوقت.
  6. تفاقم أعراض الاكتئاب: الشعور بالمزيد من القلق، والوحدة، وتفاقم أعراض الاكتئاب فور الانتهاء من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من تحسن المزاج.
  7. التعرض للمخاطر: قد يمارس البعض أنشطة خطيرة ليتلقى المزيد من الإعجابات والتعليقات على صفحته الإلكترونية، مثل عمل مقالب خطيرة، أو نشر محتوى محرج، أو استخدام الهاتف أثناء القيادة.

ما هي إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي 

على الرغم من كل سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي السابق ذكرها إلا أن لديها بعض الفوائد، وتشمل إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:[5]

  1. زيادة الوصول إلى الموارد: تساهم هذه المواقع في تسهيل الوصول إلى الكثير من المعلومات، مثل مجموعات الدعم، أو أدوات النصح القيمة والمفيدة.
  2. زيادة الوعي: تساهم هذه المواقع أيضاً في زيادة الوعي عن طريق تعلم المزيد عن فرص التطوع، أو دعم المنظمات التي لديها تأثير إيجابي على العالم، أو التواصل مع أشخاص في كل مكان لديهم قيم متشابهة ويعطون الأولوية لنفس القضايا.
  3. توسيع دائرة المعارف: تتيح مواقع التواصل الاجتماعي التعرف على أشخاص آخرين في مناطق مختلفة لتوسيع دائرة المعارف خارج حدود المنطقة أو البلدة الصغيرة التي تعيش فيها.
  4. صقل المهارات: توفر هذه المواقع فرص للاستفادة من تجارب الآخرين الذين يمتلكون نفس الاهتمامات والتعلم منهم مما يصقل المواهب والمهارات، مثل تعلم التصوير الفوتوغرافي، والكتابة الإبداعية، ومهارات الطبخ، والفنون، والشعر.

ما هي أفضل الطرق لتحسين العلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي

تشمل أفضل الطرق لتحسين العلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:[1][5]

  1. متابعة السلوك: يجب على كل منا متابعة سلوكه على هذه المواقع والصفحات، والغرض من استخدامه لها، هل هو هادف أو لمجرد التسلية والإلهاء.
  2. النوم الجيد: يجب علينا جميعاً الاعتماد على المنبه القديم أو المنبه الرقمي للاستيقاظ من النوم، مع ترك الهاتف الذكي في غرفة مجاورة بدلاً من بقائه بجانبنا ومتابعة الضوء الصادر منه طيلة الوقت.
  3. تنظيم المحتوى: يجب الانتباه إلى نوع المحتوى الذي نتابعه بدقة، وما هو أكثر محتوى يسبب لنا الضيق ويؤثر سلباً على الصحة العقلية والنفسية لنتجنبه ونستبدله بما هو مفيد وصحي، مثل مشاهدة الأفلام الوثائقية على يوتيوب.
  4. استخدام الكمبيوتر: يمكن التعود على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي على جهاز الكمبيوتر فقط بدلاً من المتابعة المستمرة على الهاتف المحمول.
  5. البحث عن أنواع أخرى من المرح: يمكن تقليل الوقت المعتاد على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق ممارسة أنشطة أخرى، مثل قراءة الكتب، أو التنزه مع الأصدقاء، أو مشاهدة العروض الكوميدية المرحة.

تذكر أن بإمكانك تجنب سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق إدارتك للمحتوى الذي تقدمه أو تتابعه، وعليك أن تتأكد من أن علاقتك بها لا تؤثر على صحتك النفسية وعلاقاتك الاجتماعية، وذلك بمتابعة سلوكك على تلك المنصات باستمرار ولا تتغاضى عن أدق التفاصيل، فأنت من تختار هل تستخدمها لتضييع وقتك أم لاستثماره.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!